19 سبتمبر 2008

الكينونة 19

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
-----------------------------------
ونواصل قصص العهد القديم مع ذكر قصص يعقوب
الإصحاح التاسع والعشرون الآيات من 1 إلى 35

لقاء يعقوب براحيل

ونهض َ يعقوب ُ ومضى إلى أرض ِ المشرق ِ. ونظر فرأى في البرية ِ بئرا ً وثلاثة َ قـُطـعان ٍ من الغنم ِ رابـضة ً عندها، لأن الرعاة َ كانوا يسـقون َ القـُطعان َ من تلك البـئر ِ، والحجـر ُ على فم ِ البئر ِ كان كبيرا ً. فكانوا يجمعون القطعان َ كلـَّها هناك ويـُدحـرِجـون َ الحجر َ عن فم ِ البئر ِ، فيسقون َ الغنم َ ثم يردّون َ الحجر َ إلى موضـعـِه ِ. فـقـال لهـم يـعــقـوب ُ :"من أين أنتم يا إخوتي؟" قالوا:"من حاران". فقال لهم:" أتعرفون لابان بن ناحور َ؟" فقالوا :"نعرفـُـه ُ". فقال لهم:"هل هو بخير ٍ؟" قالوا:"بخير ٍ، وها راحيل ُ ابنـتــُه ُ مقبلة ً مع الغنم ِ". فقال لهم:"النهار ُ طويل ٌ بعد، وما الآن وقت ُ تجميع ِ المواشي، فاسقوا الغنم َ وخذوها إلى المرعى". قالوا:" لا نقدر ُ حتى تجتمـِع َ القـُطعان ُ كلـُّها، وندحرج ِ الحجر َ عن فم البئر ِ، فـنـسـقي الغنم َ".

وبينما هو يحادثـُهم جاءت راحيل ُ مع غنم ِ لابان َ أبـيـها، لأنها كانت راعية ً. فلما رآها يعقوب ُ مع غنم ِ لابان َ خالـِه ِ، تقدم َ ودحـرج َ الحجر َ عن فم ِ البئر ِ وسـقى الغنم َ. وقبـَّل َ يعقوب ُ راحيل َ ورفع َ صوتـَه ُ وبـكى، وأخـبـرها أنـه نسـيـب ُ أبـيـها وابن ُ رِفـقة َ، فأسرعت ْ وأخبرت ْ أباها. فلما سمِـع َ لابان ُ خبر َ قدوم ِ يـعقوب َ ابن أخـتـِه ِ هـب َّ للقائـه ِ فعانـقـَه ُ وقبـَّـلـَه ُ وجاء به إلى بيـتِه ِ. وأخبر َ يعقوب ُ لابان َ بكل ِّ ما جـرى، فقال له لابان ُ:" أنت حقا ً مـن ْ عـظـمي ولحـمـي". وأقام َ يعقوب ُ عنده ُ شهرا ً.

زواج يعقوب

ثم قال لابان ُ ليعقوب َ:" ألأنك َ نسـيـبـي تـخدمـُني مجانا ً؟ أخبرني ما أجرتـُك َ؟" وكان للابان َ ابـنـتـان ِ، اسم الكبرى لـَيـئـة ُ واسم ُ الصغرى راحيل ُ. وكانت لـَيـئـة ُ ضعـيـفـة َ العيـنـيـن، وراحيل ُ حسـنـة َ الهـيـئـة ِ جـميـلة َ الـمنـظر ِ. فأحب َّ يعقوب ُ راحيل َ، فقال للابان َ:" أخدُمـُك َ سـبـع َ سـنـيـن َ وتـعـطـيـني راحيل َ زوجة ً لي". فقال لابان ُ:" أنْ تأخـُذَهـا أنت خيـر ٌ من أعطـيـها لغـيـرِك َ. فأقـم ْ عندي". فخدمـَه ُ يعقوب ُ سـبـع َ سنـيـن َ ليأخـُذ َ راحيـل َ، وكانـت هذه الـمدة ُ قـصيـرة ً في نظـرِه ِ لأنـه كـان يـحبـها.

وقال يعقوب ُ للابان َ:" اكتملت ْ الـمدة ُ فأعطـِنـي امـرأتي لأتـزوجـها". فجمع َ لابان ُ كل َّ أهل ِ حاران َ وصنع َ لهم ولـيمـة ً، وعند الغروب ِ أخذ َ لـيـئـة َ بدل َ راحيل َ وجاء َ بها إلى يعقوب َ فدخل عليها. ووهب َ لابان ُ جاريتـَه ُ زِلـْفـَة َ لابـنـتـِه ِ لـَيـئة َ. فلما طلع الصـباح ُ عرف َ يعقوب ُ أنها لـيـئـة ُ، فقال للابـان َ:"ماذا فعلت َ بي؟ أما خدمتـُك َ لآخذ َ راحيل َ؟ فلماذا خدعتني؟" فأجاب َ لابـان ُ:" في بلادِنـا لا تـتـزوج ُ الصـغـرى قبل الكبـرى. أكمـِل ْ أسـبـوع َ زواجـِك َ من لـيـئـة َ، فأعطـيـك َ راحيل َ أيضا بدل سبع ِ سنـيـن َ أخـرى مـن الخدمة ِ عندي". فوافـق َ يـعـقوب ُ وأكمل َ أسبوع َ زواجـِه ِ من لـَيـئـة َ، فأعطاه ُ لابان ُ راحيـل َ امرأة ً لـه. ووهب َ لابان ُ جاريـتـه بـِلـْهـة َ جاريـة ً لراحيل َ. فدخـل َ يعقوب ُ على راحيل َ أيضا ً وأحبها أكثر من لـَيـئة َ. وعاد فخدم َ عند لابان َ سبع َ سنين َ أخرى.

بنو يعقوب

ورأى الرب ُّ أن لـيـئة َ مكروهـة ٌ فجعلها ولودا ً وأما راحيل ُ فكانت عاقرا ً. فحـبـِلت ْ لـيـئـة ُ وولدت ِ ابنا ً وسمـَّـتـْه ُ رأوبـيـن َ، لأنها قالـت:"رأى الـرب ُّ عـنـائي، والآن يـحبـني زوجي" وحبـِلت ْ أيضا وولدت ِ ابـنـا ً فقالت:" سـمـع الرب ُّ أني مكروهـة ٌ، فرزقـني هذا أيضا ً"، وسـمّـتـه ُ شـِمـعون َ. وحـبـِلت ْ أيضا ً وولـدت ِ ابنا ً فقالت:" الآن يلوي علي َّ قلب ُ زوجـي، لأني ولـدت ُ ثلاثـة َ بـنـيـن". وسـمـَّتـه ُ لاوي. وحـبـِلت ْ أيضا ً وولـدت ِ ابنا وقالت:" الآن أُقـِر ُّ بفضل ِ الرب ِّ ". فسـمـَّتـه ُ يـَهوذا، وتوقفت عن الولادة ِ.

ليست هناك تعليقات: