21 سبتمبر 2008

الكينونة 21

في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ..وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكن َّ المكتوب َ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟
لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم

------------------------------

تعرفنا في الإصحاح السابق على أزواج يعقوب، ليئة وراحيل وجاريتيهما، وكيف أنجب أولاده الذين سيبلغ عددهم اثني عشر ابنا

ونواصل سرد قصص العهد القديم


الإصحاح الحادي والثلاثون الآيات من 1 إلى 54

يعقوب يلجأ إلى الهرب

وسمع يعقوب ُ أن بني لابان يقولون:" أخذ يعقوب ُ كل َّ ما كان لأبـيـنا، ومما لأبـيـنا جمـَع َ كل َّ هذه الـثـروة". ونظر يعقوب ُ إلى لابان َ، فرآه تغـيّـَر نحوه ُ عما كان عليه من قبل. فقال الرب ُّ ليعقوب َ:" إرجع ْ إلى أرض ِ آبائـك َ وعشيـرتِك َ وأنا أكـون معك".
فأرسل َ يعقوب ُ ودعا راحيـل َ ولـَـيـئة َ إلى البريـة ِ حيث ُ كانت غـنمـُه ُ، وقال لهما:" أرى أباكـُما تغـيَّـر نحوي عما كان عليه من قبل، ولكن ِ إلـه ُ أبي كان معي. وأنتما تعرفان ِ أني خدمت ُ أباكـُما بكل ِّ قدرتي، وأبوكـُما غدَر َ بي وغـيَّـر َ معي في أجرتي عشر مرات ٍ. ولكن اللهَ لم يدعـْه ُ يسيء ُ إلي َّ. فكلما قال:" الـرُّقـْط ُ تكون أجرتـَك َ" ولدت جـميع ُ الغنم ِ رُقـطا ً، أو قال:" الـمـُخططة ُ تكون ُ أجرتـَك َ" ولدت جميع ُ الغنم ِ مخططة ً. فأخذ الله ُ مواشي أبيكما وأعطانيها. وحدث هذا وقت وِحام ِ الغنم ِ، حين رفعـَت ُ عيني ونظرت ُ في المنام ِ فرأيت ُ الـتـيوس َ التي تشب ُّ على الغنم ِ مخططة ً ورقطاء َ ونمراء. فقال لي ملاك ُ الله ِ في الحـُلـُم ِ:" يا يعقوب ُ! قلت ُ نعم، ها أنا. قال: إرفع ْ عينيك وانظر ْ. جميع ُ الـتيوس ِ التي تشب ُّ على الغنم مخططة ٌ ورقطاء ُ ونمراء ُ، لأني رأيت ُ كل َّ ما يفعلـُه ُ لابان ُ بك. أنا إلـه ُ بيت ِ إيل َ حيث ُ نصبت َ عمودا ً ومسحتـَه ُ بالزيـت ِ لتكرسـَه ُ لي، ونذرت َ لي نذرا ً. والآن قم اخرُج ْ من هذه الأرض ِ وارجع ْ إلى أرض ِ مولـِدِك َ".
فأجابتـْه ُ راحيل ُ ولـيئة ُ:" هل بقي َ لنا نصيب ٌ وميراث ٌ في بيت ِ أبـيـنا؟ حـُسـِبـنا عنده غريـبـتـين، فباعنا وأكل ثـمننا؟ كل ُّ الثروة ِ التي أخذها الله ُ من أبـيـنا أعطاك َ إيـاها هي لنا ولبنـينا، فاعمل ْ بكل ِّ ما قاله الله ُ لك".

فقام يعقوب ُ وحمل َ بنـيه ِ وزوجاتـِه ِ على الجـِمال ِ، وساق َ كل َّ ماشيتـِه ِ وكل َّ ما امتلكـَه ُ واقـتـناه ُ في سهل ِ آرام َ. وقصد َ إلى إسحق َ أبـيه في أرض ِ كنعان َ. وكان لابان ُ غائـبا ً يـجـُزّ ُ غنمـَه ُ، فسرقـَت ْ راحيـل ُ أصنام َ أبـيها. وخدع َ يـعـقوب ُ لابان َ الأرامي ّ َ ولم يـُخبـِرْه ُ بفرارِه ِ. وهرب بجميع ِ ما كان له، فعبر َ نهر الفرات ِ وتوجـَّه َ إلى جبل ِ جِلعاد َ.

لابان يلحق بيعقوب

وتلقـّى لابان ُ بعد ثلاثة ِ أيام ٍ خبـر َ فرار ِ يعقوب َ، فأخذ رجالـَه ُ معه ُ وسعى وراءَه ُ مسيرة َ سبعة ِ أيام ٍ حتى لحق َ به في جبل ِ جِلعاد َ، فجاء الله ُ إلى لابان َ الأرامي ِّ في الحلم ِ ليلا وقال له:" إيـاك َ أن تـُكـَلـِّم َ يعقوب َ بـخير ٍ أو بـشر ٍّ". وكان يعـقوب ُ نصب َ خيمتـَه ُ في التلال ِ حين لحق َ به لابان ُ، فخيـّم َ لابان ُ مع رجالـِه ِ هناك في جبل ِ جِلعاد َ.
وقال لابان ُ ليعقوب َ:" ماذا فعلت َ؟ أقـلقـت َ بـالي وسـُقـْت َ بنـتـي َّ كما تـُساق ُ سـبايا الحرب ِ. ولماذا هربت َ خـِفـية ً وأقلقـتني ولم تـُخـبِرْني، فأشـيـِّعـَك َ بفرح ٍ وغناء ٍ ودف ٍّ وكـَنـّارة ٍ؟ ولم تـَدَعـْـني أقبـِّل ُ حفـَدَتي وبناتي، فأنت بغباوة ٍ فعلت َ. والآن أنا قادر ٌ أن أعاملـَـكـُم بسوء ٍ لولا أن إلـه أبـيكـُم كلـّمني البارحة َ فقال لي: إيـاك أن تكلم يعقوب َ بـخير ٍ أو بشـرّ ٍ. وأنت إنما انصرفت َ من عندي لأنك اشـتـقت َ على بيت أبـيك َ، ولكن لماذا سرقت َ آلـهتي؟".

فأجابه يعـقوب ُ :"خفت ُ أن تـغـتصـِب َ بـنـتـيك َ مني. وأما آلـهتـُك َ، فإذا وجدتـْـها مع أحد ٍ منا فلا يـسـتحـق ُ الحياة َ. وأثـبت ْ ما هو لك معي أمام رجـالـِنا وخـُذه ُ". وكان يعـقوب ُ لا يعرف ُ أن راحيل َ سرقت ْ آله ةَ لابان َ. فدخل لابان ُ خيمة َ يعـقوب َ وخيمة َ لـيـئة َ وخيمة َ الجاريـتـين، فما وجد َ شيئا. وخرج من خيمة ِ لـيـئة َ ودخل خيمة راحيل َ. وكانت راحيل ُ أخذت ِ الأصنام َ ووضعتها في رحل ِ الجمل ِ وجلست فوقها. فـفـتش لابان ُ الخيمة َ كلها، فما وجد شيئا ً، وقالت راحيل ُ لأبـيـها:" لا يـَغـيظـُك َ يا سيدي أني لا أقدِر ُ أن أقوم َ أمامـَك َ لأن عـلـي َّ عادة َ النساء ِ". فلم يـجد ْ لابان ُ أصنامـَه ُ التي فـتـَّـش َ عنها.
فاحـتـد َّ يعـقوب ُ وخاصم َ لابان َ وقال له:" ما جريـمتي وما خطيـئـتي حتى خرجت َ مسرعا ً ورائـي؟ فـتـَّـشت َ جميع أشيائي، فماذا وجدت َ من جميع أشياء ِ بيـتِك َ؟ إن وجدت َ شيئا، فضعـْـه ُ هنا أمام َ رجالي ورجالـِك َ، ليحكموا بيني وبينك. لي عشرون َ سنة ً معك، فلا نـِعاجـُك َ أسقطت مواليدها ولا عـِنازُك َ، ولا أنا من كـِباش ِ غـنمـِك َ أكلت ُ. ما كانت تـفتـَرِسـُه ُ الوحوش ُ لم أحضـِر ْ إليك َ بـُرهانا عنه، وإنما كنت ُ أتحمل ُ خسارتـَه ُ وحدي، وكنت َ أنت تطالبني به، سواء ٌ سـُرِق َ في النهار ِ أو سـُرِق َ في الليل. وكان يأكـُلـُني الـحر ُّ في النهار ِ، والصقيع ِ في الليل، ولطالما هرب َ النوم ُ من عيني َّ. لي عشرون سنة ً في بـيتـِك َ، خدمتـُك َ فيها أربـع َ عشرة َ سنة ً بدل َ بـنـتـيك َ وست ِّ سنوات ٍ بدل غـنمِك َ، وغيرت َ معي في أجرتي عشر َ مرات ٍ. ولو لم يكن إلـهُ أبي، إله إبراهيم َ ومهابة ُ إسحق َ معي، لكنت َ الآن صرفـتـَني عنك فارغ َ اليـدين. ولكن اللهَ نظر إلى عنائي وتعب ِ يدي َّ فوبـَّـخـَك َ البارحة َ".

