16 أكتوبر 2010

"التقاط الألماس" من مزايا منع خير الجلاّس

الشطر الأول من العنوان "التقاط الألماس" مقتبس من عنوان كتاب (كلمات.. التقاط الألماس من كلام الناس) للدكتور يوسف زيدان.

لن أمدح أو أذم أو أشارك الآخرين الرأي في شأن هذا الكتاب -ولن أصفه بالجميل الممتع أو السهل الممتنع-، لكن أعجبني تصميم الغلاف الذي يعكس مضمون الكتاب، وهذه الحركة اكتشفتها صدفة بعد أن وقع "نور" الشمس على الغلاف.

الصورة الأولى: الغلاف دون تسليط ضوء عليه.
الصورة الثانية: الغلاف بعد تصويره بتأثير الفلاش.

الصورة الثالثة : انعكاس نور الشمس على غلاف الكتاب ومن دون فلاش.


هناك حروف بارزة ظاهرة، وهناك حروف خافية مستبطنة يظهرها من يجهد ويجتهد في البحث عنها. ومهما طال الجهد والاجتهاد، لابد من اكتشاف ما كان خافيا.
حلقات المسلسل السنوي المصاحب لمعرض الكتاب (أو حسب الاسم الرسمي معرض الكويت الدولي للكتاب وما أدري وين الدولية اللي فيه!!) من منع بعض العناوين والاعتصامات المناوئة للمنع...الخ، هذا المسلسل لن ينتهي، لأن الحكومة –بحكم القانون المطاط- يحق لها أن تمنع ما تشاء، والمعارضين للمنع يحق لهم أن يعترضوا باسم الحرية وحق الإنسان / المواطن في القراءة الحرة. واللي ضايع بالطوشة هم الناس المتأثرين بالإعلام وكلام الجرايد.

بالنسبة لي، أرى أن للمنع مزايا عديدة:
أولها: أن منع الكتاب دعاية مجانية للكتاب والكاتب.
وثانيها: أن المنع يقلل العناوين في معرض الكتاب وبالتالي يتحول التركيز على عناوين أخرى.
وثالثها: اكتشاف مؤلفات وعناوين أجمل وأعمق وأقوى من الكتب الممنوعة، وفي كثير من الأحيان لها نفس مضمون الكتاب الممنوع ويمكن أقوى –وصارت معاي وايد-.
ورابعها: أن معظم العناوين الممنوعة لكتاب ومؤلفين عرب، وهذا يحول التركيز على الكتب والمؤلفات المترجمة. وهذي أهم ميزة تساعد غير القارئ باللغات الأعجمية (كل لسان يعجم أي لا ينطق العربية) أن يقرأ أفكارا خارج الدائرة العربية.

المختصر: إذا في ألف عنوان ممنوع، فهناك مئة ألف عنوان غير ممنوع، وفي معظمها أقوى وأجمل وأعمق من الكتب الممنوعة، لكنها تحتاج جهد لاكتشافها.

أما من ناحية المنع، فأنا ضد فكرة المنع أساسا... لكن بنفس الوقت أنا مع منع بعض الكتب، علشان أقدر أتشيحط بعدين إن مكتبتي فيها عدد كبير من الكتب الممنوعة...

أخيرا.. وبمناسبة احتفال تشيلي بإنقاذ العمال، أختم هذا البوست بجملة وردت في رواية للكاتب التشيلي لويس سيبولفيدا بعنوان "خط ساخن"... تقول:
"مطاردة شخص لأنه فجر رأس أحد أقربائه، هذا أمر مفهوم... لكن إثارة فضيحة من أجل مؤخرة، هذا ليس أمرا جديا"...
لكي تـُفهم الجملة، يجب أن تـُقرأ الرواية

09 أكتوبر 2010

يوم الهانغول وعيد ميلادي

مابي أطولها واستعرض الأحداث وبعدها أعلن أن اليوم هو عيد ميلادي.. إي اليوم عيد ميلادي المجيد واللي يشكل 37 في المئة من القرن قضيتها في التنفس وأعمال أخرى ليست كلها في البر والتقوى.

ميزة التكنولوجيا التي صنعها الغرب وطورها وحسنها "باسم الحداثة وما بعد الحداثة"، أنها فتحت آفاقا للمعرفة "المعرفة وليس التربية والتعليم والتعليب".. فمن خلال هذه التكنولوجيا أصبحت المعلومات متاحة وغير قابلة "للمنع" أو المصادرة مهما حاولت قوى القمع.
قررت قراري العنيد في هذا اليوم العتيد (أي الحاضر المهيأ) أن أتجول بين صفحات التاريخ المديد، وأشوف شنو صار في مثل هذا اليوم، أو حسب وسائل الإعلام، حديث في مثل هذا اليوم. (والله يسلم ويكيبيديا على توفير المعلومات)...

أول حدث هو يوم الهانغول في كوريا الجنوبية:
وهو يوم الأبجدية الكورية هو عيد وطني في كوريا
في ذكرى اختراع الهانغول الأبجدية الرسمية للغة الكورية من قبل الملك سيه جونغ. يصادف هذا اليوم يوم 9 اكتوبر من كل عام في كوريا الجنوبية و15 يناير في كوريا الشمالية.

ثاني حدث هو استقلال أوغندا سنة 1962.
ثالث حدث هو مجلس الأمن يؤيد بالإجماع الضربات الأمريكية على أفغانستان وذلك سنة 2001.
رابع حدث هو منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام سنة 2009.

وأهم حدث في عام 1973 تطورات حرب أكتوبر.
ففي هذا اليوم، التاسع من أكتوبر/تشرين أول من سنة 1973، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان في مؤتمر صحفي :"أدرك العالم كله الآن أننا لسنا أكثر قوة من المصريين، وأن الهالة التي كانت تتوجنا "إذا هاجم العرب فإن الإسرائيليين سيحطمونهم" قد سقطت. ويتحتم أن نقول الحقيقة للشعب الإسرائيلي، وسأفعل ذلك مساء اليوم أمام التلفزيون الإسرائيلي".
هذا منقول من (مذكرات المشير محمد عبدالغني الجمسي عن حرب أكتوبر 73)، ويختتم المشير الجمسي هذا الفصل الخاص بأحداث يوم التاسع من أكتوبر بالقول "لقد حققت قواتنا المسلحة مهمتها المباشرة طبقا لخطة العمليات، وأنشأ كل من الجيش الثاني والثالث رأس كوبري الجيش بعمق 15 كيلو مترا في سيناء تمهيدا واستعدادا لاستكمال مهامها في العملية الهجومية".

أما مواليد هذا اليوم من المشاهير ويا كثرهم لكن بكون انتقائي (كيفي):
إميل فيشر – 1852 - كيميائي ألماني حاصل على جائزة نوبل.
ماكس فون لاوي – 1879 – فيزيائي ألماني حاصل على جائزة نوبل.
إيفو أنتدريتش – 1892- أديب صربي حاصل على جائزة نوبل.
توفيق الحكيم – 1898 – أديب مصري.
سيد قطب – 1906 – مفكر ومنظر إسلامي (لو الأحزاب الإسلامية تقرأ كتبه بشكل صحيح ويتركون كتاب معالم في الطريق لطوروا من أسلوبهم وتعاملهم السياسي بس أحسن لا يقرونه).
جون لينون – 1940- مغني وشاعر إنكليزي (قال إنه أكثر انتشارا من المسيح).
جودي ويليامز – 1950 – أكاديمية حاصلة على جائزة نوبل للسلام.
نهال عنبر – 1961- ممثلة مصرية (مين زكي جمعة ده!!)
ديفيد كاميرون – 1966 – رئيس وزراء بريطانيا الحالي (أكبر مني بسبع سنين ورئيس وزراء!! الله يخلف علينا)

أما اللي انتقلوا إلى الرفيق الأعلى في هذا اليوم، سأختار اثنين فقط
أبو القاسم الشابي – 1934 – شاعر تونسي
إرنستو تشي غيفارا – 1968- ثائر أرجنتيني – رفيق فضل كاسترو

فعلا يوم 9 أكتوبر يوم عظيم.
وأنا أكتب هذا البوست وصلني مسج إخباري من رويترز يقول
حلف الأطلسي يعلن مقتل أربعة جنود أجانب في هجوم لمتشددين في غرب أفغانستان.

02 أكتوبر 2010

اللهم احفض من أراد بالكويت سوءا


صار لي فترة طويلة ما أقرا الجرايد الورقية، وأفضل قراءتها على النت، مو شحاطة تكنولوجية لكني أحب أقرا تعليقات القراء (اللي يسمونه إعلام تفاعلي) أكثر من قراءة الأخبار نفسها لأني أشوفها أخبار بلا أخبار.

من تعليقات القراء تكتشف القابلية سريعة الاشتعال والاستعداد التام للهجوم القوي والمباشر والناري والسب واللعن والتسفيه والتحقير والاقصاء (وما أدري هل هي بالقاف أم بالخاء) بين الناس، وعلى أي موضوع ينطرح مو بس المواضيع السياسية أو الطائفية أو القبلية.. الخ.

مثلا خبر يقولك أقيم حفل موسيقي في كذا... تشوف التعليق الأول "يا سلام وين أيام العز والفن الجميل".. وعلى طول تشوف التعليق الثاني "الفن حرام ولعنت (طبعا وايد يكتبون لعنة بالتاء المفتوحة) الله على المفسدين"... وبعدها تشوف التعليق الثالث "الكويت تراجعت وتخلفت بسبب الظلاميين الإسلاميين"، ويرد عليه التعليق الرابع "بسبب العلمانيين والليبراليين والروافض ابتعدنا عن شرع الله والسنة الصحيحة لنبيه الكريم".. اشدخل الروافض بالموضوع ما أدري!! ويرد عليه خامس بنفس الأسلوب الإقصائي وتستمر سلسلة التعليقات على هذا المنوال.

كل هذا عادي دام يدخل في نطاق حرية التعبير عن الرأي ووجهات النظر.. حتى لو ما كان في احترام لوجهات النظر الأخرى.. عادي مو مشكلة تعودنا
لكن الشي الحلو إن أغلب اللي يكتبون آراءهم الاقصائية يختمون تعليقهم بجملة

الله يحفض الكويت إنشاء الله!!!
نعم!!

إنشاء الله!!! يحفض الكويت !!!

طوّفنا البدليات اللي بالتعليق، وطوّفنا التاء المفتوحة والتاء المربوطة، وطوّفنا الفاعل المنصوب... لكن تختمها بإنشاء الله... هذا وإنت بتموت على الشريعة والدفاع عن الشريعة وبالأخير تكتب إنشاء الله!! ترا في فرق بين
النشأة والمشيئة.
والثاني قمة الوطنية والدفاع عن الكويت وبالأخير يكتب، الله يحفض الكويت.. يحفض!! تعرف يعني شنو يحفض؟ ترا معناها عكس يحفظ تماما.

شيقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط عن معنى حفض:
حفضه : ألقاه، وطرحه من يديه.
وحفض العود: حناه، وعطفه.
وحفّضتهم تحفيضا : طرحتهم خلفي، وخلّفتهم.
وحُـفِّـضَـتْ أرضُـنا وهي مُحَـفَّـضٌ: يابسة مُقعقعة.

يعني اللي يقول ... الله يحفض الكويت... كأنه يقول
الله يلقي الكويت ويطرحها من يده وأن يجعل أرضها يابسة مقعقعة...

المراد... قبل لا تعلق وتسب الناس تعلم شلون تكتب الكلمات بشكلها الصحيح.

وآخر دعوانا (ليش هو في أول دعوانا علشان نقول آخر!!)


اللهم احفض كل من أراد بالكويت سوءا

13 سبتمبر 2010

كنت قدساويا لكن الله هداني

يولد الإنسان مجردا من كل شيء "كل مولود يولد على الفطرة"، لكن هذا التجرد لا يستمر طويلا، لأن الأثواب الكثيرة مفصلة وجاهزة لهذا المولود "فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه".. أما في العصر الحالي، فأبواه يسننانه أو يشيّعانه أو يؤصّلانه أو يـبـيْسرانه أو يسْـلِفانه أو يؤخوِنانه أو يوهّـبانه أو يسيْستانه أو يشيـْرزانه أو يعلمنانه أو يلبرنانه أو يمركسانه أو يؤمركانه أو يبرشلانه أو يمدردانه أو يُـلَفْـرِبْـلانه والقائمة تطول، وما سيأتي ربما أكثر وأكثر.

هكذا، يولد الإنسان، فيجد اسمه الذي يتلاءم مع عائلته، ويتناسب مع مذهبه، ويتوافق مع دينه، ويتناغم مع طائفته، ويتماشى مع حزبه (الحزب الاجتماعي بالدرجة الأولى). ويجد أيضا، الطقوس الواجب عليه اتباعها (الطقوس الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية). ويجد الخطوط المرسومة له التي يجب عليه أن يسير وفق حدودها. وحتى قراءاته محددة له سلفا. وإن حاول الخروج عن كل هذه الخطوط أو فكر في أن يحقق وجوده وشخصيته الخاصة وفق منظوره وفلسفته، سيجد نفسه غير مرغوب فيه.

وبعد هذا، هل يستطيع الإنسان أن يعود إلى الفطرة الأولى باختياره وأن يحدد مساراته وأسلوب حياته باختياره أيضا من دون تدخل الأبوين؟ بالمناسبة، معنى الأبوين – بالنسبة لي - هما الأسرة والمجتمع، وليس المفهوم الطبيعي للأب والأم.

لكن إذا اعتبرنا أن الدين (أي دين) هو المؤثر والمحرك الأول – حسب ما أظن- في البشرية، إذن لابد من التساؤل.. هل الذي يحرك البشر ويؤثر فيهم الدين نفسه أم المفسرون والفقهاء والقساوسة؟
سأستشهد بفقرات من كتاب "الهويات القاتلة" للأديب والمفكر أمين معلوف حيث يقول:
"مهما غصنا في بطون الكتب المقدسة، ورجعنا إلى كلام الفقاء، وأقمنا الحجج والبراهين، سوف تبقى هنالك دوما تفسيرات مختلفة ومتناقضة. فاستنادا إلى الكتب المقدسة نفسها، يمكننا القبول بالرق أو بإدانته، تقديس الأيقونات أو حرقها، تحريم الخمرة أو تحليلها، المناداة بالديمقراطية أو الثيوقراطية. لقد عرفت المجتمعات البشرية، على مر العصور، إيجاد الآيات المقدسة التي تبرر ممارساتها الآنية (...) فالنص لا يتغير بل نظرتنا هي التي تتغير. غير أن النص لا يؤثر في حقائق العالم إلا من خلال نظرتنا التي تتوقف في كل عصر عند بعض الآيات وتغفل آيات أخرى (...) وإذا ما أردنا الحصول على أجوبة، وليس فقط على تأكيد لأفكار مسبقة إيجابية أو سلبية نحملها في قرارة نفسنا أصلا، فلا يجب دراسة جوهر العقيدة بل سلوكيات الذين يدينون بها عبر التاريخ".

كنت قدساويا
نشأت وترعرعت وتربربت بين عائلة قدساوية، معادية للعرباوية –أيام ما كانت المنافسة بين القادسية والعربي حامية- والعرباوي اللي يقعد بينا، يا ويله يا سواد ليله. وخوفا من سواد الليل، أصبحت قدساويا متعصبا ومتزمتا.
وصرت أفاخر بالأصفر وبجاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفاروق إبراهيم الله يرحمه وعبدالعزيز حسن، حتى عبدالله عبدالرسول وعادل العطار وناجي جاسم ومؤيد سلطان ومتعب الذاير كنت أفاخر فيهم. وأدخل في صراعات ومناوشات مع العرباوية دفاعا عن "عقيدتي الصفراء". ولكن بعد فترة راجعت نفسي، ليش القادسية والعربي والكويت.
وبعد تأمل وتفكير واقتناع بأهمية "تنويع مصادر التشجيع"، "وتعزيز فرص المنافسة بين الأندية كلها"، والسعي إلى "تمويل بقية الأندية لتمكينها من المشاركة في المنافسة في المسابقات المحلية والخارجية".. قررت - بعد أن هداني الله- أن أبتعد عن الطائفتين القدساوية والعرباوية، وكذلك عن الكويتاوية. وأبحث عن نادي أشجعه.. وكان نادي كاظمة.. هذا كان قبل 23 سنة.
واليوم انتظر أول نادي ينشئه القطاع الخاص –هذا إذا صار- علشان أشجعه وأساهم فيه بعد.

