31 يوليو 2006

شكرٌ خاص موجه إلى كل من زار المدونة ودوّن فيها ما دوّن من تمنيات بعودة سالمة إلى أرض الوطن
شكرٌ موجه إلى من زار المدونة ولم يدون فيها فتكفيني هذه الزيارة
وأقول شكرا لمن لم يزر المدونة لأنه لم يعرفها ويتعرف عليها
وإلى الزملاء المدونين أقول لكم رغم فترة انقطاعي إلا أنني كنت على تواصل ومتابعة مع ما سطرتموه في مدوناتكم وما خطته أناملكم وما نضح به لبابكم
وكنت أعلق ما استطعت أن أعلق حسب ما تسمح به الظروف وما يتاح لي من وقت
كان الأهم بالنسبة لي أن أكون على تواصل

ههههههه اللي يسمع يقول طق مطاقق على المدونة، بصراحة ما أدري من وين يايب هالكلام :)
المهم قلت في عقل بالي أكتب شي اليوم على الأقل علشان لحد ينسى هالمدونة وتطول فترة الانقطاع اللي احتمال تستمر عشرة أيام أخرى وربما أكثر

في داخلك عدة شخصيات..اكتشفها

في روايته التي عنونها ب(فيرونيكا تقرر أن تموت) أورد الروائي البرازيلي باولو كويليو على لسان بطلة الرواية جملة استوقفتني ،بل إنني فكرت فيها وسبرتُ أغوارها إذ قالت
"لهذا كنت أبكي، أردت تناول الحبوب لقتل شخصي الذي أكرهه. لم أعلم أن في داخلي عدة شخصيات غيري.عدة فيرونيكات.. لكنت أحببتهن"
فبعد أن قرأت هذه الجملة بدأت بالتفكير في مكنوناتها وماذا يريد الكاتب أن يقول في هذه الجملة، فحولت هذه الجملة إلى تساؤل بل إلى سؤال جوهري
لا أعلم إن كان في داخلي عدة شخصيات غيري.. فكم عبدالله في داخلي؟ وهل سأحبهم جميعا؟

أنا قريت الرواية بالليل، ولما قعدت من النوم كانت الجملة تعلب براسي، فبدأت لحظات الينون والخبال عندي.. وأول شي سويته جابلت المنظرة (المرآة) دققت في ملامح ويهي وعلى طول تذكرت عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية على هامان يا فرعون ورددت نفس جملته لكن مع تغيير الأسماء
الويه ويه وحيد سيف والصوت صوت ماجد سلطان
تعوذت من ابليس ورحت غسلت ويهي، ورديت جابلت المنظرة، نفس الويه بس اللهم صحصح شوي.. ابتسمت وسألت الظاهر أمامي في المرآة
من تكون؟؟ أي عبدالله انت من الذين في داخلي؟؟
طبعا لا إجابة، لأن المرآة تعكس الواقع الظاهر ولا تعكس الباطن، بعدها قررت أن أترك هذه الإجابة للآخرين وهم يقررون أيهم أنا
ففي عالمي الخاص تتملكني الحيرة ولا استطيع الإجابة على هذا السؤال، فقد أكون المتفائل أو المتشائم أو الإنسان الطموح أو المتخاذل أو المندفع أو الحساس.. وقد أكون غير ذلك
لكن الأهم من ذلك كله، أن أطرح هذا السؤال، وأتمنى أن يطرحه جميع البشر على أنفسهم.. لأننا بحاجة ماسة إلى اكتشاف ذواتنا وشخصياتنا المتعددة، وربما نختار الشخصية المثالية (نسبيا) كي نتمكن من التعايش مع بعضنا

15 يوليو 2006

خواطر إنسان وحيد
ها أنا أعود وحيدا
وكيف لا !! والناس بطبعهم حب الذات
جميعهم يرددون دائما .. "أنا ومن بعدي الطوفان" .. هراء
عندما تجتاحهم الحاجة، يهيمون كالجراد الباحث عن أرض خضراء
ليلتهموها وتصبح الأرض بعدهم جرداء
أكره الغوغاء.. وهم ليسوا أكثر من غوغاء
أحب البقاء في الفناء.. فهو أكثر نقاوة وصفاء
نعم .. الغوغاء أثره السلبي كبيرٌ على أرضنا الجميلة
تلوث بيئي خطير سببه الغوغاء
الجراد ملعون مطرود من كل مكان
فلماذا الآن !! لماذا يأتون به ليأكل الرمان
يأكل العنب .. يأكل البلح .. يأكل الإنسان
أ مات الإنسان !!
ربما لم يمت بعد ، لكنه في سبات عميق
لا أعرف بالضبط متى يصحو هذا الإنسان
أكله الجراد ولا يزال نائما .. حالما
جرده من كل زاد .. وجرده من العتاد
أ يعقل أن يباع الإنسان في المزاد ؟!!
هذا ما فعله الجراد
أودى بالعباد .. واستشرى الفساد
فصار الإنسان لا يهوى غير نفسه
آه ثم آه وبعدها آهات
زفر بها هذا الفؤاد
والناس لا يزالون رقادا.. وكأنهم في المهاد
أيها البشر
بأي الأوضاع تلك تكذبون !! ألا ترون ؟!!
عاث الجراد بأرضكم وأنتم تلهون
تسكرون .. وليس بالخمر تسكرون
على وجوهكم تهيمون .. ولا تدرون
إلى أين أنتم سائرون
غركم المال ببريقه وأنتم له عابدون
ألا تعلمون !!
إن الحياة عقيدة وبها لابد تجاهدون !!
اقتلوا الجراد .. وأعلنوا الجهاد
ضد أوكار الفساد .. هلموا يا عباد
واعلموا أولا
إن أوكار الفساد ليست بيت دعارة
وليست وكرا يعيش فيه الخمّارة
إن الفساد في العقول وفي الإدارة
تيقنوا أولا .. أن الإدارة في الجسارة
اعقدوا العزم أولا ثم أشعلوا ناره
لا تنتظروا صلاح الدين أو خالدا أو عمارة
بل بيدكم أنتم لا غيركم كل أسباب الإثارة
فأثيروا النخوة في قلوبكم.. والضمير أعلوا داره
كفانا ما نحن فيه من خضوع وكل يوم خسارة
آه من الخسارة
نارها تصلي الوحيدا
أنا وحدي انتظر الميعاد.. انتظر الوعيدا
ليت سكري يمنحني القوة.. فأكون بما أقول شديدا
ويْحَكم أمة ضحكت من جهلها الأسودا *
أفضل أن أبقى وحيدا.. أداعب كأسي
وأرفض كل من عاش يمجد قوله تمجيدا
وأفضل أن أكون وحيدا .. كأسي يناجيني
والوتر لي شهيدا
لأنني كفرت بكم يا أمة.. تهوى الكلام
وتمجده تمجيدا
وفضلت أن أبقى وحيدا .. وحيدا
-------------------------------------------------------------------------
لضرورة القافية لا الوزن استبدلت كلمة الأسودا بكلمة الأسودُ
فالصواب هو ضحكت من جهلها الأسودُ .. هذا للعلم وحسب