العهد بين يعقوب ولابان

فأجاب لابان ُ يعقوب َ :" البنات ُ بناتي، وبنوهن َّ بني َّ، والـغـنم ُ غنمي، وكل ُّ ما تراه ُ هو لي، فماذا أقدر ُ الآن أن أفعل َ لأستعيد َ بناتي والبنين الذين ولدتهم؟ فتعال نقطع ُ عهدا، أنا وأنت، ونقيم شاهدا ً بيني وبـينك". فأخذ يعقوب ُ حجرا ً ونصبه ُ عموداً وقال لرجالـِه ِ:" اجمعوا حجارة ً. فجمعوا حجارة ً كوموها وأكلوا طعاما فوق الكومة ِ. وسمـّاها لابان ُ يـَجـَرْسـَهـْدوثا، وسماها يعقوب ُ جـَلعـيد َ، وقال لابان ُ:" هذه الكومة ُ تكون شاهدا ً بيني وبـينك َ اليوم". ولذلك سـمّـيت ْ جلعيد َ. وسميت أيضا المصفاة َ. لأن لابان َ قال :" يصافي الرب ُّ بيني وبينك حين يتوارى واحدُنـا عن الآخر ِ. إنْ أذللت َ بـِـنــتي َّ أو تزوجت َ نساء ً عليهما، فلا أحد َ منا معك ليرى، ولكن الله َ شاهد ٌ بيني وبينك". وقال لابان ُ ليعقوب َ:" هذه هي الكومة ُ، وها هو العمود ُ الذي وضعت ُ بيني وبينك. هذه الكومة ُ شاهدة ٌ والعمود ُ شاهد ٌ أني لا أتجاوز ُ هذه الكومة َ لأسيء َ إليك َ، وأنك لا تتجاوز ْ هذه الكومة َ وهذا العمود َ لتسيئَ إلي َّ. إلـه ُ إبراهيم َ وإلـه ناحور َ يحكم ُ بيننا. وحلف َ يعقوب ُ بمهابة ِ أبـيه ِ إسحق َ، وذبح َ ذبـيحة ً في الجبل، ودعا رجالـه ُ ليأكلوا طعاما فأكلوا وباتوا في الجبل ِ.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ....
كنت قاعدة أدور على موضوع في google علشان أقراه .. ما لقيت أبلغ من مقالاتك .. بدون ما أحس قريت اللي أقدر عليه بساعات .. ما أدري !! أحترت !! عشقت أسلوبك بالكتابة ؟؟ أو عشقت الانسان فيك ؟؟
أدعو لك من كل قلبي تلتقي بمحبوتك المجهولة ..
اذا ممكن أكلمك = بموضوع = عن طريق ايميل .. ؟؟
آسفة جدا اذا كان تلبية الطلب صعب .. لا تتخيل انه سهل علي أطلب هالطلب بس جد في موضوع .. و لك كل الحرية طبعن في القبول و الرفض ..

sologa-bologa يقول...

شكرا على الإطراء والإشادة

أما على التواصل فإيميلي موجود على صفحة الوضع الخاص بي وهم أرجع أحطه هني مرة ثانية
:)

sologabologa@hotmail.com

وإن شاء الله نقدم اللي نقدر عليه


ودمتم بحب وود