19 أغسطس 2008

غزليات قبل رمضان

فلسفة القـُبلة

إن ولادةَ أي نص بالنسبة لي يحتاج إلى فضاءٍ حرٍّ، وكأسِ نبيذ، وأنـثى ثائرة
لذا فنصوصي لم تزل في طور التكوين...وربما لن تكتمل
والمعضلةُ ليست في اكتمال حروف النص وكلماتِهِ، وإنما في الاندهاش
فهل يحق لي أن استمر في احتفاليةِ الاندهاش وأن أوجه َ ضربة ً ساحقة ً لا يصدُّها حائط ٌ، وأن أعيدَ قراءة فلسفةِ الجمال ِ في زمن ٍ ما عادتِ الوردة ُ فيه رمزاً للآلهة؟
وهل يحق لي أن أندهشَ من أنثى تجيدُ فنَّ التقبيل؟
..........
.....
..
القـُبلة ُ للعاشقين قـِبْلة
والقـُبلة ٌ في الظلام ِ أشهى من القـُبلةِ في النور
والقـُبلة ُ كتابٌ مقدسٌ إن فـُسِّرتْ كلماتـُهُ...موتاً يموت
و
و
..
......
.........
عرضتُ قـُبلَتكِ على لجنة التحكيم فقالت
الشكلُ عشرُ درجات
الرائحة ُ عشرُ درجات
الالتزامُ عشرُ درجات
النكهة ُ عشرُ درجات
الإحساسُ.. امممم
النتيجة.. استثناءً من الإحساس، طبقُ شفتيك في المركز الأول
ألف مبروك
.
.
.
.
كزبدِ البحرِ.. قبلاتـُنا الالكترونية كانت
وبضغطةِ زرٍّ واحدٍ تلاشت
ومن غير ملحٍ ذابت
..............
........................
..............
حين لمستْ شفتاك شفتيّ
سقطتْ كلُّ الأقنعةِ الطائفيةِ والقبليةِ والمذهبيةِ والطبقيةِ
فهل نكملُ في هذه اللحظةِ النصَّ الأولَ من سفر التكوين؟
..........
..........
..........
يقولون أن القـُبلة َ في مكان ٍ عام ظاهرة ٌ سلبية
مساكين.. لم يتعلموا فلسفة الجمال

.........................................................

إلى العبقري عبدالله القصيمي
وصموك بالإلحاد لأنك كشفت عوراتهم
قاتلوا عقلك ومنعوا كتبك لأنك قلت

إن اضطرار الآخرين إلى ابتلاع أفكارهم، أو حتى إلى ابتلاع زندقاتهم، ليموتوا بها وليكونوا كالحَبَلِ الذي لا يتحول إلى ولادة، كالحبل الذي يعاقـَب لو تحول إلى ولادة-إن اضطرار الآخرين إلى ذلك ليس له إلا تفسيرين: أما الجهل وأما الظلم، وأما الظلم والجهل. فالذي يمنع أو يعاقِب أي تفكير هو حتما أما ظالم وأما جاهل، وأما ظالم وجاهل. وإذا لم يكن هناك ظلم أو جهل فلن يوجد من يرغب في خنق أية فكرة مهما كانت مخالفة أو ضالة

إن كل رغبة في خنق الأفكار المخالفة ليست سوى رغبة جاهلة أو رغبة ظالمة

02 أغسطس 2008

عشرة أعوام وثمانية


قبل عشرة أعوام كنتُ أكتبُ خواطر على شكل رسائل إلى حبيبتي
وكنتُ أعنونها برسالة إلى حبيبتي المجهولة
ومن هذه الرسائل، كتبتُ هذه الرسالة/ الخاطرة بالضبط قبل عشرة أعوام



حبي الدائم لكِ حتى في الذكريات الأليمة

لعل المناسبةَ أليمةٌ لكي أكتب هذه السطور، لكن ما باليد حيلة من الكتابة، فبعد سنوات ثمانٍ من الحرية نجد أنفسنا في أغلال وقيود نصنعها بأيدينا، قيود الكراهية الداخلية وقيود المجاملة الكاذبة على حساب البلد، قيود القبلية والطائفية البائسة، قيود النفاق والمحسوبية، قيود قيظ الصيف الحارقة جدا التي لا تفوق حرارة أجسادنا التي نريدها أن تتعفن من حرارة قيود أفكارنا، فنحن نصنع القيود بأيدينا ثم نطالب بحرية تامة، فكيف نطلب الحرية ونحن نصنع الأغلال؟؟ وماذا نستفيد من صناعة الأغلال!! الحرية تأبى القيود، ونحن نحب أن نرى الحرية مقيدة بقيود التقاليد الأزلية الزائلة مع الأيام.. فلا حرية مع قيود حديدية
ماذا استفدنا بعد مضي من السنوات ثمان؟ التاريخ يكرر نفسه، الأيام تعيد لف شريطها لتعرضه مرة أخرى ولكن مع نظام جديد يتناسب مع هذا الجيل الذي وعى على الدنيا ولم يجد غير الزيف والنفاق والأغلال الحديدية.. ماذا سيحدث لهذا الجيل المقيد؟ وما هو مصيره؟ وما هو مصير هذا البلد الصغير الجميل بصيفه وشتائه وخريفه وربيعه؟ فهو جميل لولا بعض المنافقين الأفاقين
وأنت أيتها المجهولة، ما هي كلمتك في هذا اليوم الأليم في ذكراه الموجعة التي مزقتنا تمزيقا كريها؟ أريد أن أسمع كلمتك، أن أقرأها وأتحسس حروفها


الأحد 2 أغسطس/ آب 1998


--------------------------------------

هل هي صدفة أم هو قدر أم هي إشارة
لا أدري بالضبط
فاليوم انتهيت من قراءة المجموعة القصصية للكاتب الراحل عبدالرحمن منيف وكانت بعنوان أسماء مستعارة
وما لفت انتباهي، الكلام الذي كُتِبَ على الغلاف الخارجي للتعريف بالكتاب، فقد اختار الناشر كلمات من إحدى القصص المنشورة لتكون تعريفا بالكتاب وهي من قصة خطاب العرش
سأورد ما كتبه الناشر على الغلاف الخارجي

يا شعبي العزيز جدا
لقد قلنا لكم في عيد جلوسنا الثلاثين..أو الخامس والثلاثين..وربما الأربعين، أن حكومتنا تحتاج إلى الوقت والهدوء، من أجل إنجاز مشاريع الإعمار في جميع أرجاء البلاد، وهذا القول الذي قلناه قبل أربعين عاما ما زال صحيحا جدا، وساري المفعول أيضا، وقد أمرنا رئيس وزرائنا المفخم جدا، أن يؤكد على ذلك في مرسوم جديد، حددناه قبل عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى سائر المسلمين بالخير واليمن والبركة.. اللهم آمين
وبعد، أما بخصوص انحباس المطر فإن اللوم يقع على وزير الإفتاء، الذي كان غبيا جدا ولم يختر اليوم المناسب لصلاة الاستسقاء، وقد عاقبناه، وسنعاقب كل وزير يسيء إلى الشعب، فالشعب أمانة في أعناقنا
هكذا كان والدنا المغفور له وهكذا سنبقى


يقول الحديث الشريف
لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.... فهل نحن مؤمنون؟