21 أكتوبر 2007

سلوقا بلوقا بروح النيبار


دائما يقولون أن للسفر فوائدَ كثيرة، أبرزها التمتع بالطبيعة والتعرف على ثقافات الشعوب بل التعرف على الشعوب نفسها، ناهيك بزيادة المخزون المعرفي والثقافي والجغرافي وغيره، ولكن!! هل من المعقول أن يكون السفر من أجل السفر ومغادرة البلد هو الغاية؟؟ للأسف وصلنا لهذي المرحلة.. أو على الأقل أنا وصلت لهذي القناعة كي لا أعمم
ما يطوف شهر أو شهر ونص إلا راكب الطيارة، مو مهم وين أسافر المهم أسافر وبس، سألت نفسي ليش دايما أبي أسافر، ألاقي إجابات كثيرة..مو مهم طرحها لأن كل واحد له أسبابه الخاصة
أثناء السفر انقطعت عن أخبار البلد، وهذي طبيعتي بالسفر أحب أن أنقطع عن الأخبار، وأطبق المقولة القائلة.. ما شوف شي ما أسمع شي ولا أنطق بشي.. وأضيف عليها ولا أفكر بشي إلا بالسفر والاستمتاع قدر المستطاع
ولعل أبرز مناسبة مرت علي أثناء السفر هي عيد ميلادي وبالمناسبة هذي ثالث سنة أحتفل بعيد ميلادي خارج البلاد وهم هذي ثالث سنة يكون عيد ميلادي في رمضان لكن الشي المختلف هذي السنة إن عيد ميلادي صادف ليلة 27رمضان
والشي الأهم من المهم وتفاجأت فيه بصراحة هو نص سكبوا الأمراق على الرقاق والذي نشره ضمن مقالته في جريدة الجريدة الأستاذ ضاري الجطيلي..فالشكر الجزيل لك أستاذ ضاري
والشكر موصول أيضا للذين صوتوا لي فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله
والشكر الأول والأخير، لأستاذنا بومريوم الكبير، على تنظيمه لمسابقة شاعر التشريب، وكان لي بالمشاركة نصيب، فمن كثر ما كنت يوعان ذاك اليوم تخيلت ماعون التشريبة يتراءى أمامي فشاركت في المسابقة.. ومن هنا أعلن تأييدي التام والمطلق لتجمع تشريبيون بلا حدود، وأنا من اليوم وطالع راح أكون تشريبي متعصب لكن.. غير متزمت
وبما إني صرت شاعر تشريبي متشرب فأقول

ياللي نويت تبيع فيني وتشري بي
لا تقول إن هذا ماكولي واشريـبي
تشريبك في ماعونك وأنا لي تشريبي
ترا مو كل المواعين تلقاها سوية

وإلى الملتقى مع مسابقة جديدة لماعون جديد غير رمضاني
--------------------

كان في بالي مواضيع كثيرة ودي أكتب عنها، كنت بكتب عن لقائي مع شاعر الفقراء أحمد فؤاد نجم لما زار الكويت في رمضان، لكن هذا يحتاج إلى فرد وسرد طويل لأن الحديث مع هذا الإنسان غزير وعميق ومتشعب
كان ودي أكتب عن رواية قريتها مؤخرا وهي رواية عالم صوفي التي تحكي تاريخ الفلسفة منذ العهد ما قبل سقراطي وحتى العصر الحديث لكن هذا أيضا يحتاج إلى فرد وسرد
ومواضيع أخرى كثيرة..

وأخيرا قررت أن أورد فقرات أعجبتني كثيرا من رواية بدايات للأديب اللبناني الأصل أمين شكري بطرس طنوس مختارة معلوف، فعلى لسان جده بطرس يقول عن الإصلاح

فعلى مريد الإصلاح إذن أن يبتدي بإصلاح أفراد الشعب من رفيع ووضيع، من حاكم ومحكوم، من قائد ومقود، عليه أن يصلح من الطفل الرضيع إلى الشيخ الهرم قبل أن يخص الرؤساء بكلمة لوم، فإذا اصطلحت العامة، اصطلحت الرؤساء طبعا، وإذا لم تصلح العامة، فاصطلاح الرؤساء مستحيل لأن العامة كل، والرؤساء جزء، وإذا كان الكل فاسدا، فمحال أن يكون الجزء صالحا

وفي فقرة أخرى عن الدستور يقول

وأعتقد أن الدستور مفدى واجب، وأن الشعوب الراقية إنما ارتقت بالدستور، فأنا لا أنهاكم عن الحالة الدستورية، ولا أعتقد أن لكم حياة بعدها، ولكم أحرسكم من أن تلتهوا بالظل حتى تفوتكم الحقيقة، أحرسكم عن أن يشغلكم السرور باسم الدستور والحرية عن اكتساب الأخلاق الموصلة إلى الغاية المقصودة من الدستور إلى النجاح والسعادة

ويقول أيضا

فاعلم أخيرا أيها العثماني أن الدستور الذي أعلن في شعب نجح وارتقى إنما هو الدستور المطبوع في الأخلاق مثل الاعتصام بالصدق، والمجاهرة بالحق، وأما الدستور المطبوع بحبر على ورق، فما هو إلا ظل لتلك الحقيقة، فإذا وجد عند قوم بدونها، واعتمدوا عليه للعمران، لا يكون نصيبهم إلا الخراب، وأنتم الآن لم يوجد عندكم من الدستور سوى الظل، وأما الأخلاق الدستورية التي تمهد للعيشة المدنية التي نحفظ بها الحقوق ليتمتع كل بحقه سعيدا، ويسعى لرزقه مطمئنا، فلا يوجد عندكم منها الآن ما فيه غناء

ويضيف ناقدا الوضع

وكانت أخلاقكم ما هي إلا بقية من أخلاق العرب الجاهليين أسلافكم، أخلاق مروضة على السب والضرب، وتأليف الأحزاب تأهبا للغزو وشن الغارات، والذين يدعون المدنية فيكم، ويسمون الأعيان والوجهاء، يحبرون على سياسة حزبية يهون عليهم في سبيل إتمامها أن يسموا الأسود أبيض والأبيض أسود، وأن يجعلوا الأسد ثعلبا، والثعلب أسدا، وأنتم تجلون قدر المجيد فيها، وتدعونه المولى العزيز

ولتحسين الأخلاق يقول مطالبا
فإذا لم تقلعوا عن هذه الخطط، وتسعوا سريعا لمحاربة تلك السياسة وترويض تلك الأخلاق بالوسائط الفعالة، فسدت حالتكم الدستورية
فانتبهوا يا قوم من عزة الجهل، فأنتم الخاسرون
، كفاكم تزدرون بالصدق وبالحق وتستخفون، كفاكم تناصرون الشر وتفتخرون، كفاكم تعيّدون للضحك بعضكم على بعض وتفرحون

ويختم ببعض أبيات الشعر التي تتعلق بالتعصب الديني حيث يكتب الجد بطرس أبيات ينتقد الراهب الكاثوليكي تيودورس قائلا

هم العفاريت في أثواب مسْكنة... وإن تشا فشياطين بلا ذَنـَب
لا بل بأوجههم أذنابهم برزت... هذه لحاهم بلاها الله باللهب

وقال أيضا

من يبلغ الجزويت أنهم غدوا... مثل الذئاب تسلمت رعي الخراف
والشر كل الشر وسط محبة... أولى بأن تدعى بلا ميم وقــاف

فمصيبة المصائب إذا استبدلت ميم المحبة بحرف القاف..الله يستر

والحمد لله إن المادة 29 من الدستور تقول
الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين
والحمد لله مرات ومرات إن المادة 35 من الدستور تقول
حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب


الإنسان الشاعر الجميل جدا براك

شكرا جزيلا على كلامك العذب والمشجع