20 سبتمبر 2008

الكينونة 20

في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ .. وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا .. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
---------------------------------
ونتواصل مع قصص العهد القديم


الإصحاح الثلاثون الآيات من 1 إلى 43

ولما رأت راحيل ُ أنها لم تلـِد ْ ليعـقوب َ غارت ْ من أختـِها وقالت ليعـقوب َ:" أعطـِنـي أولادا ً، وإلا أموت ُ!" فاحـتـد َّ يعـقوب ُ على راحيل َ وقال:" هل أنـا مكان َ الله ِ؟ هو الذي حرمـك ِ ثـمـرة َ الـبـطـن ِ". قالت:" هذه جاريـتـي بـِلهـة َ، أُدخل ْ عليها فـتـلـد َ على ركـبـتي َّ، ويكون لي منها بنون". فأعطت يعـقوب َ جاريـتـها بـلـهـة َ زوجـة ً، فدخل عليها. فحبـِلـَت ْ بلـهـة ُ وولـدت ليعـقوب َ ابـنا ً. فقالت راحيل ُ:" دانـني الله ُ، فسمع لصـوتي ورزقـني ابـنـا ً". وسـمـَّـتـه ُ دان َ. وحبـِلت ْ أيضا بـلـهـة ُ جـاريـة ُ راحـيل َ وولدت ابـنـا ً ثانيا ليعـقوب َ، فقالت راحيـل ُ:" خداعا ً عظيما خـدعـت ُ أخـتي وغـَلـبـْت ُ". وسـمـتـه ُ نـفـتـالي.

ورأت لـَيـئـة ُ أنها تـوقـفـت عن الولادة ِ، فأخذت زِلـفـة َ جاريـتـَها وأعـطـتـها ليعـقوب َ زوجة ً. فولدت زلـفـة ُ ليعـقوب َ ابـنـا ً، فقالت ليـئـة ُ:" يا لمجدي" وسـمـتـه ُ جاد َ. وولدت زلـفـة ُ ابنا ثانـيا ً ليـعـقوب َ، فقالت لـيـئـة ُ:" يا لسروري، لأن جميع النساء ِ سـتـهـنـِّـئـني". وسـمـتـه أشـيـر َ.

وخرج رأوبـيـن ُ في أيام حصاد ِ الحـنـطـة ِ فوجد َ لـُفـّاحا ً في الحـقـل ِ فجاء بـه إلى أمـِّه ِ لـيـئـة َ. فقالت راحيل ُ لليـئـة َ:" أعـطـيـني من لـفـّاح ِ ابـنـِك ِ". فقالت لها:" أما كفاك ِ أنْ أخذت ِ زوجي حتى تأخذي لـفـّاح ابني أيضا ؟" قالت راحيل ُ:" إذا ً، ينام يـعـقوب ُ عندك ِ اللـيلة َ بدل َ لـفـّاح ابـنـك ِ!" فلما رجع يعـقوب ُ من الحقل ِ عند الغروب ِ خرجت لـيـئـة ُ للـقائـه ِ وقالت له:" أدخل علـي َّ الليلة َ بدل لـفـّاح ابـني !". فنام عندها تلك الليلة. وسـمع الله ُ دعاء لـيـئـة َ فحبلت وولدت ليعقوب َ ابـنـا ً خامسا، فقالت لـيـئـة ُ:" جزاني الله ُ خيرا ً لأني أعـطـيـت ُ جاريتي لزوجي". وسـمـتـه ُ يـَسـَّاكـر َ. وحبلت أيضا لـيـئـة ُ وولدت ابـنـا ً سادسا ليـعـقوب َ، فـقـالـت:" وهـبـني الله ُ هـبـة ً حـسـنـة ً، فالآن يـحـتـمـلـني زوجي لأني ولـدت ُ له سـتـة َ بـنـيـن". وسـمـتـه ُ زبـولـون. ثم ولدت ابـنـة ً فـسـمـتـها ديـنـَة َ.
وذكر الله ُ راحيل َ وسمع لها وجـعـلها ولودا ً، فحـبلـت وولـدت ابـنـا ً فقالت :" أزال َ الله ُ عـاري". وسـمـتـه ُ يوسـف َ وقالت:" يزيدني الرب ُّ ابـنـا ً آخر َ".