13 يوليو 2006

سأجد ذاتي حين أضمك ............. 20 / 7 / 2005
أيتها المجهولة
تحية طيبة وبعد
ربما هذه المرة الأولى التي أكتب إليك رسائلي بعد اغتراب دام سنة كاملة عن الوطن.. وربما عنك أنت أيتها المجهولة، ولا أدري إن كان أسلوبي ذاته لم يتغير، بل لم يتأثر بطول الانقطاع أو أنه لم يتأثر بطول الغربة
أحيانا أحس بأنني وحيد في هذه الغربة، فينتابني شعور بالاغتراب، وأحيانا أخرى أشعر بأنني في وطن ليس غريبا عن وطني، فيتبدد شعور الاغتراب.. ولكن في كلتا الحالتين أشعر بالاغتراب لبعدي عنك أيتها المجهولة
أعترف لك يا حبيبتي المجهولة بأنني توقفت فترة من الزمن عن البحث عنك، وإذ ألتمس منك المغفرة، فإنني سأشرح أسباب توقفي عن البحث عنك، وأقسم بإنسانيتي أن هذا التوقف خارج عن إرادتي الصغيرة البسيطة.. فمنذ عام مضى وأنا أحاول أن أجد ذاتي في الغربة، أن أجد كياني، أن ألمس جسدي وأتعرف عليه، فإنني متأكد من أن تغييرا كبيرا قد طرأ على جسدي، وربما فكري، بيد أنني لا أعتقد ذلك .. وأيضا لا أستبعده
يا حبيبتي مهما أطلت في رسالتي فإن الشفاعة لا تأتي إلا منك، وإن الغفران لا يطلب إلا منك أنت يا حبيبةً لم أنسها قط، وإن انشغلت أو شاغلتني الظروف عنها.. أتمنى أن أجد ذاتي قريبا، لكنني متأكد بل متيقن أنني سأجد ذاتي حين أجدك أمامي وأضمك إلى صدري.. يا حبيبتي المجهولة
من أراد أن يفهم الأوضاع السياسية في الكويت فليتبع الخطوات التالية
أولا
ترديد هذه المقولة خمس مرات وبسرعة كل ست ساعات
أشرقت الشمس المتغطلمطلسة على عباد الله المتغطلمطلسين فتغطلمطلسو فيها
ثاينا
ترديد هذه المقولة خمس مرات بعد كل وجبة
خميس كمش خشم حبش وحبش كمش خشم خميس وحبش وخميس تكامشو بالخشوم
ثالثا
ترديد هذه المقولة قبل النوم خمس مرات
أرنب نطت من منومها راحت منوم غير منومها
ونتمنى لكم فهما سريعا للاوضاع في الكويت
وسامحوني

10 يوليو 2006

يا بلد لا تونّ
يا بلد لا تونّ من جرحك يوم وتعاني
ونّتك تشق الصّدر ونوحك أشجاني
صدقني يا بلد .. سحابة صيف وتمر
صدقني يا بلد .. بتشوف اللي يسر
وعيالك يا بلد .. إيدهم وحدة
وقت الشدايد
الفقير ويّا الغني ..الحضري والبدوي
والشيعي والسني
كلهم تحت قايد
قايدهم الحب والوفا لك يا بلد
حشا محد يزايد
يا بلد لا تونّ .. ونّتك نار بالجوف
مو على غيرك أخاف ويملاني الخوف
يمكن عاصفة مرت لكن مسيرها تطوف
ونّتك بألف ونّـة في قلبي
إنت حياتي ودنيتي وكل حبي
على سيفك يا بلد أنشد بموّالي
وفي برك يا بلد أحط ترحالي
وأغني مع نسمتك يا حالك وحالي
يا بلد لا تونّ
الجرح لابد ينبرى مهما غزر
في رمل صحراك الدوا وسيف البحر
وعيالك تحوفك يا بلد دب الدهر
يا بلد
العين ما ترمش اذا ما تشوفك
والقلب خفقته صفقة في كفوفك
والصوت يغني بوفا "لي بلد حَسين".. نعم
يزهى بطلته "يعجب الناظرين" .. نعم
في وصاله أحلى وصل
غصبٍ على كل الحاسدين .. وأحلى نغم
يا بلد لا تونّ
ما عاد للونّـة في ربوعك مكان
عيالك حُماتك على طول الزمان
تذكر يا بلد ذاك الزمان !! آه
كنا نتجمع في الشتا على الدوة
أنا وإنت والأهل
نتسامر ونتحاور حشا
ما حسينا بكدر أبد
ولا حسينا بملل
كانت الدنيا حولنا صغيرة
كانت الفرحة فيها كبيرة
كنا نصرخ كلنا بفرح
يا زين هالوطن يا حلو هالديرة
صدقني يا بلد
هالأيام لابد تعود
ونعيش ليالي السعود
الصغير فينا ويّا العود
بس الأهم يا بلد .. لا تونّ
لا تونّ.. لا تونّ

09 يوليو 2006

قتلتنا الردة
قتلتنا الردة يا قلبي .. قتلتنا الردة
شرب الأشرار نخب دمائنا.. فسكروا
ونحن لا نزال نلهو.. ونحلم .. ونلعب
قطعنا غصن الزيتون بأيدينا
كسرنا عود الرمان بأيدينا
حرقنا حقل العنب والتين بأيدينا
نثرنا بذور الشوك بأيدينا
والآن نصيح ألما بسبب جرح في أقدامنا
وا أسفاه
نحاول أن نمسح الدماء ونداوي الجروح
لكن دون جدوى
الجرح ما عاد سطحيا
إنه عميق .. عميق جدا
وأنتِ
كيف تحلمين بالأشجار والحقول والورود
قطعت الأشجار.. أحرقت الحقول.. ذبلت الورود
وها أنت الآن نائمة بلا ورود
أحببتك.. لكنني لم أحسن صناعة الحب
صنعت ما هو أكثر خطرا.. فقتلت الحب
قتلتك.. وقتلته .. وقتلت الورود
لم أجد وردةً واحدةً.. أزين بها وجهك الجميل
لم أجد وردة واحدة.. استخلص منها العطر
لأعطر جسدك النحيل
لم أجد وردة واحدة.. أصنع منها تاجا جميلا
أزين به شعرك الليلي
يا من علمتني أول درس حقيقي في هذه الحياة
قتلتنا الردة يا قلبي .. قتلتنا الردة
وأنتم
لم نزعتم الورود وزرعتم الأشواك ؟
لم نجرتم الأشجار لتصنعوا الرماح ؟
لماذا .. لماذا ؟؟
أشعلتم النيران في الشتاء لتحرقوا الجثث
لا لتتدفئوا
قطعتم الأشجار والأغصان لتزيدوا ألسنة نيرانكم
من ينقذ الأشجار.. من ينقذ الأغصان.. من ينقذ الأطفال
من ينقذ الورود .. من ينقذ الحب ؟!! آآه
كسرتم الحرف الأول من كلمة بشر فأصبتم بـِشر
وكرهتم كلمة الحب فأضفتم حرفا راق لكم
فتغيرت كل المعاني .. الحب .. الحرب
الحب جبل صامد أمام كل الهـِزات والزلازل
لكنكم وقعتم في وادي الحرب السحيق
ومن يقع.. لا يمكنه الخروج
فضلتم الوقوع في الوادي المظلم على اعتلاء قمة الجبل
تنشقتم الدخان وسعلتم من العطور
راق لكم منظر القبور الجماعية.. وكرهتم المروج
بئس ما تفعلون.. بئس ما تفعلون.. بئس ما تفعلون

08 يوليو 2006

أحمد مطر .. وحبيبته الكويت
كتب هذه القصيدة حين ساروا به إلى طائرة النفي،بعد أن صدرت أوامر عليا بنفيِهِ مع صديقه رسام الكاريكاتير الفنان ناجي العلي الذي كتب عنه وله قصيدةً في ديوان أو ديوانَ في قصيدة "ما أصعب الكلام" بعد أن قتل غدرا في لندن،إذ كانا صديقين يعملان لصحيفة القبس الكويتية..بيد أن "السلطات الخارجية" حينذاك لم ترض أن يستمر هذان الاثنان في دولة الكويت التي كانت منبرا حرا للكلمة والرأي،لما يتمتعان به من أسلوب جرئ وناقد للأوضاع العربية إبان فترة ثمانينيات القرن المنصرم،والتي شهدت أحداثا كثيرة وتوترات عديدة لا مجال لذكرها الآن..
فالوقت وقت الشعر والقصيد لا اجترار الذكريات،وعرض شريط الماضي،ومن الجدير بالذكر أن هذه القصيدة كانت مقدمة لديوانه "العشاء الأخير لصاحب الجلالة إبليس الأول" وإليكم هذه القصيدة.."يا كويت"..متمنيا لكم قراءة ممتعة..
كم على السيف مشيت
كم بجمر الظلم والجور اكتويت
كم تحملت من القهر
وكم من ثقل البلوى حويت
غير أني ما انحنيت
كم هوى السوط على ظهري
وكم حاول أن أنكر صبري
فأبيت
وهوى ثم هوى، ثم هوى
حتى هويت
غير أني عندما طاوعني دمعي عصيت
مذهبي أني كريم بدمائي
وبخيل ببكائي
غير أني يا حبيبة
حينما سرت إلى طائرة النفي
إلى الأرض الغريبة
عامدا طأطأت رأسي
ولعينيك انحنيت
وعلى صدرك علقت بقايا كبريائي
وبكيت
آه يا فتنة روحي .. كم بكيت
آه يا فتنة روحي .. كم بكيت
كنت من فرط بكائي
دمعة حيرى على خدك تمشي
يا كويت
ماذا نقول عن الكويت ونحن نمر في أزمة تكاد تفرق بيننا !! أيها الكويتيون انتبهوا

06 يوليو 2006

يسألونني عن الحب

يسألني كثير من الناس.. ما هو الحب ؟
قلت لهم: هو كلمة تتكون من حرفين
فقالوا: نعرف ذلك.. هما الحاء والباء.. لكن ماذا يعنيان ؟؟
فأجبتهم بسؤال: ماذا تعتقدون ؟
قالوا : هو الحب .. وهل للحب اعتقادات أخرى؟؟ قلت: ربما !! قالوا : لماذا تفلسف الأمور؟؟
قلت :وأين الفلسفة في ذلك؟؟
قالوا : ولماذا ترى أن للحب اعتقادات أخرى؟؟
قلت: الحب يتكون من حرفين
قالوا: وما الجديد في ذلك؟؟
سألتهم: كيف تعتقدون أن حرفين يملكان سر الكون ؟؟

صمتوا.. فكروا .. ثم أجابوا : لأن الحب شعور يتملك البشر كلهم،

ومن يؤمن به من المؤكد أنه سيكون سعيدا راضيا هانئا ..

وكررت السؤال: كيف تعتقدون أن حرفين يملكان سر الوجود؟؟
صمتوا مرة أخرى.. فكروا.. ثم أجابوا: الوجود هو الحب ، والحب هو الوجود
قلت لهم: إن إجابتكم ليست كاملة ..
تساءلوا: لماذا !!
قلت لهم والثقة تملأ عقلي: الحب هو الوجود.. وهو الشعور.. وهو الإيمان
قالوا: نعرف هذا .. وما الجديد في ذلك ؟؟
أجبتهم والابتسامة تملأ شدقيّ: إنكم لا تدركون سر الحروف وتكوينها
استغربوا .. تبادلوا النظرات.. ثم ملأتهم الشجاعة وسألوا: سر الحروف!! ماذا تعني ؟
قلت لهم: مم يتكون الحب؟
أجابوا بتلقائية: يتكون من الشعور والعاطفة والمودة و..
قاطعتهم سائلا : وأين الحروف بين تلك المشاعر؟
صمتوا..
لم أتح لهم فرصة الإجابة أو محاولة الإجابة..

فقلت: الحب يتكون من حرفين.. الحرف الأول هو الحياة.. والحرف الثاني هو البداية
فكروا قليلا ثم ضحكوا.. وقال قائل منهم: أتسخر منا ؟
نفيت عن نفسي تهمة السخرية من الحب وقلت لهم: فكروا جيدا .. الحياة .. البداية
ضحكوا مرة أخرى وقالوا: إنك تعني بداية الحياة..
فضحكوا أكثر وأكثر وأردفوا قولهم: إنك تعني بح .. هاها
لم أظهر غضبي عليهم بل ابتسمت وقلت: إنما هي الحياة والبداية
قطبوا حواجبهم وحاولوا أن يسخروا مني حين قالوا: إنك تفلسف الأمور كما تريد
فقلت لهم: بل الأمور مفلسفة قبل أن أكون
قالوا: ماذا تقصد؟
قلت: الحياة هي الاستمرار.. وهي المودة.. وهي الإخلاص.. وهي العطاء.. وهي الخير كل الخير
استغربوا .. وتساءلوا: والبداية ؟!!
قلت: البداية هي الإظهار.. هي الانطلاق.. هي الإعلان.. هي الرسالة
فاق الاستغرابُ استغرابَهُم : لم نفهم !!
قلت: المودة والإخلاص والاستمرار والعطاء والخير لابد لهم من بداية
هاجوا واستنفروا .. لم يعجبهم قولي فقالوا: أ تريد أن تكون معلما يا هذا ؟؟!!
قلت لهم: كلنا معلمون وكلنا متعلمون
وبإصرار البشر المعتاد طالبوني بالتوضيح
فقلت: نُعلم الحب كي نتعلم الحب
صمتوا !!!
وكررت قولي بصيغة جديدة: إذا لم نتعلم كيف نحب فمن الصعب أن نعلم الآخرين كيف يحبون
صمتوا مرة أخرى، لكن واحدا تكلم وقال: من هو المتعلم ومن هو المعلم ؟
قلت: من يتملكه الحب الحقيقي يستطيع أن يجيب على هذا السؤال
فقال: كلنا يتملكنا الحب الحقيقي
فسألته: وما هو الحب الحقيقي؟
صمت قليلا.. وحاول أن يفكر.. وبالفعل بدأ بالتفكير.. لكنه صمت
فقلت له والآخرون منصتون: حين تبلغَ لفظ الحروف فإنك ستدركُ سر الكلمات
قال: ماذا تعني؟
قلت: حاول بإصرار
قال: أحاول ماذا؟
قلت له: حركة بسيطة
قال: أي حركة!!
قلت: حكِّم بصيرتك
قال: كيف ؟
قلت: حوار برئ
قال غاضبا : أنت تستهزئ؟
قلت له: حِلمٌ باقيٌ
ضجر مني وقال: أنك تمارس لعبة الألغاز ؟
أمر صحبه بالخروج فهاموا له طائعين..
فقلت لهم: انتظروا .. فأنا قلت ما عندي من كلام عن الحب
وقفوا والصمت يغزو وجوههم..
فقلت لهم: تأملوا ما قلته وخذوا الحرف الأول مما قلت في كل إجابة
فكروا.. وهموا يكررون ما قلت: حاول بإصرار .. حاء وباء ..

حركة بسيطة .. حاء وباء .. حكِّم بصيرتك.. حاء وباء ..

حوار برئ .. حاء وباء .. حلم باقي .. حاء وباء..
قلت لهم: ماذا ترون ؟
قالوا بصوت واحد: حاء وباء ثم حاء وباء ثم حاء وباء ثم حاء وباء ثم حاء وباء..

إن حاصل جمعهم هو حب ثم حب ثم حب ثم حب ثم حب ..
فقالوا متسائلين: أ هذا هو سر الحب ؟
قلت لهم: بل هذا هو سر الكلمات.. والكلمة هي البداية..ولكن قبل البداية لابد من وجود حياة.. كي نبدأ الرحلة .. إذن الحياة بداية كل شيء.. وأول حرفين من الحياة والبداية هما الحاء والباء.. فهو الحب الذي يجب أن نبدأ منه في انطلاقنا نحو المستقبل المنتظر

03 يوليو 2006

في البدء كانت الكلمة.. ثم تبعتها الكتابة.. بعدها جاءت القراءة
ولكن
ألا تحتاج الكلمة إلى فكرة صادقة صادرة من العقل كي تكون كلمة صريحة !! ربما
ألا تحتاج الكتابة إلى يد تخط ما يمليه العقل من فكر كي تكون كتابة واضحة !! ربما
ألا تحتاج القراءة إلى عقل يعي ما يراد من الكتابة كي تفهم بصورة صحيحة !! ربما
إذن
لنفكر قبل أن نتكلم.. ولنفكر قبل أن نكتب.. ولنفكر قبل أن نقرأ
وكي يكون تفكيرنا صائبا لابد لنا من عقل نشط فاعل متطور
وإلا أصبحنا كأي مخلوق يتحرك ويأكل ويشرب.. لكنه لا يفكر