08 مايو 2010

يوم الإثنين المقبل 10 مايو


يتشرف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
بدعوتكم لحضور افتتاح معرض الفنانين التشكيليين
نواف المعتوق وفيصل البغلي
الذي سيقام يوم الإثنين الموافق 10 مايو 2010
في تمام الساعة السابعة والنصف مساء
في قاعة الفنون، ضاحية عبدالله السالم ويستمر لمدة أسبوع
موقع قاعة العرض: خلف جمعية ضاحية عبدالله السالم وبجانب قاعة الهاجري للحفلات
للبحث عن صفحة الفيس بوك عن طريق الإيميل : nawafmq@hotmail.com

29 أبريل 2010

لنرى ماذا سيحدث... عزيز نيسن


قصة من قصص عزيز نيسن... ونيسن عجيب بأسلوبه الساخر الجميل ونهاياته غير المتوقعة..
وهذي قصة من قصصه بعنوان (لنرى ما سيحدث) وهي ضمن مجموعته القصصية المعنونة ب(لن نتطور أبدا) ترجمة محمد مولود فاقي.. وعلشان ما نطول وايد نختصر من مقدمة القصة...: (بالمناسبة عدد الكلمات بعد الاختصار 1621 كلمة علشان اللي ما يحب البوستات الطويلة لا يكمل قراءة)... هذا للعلم والتنبيه...

مجموعة من المتقاعدين في مقهى على مضيق البوسفور، قريبا من البحر الأسود من ناحية آسيا.
يتناقشون في كل الأمور، عن طبيعة الحياة في هذه الأيام وارتفاع الأسعار بالإضافة إلى هموم الدولة والوطن مثل كل يوم والمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكل واحد منهم يدلي بدلوه، وكانوا يسألون بعضهم كل يوم، نفس السؤال الذي لا يملكون إجابة عليه: إذن ماذا سيحدث؟ لننتظر ونشاهد.. ماذا سيحدث؟.. وهكذا دواليك، وفي يوم من الأيام، قال أحد المتقاعدين وهو عجوز تجاوز السبعين من عمره (( وهني أنقل القصة كما كتبها عزيز نيسن)) :


لقد ذكرتموني بقصة جرت مع أحد أقربائي، وأنتم ترددون ماذا سيحدث.
اتجهت الأنظار نحوه وسألوه بلهفة عما جرى لقريبه. وبدأ العامل المتقاعد العجوز يقص عليهم القصة الآتية:
ربما تتذكرون الضائقة التي مرت بها الحكومة منذ فترة عندما قررت بيع هضاب البوسفور الرائعة. في ذلك الوقت، ظهر على المسرح ثري كبير، واسمه أبو الفاتك المشكي. كان هذا الثري قد اشترى إحدى الهضاب الجميلة التي لا يرتوي الإنسان من النظر إليها أبدا لجمالها الرائع.
وكان من المقرر أن يشيد فوقها قصرا أو ما شابه ذلك. وما لبث أبو الفاتك المشكي هذا أن أخذ قرار ثانيا وهو الزواج بفتاة تركية جميلة. الفتاة التركية غير معروفة، ولكن يكفي أن تكون تركية، وبالطبع جميلة وفق المقاييس المتعارف عليها.
بدأ السمسار الذي اشترى الهضاب لأبي الفاتك هذه المرة بالبحث عن فتاة طبقا للمواصفات المطلوبة. ينبغي أن تكون شابة جميلة وبكرا ويجب أن لا تكون يدها قد لمست يد رجل. وفوق ذلك يجب أن تكون بريئة للغاية.
طبعا ليس من السهولة إيجاد فتاة بهذه الشروط في استطنبول، وفي هذه الأيام بالذات. ولكن الأمر ليس صعبا على أبي الفاتك، لابد أنه سيجد طلبه، لأنه يملك المال الكثير. لنترك السماسرة يبحثون عن الفتاة ولنعد نحن إلى أبي الفاتك الذي بدأ يتعلم اللغة التركية ليستطيع أن يتلاءم ويتناقش مع زوجته التركية في المستقبل القريب. على الأقل كلمات قليلة مثل... نامي... انهضي... تمددي... دوري إلى ما هنالك من الكلمات المتداولة.
أحضروا لأبي الفاتك فتيات كثيرات إلا أنه رفضهن لعدم إعجابه بهن. كانت رغبته الحصول على فتاة بشرتها بيضاء كالحليب، وجسمها طري كالمعجون، وحوضها عريض، ناعمة كقطعة الراحة اللذيذة. في النهاية أعجبته إحدى الفتيات، ومن هنا تمت معرفتنا به.
جميع الصفات التي طلبها أبو الفاتك: عمرها سبعة عشر عاما. تخرجت من دورة لتعليم القرآن... بيضاء اللون... حوضها نافر من الجانبين.. ومن ناحية البراءة فهي بريئة حتى الحماقة أو أكثر. وإذا رأيتهم أبو الفاتك هذا فإن شفاهكم سترتجف من الخوف. إنه قبيح بشكل يدعو للاشمئزاز ثم أن عمره أكبر من عمر والد الفتاة بكثير.
وقد اندهش أحد الذين شاهدوا تمثال القبح هذا اندهاشا عظيما. فرفع يده على صدره وضربها بشدة، وهو يقول :"أيها الإله الذي أقدم نفسي قربانا له. إنك على كل شيء قدير"..
وبما أن عدد نسائه غير معروف، فإنه لم يسجل هذه الفتاة رسميا على اسمه، بل تزوجها بعقد نكاح خارجي المهم في الأمر أنه تزوجها والسلام.
لقد أصبحت الفتاة البريئة سعيدة في منزلها الجديد، لأنها خرجت من عائلة فقيرة.. محرومة، لم تعرف من نعيم الحياة شيئا في بيت أبيها. وعندما تزوجت الحياة الجديدة، أحست بالسعادة تملأ كيانها.
وبما أن اسم زوجها أبو الفاتك المشكي طويل وصعب، فإن أسرتها اختصرت من اسمه وأصبحت تناديه السيد فاتك. وهكذا احتفظوا بجزء من اسمه إلى حد ما.
وكان للفتاة شقيق يصغرها بستة أعوام. أصبح ينادي صهره دائما عمو فتيق لأنه لا يستطيع لفظ كلمة فاتك فحورها إلى /فتيق/. وكان عمو فتيق قد اشترى شقة كبيرة وجميلة في حي /نيشان طاشي/ سجلها باسم زوجته الصغيرة. وقد ذهبنا أنا وزوجتي لزيارتهم مرتين هناك. وتعرفنا على عمو فتيق في منزله أثناء الزيارة.
ومرت أيام. ولكن ما حصل بعد ذلك قصته علي زوجتي. وهي بدورها سمعته على لسان زوجة فتيق الشابة شخصيا.
كان عمو فتيق يغار كثيرا على زوجته الصغيرة والجميلة، حيث منعها من زيارة منازل أقربائه. وأرغمها على الخروج من المنزل بالعباءة والشرشف، كل هذا حسن، ولكن الفتاة كانت تشعر بالملل عندما يكون عمو فتيق خارج المنزل. ولكي يعطي للناس صورة حسنة عن شخصيته، كان يحاول جاهدا على عدم إظهار الأمر، وكأنه نوع من السجن للفتاة وأنه يثق بزوجته كسائر الأزواج.
وانطلاقا من هذا المبدأ الذي أظهره للناس ولنفسه وحيث أنه سيغيب عن منزله يومين كاملين. فقد سمح لزوجته الشابة الخروج للسوق لشراء الأغراض لمنزلها. شرط أن لا تبتعد عن المنزل. فرحت الفتاة الشابة كثيرا. ولكنها ماذا ستفعل وحدها في الخارج. سألت زوجها إذا كان باستطاعتها الدخول إلى السينما. عندها فكر عمو فتيق طويلا. فإعطاء القرار ليس سهلا.
إذا قال لها لا تذهبي.. عندها يفسر موقفه بأنه نوع من الضغط عليها، وفي الوقت نفسه ليس من السهل عليه أيضا أن يقول لها : اذهبي. ومن غير اللائق الذهاب معها.. في النهاية قال لها: نعم أسمح لك بالذهاب. ولكن يجب أن أشاهد الفيلم قبلك.
جهد عمو فتيق على مشاهدة جميع الأفلام التي كانت تعرض آنذاك في دور السينما القريبة من المنزل. فاختار فيلما واحدا يلائم زوجته لتراه وهو فيلم محلي بعنوان (عدالة عمر بن الخطاب).. قال لزوجته: يمكنك الذهاب إلى السينما يا نجمية (اسم الزوجة الشابة) لمشاهدة الفيلم الذي اخترته لك.
بدا عمو فتيق مسرورا جدا لما فعله. وعندما عاد بعد يومين إلى المنزل، أوه الشكر لله إن نجمية في المنزل.
- نجمية.
- أفندم.
- ماذا فعلت في غيابي؟
تبدأ نجمية بسرد حكايتها بحرارة. آه لا تسألني...
((كيف لا أسألك وأنا أنفجر شوقا للاستماع)).
- ماذا حصل يا نجمية؟
- لقد احترت كثيرا بما حصل معي.
- ماذا جرى لك؟
وتقص نجمية ما جرى لها ببراءتها المعهودة.
- لبست عباءتي وغطائي للذهاب إلى السينما التي سمحت لي بالدخول إليها.
- جميل جدا.
- خرجت إلى الشارع.
- نعم..
- وبينما كنت سائرة في طريقي وإذا برجل يقترب مني.
- رجل؟!
- نعم .. أنا أمشي وهو يمشي إلى جانبي.. تابعت المسير وهو يتبعني.. قلت في نفسي لنرى ماذا سيحدث.
ينهار عمو فتيق كليا. ولكنه يتماسك أعصابه أما زوجته ويحاول البقاء طبيعيا ومندهشا يقول:
- الله .. الله .. أنا أيضا انتظر سماع ما حدث معك بفارغ الصبر لنرى ماذا سيحدث؟
- تابعت سيري. ففعل هو الآخر نفس الشيء وهو قريب مني أقول في نفسي لنرى ماذا سيحدث؟
- يا سبحان الله... لنرى ماذا سيحدث.
- اشتريت بطاقة من كوة دار السينما.. وإذا بالرجل يشتري بطاقة أيضا. دخلت السينما. وإذا بالرجل يدخل أيضا.
هنا بدأ عمو فتيق المنهار السؤال قبل زوجته:
- يا للغرابة.. إنه أمر غريب والله.. لنرى ماذا سيحدث.. وبعدها
- بعد ذلك جلست على المقعد المخصص لي، وإذا بالرجل يجلس في مقعد بجانبي.
- إنه أمر يحير.. لنرى ماذا سيحدث؟
- انطفأت الأنوار وبدأ الفيلم.
- أي ي ي ي هيا افهميني يا نجمية.
- وإذا بالرجل يمد بيده إلى فخذي وساقي.
- ماذا تقولين؟ عجايب والله ..!..
- لقد أدخل يده إلى فخذي بعد أن رفع الغطاء عنه. لقد احترت في أمري كثيرا.
- ماذا سيفعل؟
- لا أدري أنا الأخرى كنت أنتظر بلهفة نهاية هذا الأمر. بقيت منتظرة وأنا أقول في نفسي لنرى ماذا سيحدث.
- أنا الآخر والله أنتظر بفارغ الصبر لنرى ماذا سيحدث؟
- وبدأ الرجل يداعب جسمي وساقي مثلما يريد. لو كنت مكاني أما كنت تترقب ماذا سيحصل بعد ذلك؟

بدأ الشرر يتطاير من عيني عمو فتيق.. ولكن براءة زوجته غير الطبيعية منحته الصبر وبدا وكأنه يسايرها.
- لنرى ماذا سيحدث يا نجمية.
- ثم انتهى عرض فيلم عدالة عمر. وأشعلت الأنوار، نهضت من مكاني وإذا بالرجل ينهض أيضا.
- الرجل نفسه؟
- نعم..
- أمر عجيب وغريب لنرى ماذا سيحدث؟
- خرجت من السينما فخرج هو الآخر. مشيت في الشارع ففعل الآخر ومشى بجانبي.
- أمان نجمية.. إنني أنتظر بفارغ الصبر.. لنرى ماذا سيحدث؟
- أنا الأخرى كنت أنتظر بفارغ الصبر.. وانعطفت عند الناحية.
- هل انعطف الرجل أيضا؟
- نعم.. لقد فعل
- افهميني بسرعة يا نجمية أنا في حيرة من أمري.
- دخلت من باب عمارتنا فدخل أيضا. كنت متلهفة لما سيحصل لنرى ماذا سيحدث؟
غرق عمو فتيق في بحر من العرق.
- وبعدها؟
- صعدت إلى طابقنا.. صعد هو أيضا
- واي أيها الرجل واي..
- أخرجت مفتاح الشقة من محفظتي وفتحت الباب ودخلت وإذا بالرجل يدخل أيضا.
- دخل الرجل أيضا... يا الله
- نعم
- لنرى ماذا سيحدث.. هيا قصي علي يا نجمية
- عندما دخلت المنزل.. ذهبت إلى غرفة النوم، من الطبيعي أن أخلع ثيابي.. وإذا بالرجل أيضا يخلع ثيابه.
- ماذا تقولين يا نجمية؟ لنرى ماذا سيحدث.
- عندما خلعت ثيابي. صعدت إلى السرير كي أنام وإذا بالرجل يدخل الفراش معي.
عندها صرخ عمو فتيق وكأنه صفع بسيخ حام.
- أي أي واه... لنرى ماذا سيحدث؟
- أنا الأخرى كنت أنتظر بفارغ الصبر.. لأعرف ماذا سيحصل بعد ذلك؟
- أمان نجمية.. سأنفجر من الانتظار.. هيا تكلمي بسرعة، ماذا حصل بعد ذلك؟
- لا شيء يا روحي لم يحصل شيء يذكر. لقد ضاعت جهودي من الانتظار سدى كنت أحسب أن شيئا ما سيحصل.

كانت حبات العرق تتصبب من وجه عمو فتيق كاللؤلؤ.
- لا يا هذه.. إذن ماذا حصل يا نجمية؟ ماذا فعل معك؟
- لقد فعل كل ما تفعله أنت معي كل ليلة.

ماذا سيفعل الآن عمو فتيق الذي أصابته صدمة قاسية، إن زوجته بريئة لا تعرف ما أصابها من مكروه. ماذا سيفعل؟ إذا ضربها فهذا لا يجوز. وإن صرخ في وجهها وشتمها فهي داع لهذا. وإذا طردها ماذا سيقول الناس عنه؟ ولكي يخفي الغبار عن رجولته. وصون كرامته ورجولته قال لها:
- آمان نجيمة. كنت أظن أن في الأمر شيئا مهما. انتظرت بفارغ الصبر طويلا وأنا أقول: لنرى ماذا سيحدث. لنرى ماذا سيحدث فالأمر ليس بذي بال.

أما العجوز المتقاعد كان يروي القصة فقد ختم كلامه قائلا:
- هكذا أيها الأصدقاء فإن المرأة الصغيرة. كانت تروي قصتها ببراءة أمام كل من قابلتهم وزوجتي سمعتها من لسانها.
قال أحد المتقاعدين وهو يضع فنجان قهوته على المنضدة بيد مرتجفة:
- أنا لم أفهم شيئا. لماذا سردت علينا هذه القصة؟
قال العامل المتقاعد: كل يوم تتناقشون وتنتهي نقاشاتكم بترديد عبارة
لنرى ماذا سيحدث.. لنرى ماذا سيحدث
لقد أردت أن أخلصكم من لهفة الانتظار الطويلة.
وصدرت قهقهة من المقهى. لكن العامل المتقاعد أضاف:
إنه أمر غير مهم أبدا...


25 أبريل 2010

بعشرة قروش خصـ.....خصة

لا أدري لماذا شغل موضوع الخصخصة الحكومة والبرلمان والناس والجرايد طيلة الفترة الماضية، أو لماذا طرح الموضوع الآن وبهذي الطريقة!!
المؤيد للخصخصة يطرح ويعرض مبرراته، والمعارض أيضا يطرح ويعرض مبرراته، وسيد الموقف في هذا الموضوع هو الصراخ ثم الصراخ ثم الصراخ ثم طعن في النوايا، أخلاقيا ودستوريا... أعني بأخلاقيا هو كلمة "بيع الكويت"... أما دستوريا فهو الزعم بمخالفة المادتين 21 و152 من الدستور.. وهذا له رد على من يقول بهذه المخالفة موجود في المذكرة التفسيرية...

بصراحة لا المؤيدين (خصوصا الحكومة وبعض النواب) مقنعين بمبرراتهم، ولا المعارضين (معظمهم من النواب وفئات أخرى) أيضا مقنعين في مبرراتهم... لأن الجميع دخلوا في جدليات وتفاصيل وآليات تنفيذ الخصخصة دون طرح السؤال الأهم وهو... هل نحتاج إلى الخصخصة الآن؟ وكذلك هل نحن مهيئون فعلا للتحول إلى الخصخصة؟

هل نحتاج إلى الخصخصة... الإجابة نعم... في كل الحالات يجب أن نتوجه نحو الخصخصة لتحقيق المبادئ العامة التي ينادي بها المؤيدون... لكن هل هي ضرورة الآن... لأ... وهذا يجرنا إلى السؤال الثاني... هل نحن مهيئون فعلا للتحول إلى الخصخصة!!

عملية الخصخصة – أو التخصيص حسب مشروع القانون المقترح- ليست مجرد نقل ملكية مشروع عام بشكل كلي أو جزئي... أي تحويله من مشروع عام مملوك للدولة إلى قطاع خاص فقط... لكن المسألة أكبر وأعمق من ذلك، بسبب وجود روابط أمامية وخلفية لها آثارها وتأثيرها على جميع النواحي المالية والاقتصادية والإدارية والإنتاجية والخدماتية... والشيء المهم الذي لا يتطرق إليه الكثيرون هو الآثار والتأثيرات الاجتماعية والثقافية (وأعني بها نظرة المجتمع ومفهومه للتخصيص المبني على أساس الإنتاجية والحرية والتنوع والمنافسة في إنتاج السلع والخدمات) .. فهل نحن مهيئون لهذه الآثار والتأثيرات؟

مع إن الجانب الثقافي بالنسبة لي هو الأهم (وأقصد بالثقافي العادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي والدين وأنماط الحياة للمجتمع مضافا إليها الإبداع الأدبي والفني والعلمي)... لكني سأبدأ بالجانب المؤسسي... الذي يعتبر القاعدة الأساسية لهيكل الدولة.

كيف نبدأ بالتخصيص والجانب المؤسسي عندنا غير مكتمل بالإضافة إلى وجود خلل في عدد كبير من المؤسسات!!! إذن لابد في البداية من بناء قاعدة مؤسسية (هيكل إداري) ومؤسساتية (مبنية على قاعدة قانونية قوية تمنح الاستقلالية والحرية في اتخاذ القرار).

لذلك أرى أن الخطوة الأولى لإصلاح الخلل المؤسسي تبدأ في تفكيك الوزارات والهيئات والإدارات الحكومية المتضخمة والمترهلة وحتى غير المتضخمة والمترهلة (مع إني ما أعتقد في وزارة مو متضخمة ولا مترهلة)، إضافة إلى فض الاشتباكات والتداخلات الإدارية في ما بين هذه الإدارات...

مثال على ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فهي تتكون من وزير واحد ووكيل وزارة واحد، وستة وكلاء مساعدين... وهؤلاء مسؤولون عن 53 إدارة تضم 404 أقسام...
بالذمة شلون نفكر بالتخصيص أو الخصخصة وعندنا وزارة بهذا الحجم الضخم من الإدارات والأقسام والمراقبات وأكيد الموظفين!!

وزارة الشؤون بروحها تحتاج إنها تتفكك إلى أربع هيئات مستقلة ماليا وإداريا هيئة عامة للرعاية الاجتماعية وهيئة عامة للتنمية الاجتماعية وهيئة عامة للتعاون وهيئة عامة للعمل والعمالة.

والخطوة الثانية لإصلاح الخلل المؤسسي هو منح السلطة القضائية استقلالا تاما... أي الاستقلال المالي والإداري والتوظيف أسوة بالسلطة التشريعية... لأن مو معقول سلطة قضائية يعين وزير العدل العدد الكافي من الموظفين في الشؤون المالية والإدارية والكتابية بالمحاكم والنيابة العامة ويصدر وزير العدل القرارات اللازمة لتنظيم هذه الشؤون... (حسب المادة 67 من القانون رقم 23 لسنة 1990 بشأن قانون تنظيم القضاء).
على أن يقوم ديوان المحاسبة بالمراقبة المالية على مصروفات الهيئة القضائية..

وهناك خطوات أخرى ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة... لكي نتمكن من خلق قاعدة مؤسساتية ننطلق منها نحو الخصخصة ومناخ مناسب لنجاح الخصخصة... ومن أهم هذه الخطوات أيضا... الشفافية... يعني معقولة حجم الاستثمارات الخارجية للدولة تبقى دائما سرية... أنا كمستمثر شلون أفكر بالاستثمار وما أعرف الحالة المالية للدولة !!! ماكو استثمار من غير شفافية المعلومات.

أتمنى سحب قانون التخصيص أو كما يسمونه الخصخصة... مو لأني ضد الخصخصة لكن التوقيت الحالي غير مناسب في ظل الاختلالات المذكورة أعلاه، والاختلالات التي لم أذكرها (اختلالات هيكلية مالية واقتصادية وثقافية) ومنها إصلاح المؤسسة السياسية... لأن الخصخصة تتطلب أحد أمرين... إما دكتاتورية رشيدة أو ديمقراطية حقيقية الفاعل الحقيقي فيها هم الأحزاب.
الزبدة... لا نستعجل على أمر بدون دراسته بشكل جدي ومن كل النواحي... على شان لا نقول... أخ يا ليتنا ما فعلنا

11 أبريل 2010

تفاؤل... تشاؤم... ولغة الأرقام




لكل رقم دلالات، تدل عدة معان... وعلى أساس هذا الرقم أستطيع قراءة الواقع بطرح عدد من الأسئلة... كيف جاء هذا الرقم... ولماذا... وعلى ماذا يدل... وهل يدل على أمر إيجابي أم سلبي؟... فضلا عن المؤشرات الحالية والمستقبلية...

فعلى سبيل المثال... لما يعلن وزير المالية أن فائض الموازنة العامة يبلغ سبعة مليارات دينار (24 مليار و332 مليون دولار أمريكي) فهذا الرقم يعطي دلالات عدة... اقتصادية وسياسية واجتماعية... ودلالات أخرى

أو لما يعلن فضيلة الشيخ الشاب!! مشاري الخراز أن عدد حضور ندوة أو محاضرة "كيف تتلذذ في صلاتك"، التي تقام مجانا، بلغ حوالي 35 ألف، فإن هذا الرقم له دلالات متعددة... أو لما تعلن اللجنة الإعلامية لمهرجان ليالي فبراير أن عدد حضور الحفلات أكثر من 30 ألف وأسعار التذاكر تتراوح بين 20 و100 دينار... أيضا هذا له دلالات...

أو لما يعلن اللواء محمود الدوسري أن عدد السيارات المسجلة لدى الإدارة العامة المرور حتى 23 مارس 2010 بلغ مليون و507 آلاف و713 سيارة... وأن عدد رخص القيادة مليون و181 ألف و150 رخصة... وأن إجمالي أطوال الطرق بلغ 6000 كليومتر تقريبا... فهذه الأرقام لها دلالات...

فإذا وقفت عند هذا الرقم من السيارات وأطوال الطرق!!!
فإن مليون ونص سيارة على 6000 كيلو متر.... يعني أن 251 سيارة لكل كيلو متر واحد...
لكن لست أدري كيف احتسبت الأطوال... هل احتسب عدد الحارات ضمن هذه الأطوال أم فقط أطوال المسافة المعبدة!!
سأفترض أن عدد الحارات مشمول ضمن احتساب الأطوال... وبناء عليه سأفترض الآتي:
251 سيارة لكل كيلومتر...




الفرضية الأولى: متوسط طول السيارة ثلاثة أمتار (بدون مسافات بين السيارات) يعني
251 × 3 = 753 مترا من السيارات لكل كيلومتر (1000 متر)...
أي أن نسبة الطاقة الاستيعابية للطرق = 75.3 %...

الفرضية الثانية: متوسط طول السيارة ثلاثة أمتار ونصف (3.5) وبدون مسافات أيضا، يعني
251 × 3.5 = 879 مترا من السيارات لكل كيلومتر (1000 متر)...
أي أن نسبة الطاقة الاستيعابية للطرق = 87.9 % ...

الفرضية الثالثة: متوسط طول السيارة أربعة أمتار (بدون مسافات بين السيارات) يعني
251 × 4 = 1004 أمتار من السيارات لكل كيلومتر
أي أن نسبة الطاقة الاستيعابية للطرق = 100.4 %...

والفرضيات مفتوحة... لكن أتمنى أن عدد الحارات غير مشمول في إعلان اللواء الدوسري، لأن الحسبة ستختلف... لأنني سأفترض أن متوسط عدد الحارات هو 3 وعليه سيكون إجمالي أطوال الطرق 18 ألف كيلومتر تقريبا... وبهذي الحسبة يكون التفاؤل أكبر بقلة ازدحام السيارات...

أما الفارق بين عدد السيارات المسجلة وعدد الرخص
1507713 (سيارة) – 1181150 (رخصة) = 326563 (326 ألف و563) هي
زيادة عدد السيارات على عدد الرخص...

وهذا شيء طبيعي إذا كانت هناك شركات تمتلك سيارات كثيرة... أو بعض الأفراد ممن يملك أكثر من سيارة...

لكن لحظة لحظة!!!
هل تمت مقارنة الأرقام السابقة مع تعداد السكان؟
الرقم الأول... حسب موقع الهيئة العامة للمعلومات المدنية فإن عدد السكان في الكويت حتى 31 ديسمبر 2009 بلغ 3484881 (ثلاثة ملايين و484 ألف و881 نسمة)...
بلغ الكويتيون منهم 1118911 (مليون و118 ألف و911 كويتي) وبنسبة 32 في المئة... ونسبة المقيمين/الوافدين هي 68 في المئة...
الرقم الثاني... إن عدد الكويتيين أقل من عشر سنوات هو 300149 (نسبتهم إلى إجمالي الكويتيين بلغت 26.8 في المئة)... يعني أكثر من ربع الكويتيين أقل من عشر سنوات!!
الرقم الثالث... إن عدد الكويتيين أقل من عشرين سنة هو 550469 (نسبتهم إلى إجمالي الكويتيين بلغت 49.2 في المئة)... يعني نص الكويتيين أقل من عشرين سنة!!


ما أدري... هل هذي الأرقام ممكن تحرك (عند المسؤولين والمواطنين والحكام والمحكومين) بعض التخوف تجاه المستقبل؟؟ خصوصا مع نمط الحياة اللي نعيشها... السياسية والاجتماعية والاقتصادية و و و و ...

عموما أرجع إلى المرور
اللواء الدوسري يقول إن عدد رخص القيادة مليون و181 ألف و150 رخصة...
وإذا رجعنا لإحصائيات السكان، فإن عدد الذين أعمارهم 17 سنة حتى نهاية 2009، (يعني يكملون 18 سنة خلال 2010) ويحق لهم التقدم بطلبات للحصول على رخصة قيادة كالتالي:
من المتوقع أن الذين سيتقدمون من الكويتيين وغير الكويتيين 27333.. الكويتيون 11931 والمقيمون 15402...

وسأفترض أن 80 في المئة من الكويتيين سيتقدمون بطلب الرخصة، بالمقابل 50 في المئة من الوافدين.. هذا يعني:
9545 كويتي + 7701 وافد = 17246 شخص سيطلب رخصة قيادة خلال عام 2010... وهذا الرقم ينضاف إلى الرقم الأول
1181150 + 17246 = 1198396 رخصة قيادة في عام 2010... (مليون و198 ألف و396) رخصة...
طبعا هذا على افتراض عدم وجود وافدين جدد وكذلك انخفاض النسبة المتوقعة...

ها... أكمل توقعاتي لسنوات 2011 و 2012 و2013 ؟
بس مابي أكمل.. واللي يبي يكمل يتابع تعداد السكان ويقيس على أساسه ويقارنه مع أطوال الشوارع واحتمال زيادة عدد السيارات...

اللي أعمارهم 16 سنة (يعني يكملون 18 في 2011)
الكويتيون 12464، الوافدون 15363، المجموع 27827

اللي أعمارهم 15 سنة (يعني يكملون 18 في 2012)
الكويتيون 12563، الوافدون 15686، المجموع 28249

اللي أعمارهم 14 سنة (يعني يكملون 18 في 2013)
الكويتيون 13030، والوافدون 16425، المجموع 29455


أدري بعد هذا كله... والأرقام والفرضيات... ما قلت شنو الدلالات اللي استنتجتها... بس بصراحة ما يحتاج أقول شنو استنتجت...

أراهن على ذكاء القارئ

-----------------

بصراحة في شخصيتين يضحكوني وايد وهم من نفس المستوى في الكوميديا
الشخصية الأولى طارق العلي
الشخصية الثانية صاحب زاوية البيت العتيق (مقالات اليمين) في جريدة الوطن...خ س س

21 مارس 2010

استخدام الخلايا الجذعية لإعادة بناء قصبة هوائية


خبر جميل كان من المفترض أن يتصدر صفحاتنا المحلية مع مزيد من المعلومات عن هذا الطب التجديدي الذي سيحدث نقلة كبيرة جدا في المستقبل، ليس في عالم الطب والصحة وحدهما وإنما في الحياة على الكرة الأرضية كلها.
يقول الخبر:

لندن - يو بي أي - أجرى أطباء بريطانيون عملية فريدة من نوعها، هدفت إلى إعادة بناء قصبة هوائية لطفل في العاشرة من العمر عبر استخدام خلاياه الجذعية، قد تؤدي، في حال نجاحها، إلى ثورة في الطب التجددي.وذكر موقع دايلي نيوز البريطاني أن العملية، التي أجراها أطباء في مستشفى غريت أورموند ستريت في لندن، واستغرقت حوالي 9 ساعات، شملت زرع قصبة هوائية من متبرع جردت من خلاياها، وأعيد حقنها بخلايا جذعية من المريض نفسه. ويتوقع الأطباء أن تبدأ خلايا الطفل الجذعية بالتحول خلال شهر أبريل المقبل إلى خلايا داخلية وخارجية للقصبة الهوائية.وأشار الموقع إلى أن الطفل الذي لم يعلن عن هويته حاليا، وهو في حالة جيدة حاليا، وهو يتكلم ويتنفس بطريقة أفضل مما كان عليها منذ سنوات.وقال الأطباء إنه لا وجود لأي خطر من حصول ردة فعل مناعية على العضو الجديد، كونه مؤلفا من أنسجة المريض نفسه.وقالت أستاذة الطب مارتين ميرتشال، "نريد الآن إجراء مزيد من التجارب للتأكد من فعالية هذا المبدأ، ونود أن ننتقل إلى أعضاء أخرى أيضا، وخصوصا الحنجرة والمريء".

انتهى الخبر


الخلية الجذعية، أو كما يسميها الأطباء والمتخصصون في علوم الأحياء والكيمياء الحيوية والتقنية الحيوية biotechnology ، الخلية السحرية التي ستساهم في المستقبل في إحداث نقلة كبيرة في مجالات الحياة على الأرض.
منذ فترة بسيطة بدأت بمتابعة هذا العلم والتطور الهائل الذي سيحققه في المستقبل، ومن أشد ما يؤسف له أن الترجمات العربية في هذا المجال قليلة، وكل مقال أو كتاب يتحدث عن الخلية الجذعية يعتبر قديما، لأن هذا العلم في تطور مستمر ومتسارع، والدليل الخبر المذكور أعلاه.

ويقول الدكتور خالد أحمد الزعيري في كتاب بعنوان "الخلية الجذعية" صادر عن سلسلة عالم المعرفة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت – صدر الكتاب في عام 2008 يعني كتاب قديم- يقول : " ويتضح لنا من كل ذلك أن الخلية الجذعية موجودة في كل نسيج وفي كل عضو، وأنها تمتلك حلولا ساحرة لعلاج أمراض خطيرة. ولقد أصبح جليا، كالشمس، أن الدول التي ستفتح مختبراتها للباحثين في أسرارها سوف تحقق فتوحات طبية جديدة وعديدة، وسوف تعالج مواطنيها بعلاج آمن طبيعي، وبسعر في متناول جيوبهم".

الإنفاق على مختبرات الخلايا الجذعية

ويضيف: " فالمملكة المتحدة في مايو 2004 أنشأت أول بنك في العالم للخلية الجذعية الجنينية. وإذا كان الأمريكيون أنفقوا عشرة مليارات دولار على الخلية الجذعية، فإن المملكة المتحدة قد أنفقت تريليون دولار! أما دول أخرى ككوريا الجنوبية، فقد أنفقت حتى الآن خمسمائة مليار دولار، بينما الصين القوة العظمى القادمة أنفقت عشرة تريليونات من الدولارات!
وانضم إلى هذه الدول التي أقرت مواصلة البحث في الخلية الجذعية الجنينية دول كثيرة منها، أستراليا، السويد، الأرجنتين، البرازيل، أورغواي، اليابان، بلجيكا، هولندا، سويسرا، فنلندا، اليونان، وسنغافورة وغيرها من الدول التي في طريقها الآن لمواصلة العمل والإنفاق على البحث في تلك الخلية الساحرة.
ويا للسخرية والحزن في عين الوقت، فلم نر حتى طيف اسم دولة عربية واحدة!".

ماذا سيحدث للمتفرجين؟

يقول الدكتور الزعيري : "أما أولئك الذين يقفون في طابور المتفرجين، كعادتهم دائما، فسوف لا نرى منهم سوى أفواه مفتوحة من الدهش وعدم التصديق، وأعين تبرق من الخوف مما هو آت على يد الآخرين الزناديق!
وسوف لا نسمع منهم سوى كلمات التعجب وأنه كيف حدث هذا؟! وكيف عالجوا أمراضا عصبية كانت قبل اكتشاف الخلية الجذعية عصية على العلاج، بل كان لا أمل على الإطلاق في علاجها، كما أنهم سوف يدفعون دماء قلوبهم لكي يشتروا الخلايا ليعالجوا ما ألم بأجسادهم الخاملة المثخنة بعلل وأمراض مؤلمة.
فهلا سمعنا في الغد القريب عن مختبرات متخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية في عالمنا العربي الكبير؟ نتمنى ذلك".

الخلية السحرية وجسم الإنسان

ستساهم الخلية الجذعية علاج الأمراض علاجا جذريا، لاسيما الأمراض الخطيرة مثل السرطانات وأمراض القلب والسكري والعقم وحتى أمراض الأعصاب الصعبة جدا، وكذا علاج الأسنان والجينات والشيخوخة والصلع والأمراض الجلدية...الخ، لأنها تستبدل خلية جديدة سليمة مكان الخلية التالفة أو المريضة وبالتالي يتجدد العضو.. ومن بعده يتوقع الأطباء أن يتم الاستغناء عن الأدوية والعلاجات الأخرى، وسيفتح المجال للعلاج بالخلايا الجذعية.
بصراحة كلما قرأت أكثر في هذا المجال، شعرت بالخوف أكثر وأكثر من المستقبل، ليس الخوف من الخطر أو الاستغلال السيء والخاطيء للخلية الجذعية، وإنما ما سيحدثه العلم من تغيير شامل في مختلف مناحي الحياة، الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والزراعية... وهذا ما يقوله معظم العلماء والباحثين في هذا المجال... لكن خوفي هو أين نحن من التحولات المقبلة في العالم؟؟


تقدم وتخوف شرعي دائم
يذكر الدكتور الزعيري هذين الموقفين من الدراسات والبحوث الجارية على الخلايا الجذعية.
ففي الولايات المتحدة :" في هذا الوقت اعتبر معظم المواطنين الأمريكيين معارضة الكونغرس اعتماد ميزانيات مالية لمواصلة البحث في الخلية الجذعية الجنينية، عاملا لتخلف الولايات المتحدة في هذا المجال المهم الذي تقدم فيه غيرهم، وباتت الولايات المتحدة مقتادة فيه بعد أن كانت قائدة، وتساءلوا عن الفائدة التي قد تعود على بلدهم جراء هذا الحظر".
وفي العالم العربي والإسلامي : " أحل علماء المسلمين المستنيرون الخلايا الجذعية بعد أن وضعوا شروطا تضمن عدم تعارض استخدامها مع الثوابت الإسلامية. لكنني ألفت الانتباه إلى أن نتائج أبحاث الخلية الجذعية لا تنتهي، وكل يوم فيها جديد، ولابد لعلماء المسلمين من أن يطلعوا على ذلك كل يوم حتى يدلوا بدلوهم على أسس سليمة".


تفكيك الفساد
هذا المصطلح أعجبني كثيرا، وقد ذكره الدكتور الزعيري في كتابه، ويقول : " وكأن الفساد اليوم بات مركبا معقدا كالنسيج أو كالعضو وأن معالجته لابد أن تكون بطريقة ذكية علمية، لكي تتغلب على الطريقة نفسها التي اتبعها الفساد لكي يبقى وذلك بتفكيكه بعضه عن البعض الآخر".


الموضوع معقد على المستوى الطبي والعلمي، لكن متابعة ما يدور حول هذا الموضوع أمر مهم جدا، على الأقل، يجب أن نفهم ما يدور في العالم... وخلونا نخفف شوي من السياسة التعيسة المكرورة في حياتنا ونعطي مجال للمجالات الأخرى.

12 مارس 2010

وليد المؤمن وتقرير البي بي سي عن القراءة في الكويت

استغربت من تقرير وليد المؤمن مراسل إذاعة البي بي سي والذي بثته الإذاعة بمناسبة احتفالية مهرجان طيران الإمارات الدولي للأدب، استغرابي من التقرير لأنه أعطى انطباعا عن أفراد المجتمع الكويتي بأنهم لا يقرأون الكتب!!
لا أنكر أن عددا كبيرا لا يحب القراءة في الكويت، لكن بالمقابل هناك أيضا أعدادا كبيرة أخرى من محبي القراءة، من جميع الأعمار ومن الجنسين...
بصراحة التقرير كان خاليا من الموضوعية، سواء من ناحية صياغة التقرير أو من الأشخاص الذين أخذ رأيهم في الموضوع، لأنه عرض وجهة نظر واحدة، وهي لفئة غير محبي القراءة...
النموذج الأول شخص اسمه باقر (باقر شنو ما أدري!!) يقول إنه يفضل الحداق (صيد السمك) على القراءة "شالفايدة من القراية"، والنموذج الثاني شخص اسمه جعفر (جعفر شنو هم ما أدري!!) يقول إنه يربي الطيور (مطيرجي) ويهتم بالنباتات... ويقول جعفر "ليش أضيع ساعتين على القراية واليوتيوب وغوغل يوفرون المعلومات بخمس دقايق وبالصورة"...

طبعا باقر وجعفر أحرار في عدم حبهم للقراءة، وهذي وجهة نظرهم وتفكيرهم حسب أهوائهم... وهما يعبران عن وجهة نظر الذين لا يرون في القراءة شيئا ذا أهمية...
والنموذج الثالث لم يذكر اسمه –لكن نبرة صوته نفس نبرة صوت مراسل تلفزيون الكويت أيام حرب تحرير العراق 2003- كان يرى أن القراءة مفيدة وممتعة، لكنه لما ضرب مثل بالكتب المفيدة، اختار كتاب "السجينة" لمليكة أوفقير – الطبعة الأولى منه صدرت سنة 2000، وفي 2007 صدر لها الكتاب الثاني "الغريبة"- ويقول عن الكتاب بأنه رواية مفيدة، مع إن كتاب السجينة سيرة ذاتية عن رحلة مليكة مع أسرتها خلال فترة اعتقالهم الطويلة.

عموما كل شخص حر في حبه للقراءة أو كرهه لها، لكن التقرير لم يكن موضوعيا ولا أدري لماذا لم يكون موضوعيا!!
فإن كانت عدم الموضوعية مقصودة، فهذه كارثة، لأنها تسعى لإبراز شخصية المواطن الكويتي بأنه لا يقرأ... وإذا كانت عدم الموضوعية غير مقصودة، فهذا يدل على عدم متابعة وليد المؤمن لمجموعات القراءة أو لمحبي القراءة في الكويت قبل أن يعد تقريره...
ولو كان موضوعيا، لأخذ رأي مرتادي مجموعات القراءة في الكويت وهي متعددة مثل مجموعة رواق للدكتور ساجد العبدلي، ومجموعة أوراق في الجمعية الثقافية النسائية، أو نادي القراءة الذي يديره الكاتب الشاب يوسف خليفة وبرعاية من –ستاربكس- فضلا عن القراء غير المنتمين إلى هذه المجموعات وهم كثيرون...
ولإضفاء الموضوعية على التقرير كان عليه أن يستعين بإحصائيات الكتب المباعة في معارض الكتب في الكويت، أو مبيعات المكتبات الخاصة بدلا من أخذ رأي واحد من باقر وجعفر.

أظن أن هذه الأمور من أبسط قواعد الإعلام في الموضوعية وهي إبراز جميع وجهات النظر أو على الأقل أخذ وجهة النظر المخالفة... أما أن تكتفي بأخذ وجهة نظر واحدة لكي تدلل على أن الكويتيين لا يقرأون ليذاع على محطة بي بي سي وبمناسبة تنظمها الإمارات حول الأدب والكتب!!! فهذا الأمر يجعلني أشك بالنوايا... ما لم يثبت عكس ذلك

26 يناير 2010

الكويت 2035

"القسيس كان شجاعا. صوته يرعد باستمرار في موعظة عن يوشع، وكاد يفلح في تجاهل ما يجري في الأعلى. لكنه في النهاية، ربما لأنه استفز أكثر مما يتحمل، أعلن بصوت عال: "سأخصص الدقائق الخمس الأخيرة من موعظتي للخُطاة" قال هذا وجعل ينظر إلى الرواق. لكن بأي اهتمام قابلناه! حتى والقسيس يهددنا بنار جهنم، كنا نلف السجائر، وأخيرا، مع "آمين" الأخيرة، اندفعنا صاخبين نهبط السلم، وقد اتفق الكثير على العودة ثانية في الأسبوع القادم للشاي المجاني".

