21 مارس 2010

استخدام الخلايا الجذعية لإعادة بناء قصبة هوائية


خبر جميل كان من المفترض أن يتصدر صفحاتنا المحلية مع مزيد من المعلومات عن هذا الطب التجديدي الذي سيحدث نقلة كبيرة جدا في المستقبل، ليس في عالم الطب والصحة وحدهما وإنما في الحياة على الكرة الأرضية كلها.
يقول الخبر:

لندن - يو بي أي - أجرى أطباء بريطانيون عملية فريدة من نوعها، هدفت إلى إعادة بناء قصبة هوائية لطفل في العاشرة من العمر عبر استخدام خلاياه الجذعية، قد تؤدي، في حال نجاحها، إلى ثورة في الطب التجددي.وذكر موقع دايلي نيوز البريطاني أن العملية، التي أجراها أطباء في مستشفى غريت أورموند ستريت في لندن، واستغرقت حوالي 9 ساعات، شملت زرع قصبة هوائية من متبرع جردت من خلاياها، وأعيد حقنها بخلايا جذعية من المريض نفسه. ويتوقع الأطباء أن تبدأ خلايا الطفل الجذعية بالتحول خلال شهر أبريل المقبل إلى خلايا داخلية وخارجية للقصبة الهوائية.وأشار الموقع إلى أن الطفل الذي لم يعلن عن هويته حاليا، وهو في حالة جيدة حاليا، وهو يتكلم ويتنفس بطريقة أفضل مما كان عليها منذ سنوات.وقال الأطباء إنه لا وجود لأي خطر من حصول ردة فعل مناعية على العضو الجديد، كونه مؤلفا من أنسجة المريض نفسه.وقالت أستاذة الطب مارتين ميرتشال، "نريد الآن إجراء مزيد من التجارب للتأكد من فعالية هذا المبدأ، ونود أن ننتقل إلى أعضاء أخرى أيضا، وخصوصا الحنجرة والمريء".

انتهى الخبر


الخلية الجذعية، أو كما يسميها الأطباء والمتخصصون في علوم الأحياء والكيمياء الحيوية والتقنية الحيوية biotechnology ، الخلية السحرية التي ستساهم في المستقبل في إحداث نقلة كبيرة في مجالات الحياة على الأرض.
منذ فترة بسيطة بدأت بمتابعة هذا العلم والتطور الهائل الذي سيحققه في المستقبل، ومن أشد ما يؤسف له أن الترجمات العربية في هذا المجال قليلة، وكل مقال أو كتاب يتحدث عن الخلية الجذعية يعتبر قديما، لأن هذا العلم في تطور مستمر ومتسارع، والدليل الخبر المذكور أعلاه.

ويقول الدكتور خالد أحمد الزعيري في كتاب بعنوان "الخلية الجذعية" صادر عن سلسلة عالم المعرفة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت – صدر الكتاب في عام 2008 يعني كتاب قديم- يقول : " ويتضح لنا من كل ذلك أن الخلية الجذعية موجودة في كل نسيج وفي كل عضو، وأنها تمتلك حلولا ساحرة لعلاج أمراض خطيرة. ولقد أصبح جليا، كالشمس، أن الدول التي ستفتح مختبراتها للباحثين في أسرارها سوف تحقق فتوحات طبية جديدة وعديدة، وسوف تعالج مواطنيها بعلاج آمن طبيعي، وبسعر في متناول جيوبهم".

الإنفاق على مختبرات الخلايا الجذعية

ويضيف: " فالمملكة المتحدة في مايو 2004 أنشأت أول بنك في العالم للخلية الجذعية الجنينية. وإذا كان الأمريكيون أنفقوا عشرة مليارات دولار على الخلية الجذعية، فإن المملكة المتحدة قد أنفقت تريليون دولار! أما دول أخرى ككوريا الجنوبية، فقد أنفقت حتى الآن خمسمائة مليار دولار، بينما الصين القوة العظمى القادمة أنفقت عشرة تريليونات من الدولارات!
وانضم إلى هذه الدول التي أقرت مواصلة البحث في الخلية الجذعية الجنينية دول كثيرة منها، أستراليا، السويد، الأرجنتين، البرازيل، أورغواي، اليابان، بلجيكا، هولندا، سويسرا، فنلندا، اليونان، وسنغافورة وغيرها من الدول التي في طريقها الآن لمواصلة العمل والإنفاق على البحث في تلك الخلية الساحرة.
ويا للسخرية والحزن في عين الوقت، فلم نر حتى طيف اسم دولة عربية واحدة!".

ماذا سيحدث للمتفرجين؟

يقول الدكتور الزعيري : "أما أولئك الذين يقفون في طابور المتفرجين، كعادتهم دائما، فسوف لا نرى منهم سوى أفواه مفتوحة من الدهش وعدم التصديق، وأعين تبرق من الخوف مما هو آت على يد الآخرين الزناديق!
وسوف لا نسمع منهم سوى كلمات التعجب وأنه كيف حدث هذا؟! وكيف عالجوا أمراضا عصبية كانت قبل اكتشاف الخلية الجذعية عصية على العلاج، بل كان لا أمل على الإطلاق في علاجها، كما أنهم سوف يدفعون دماء قلوبهم لكي يشتروا الخلايا ليعالجوا ما ألم بأجسادهم الخاملة المثخنة بعلل وأمراض مؤلمة.
فهلا سمعنا في الغد القريب عن مختبرات متخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية في عالمنا العربي الكبير؟ نتمنى ذلك".

الخلية السحرية وجسم الإنسان

ستساهم الخلية الجذعية علاج الأمراض علاجا جذريا، لاسيما الأمراض الخطيرة مثل السرطانات وأمراض القلب والسكري والعقم وحتى أمراض الأعصاب الصعبة جدا، وكذا علاج الأسنان والجينات والشيخوخة والصلع والأمراض الجلدية...الخ، لأنها تستبدل خلية جديدة سليمة مكان الخلية التالفة أو المريضة وبالتالي يتجدد العضو.. ومن بعده يتوقع الأطباء أن يتم الاستغناء عن الأدوية والعلاجات الأخرى، وسيفتح المجال للعلاج بالخلايا الجذعية.
بصراحة كلما قرأت أكثر في هذا المجال، شعرت بالخوف أكثر وأكثر من المستقبل، ليس الخوف من الخطر أو الاستغلال السيء والخاطيء للخلية الجذعية، وإنما ما سيحدثه العلم من تغيير شامل في مختلف مناحي الحياة، الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والزراعية... وهذا ما يقوله معظم العلماء والباحثين في هذا المجال... لكن خوفي هو أين نحن من التحولات المقبلة في العالم؟؟


تقدم وتخوف شرعي دائم
يذكر الدكتور الزعيري هذين الموقفين من الدراسات والبحوث الجارية على الخلايا الجذعية.
ففي الولايات المتحدة :" في هذا الوقت اعتبر معظم المواطنين الأمريكيين معارضة الكونغرس اعتماد ميزانيات مالية لمواصلة البحث في الخلية الجذعية الجنينية، عاملا لتخلف الولايات المتحدة في هذا المجال المهم الذي تقدم فيه غيرهم، وباتت الولايات المتحدة مقتادة فيه بعد أن كانت قائدة، وتساءلوا عن الفائدة التي قد تعود على بلدهم جراء هذا الحظر".
وفي العالم العربي والإسلامي : " أحل علماء المسلمين المستنيرون الخلايا الجذعية بعد أن وضعوا شروطا تضمن عدم تعارض استخدامها مع الثوابت الإسلامية. لكنني ألفت الانتباه إلى أن نتائج أبحاث الخلية الجذعية لا تنتهي، وكل يوم فيها جديد، ولابد لعلماء المسلمين من أن يطلعوا على ذلك كل يوم حتى يدلوا بدلوهم على أسس سليمة".


تفكيك الفساد
هذا المصطلح أعجبني كثيرا، وقد ذكره الدكتور الزعيري في كتابه، ويقول : " وكأن الفساد اليوم بات مركبا معقدا كالنسيج أو كالعضو وأن معالجته لابد أن تكون بطريقة ذكية علمية، لكي تتغلب على الطريقة نفسها التي اتبعها الفساد لكي يبقى وذلك بتفكيكه بعضه عن البعض الآخر".


الموضوع معقد على المستوى الطبي والعلمي، لكن متابعة ما يدور حول هذا الموضوع أمر مهم جدا، على الأقل، يجب أن نفهم ما يدور في العالم... وخلونا نخفف شوي من السياسة التعيسة المكرورة في حياتنا ونعطي مجال للمجالات الأخرى.

12 مارس 2010

وليد المؤمن وتقرير البي بي سي عن القراءة في الكويت

استغربت من تقرير وليد المؤمن مراسل إذاعة البي بي سي والذي بثته الإذاعة بمناسبة احتفالية مهرجان طيران الإمارات الدولي للأدب، استغرابي من التقرير لأنه أعطى انطباعا عن أفراد المجتمع الكويتي بأنهم لا يقرأون الكتب!!
لا أنكر أن عددا كبيرا لا يحب القراءة في الكويت، لكن بالمقابل هناك أيضا أعدادا كبيرة أخرى من محبي القراءة، من جميع الأعمار ومن الجنسين...
بصراحة التقرير كان خاليا من الموضوعية، سواء من ناحية صياغة التقرير أو من الأشخاص الذين أخذ رأيهم في الموضوع، لأنه عرض وجهة نظر واحدة، وهي لفئة غير محبي القراءة...
النموذج الأول شخص اسمه باقر (باقر شنو ما أدري!!) يقول إنه يفضل الحداق (صيد السمك) على القراءة "شالفايدة من القراية"، والنموذج الثاني شخص اسمه جعفر (جعفر شنو هم ما أدري!!) يقول إنه يربي الطيور (مطيرجي) ويهتم بالنباتات... ويقول جعفر "ليش أضيع ساعتين على القراية واليوتيوب وغوغل يوفرون المعلومات بخمس دقايق وبالصورة"...

طبعا باقر وجعفر أحرار في عدم حبهم للقراءة، وهذي وجهة نظرهم وتفكيرهم حسب أهوائهم... وهما يعبران عن وجهة نظر الذين لا يرون في القراءة شيئا ذا أهمية...
والنموذج الثالث لم يذكر اسمه –لكن نبرة صوته نفس نبرة صوت مراسل تلفزيون الكويت أيام حرب تحرير العراق 2003- كان يرى أن القراءة مفيدة وممتعة، لكنه لما ضرب مثل بالكتب المفيدة، اختار كتاب "السجينة" لمليكة أوفقير – الطبعة الأولى منه صدرت سنة 2000، وفي 2007 صدر لها الكتاب الثاني "الغريبة"- ويقول عن الكتاب بأنه رواية مفيدة، مع إن كتاب السجينة سيرة ذاتية عن رحلة مليكة مع أسرتها خلال فترة اعتقالهم الطويلة.

عموما كل شخص حر في حبه للقراءة أو كرهه لها، لكن التقرير لم يكن موضوعيا ولا أدري لماذا لم يكون موضوعيا!!
فإن كانت عدم الموضوعية مقصودة، فهذه كارثة، لأنها تسعى لإبراز شخصية المواطن الكويتي بأنه لا يقرأ... وإذا كانت عدم الموضوعية غير مقصودة، فهذا يدل على عدم متابعة وليد المؤمن لمجموعات القراءة أو لمحبي القراءة في الكويت قبل أن يعد تقريره...
ولو كان موضوعيا، لأخذ رأي مرتادي مجموعات القراءة في الكويت وهي متعددة مثل مجموعة رواق للدكتور ساجد العبدلي، ومجموعة أوراق في الجمعية الثقافية النسائية، أو نادي القراءة الذي يديره الكاتب الشاب يوسف خليفة وبرعاية من –ستاربكس- فضلا عن القراء غير المنتمين إلى هذه المجموعات وهم كثيرون...
ولإضفاء الموضوعية على التقرير كان عليه أن يستعين بإحصائيات الكتب المباعة في معارض الكتب في الكويت، أو مبيعات المكتبات الخاصة بدلا من أخذ رأي واحد من باقر وجعفر.

أظن أن هذه الأمور من أبسط قواعد الإعلام في الموضوعية وهي إبراز جميع وجهات النظر أو على الأقل أخذ وجهة النظر المخالفة... أما أن تكتفي بأخذ وجهة نظر واحدة لكي تدلل على أن الكويتيين لا يقرأون ليذاع على محطة بي بي سي وبمناسبة تنظمها الإمارات حول الأدب والكتب!!! فهذا الأمر يجعلني أشك بالنوايا... ما لم يثبت عكس ذلك