08 سبتمبر 2008

الكينونة 8

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم

----------------------------

ونكمل بقية قصص العهد القديم

الإصحاح الرابع عشر الآيات من 1 إلى 24

أبرام ينقذ لوطا

كان في أيام أمرافـَلَ ملك شـِنعارَ، أريوك ملك الآسار، وكـَدرْلعومرَ ملك عيلامَ، وتدعالَ ملك جوبيمَ، أنهم حاربوا بارَعَ ملك سدومَ، وبرشاعَ ملك عمورةَ، وشِنآبَ ملك أدمةَ، وشمئـيبرَ ملك صَبوييمَ، وملِكَ بالَعَ وهي صوغرُ. هؤلاء جميعا حشدوا رجالهم في وادي السِّـدّيـمِ وهو البحرُ الميتُ. كانوا خاضعين لكـَدَرْلعَومَرَ اثنتي عشرة سنةً، وفي السنة الثالثة عشرة ثاروا عليه. وفي السنة الرابعة عشرة جاء كدرْلعومَرُ والملوكُ حلفاؤه، فأخضعوا الرَّفائيين في عشتاروت قرنايمَ، والزّوزيين في هامَ، والإيميين في شَوى قـِريتايـِم، والحوريين في جبلهم سعير حتى سهل فاران على حدود الصحراء.
ثم رجعوا وجاؤوا إلى عين مـِشفاطَ وهي قادشُ، فأخضعوا أرض العمالقة كلها والأموريِّين في حصّون تامار।فخرج ملوكُ سدومَ وعمورةَ وأدمةَ وصبوئـيم وبالَعَ، وهي صوغرُ واصطفوا للقتال في وادي السِّدّيم مع كـَدَرْلَعَومَرَ ملك عيلامَ، وتدِعالَ ملِكِ جوييم، وأمرافـَلَ ملك شِنعارَ، وأريوكَ ملك الآسار، وهم أربعة ملوكٍ مقابل الخمسة.


وكان في وداي السِّدّيم آبارٌ كثيرةٌ من القار، فلما ملكا سدوم وعمورة سقطا فيها، والباقون هربوا إلى الجبل. فأخذ الغزاةُ جميع ثروة أهل سدوم وعمورة ومؤونتهم ومضوا. وأخذوا أيضا لوطاً، ابن أخي إبراهيمَ ، وثروته ومضوا، وكان لوطٌ مقيما بمدينة سدوم. فجاء أحدُ الناجين وأخبر أبرامَ العـِبرانيَّ وهو مقيمٌ عند بـلــّوط ِمَمْرا الأموريّ، فلما سمع أبرامُ أن ابن أخيه في الأسرِ. جمع مواليَهُ المولودين في بيته، وعددهم ثلاثُ مئةٍ وثمانية عشر، وتبعهم شمالا إلى دانَ. وهناك أطبق عليهم في الليل من كل جانب هو ورجاله، فهزمهم وتبعهم إلى حُوبَةَ شماليّ دمشق. فاستردَّ جميع الثروةِ، ولوطاً ابن أخيه وثروته، والنساء وسائر القوم.

ملكيصادق

وعند رجوع أبرامَ منتصرا على كدرلعومر والملوك الذين حاربوا معه، خرج ملك سدوم للقائه في وادي شَوى، وهو وادي الملك. وأخرج ملكيصادقُ، ملك شاليم، خبزا وخمرا، وكان كاهناً لله العلي. فبارك أبرامَ بقوله
مباركٌ أبرامُ من الله العلي
خالق السماواتِ والأرض
وتبارك الله العلي
الذي أسلم أعداءك إلى يدك


فأعطاه أبرامُ العُشرَ من كل شيء. وقال ملك سدوم لأبرامَ:"أعطِني القومَ، وخذ الثروةَ لك". فقال أبرامُ لملك سدوم :" أرفعُ يدي وأحلِفُ بالربِّ الإله العلي، خالق السماواتِ والأرضِ أن لا آخذَ خيطا ولا رِباطَ نعلٍ من جميع ما لك لئلا تقول: أنا أغنيتُ أبرامَ، ما عدا ما أكلَهُ الفتيانُ، ونصيبَ الرجال الذين ساروا معي، وهم عانـِرُ وأشكولُ مَمْرا، فهؤلاء يأخذون نصيبهم".


الإصحاح الخامس عشر الآيات من 1 إلى 20

وعد الرب لأبرام

وبعد ذلك تراءى الربُّ لأبرامَ وقال له:" لا تخف يا أبرامُ. أنا ترسٌ لك، وأجرُكَ عندي عظيمٌ جدا". فقال أبرامُ :"يا سيدي الربُّ ما نفعُ ما تعطيني وأنا سأموتُ عقيما، ووارثُ بيتي هو أليعازَرُ الدمشقيَّ". وقال أبرامُ أيضا :" ما رزقـتـني نسلا، وربيب بيتي هو الذي يرثني". فقال الربُّ:"لا يرثــُكَ أليعازَرُ، بل من يخرجُ من صلـبـِكَ هو الذي يرثك". وقاده إلى خارجٍ، وقال له:"انظر إلى السماء وعُدَّ النجومَ إن قدِرْتَ أن تعدها". وقال له:"هكذا يكون نسلك". فآمنَ أبرامُ بالربِّ، فبرَّرهُ الربُّ لإيمانه.


وقال له الربُّ :"أنا الربُّ الذي أخرجَكَ من أور ِالكلدانيين لأعطيكَ هذه الأرضَ ميراثا لك". فقال أبرامُ:"يا سيدي الربُّ، كيف أعلمُ أني أرثــُها؟" فقال له:"خذ لي عِجلةً عمرُها ثلاثُ سنواتٍ، وعنـزةً عمرُها ثلاثُ سنواتٍ، وكبشا عمرُهُ ثلاثُ سنواتٍ، ويمامةً وحمامةً". فأخذ له هذه كلِّها وشطرها أنصافا، وجعل كلَّ شطرٍ مقابلَ الشطرَ الآخرِ وأما الطائرُ فلم يشطـُرْهُ. وانفضت الطيورُ الكاسرةُ على الجثث، فأخذ أبرامُ يزجرها.


ولما مالَتِ الشمسُ إلى المغيبِ وقع أبرامُ في نومٍ عميق، فاستولى عليه رعبُ ظلام ٍشديدٍ فقال له الربُّ:"اعلم جيدا أن نسلـَكَ سيكونون غرباءَ في أرضٍ غيرَ أرضهم، فيستعبدُهُم أهلُها ويعذبونهم أربعَ مئةِ سنةٍ. ولكني سأدينُ الأمةَ التي تستعبدُهُم. فيخرجون بعد ذلك بثروةٍ وفيرةٍ. وأنت تموتُ وتنتقلُ إلى آبائك بسلامٍ، وتُدفنَ بشيـبةٍ صالحةٍ. وفي الجيل الرابعِ يرجعُ نسلـُكَ إلى هنا، لأني لن أطردَ الأموريين إلى أن يرتكبوا من الإثمِ ما يستوجب العقاب".
فما إن غابتِ الشمسُ وخيم الظلامُ، حتى ظهر تنـّورُ دُخانٍ ومِشعَلُ نارٍ عابرٌ بين تلك القطع من الذبائحِ. في ذلك اليوم قطع الربُّ مع أبرامَ عهدا قال:" لنسلك أهبُ هذه الأرضَ، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات، وهي أرضُ القـَينــيّيـن والقـَنــزِّيـّين والقدمونيـّين والحِّـــثـِّـيين والفَرزِّيـــّين والرفائـيـّين والأموريّـين والكنعانيـين والجـِرجاشيـّـين واليـبوسـِيـّين".

ليست هناك تعليقات: