26 يوليو 2011

العدالة والبصمة

بعد تذمر "وتحلطم" قدّم هذا الشاب استقالته.
ليش يا فلان استقلت؟
بس خلاص... تعبت..  كل يوم لفت نظر وخصم وتأخير... مسؤولي ما يقدر إن بيتنا بعيد!! وكل يوم معاناة مع الزحمة والطريق الطويل.. وبكل برود يسألني: ليش ما تطلع من بيتكم من وقت؟ فسألته: إنت وين بيتكم؟ قال: الشعب، فقلت له: بين الشعب وشرق خمس دقايق ومع الزحمة عشر دقايق. أنا بيتنا بالأحمدي، وبين الأحمدي وشرق ساعة إذا مو أكثر!!!

هذي خلاصة الحوار اللي دار بينا مع الشاب المستقيل. وفعلا هذا الحديث فتح موضوع أو قضية البعد عن مكان العمل!
حسب اللوائح، مطلوب من الجميع أن "يبصم" الساعة الثامنة صباحا دون الأخذ بالاعتبار بـُعد المسافة بين البيت ومقر العمل، وهذي الحالة فيها ظلم على اللي بيتهم بعيد. يعني يصير اللي بيته يبعد خمس كيلو مترات عن دوامه يتساوى مع اللي بيته يبعد أكثر من ثلاثين كيلو متر؟ الأول يحتاج أقل من عشر دقايق والثاني يحتاج أكثر من ساعة؟!  هذا غير الزحمة والنرفزة من الصبح!!
هل من المعقول أن أساوي بين اثنين يعملان في مجمع الوزارات مثلا، الأول بيتهم في الضاحية أو الشامية أو الدسمة أو الدعية أو كيفان، والثاني بيتهم في الجهراء أو الأحمدي أو الفحيحيل أو أبوحليفة!! هل هذي عدالة؟؟
واحد يطلع من بيتهم الساعة ثمان إلا ربع والثاني يطلع الساعة سبع إلا ربع علشان يوصل بالموعد؟!!
لابد –ما أحب كلمة لابد بس في هالموضوع ما يمنع استخدامها- لابد من حل هذي القضية، وتطبيق مبدأ العدالة. والتفكير بحلول والتي منها:
إما منح بدل مالي يسمى"بدل مسافة" يحتسب على أساس المسافة بين البيت والعمل.
أو تأخير موعد البصمة يتم تقديرها على حسب بُـعد المسافة بين البيت والعمل.
أو إعادة النظر في سالفة الحضور والانصراف برمتها ويكون التقييم على أساس ساعات العمل (أو ما يسمى بالإنتاجية).
أو أي حل آخر يراه المبدعون ويبتكروه أو فكرة تجديدية مختلفة غير مألوفة يبديها جيل الشباب.. جيل الشباب... يا شباب الكويت ابتكِروا...
الأفكار لتحريك الأوضاع الروتينية الراكدة كثيرة. لكن كيف؟ ومن يجرؤ على الفعل؟