29 يونيو 2008

مـن هـنــا ثــم هـنــاك



أحببتُ هذه الزهرة المتفائلة

فالتقطتُ لها صورة ً للذكرى

لم أدرك بأنني حبستها

فعذرا على سوء عدستي المتضاحلة


أتشرب قهوة؟
صفعني لؤلؤُها.. فكررتْ سؤالـََها
أتشرب قهوة؟
تساءلتْ عيناي
أي قهوةٍ ترشفها شفتاي
قرأتْ عينيّ .. وقالت:
لم أسلْ أحدا قطُّ هذا السؤال
أتشرب قهوة؟
وأيضا نطقتْ عيناي:
لن أجد ألذ َّ من قهوتكِ
ضحكتْ.. يا لذكائها .. ثم قالت:
سأشتري قهوة من.......
أتشرب قهوة؟
آه لا شكرا
غمزتْ.. وقبل أن تستدير قالت:
أتركك بأمان

ماكو فايدة.. الغبي طول عمره غبي



في كبدِ الظلمةِ بصيصٌ من نور
لا يراه إلا النورانيون
لذا.. فهم لا يغضبون

الحبُّ قطعة ُسكر
ما أن تضعها في كوب الشاي تذوب
قد تعجبك حلاوة الشاي
وقد تحتاج قطعة أخرى
حينها..هل يكون حبا؟

لا تمنحني النشوة َ سوى القطفةِ الأولى
أعبرُ كهوفَ الصحوِ إلى حيث أريد
حيث النجومُ ملكُ يدي
حيث الحورية ُ في الخدر
حيث العطاء بلا مـِنة
حيث البحرُ بلا إعصار
حيث الشهوة المؤجلة
حيث شهرزاد وقصص الأمل المحتمل
حيث الزورق المتوازن
حيث القبلة المحلاة بالشغف الرفيع
حيث الابتسامة بلا اصفرار
حيث الجنة يصنعها الإنسان
حيث الدفء وسط الصقيع
حيث الحبُّ ظاهرة إيجابية
حيث الصفاءُ وحدائقُ الصفو
حيث و حيث و حيث
فكم من حيث ترسلني إليها تلك القطفة

لكن آخ .. شلون نجني هالقطفة واحنا في زمن البقرات العجاف
!!!

البحرُ لا يغضبُ.. وسيدة ُ الكون ِ مبتسمة


قارئة ُ الفنجان ِ ترسمُ حلما لغدٍ قد يأتي
لفارس ليس في زمن الفرسان

لكن !! الغد للغد.. أما اليوم فهو لنا


عند الإشارة تكون الساعة ُكذا
فما ضرني إن قاومت هذا بذا

--------------------------

حفظا لحقوقهن وحقوقهم

اللوحة الأولى للفنان عبدالكريم العنزي

اللوحة الثانية للفنان الشاب عبدالعزيز البالول

اللوحة الثالثة للفنانة ظمياء الأيوبي

اللوحة الرابعة للفنان خالد الخميس

اللوحة الخامسة للفنان باسم دشتي

اللوحة السادسة للفنان بدر الفرحان

اللوحة السابعة للفنانة مها المنصور

أما الصورة العظيمة اللي فوق فهي من تصويري الفذ والعبقري... الحمدلله والشكر

25 يونيو 2008

المـوسـيـقـــى

حين تستمع إلى مقطوعة موسيقية لا يتجاوز عمرها الدقائق المعدودات وتحلق معها إلى عالم تصنعه أنت في خيالك.. ألا تتمنى أن يتحقق هذا العالم ويصبح هو الواقع بتفاصيله التي رسمتها وصنعتها في مخيلتك

فمن المؤكد أنك ترسم لوحات خاصة من النجوم والكواكب، وتزرع حديقة مليئة بالأزهار والأشجار، بل ربما تخلق مدينة فاضلة تضع قوانينها وشرائعها وفق معاييرك واهتماماتك ورؤيتك إلى هذه الحياة..وكل ذلك بسبب الدقائق القليلة التي عشتها وتعايشت فيها مع الموسيقى..ولا يهم أن تكون هذه الموسيقى هندية أو عربية أو أوروبية أو قديمة أو حديثة أو من عصور مختلفة، لأن الموسيقى هي الموسيقى، وكما يقولون أنها اللغة العالمية للبشر التي لا تقيدها قيود ولا تحدها حدود

ولكن بعد أن تعود من عالم السكر إلى عالم الواقع..هل تتساءل عن المعاناة والصراع والنضال الموسيقي الذي عانى منه الموسيقيون على مدى قرون طويلة لكي يحققوا لك أنت أيها المستمع والمتذوق هذه المتعة وهذا العالم الذي تصنعه أنت في خيالك؟

فهذه الموسيقى التي تستمع إليها اليوم، لم تصل إلى ما وصلت إليه لولا نضال الموسيقيين (حتى الموسيقيين كانوا يناضلون) وصراعهم المستمر ضد مؤسسات عدة لكي تتحرر الموسيقى من قبضة المعتقدات المقيدة سواء السياسية أو الفكرية أو الدينية
نعم كانت الموسيقى مقيدة فكريا ودينيا وسياسيا.. وأول من قيّد الموسيقى هو أفلاطون وفيثاغورث في العصر اليوناني..فأفلاطون ينادي بأن تكون الموسيقى أخلاقية وتعلم القوة والشجاعة لا أن تكون موسيقى للترف والتخنيث.. بينما يقول فيثاغورث أن الموسيقى يجب أن تحاكي حركة الأجرام السماوية والانسجام بينها..فهذان الفيلسوفان يريان أن الموسيقى يجب أن تكون بهدف عام لا أن تعبر عن حالة الفنان وإحساسه وشعوره

لم تتوقف معاناة الموسيقيين بعد هذه الآراء بل دخلت مرحلة أخرى من الصراع وهو الصراع الديني، فقد تمسكت الكنيسة بآراء أفلاطون الأخلاقية وضرورة أن تُسخر الموسيقى لخدمة الرب وكلام الرب، بل أنهم رفضوا أي لحن يضعف من كلام الرب، وتشددوا في هذا التوجه حتى أنهم كانوا يحاربون أي موسيقي لا يلتزم باللحن اللاهوتي.. فالموسيقى عندهم يجب أن تكون رزينة جادة خالية من أي ملامح رومانسية حالمة لأنها تفسد المؤمن
وبدأ الباباوات ممارسة القمع على كل موسيقي لا يلتزم النمط الأخلاقي والديني في موسيقاه، حتى أنهم كانوا يتهمون من يخرج عن هذا الخط بالهرطقة والزندقة ووصمهم بالوثنيين
وليس هذا وحسب، بل قام بعض الباباوات مثل غريغور أو غريغوريوس بوضع ألحان وتعاليم موسيقية صارمة يلزم بها كل الموسيقيين الكنسيين وغيرهم أن يتبعوها وإلا أصبحوا هراطقة..لذا تسمى بعض الألحان الكنسية باسم الغريغورية نسبة إلى هذا البابا
وبعد ظهور حركة الإصلاح الديني البروتستانتي التي قادها مارتن لوثر، بدأت الموسيقى تتنفس قليلا بعيدا عن السيطرة الدينية، فقرر أن الموسيقى تخدم العبد الصالح في التأمل والتعبد ولا ضرر من الخروج عن اللحن الكنسي التقليدي بل يجب أن تدخل الموسيقى الشعبية ضمن اللحن الديني حتى يسهل على الإنسان البسيط أن يستوعب كلام الرب
لكن هذا لم يدم طويلا خاصة من بعض أتباع لوثر، فقد تشدد خلفاؤه البروتستانتيين في التعاليم الموسيقية للكنيسة بل نافسوا في تشددهم الكاثوليكيين
إذن، حتى هذا العهد عانت الموسيقى من قيدين كبيرين القيد الأخلاقي الذي فرضه أفلاطون، والقيد الديني الذي فرضته الكنيسة..فأثناء تلك الفترة لم يكن للمؤلف الموسيقي الحق في التعبير عن نفسه ومشاعره بل عليه أن يلتزم هذين القيدين
وعلى فكرة، كثيرٌ من الفلاسفة تبنوا وجهة نظر أفلاطون الأخلاقية في الموسيقى، فكانوا يشددون على أن تركز الموسيقى على الجوانب الأخلاقية، مما جعلهم يرفضون أي تجديد أو تطوير على الموسيقى، فقد كانوا يستخفون من كل شي جديد ويتمسكون بالموسيقى التقليدية
واستمر الفلاسفة على هذا المنوال حتى جاء الفيلسوف الألماني شبنهاور الذي مال نحو الموسيقيين بأن يعبروا عن مشاعرهم الخاصة بعيدا عن السيطرة الدينية والأخلاقية إذ اعتبر أن الموسيقى هي تفاعل ذوقي وحسي وخيالي وفكري وعلاقة بين الفنان والمتلقي..وهذا الرأي تبناه أيضا فيما بعد الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه
وبعدها بدأت موجة التجديد الموسيقي تظهر على الساحة ولاسيما موسيقى الرومانسيين الذين قلبوا المفاهيم التقليدية في الموسيقى، وهذا سبب تميز الموسيقيين الألمان في تلك الفترة

وبعد أن بدأت الموسيقى بالتحرر من قيد الدين والأخلاق برز قيدٌ جديد مرتديا ثياب السياسة، إذ برز هذا القيد السياسي في الأنظمة الشمولية التي كانت تطالب الموسيقيين والفنانين بشكل عام أن يوظفوا إبداعاتهم لخدمة القومية والثورة والمجتمع، أي أن يعبر الفن عن المجتمع لا عن الفرد
وخير مثال على هذا النموذج، الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية في عهد هتلر فقد كانوا يحاربون أي صورة أو قالب فني لا يخدم المبادئ الوطنية وفق منظورهم
إلا أن وجود دول تسعى إلى تحرير الإنسان من أي نوع من أنواع الاستعباد الديني أو السياسي أو حتى الأخلاقي الكلاسيكي أدى إلى لجوء كثير من الموسيقيين والفنانين عموما إليهم فظهر إبداع هؤلاء الفنانين وتطورت جميع الفنون بظهور مدارس مختلفة للتعبير عن المشاعر والإحساس.. فالإبداع الإنساني لا يمكن أن يظهر من دون حرية حقيقية

والآن ماذا يقول المفكرون والفلاسفة والموسيقيون عن الموسيقى..يقولون
إن كل موسيقى هي ما يستيقظ فيك عندما تذكرك الآلات الموسيقية..
وهنا لا تكون الموسيقى لغة ًعالمية، ولا تكون ميتافيزيقا، ولا فنا ينشأ من قوالب أولية إنما نحن الذين نضفي على الموسيقى وجودها


ويقولون أيضا
الموسيقى ليست محاكاة لانسجام الأفلاك وصوت حركة الأجسام كما قال فيثاغورث..والموسيقى ليست تعبيرا عن الأخلاقية واللا أخلاقية أو أن تكون خيرا أو شرا بالمعنى الأخلاقي كما قال أفلاطون.. والموسيقى لا يمكن أن تكون في ذاتها سياسية أو دينية لخدمة العبادات الدينية أو لخدمة السياسية كما يقول اللاهوتيون وأصحاب السياسات الدكتاتورية..والموسيقى ليست رياضة فحسب وعلم دقيق يقوم على المنطق بلا مشاعر كما يقول الفلاسفة.. والموسيقى ليست محاكاة للطبيعة والأصوات الكامنة فيها كما يقول الطبيعيون

إذن..فالموسيقى تبدأ بالمؤلف الذي ينقل أفكاره وأحاسيسه عن طريق العازف أو الفرقة الموسيقية إلى المستمع، والمستمع يفهم ويؤوّل الموسيقى حسب شعوره وثقافته وإحساسه

ومن كل ما تقدم أيها المستمع والمتذوق، ماذا تمثل الموسيقى لك، وكيف تستطيع تقييم ما تسمعه من أنغام وألحان حين تستمع إلى قطعة موسيقية تنقلك من عالم إلى آخر؟
وبمعنى آخر.. أين تضع نفسك من بين المتذوقين للموسيقى، أو كيف تصنف نفسك موسيقيا
فهل أنت مستمع عادي (بسيط) للموسيقى الذي يقول "أحب ما أحب ولا أعبأ بمعرفة السبب".. أي الاكتفاء باللذة الحسية من الموسيقى دون معرفة السبب
أم أنت متذوق أكثر ثقافة بحيث تستشعر الإحساس الغامض بالمتعة الذي تتيحه الموسيقى، وتبحث عن سبب هذه اللذة، وأن تحاول بتفكيرك بعد أن تنتهي القطعة الموسيقية أن تفهم سبب إحساسك بالاستمتاع واللذة وأن تعرف السر الكامن في هذه الموسيقى التي نقلتك من حالة إلى حالة أخرى

هل تحتاج إلى معايير لتقييم استماعك بالموسيقى؟
لا توجد معايير محددة، فأنت من يحدد هذه المعايير، فقط تحتاج إلى أذنٍ تصغي جيدا، وقلب مرهف شاعر، وعقل يدرك معاني الأنغام والألحان.. إذن.. حس يتلقى الموسيقى، ومشاعر تترجمها إلى انفعالات، وأخيرا عقل يتفكر بهذه الموسيقى

------------------------

بودي أن أتكلم عن الموسيقى في الدولة الإسلامية (ما حبيت أسميها موسيقى عربية إسلامية) لكنها للأسف لم تشهد تطورا منذ الفيلسوف الفارابي حتى سيد درويش، وسأكتفي بنقل هذا المشهد للفارابي
ذكروا: أن الفارابي اخترع آلة جديدة (يقال أنها القانون) فدخل على قوم فعزف لهم لحنا أضحكهم، ثم عزف لهم لحنا أبكاهم، ثم عزف لهم لحنا ناموا بعده، فخرج الفارابي وتركهم نائمين

كم تمنيت أن تكون هذه المقطوعات التي عزفها الفارابي موجودة في أيامنا الآن.. أليس شيئا مغريا أن نتعرف ونسمع تلك الأنغام التي أضحكت وأبكت ونوّمت؟

لعدم الإطالة أكثر، أذكر بعضا مما قاله إخوان الصفا وخلان الوفا في الموسيقى

فإذا استوت هذه الأوتار على هذه النسب الفاصلة وحُركت حركات متواترة متناسبة حدث عن ذلك منها نغمات وصارت النغمات الغليظات الثقال للنغمات الحادات الخفاف كالأجساد وهي كالأرواح، واتحد بعضها ببعض وامتزجت وصارت ألحانا وغناءً. كانت بمنزلة نقرات تلك الأوتار عند ذلك بمنزلة الأقلام، والنغمات الحادات بمنزلة الحروف، والألحان بمنزلة الكلمات، والغناء بمنزلة الأقاويل، والهواء بمنزلة القراطيس، والمعاني المتضمنة في تلك النغمات والألحان بمنزلة الأرواح المستودعة في الأجساد. فإذا وصلت المعاني المتضمنة في تلك النغمات والألحان إلى المسامع، استلذت بها الطباع وفرحت بها الأرواح وسُرّت بها النفوس

----------

أمنية: ودي اسمع مقطوعات الموسيقار سيرجي رحمانينوف (اللي هاجر من روسيا إلى أمريكا هربا من القمع السوفييتي) أسمعها وأنا قاعد في بلكونة من الطابق الحادي والعشرين وتطل على البحر مع كأس نبيذ بوردو مو مهم معتق أو مو معتق.. و و

لا لا لا هونت هونت .. هذا يعتبر ظاهرة سلبية دخيلة
واحتمال يحذفوني من فوق

13 يونيو 2008



لأن الأمور نسبية وتختلف المفاهيم من إنسان إلى آخر
لذلك قد تكون بعضُ أنواعِ الكتابةُِ مظهرا من المظاهر غير المستحبة

قد لا أملك جديدا أنشره هذه الأيام،، لذا آثرتُ نشرَ شيءٍ من قديمي,, مع تعديلٍ طفيف

نص قتلتنا الردة ,, مستوحى من كلمة قالها الشاعر المشرد الجميل في إحدى رائعاته



قتلتنا الردةُ يا قلبي .. قتلتنا الردة
شرب الأشرارُ نخبَ دمائنا.. فسكروا
ونحن لا نزال نلهو.. ونحلم .. ونلعب
قطعنا غصنَ الزيتونِ بأيدينا
كسرنا عودَ الرمان بأيدينا
حرقنا حقولَ العنبِ بأيدينا
نثرنا بذورَ الشوكِ بأيدينا
والآن نصيحُ ألما بسبب جرحٍ في أقدامنا
وا أسفاه
نحاول أن نمسحَ الدماءَ ونداويَ الجروحَ
لكن دون جدوى
الجرحُ ما عاد سطحيا
إنه عميقٌ .. عميقٌ جدا




وأنتِ
كيف تحلمين بالأشجار والحقول والورود
قُطّعت الأشجارُ.. أحرقت الحقولُ.. ذبلت الورود
وها أنت الآن نائمة بلا ورود
أحببتــك.. لكنني لم أحسِنْ صناعة الحب
صنعتُ ما هو أكثر خطرا
قتلتك.. وقتلته .. وقتلت الورود
لم أجد وردةً واحدةً.. أزين بها وجهَكِ الجميل
لم أجد وردةً واحدةً.. استخلصُ منها العطر
لأعطر جسدك النحيل
لم أجد وردةً واحدة.. أصنعُ منها تاجا جميلا
أزين به شعرك الليلي
يا من علمتني أولَ درسٍ حقيقي في هذه الحياة
قتلتنا الردة يا قلبي .. قتلتنا الردة



وأنتم
لِمَ نزعتم الورودَ وزرعتم الأشواك؟
لم نجرتم الأشجارَ لتصنعوا الرماح؟
أشعلتم النيران في الشتاء لتحرقوا الجثث لا لتتدفئوا
قطعتم الأشجار والأغصان لتزيدوا ألسنة نيرانكم

تنشقتم الدخان وسعلتم من العطور
من ينقذُ الأشجارَ.. من ينقذُ الأغصانَ.. من ينقذُ الأطفال
من ينقذُ الورودَ .. من ينقذُ الحب؟


كرهتم كلمة الحب فأضفتم لها حرفا راق لكم

فكسرتم الحرف الأول من كلمة بَشَر
فضلتم الوقوع على اعتلاء القمة
وراق لكم منظرُ القبورِ الجماعية وكرهتم المروج

لكن الحبَّ جبلٌ صامدٌ أمام كل الهزات والزلازل
بئس ما تفعلون.. بئس ما تفعلون.. بئس ما تفعلون


---------------------------------------


إحقاقا للحق وصونا لجهود الفنانين

اللوحة الأولى للفنان أحمد عبدالرحمن دشتي
اللوحة الثانية للفنانة شروق أمين
اللوحة الثالثة للفنانة مي النوري

04 يونيو 2008

كل شي يعيد نفسه
كل شي يعيد نفسه
كل شي يعيد نفسه

أهو التاريخ يعيدنا إلى نقطة البدء
أم نحن نعيد التاريخ إلى حيث يريدنا أن نبدأ

يقول النبي زرادشت
انس كل ما مضى، ولا تقلق على ما لم يأت بعد

وأنشد الحلاج
لأنوارِ نور النورِ في الخلق أنوارُ .. وللسر في سر المسرّين أسرارُ
وللكونِ في الأكوانِ كونُ مكوّن .. يكنُّ له قلبي ويهدي ويخـتارُ
تأمّل بعين العقل ما أنا واصفٌ .. فللعقلِ أسماعٌ وعـاةٌ وأبصارُ

وتلا داوود من مزموره الثاني عشر: كلمة الرب في عالم فاسد

خلاصَك يا رب، فالأتقياء قد انقطعوا
وزال الأمناءُ من بني البشر
كل واحدٍ يكذب على الآخر
وبلسانين وقلبين يكلمُهُ
الرب يقطع شفاه المتملقين
وألسنةَ المتكلمين بكبرياء
القائلين: "ألسنتنا تغنينا، شفاهنا معنا، فمن علينا"؟
أقوم الآن يقول الرب
لأن المساكين في شقاء
والبائسين يئنون ظلما
فأمنحُ الخلاص الذي يشتهون
كلام الرب كلامٌ نقي
فضة صرفٌ في باطن الأرض
تصفّت وتكررت سبع مرات
احرسنا يا رب وانصرنا
على هذا الجيل إلى الأبد
فهم أشرار يجولون في كل ناحية
فيما الرذيلة ترتفع بين الناس

وتهفو نفس النبي زرادِشت ويقول

إن الطبيعة الخيرة، هي تلك التي تملي على صاحبها أن لا يصنع بغيره أمرا لا يريده لنفسه
أن يسعى إلى جعل العدو صديقا، وجعل الشرير صالحا، وجعل الجاهل عالما

فكتب القديس يعقوب رسالته في الإصحاح الرابع

من أين القتال والخصام بينكم؟ أما هي
من أهوائكم المتصارعة في أجسادكم؟
تشتهون ولا تمتلكون فتقتلون. تحسدون
وتعجزون أن تنالوا فتخاصمون وتقاتلون
أنتم محرومون لأنكم لا تطلبون، وإن طلبتم فلا
تنالون لأنكم تسيئون الطلب لرغبتكم في الإنفاق
على أهوائكم

التواجد والوجد والوجود
يقول العارفون إن
التواجد ابتداء الوجد
والوجد ما يصادف قلبَك ويُرد عليك بلا تعمد وتكلف
أما الوجود فهو بعد الارتقاء عن الوجد

ويقول زرادِشت
القوي هو الشخص الذي يبعد عن نفسه الغضب والشهوات والحرص وعدم الرضى
ويقول
ابتعد عن كل شخص يتصرف معك بغضب وحقد
ويقول
لا تكن صديقا جديدا للعدو القديم، لأن العدو القديم مثل الثعبان الأسود لا ينسى الحقد حتى بعد مائة عام

ويتلو داوود مزموره التاسع بعد المائة: دعوة على الأعداء

سبحانك يا الله لا تصمت
فالأشرار والماكرون جميعا
فتحوا أفواههم علي
وتكلموا بلسان كاذب
بكلام بغضٍ يحيطون بي
وبلا سبب يقاتلونني
يبادلونني الحبَّ بالخصومة
وأنا من أجلهم أصلي
يكافئونني الشرَّ بالخير
والبغضَ بمحبتي لهم


ويقول زرادشت
كن صديقا جديدا لصديق قديم، لأن الصديق القديم مثل الخمر المعتق كلما عتقت، كانت لشرب القادة أفضل وأحسن

ويقول القديس يعقوب

لا يتكلم بعضكم على بعض بالسوء
أيها الأخوة، لأن من يتكلم بالسوء على
أخيه أو يدين أخاه يتكلم بالسوء على الشريعة
ويدين الشريعة. وإذا كنت تدين الشريعة، فما أنت
عامل بها. بل ديّان لها
هناك مشترع واحد وديان واحد
وهو الذي يقدر أن يخلص وأن يهلك
فمن تكون أنت لتدين قريبك؟


عود على بدء
وأنشد عمودُ الخيمة

وسرتُ بغابة ظلماء لم أبصر سوى أشلاء أحلامِ
ورائي من خليط الليل أشباحٌ تروعني، وقدامي
شجونٌ من شجونِ الأمس ملأى من جراحاتي
دماءٌ ملءُ راحاتي، وأقدامي
لأشواك الأسى والتيه مزبلة، وآهاتي
يضيقُ بها المدى المسعورُ ، آهاتي
.........
......
...
.

الشوق والاشتياق

يقول العارفون إن
الشوقَ اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب، وعلى قدر المحبة يكون الشوق
والشوقَ يسكن باللقاء والرؤية، لكنّ الاشتياقَ لا يزال باللقاء
للخلق كلهم مقام الشوق، وليس لهم مقام الاشتياق
الشوق يتولد من المحبة
المحبة سكر لا يصحو صاحبه إلا بمشاهدة محبوبه
نخبك نخبك يا وطني
سلام عليك يا وطني