حين قرأت بعض التعديلات النيابية على الإطار العام للخطة التنموية للدولة تذكرت الفقرة أعلاه وهي من رواية "متشردا في باريس ولندن" للكتاب الإنكليزي جورج أورويل (ترجمة سعدي يوسف).

الرؤية العامة للدولة أو الإطار العام للخطة ...
"
الكويت 2035"... يعني الكويت بعد 25 سنة كيف ستكون، وعلى هذا الأساس وضعت الخطة –رغم بعض التحفظات الفنية عليها-.

إذن، ما هو شكل الكويت بعد 25 سنة من الآن؟؟ بصراحة اخترت بعض التعديلات النيابية على الخطة وهي تجاوب على هذا السؤال.. بالمناسبة بقية التعديلات لا تختلف عن اللي اخترتهم.

ملاحظة:
اللون الوردي النص الأصلي قبل التعديل النيابي
اللون الأصفر النص بعد التعديل النيابي
اللون الرمادي الجملة المضافة (المعدلة) على النص الأصلي
اللون الأحمر الجملة المحذوفة من النص الأصلي


أولا : رؤية الدولة "الكويت 2035" ...

النص الأصلي
تحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الإقتصادي، ويذكي فيه روح المنافسة، ويرفع كفاءة الإنتاج في ظل جهاز دولة مؤسسي داعم، ويرسخ القيم، ويحافظ على الهوية الاجتماعية، ويحقق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة، ويوفر بنية أساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة أعمال مشجعة.

النص بعد التعديل
تحول الكويت الى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي، ويذكي فيه روح المنافسة، ويرفع كفاءة الانتاج في ظل جهاز دولة مؤسسي داعم، ويرسخ القيم، ويحافظ على الهوية العربية والاسلامية والاجتماعية، ويحقق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة، ويوفر بنية اساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة اعمال مشجعة.


ثانيا ما ورد من تعديلات على سياسات خطة التنمية الخمسية
سياسات التنمية البشرية والمجتمعية


سياسات التعليم العام

النص الأصلي
غرس المفاهيم الايجابية لدى الطلبة، مثل المواطنة والانتماء للوطن، وتنمية مهارات التفكير الحر والابداعي، وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ جميع مظاهر الفرقة، والاهتمام بالانشطة اللا صفية في المدارس وتنمية الهوايات.

النص بعد التعديل
غرس المفاهيم الايجابية لدى الطلبة، مثل المواطنة والانتماء للوطن، والاعتزاز بقيمة وثقافة المجتمع العربية والاسلامية، وتنمية مهارات التفكير الحر والابداعي، وتعزيز الوحدة الوطنية والهوية الاجتماعية والقيم الاخلاقية، ونبذ جميع مظاهر الفرقة، والاهتمام بالانشطة اللا صفية في المدارس وتنمية الهوايات.


سياسات شؤون المرأة والشباب


النص الأصلي
تطوير آلية مؤسسية لمتابعة قضايا المرأة ورصد التقدم والاخفاقات التي تواجهها الحلول لها.

النص بعد التعديل
تطوير آلية مؤسسية لمتابعة قضايا المرأة والشباب والأسرة ورصد التقدم والاخفاقات التي تواجهها الحلول لها.

النص الأصلي
مراجعة كافة التشريعات لتحرير المرأة من المواد التي تمثل تمييزا ضدها، والحد من الممارسات التمييزية.

النص بعد التعديل

مراجعة كل التشريعات التي تكفل الحقوق المدنية والاجتماعية للمرأة بما يحقق العدالة الاجتماعية لكل الفئات بالمجتمع ولا يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية.


النص الأصلي
توجيه المزيد من الجهود نحو تحقيق تمكين الشباب الكويتي في مجتمعه من خلال توسيع دوره الاجتماعي وتحرير مبادراته من أشكال الوصاية، وتشجيعه على الابتكار والانخراط في العمل الحر.

النص بعد التعديل
توجيه المزيد من الجهود نحو تحقيق تمكين الشباب الكويتي في مجتمعه من خلال توسيع دوره الاجتماعي وتشجيع مبادراته وتحفيزه للابتكار والانخراط في العمل الحر.

النص الأصلي
حماية الشباب من مخاطر المواد المخدرة والمنشطات بأشكالها وتصميم برامج التوعية ضد مخاطر المخدرات والمنشطات بأشكالها وبمشاركة من الشباب ومنظماتهم.

النص بعد التعديل
حماية الشباب من مخاطر المواد المخدرة والمسكرات والانحرافات السلوكية والظواهر اللا أخلاقية والمنشطات بأشكالها وتصميم برامج التوعية ضد مخاطر المخدرات والمنشطات بأشكالها وبمشاركة من الشباب ومنظماتهم.

فقرة جديدة مضافة
* المحافظة على الأسرة اللبنة الأساسية في البناء الاجتماعي بدعم جهود التوعية الأسرية.


سياسات شؤون الفكر والفن والثقافة (هذا بالنسبة لي هو الأهم)...


النص الأصلي

تشجيع الابداع الفني والادبي ونشر الثقافة الراقية في المجتمع، وتوفير عناصر البنية الاساسية الثقافية من مسارح وقاعات للعزف الموسيقي وتطوير المتاحف والمكتبات العامة، وتنظيم المسابقات الابداعية في مجالات الفن والادب والموسيقى.


النص بعد التعديل
تشجيع الابداع الفني والادبي ونشر الثقافة الراقية في المجتمع، وتوفير عناصر البنية الاساسية الثقافية وتطوير المتاحف والمكتبات العامة، وتنظيم المسابقات الابداعية في مجالات الفن والادب.

النص الأصلي
اعادة بناء وترميم الوضع الثقافي باشكاله المختلفة في البلاد لاحياء تراث الكويت الطويل وامكاناتها وريادتها في جميع المجالات عبر العقود الطويلة السابقة. وبناء عدد 6 مسارح في محافظات الكويت بمعدل مسرح لكل محافظة.

النص بعد التعديل
اعادة بناء وترميم الوضع الثقافي باشكاله المختلفة في البلاد لاحياء تراث الكويت الطويل وامكاناتها وريادتها في جميع المجالات عبر العقود الطويلة السابقة.

النص الأصلي
تحقيق الانطلاق الفكري الحر والمبدع والخلاق في المجتمع من خلال تذليل كل المعوقات امام المزيد من الحريات الاعلامية ورفع القيود الادارية.
ومواجهة كل أشكال الوصاية الفكرية عليه.

النص بعد التعديل
تحقيق الانطلاق الفكري الحر والمبدع والخلاق في المجتمع من خلال تذليل كل المعوقات امام المزيد من الحريات الاعلامية ورفع القيود الادارية.

النص الأصلي
رعاية نتائج الثقافة والفن والفكر والأدب وتطوير وسائل عرضها من خلال بناء المنشآت الحديثة مثل المجمع الثقافي والمسارح الحديثة للعروض المسرحية والموسيقية، وصالات العروض الفنية ومعارض الفنون التشكيلية.

النص بعد التعديل
رعاية نتائج الثقافة والفن والفكر والأدب وتطوير وسائل عرضها من خلال بناء المنشآت الحديثة مثل المجمع الثقافي وصالات العروض.

النص الأصلي
إحياء مكانة الهوايات والقدرات في التعليم العام (مثل الموسيقى والرسم والمسرح والكتابة وغيرها من الهوايات) لبناء جيل مبدع يسهم في تعزيز الوعاء الثقافي الجميل للمجتمع.

النص بعد التعديل
احياء مكانة الهوايات والقدرات في التعليم العام لبناء جيل مبدع يسهم في تعزيز الوعاء الثقافي الجميل للمجتمع.

بصراحة التعديلات تتكلم بنفسها عن نفسها وما تحتاج لا شرح ولا قراءة ولا نقد... وتقريبا استشرفنا مستقبل "الكويت 2035" !!!