24 ديسمبر 2006

حتى تغيروا ما بأنفسكم


إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

أقرأ هذه الجملة من الآية (11) من سورة الرعد (13)، وأتأملها بل أتدبرها جيدا ثم تسري إلى عقلي أسئلة عديدة، قد تجد الإجابة وقد لا تجد..لكن جملة واحدة تبقى راسخة ولا أدري إن كانت إجابة على سؤال أو إنها جملة اعترضت عقلي فأقول
يقرأ المسلمون كلهم هذه الآية، لكنهم لا يتدبرونها، وإن تدبروها فهم بكل تأكيد..لا يطبقونها على أرض الواقع

وبعد أن توصلت إلى هذه الجملة أو هي توصلت إلى عقلي، قررت أن أبتعد عن تفسير الجلالين الذي قال
إن الله لا يغير ما بقوم "لا يسلبهم نعمته" حتى يغيروا ما بأنفسهم من الحالة الجميلة بالمعصية
كما قررت أن أبتعد عن تفسير الطبري الذي قال
إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره
وقررت أيضا أن أبتعد عن تفسير القرطبي الذي قال
أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب، كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم.. فليس معنى الآية أنه ليس ينزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدم منه ذنب، بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير

لن أتحدث عن الوضع العربي وما آل إليه من تردٍ وتراجع ولن أقول انحدار.. ولن أتحدث عن الوضع الإنساني في العالم بل سأكتفي بالحديث عن بلدي..عن الكويت
حين كانت نفوس وقلوب جاسم يعقوب وسعد الحوطي وفيصل الدخيل ورفقائهم على الكويت.. امتلكوا كأس الخليج وفازوا بكأس آسيا وبلغوا نهائيات كأس العالم
وحين كانت نفوس وقلوب صقر الرشود وسعد الفرج وعبدالعزيز السريع وعبدالحسين عبدالرضا ورفقائهم على الكويت.. بلغت الكويت في المجالات الفنية (دراما تلفزيونية ومسرحية وغيرها) مبلغا عظيما ومكانة رفيعة بين الدول
وحين كانت نفوس وقلوب السياسيين (أفضل عدم ذكر الأسماء) على الكويت حظيت بدستور وقوانين وتشريعات راقية.. كما حظيت بطرح عقلاني مبدؤه مصلحة الكويت.. والكويت أولا
وحين.. وحين .. وحين.. أما الآن .. لا أدري ماذا يحدث

قررت أن أسمح لنفسي بأن أفسر الآية الآنفة..وأقول
إن الله لا يعلي من شأن قوم ويبلغهم المراتب العليا حتى يشيعوا ويفشوا ويبثوا الحب والسلام والثقة بينهم
وكل ما أتمناه لاسيما أننا نلج سنة جديدة أن نراجع أفعالنا، وأن نغير ما بأنفسنا إن كان فيها غِلٌّ وحقدٌ وكرهٌ ولا أعتقد ذلك، وأن نصطفي أرواحنا من بين كل شائبة أو ننبذ الشوائب من أرواحنا، لننعم بسنة جديدة سعيدة على بلادنا وعلى شعبنا وعلى أنفسنا


وكل عام وأنتم بخير أيها الإنسانيون وصحة وعافية
وأنفة ورفعة وسمو

11 ديسمبر 2006

تحقيقا لرغبة وطلب الصديقة المدونة كيتي
أنشر هذه الخاطرة
وللتوضيح..لم تكن هذه الرسالة ضمن خطة النشر لأنني كنت أنوي الكتابة عن موضوع آخر وسوف ينشر في حين آخر،ولكنني أنشر هذه الرسالة تحقيقا لرغبة الصديقة المدونة


حبيبتي
ما أجمل البساطة في كل شيء، فهي نابعة من القناعة "والقناعة كنز لا يفنى".. كم تصبح الحياة ُجميلة ً إذا تعاملنا معها ببساطة شديدة وابتعدنا كل البعد عن المغالاة والغرور..نعم يا حبيبتي البساطة..فكم من الناس عاش حياة ً بسيطة ً قنوعة ً فملك الدنيا كلها..وسعد بحياتهم.. وعلى العكس تماما من الذين غالوا وغرهم الغرور واستعلوا على الآخرين..فقد خسروا كل شيء
يا حبيبتي.. يردد كثيرٌ من الناس مقولة "القناعة كنزٌ لا يفنى" لكنهم في الحقيقة لا يفقهون معناها.. فالقناعة ليست مقرونة ً بالحصول على المال وحسب، أو أن يملك الإنسان مالا يملكه غيره من كماليات وزخرفات وترهات.. بل القناعة أن يعرف الإنسان ما الشيء الذي يجب أن يملكه.. وقناعتي تقول أن الشيء الذي يجب أن أملكه هو الحب.. بكل ما تعنيه كلمة الحب من معان ٍ كثيرة.. فالحب هو الصفاء.. الشفافية.. الوضوح.. التواضع.. التضحية.. المساواة.. الإخلاص.. وأكثر من ذلك.. وتقول قناعتي أن الحب شيءٌ كبير ليس له معنىً محددا بل مفهومه شامل كامل.. وأعتقد بل أكاد أؤمن بأن الحب هو البساطة أيضا..فأنا يا حبيبتي أريد أن أحبك بكل بساطة دون تعقيد.. فأنا لا أحب العُقد والمغالاة.. رغم أن حبك يجب أن يأخذ حقه من المغالاة والغلو.. لأنك غالية ٌ جدا
حبيبتي
أرجو أن يكون المعنى قد وصل بصورة واضحة.. فأنا أقصد بالبساطة أن أحبك دون تعقيد.. أن أحبك وأنت بسيطة.. بسيطة في كل شيء .. في ملبسك.. في تواضعك.. وفي غرورك أيضا.. وهذا ما أحبه فيكِ
يا حبيبتي.. حين أحببتك لم أطمع بمال.. ولا بجاه ولا سلطان.. بل أطمع بالحب.. بأن يكتنفني قلبك.. أن أعيش معك.. فالمهم أن أفوز بقلبك وحبك وأن نعيش معا عيشة ملؤها الإخلاص والتضحية والحب.. وأن نعيش ببساطة.. بساطة تامة.. يا حبيبتي المجهولة



-----------------------------------------------------
أرجو أنكم تفهمت الصفة التي لم تعجبني في تلك الفتاة

04 ديسمبر 2006

الحب في الأرض بعض من تخيلنا


رسالة إلى المحبين

لا أزال أؤمن بمقولة
الحب في الأرض بعض من تخيلنا... لو لم نجده عليها لاخترعناه1
ولكن
أين هو الحب الذي نبحث عنه ؟! بل أين ذاك الحب الذي نريد أن نخترعه لأمة البشر؟
ففي هذا الزمن الالكتروني .. يبقى الحب حبيس الإنترنت والماسنجر ولغة أهل الchatting.. إنه الحب العصري الذي يريده معظم أبناء هذا الجيل
رحمك الله يا نزار حين صورت الحبَّ بأنه اختراع ٌ جميل.. بل خيال أكثر روعة مما نتصور
وا أسفاه على حب غدا يرسل عبر الرسائل الرقمية.. يا له من حب تكنولوجي مُغرّب معلب محبوس بين جدران البلاستيك
رحمك الله يا من قلت
ولا خير في الدنيا إذا لم تزر ... حبيبا ولم يطرب إليك حبيب2
فهذا الحب الذي يريده بعض الناس.. حب معلب جاهز للبيع في أي وقت
بئس ما يؤمن به محبو هذا العصر الكاذب.. الحب المعلب.. آه
لا أزال أبحث عن حب لم يجده إنسٌ حتى هذه اللحظة.. فالحب شيء عظيم وكبير جدا خلقه الله بيننا لنعيش في سلام دائم
لكننا نحن معشر الإنس لا نبحث عن السلام
لغتنا الجميلة صارت لغة اللون الأحمر.. لغة الدم السائل فوق الأرصفة والشوارع.. للأسف .. أهذه اللغة التي يفهمها الناس؟
بئس ما نفهم.. بئس ما نعلم .. بئس ما نغنم
لكنني أعود وأكرر .. أنني لا أزال أؤمن بتلك المقولة
الحب في الأرض بعض من تخيلنا ... لو لم نجده عليها لاخترعناه




ورسالة إلى حبيبتي المجهولة


أنا مؤمن بأن الحياة مستمرةٌ رغم ما يدور فيها من أحداث وكوارث لا تطيقها النفس البشرية بل تكرهها كرها لا حدود له وتمقتها مقتا شديدا.. إلا أن البشر رغم كرههم ومقتهم فإنهم يمارسونها ويفتعلونها.. ولا أدري لمَ وإلامَ ؟؟
قالوا في الحكم والموروثات القديمة ناصحين.. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا...واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. نعم يا حبيبتي علينا أن نعمل في هذه الحياة.. لأنها حياة استمرار وديمومة.. فلا يجب أن نتوقف يوما واحدا عن العمل.. لأننا نعيش ونحيا ونعمّر ونبني.. فعلينا ألا نعيش على فكرة أننا سنموت غدا بل علينا أولا أن نعيش على فكرة أننا نعيش أبدا.. وألا ننسى أو نتناسى فكرة أننا ستموت غدا.. لأن الحياة هي الاستمرار.. والموت هو النهاية
وأنا يا حبيبتي.. إن حظيتُ بحبك فإنني أعيش الحياة بجمالها كله.. وروعتها كلها.. والأهم من ذلك أن أعيش على التفاؤل والأمل.. وكما أقول لكِ دائما وأكرر مقولتي.. أنت الأمل.. وأنت التفاؤل.. لأنك أنت الحب المفعم بالحيوية والحياة.. وأنت القلب الذي يغذي البشرية بالمشاعر الجميلة
وإذا حاولتُ التفكير بأنانية جميلة.. والعيش على فكرة رأسمالية بحتة.. في أن أحقق أعظم ربح بأقل كلفة ممكنة.. فربحي الكبير والعظيم أن أبلغ قلبك بأقل كلفة.. وأقل كلفة أقدمها هي قلبي وحياتي وكياني وذاتي.. فأنت الحياة والربح الذي سأجنيه.. أيتها المجهولة
------------------------------------------------------
1 من قصيدة ماذا أقول له لنزار قباني
2 هذا البيت منسوب إلى قيس بن الملوح