كيف اغتنى يعقوب

فلما ولدت راحيل ُ يوسـف َ قال يـعـقوب ُ للابـان:"دعني أذهب ُ إلى أرضـي. أعطـنـي أولادي وزوجـاتي اللواتي خدمـتـُك َ بـهـن َّ فأذهـب ُ. أنت تعلم كم خدمتـُك َ". فقال له لابان ُ:" إنْ كنت َ راضيا ً علي َّ فأقـم ْ عندي. أنت فأل ُ خيـر ٍ والرب ُّ باركني بسبـبك. عـيـِّن لي أُجرتـَك َ فأعطـيك َ". فأجابه يعـقوب ُ:" أنت تعرف ُ كيف خدمتـُك َ، وكيف كانت حال ُ مواشـيك َ معي. فالقلـيل ُ الذي كان لك قبل مـجـيـئـي زاد كثيرا، وباركـَك َ الرب ُّ بـعـد مـجـيـئـي. والآن فمتى أعـمـل ُ أنا أيـضا لـبـيـتـي؟" قال:"مـاذا علي َّ أن أعـطـيـك َ؟" فقال يـعـقوب ُ:"لا تـعـطـني شيـئا ً، لكن إذا فعلت َ ما أقـتـرِحـُه ُ عليك، فأنا أعـود ُ لأرعـى غـنـمـَك َ وأسهر َ عليها: دعني أعـبـر ُ اليـوم َ بين غـنمـِك َ كلها، وأعزل ُ منها كل َّ أرقـط َ وأبلق َ وأسود َ من الخراف ِ، وكل َّ أرقـط َ وأبلق َ من الـمـَعـَز ِ، فيكون ذلك أجـرتي. وغدا تـشـهـد ُ أني صـادق ٌ معك، إذا جـئـت َ وتـحـقـقـت َ عـن أجـرتي هـذه، فكل ُّ ما هو غـيـر ُ أرقـط َ أو أبلـق َ من الـمـعـز وأسـود َ من الخـراف ِ، يكون مـسـروقـا عـنـدي". فقال لابـان ُ:"نعم، فـلـيـكن مثلما قلت".

وفرز َ لابان ُ في ذلك اليوم من القـطـيع جميع َ الـتـيـوس المـخـطـطـة والـبـَلـقـاء وكل َّ عـنـز ٍ رقـطـاء وبـلـقـاء، أي كل َّ ما فـيـه بــيـاض ُ، وكل َّ أسـود َ من الخـراف ِ، وسلمها إلى أيـدي بـنـيـه. وابـتـعـد هو وقـطـيـعـُه ُ مـسـيـرة َ ثلاثـة ِ أيـام ٍ عن يعقوب َ، ورعى يـعـقوب ُ غنم َ لابان َ الباقية.
وأخذ يـعـقوب ُ قـضـبان َ حـور ٍ خـضـرا ً ولـوز ٍ ودِلـْب ٍ، وقـشـَّر َ فيها خطوطا تـكشـِف ُ عن بـيـاض ِ القـضـبان ِ، وأوقـف َ القـضـبان َ المـقـشـرة تـجـاه الـغـنـم ِ في أحواض ِ مـجـاري الماء، حيث كانت تـرد ُ الغـنـم ُ لـتـشرب َ. فكانـت تـتـوحـم ُ الـغـنـم ُ على الـقـضـبـان ِ، فـتـلـد ُ ما هو مـخـطـط ٌ وأرقـط ُ وأبـلـق ُ. وفرز َ يـعـقوب ُ الخراف َ وحـوَّل َ وجـوه َ الـغـنـم ِ من مواشي لابان َ إلى كل ِّ مـخـطـط ٍ وأسـود َ وجـعـلـها له قـطـيـعـا ً مـنـفـصلا ً عن غـنـم لابـان. وكان يـعـقـوب ُ كلما توحـمـت ِ الغـنـم ُ القـويـة ُ يـضـع ُ القـضـبان َ تجاهها في الأحواض ِ للـتـوحـم عـلـيـها. وإذا كانـت الـغـنـم ُ ضـعـيـفـة ً لا يضعها، فـتـصـيـر ُ الضـعـيـفة ُ للابـان َ والـقـويـة ُ لـيـعـقوب َ. فاغـتـنـى الرجـل ُ كـثـيـرا جـدا، وصـارت لـه غـنـم ٌ كـثـيـرة ٌ وجـوار ٍ وعـبـيـد ٌ وجـِمـال ٌ وحـمـيـر ٌ.

ليست هناك تعليقات: