10 أكتوبر 2008

اعتذار + الكينونة 23

بداية أعتذر عن انقطاعي الطويل اللي كان بسبب المشاغل
حتى عيد ميلادي المجيد اللي كان أمس ما احتفلت فيه
ولا سمعت أغنيتي المفضلة في هذا اليوم وهي
عدت يا يوم مولدي.. عدت يا أيها الشقي
ولأول مرة انقطع عن التدوين وما يكون السبب إني مسافر
فشكرا لكل من سأل وبارك وعايد وتساءل عن غيابي
بصراحة الجو مال غزل وغزليات
مو مال فلسفة وحـِكم وكينونات
لكن الكينونات ما خلصوا ولازم أخلصهم
السموحة على التأخير ونكمل كينوناتنا
-------------------------
في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ..وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكن َّ المكتوب َ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟
لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
------------------------------------
تحدثت الكينونة 22 عن لقاء يعـقوب مع عيسو عد انقطاع طويل بينهما، وكذلك لقاء يعـقوب مع الله وكل تصارع الاثنان لينتهي الصراع بمباركة الله ليعـقوب، وبعدها وصول يعقوب إلى شكيم

ونواصل مع قصص العهد القديم


الإصحاح الرابع والثلاثون الآيات من 1 إلى 31

اغتصاب دينة

وخرجت ديـنة ُ بنت ُ يعقوبَ من ليـئةَ امرأتـِهِ لتشاهدَ بناتِ تلك الأرض ِ، فرآها شكيمُ بنُ حَمورَ الحِـوِّيِّ، أمير ِ تلك الأرض ِ، فأخذها وضاجعها وأذلها. وتعلق قلـبُهُ بها فأحبها ولاطفها وقال لأبيـهِ حَمورَ :" خُـذْ هذه الفتاة َ زوجة ً لي". وسمع يعقوبُ أنه دنَّـس دينـةَ ابنـته، فسكتَ حتى جاء بنوه الذين كانوا مع ماشيـته في البرية.

مصاهرة بني شكيم

فخرج حمورُ أبو شكيم إلى يعقوبَ ليـكلِّـمَهُ، وكان بنو يعقوبَ راجعين من البرية، فلما سمعوا بما جرى غضبوا واغتاظوا جدا لأن شكيم ارتكب فعلا شنـيعا في إسرائيل بمضاجَعة ِ ابنة ِ يعقوبَ، وهذا عملٌ لا يُعـملُ. فقال لهم حمورُ :" وقع قلبُ شكيمَ ابني في غرام ِ ابنـتِكُم فأعطوها زوجة ً له وصاهرونا، أعطونا بناتِـكم وخذوا بـناتِـنا وأقيموا معنا. هذه الأرضُ بين أيديكم فاسكنوا فيها وجولوا وتمـلَّـكوا". وقال شكيم لأبي ديـنةَ وأخوتِـها :" ارضوا عليَّ، وما تطلـبونه مني أعطيه. أكثروا عليَّ المهرَ والهدايا فأعطيكم قدر ما تطلـبون، وأعطوني الفتاة َ زوجة ً لي".

فأجاب بنو يعقوبَ شكيمَ وحمورَ أباه بمكر ٍ وكيد ٍ لأن شكيمَ دنّـسَ ديـنـةَ أختهم، فقالوا لهما :" لا نقدرُ أن نفعلَ هذا، فنعطي أختـنا لرجل ٍ غير مخـتـون ٍ، لأنه عارٌ عندنا। ولكننا نوافقكم في حال ٍ واحدة ٍ: أن تصيروا مثلنا بأن يَـخـتَـتِنَ كلُّ ذكر ٍ منكم، فنعطيكم بناتـنا ونأخذُ لنا بناتـِكم ونقيمُ معكم ونصيرُ شعبا واحدا. وإن لم تسمعوا لنا وتخـتَـتِنوا نأخذ ُ ابنـتـَنا ونمضي". فحَـسُـنَ كلامهم عند حمورَ وشكيمَ ابـنِهِ. ولم يتأخر ِ الفتى عن أن يفعَلَ ذلك لـشَغَـفِهِ بابنة يعقوبَ، وكان أكرمَ جميع ِ أهل ِ بيتِ أبـيـهِ.


فلما دخل حمورُ وشكيمُ ابـنُهُ بابَ مدينـتهما قالا لأهلها :" هؤلاء القومُ مسالمون لنا، فلـيُـقيموا في هذه الأرض ِ ويتجولوا فيها والأرضُ واسعة ٌ جدا أمامهم، فـنـتزوجُ بناتـِهم ونـزوِّجهم بناتِـنا. ولكنهم لا يوافقوننا على أن يقيموا معنا ونصيرَ شعبا واحدا إلا إذا اخـتَـتَـنَ كلُّ ذكر ٍ منا مثلما هم مُـخـتَـتـنون. أفلا تصيرُ مواشيهم ومُـقـتَنـياتُـهُم وجميعُ بهائِمِـهم لنا، إن نحن وافقناهم على هذا فأقاموا معنا؟" فسمع لحمورَ وشكيمَ ابنِـهِ جميعُ أهل ِ الرأي في المدينة ِ، واختـتـنَ كلُّ ذكر ٍ في المدينة.


وفي اليوم الثالث، وهم بعد متَوَجِّـعون، أخذ كلٌّ من ابني يعقوبَ، شِمعونُ ولاوي أخوي ديـنـةَ، سيفه ودخلا المدينة آمنين. فقتلا كلَّ ذكر ٍ، ومنهم حمورُ وشكيمُ ابنـُهُ، وأخذا ديـنةَ من بيت شكيمَ وخرجا. ثم دخل بنو يعقوبَ كلُّـهم على القتلى ونهبوا ما في المدينة ِ انـتـقاما لتدنيـس أختِـهِم، وأخذوا غـنمَـهم وبقرَهم وحميرَهم وكلَّ ما في المدينةِ وما في الحقول. وسبوا وغـنِموا جميعَ ثروتهم وكلَّ أطفالِـهم ونسائِـهم وسائرَ ما في البـيوت.


فقال يعقوبُ لـشِـمعونَ ولاوي:" كـدَّرتُـماني وجـلَـبْـتُما عليَّ البؤسَ عند أهل ِ هذه الأرض ِ، وعند الكنعانيـين والفَرزِّيـيّـنَ، ونحن قليلٌ عديدُنا. فإن اجتمعوا عليَّ وهاجموني هلـِكْـتُ أنا وأهلُ بيـتـي". فأجابا:" ولكن، أمثلَ زانـية ٍ يعامِـلُ أخـتـَنـا؟".


الإصحاح الخامس والثلاثون الآيات من 1 إلى 29

يعقوب في بيت إيل

وقال الله ُ ليعقوبَ :" قم اصعدْ إلى بيت ِ إيلَ، وأقِـمْ هناك، وابن ِ مذبحا لله ِ الذي تراءى لك حينَ هربْتَ من وجه ِ عيسو أخيكَ". فقال يعقوبُ لأهل بيـتِهِ ولكلِّ من كان معه:" أزيـلوا الآلـهـةَ الغريـبة َ التي بينكم وتطـهّـروا وبدِّلوا ثيابَـكم، وقوموا نصعدْ إلى بيت ِ إيلَ، فأبنيَ هناك مذبحا لله ِ الذي أعانني في يوم ضيقي، وكان معي في الطريق ِ التي سلَـكْـتـُها". فأعطوا يعقوبَ كلَّ الآلـهـةِ الغريـبـةِ التي في أيديهم والحَـلـَقَ الذي في آذانهم، فطمرها يعقوبُ تحت البـُطْمـَةِ التي عند شكيمَ. ثم رحلوا، فحلَّ ذعرٌ من الله ِ على المدن ِ التي حولهم، فلم يجرؤ أهلـُها على السعي وراء بني يعقوبَ.

وجاء يعقوبُ وجميعُ القوم ِ الذين معه إلى لُوزَ التي في أرض ِ كنعانَ وهي بيـتُ إيـلَ. وبنى هناك مذبحا وسـمّـى الموضِعَ إله بيـتِ إيـلَ، لأن الله َ تجلى له هناك حين هرب من وجه ِ أخيه. وماتت دبورة ُ مـُرضِعة ُ رِفقة َ فدُفنت تحت البلّوطة َ في أسفل بيـت إيل، وسـمّـي الموضع بلّوطةَ البُكاء.
وتراءى الله ُ ليعقوبَ أيضا حين جاء من سهل أرامَ وباركَـهُ وقال له:" اسـمُـكَ يعقوبُ. لا يدعى اسـمـُكَ بعد الآن يعقوبَ، بل إسرائيلَ". فسـمّـاه إسرائيلَ. وقال له الله ُ :" أنا الله ُ القديرُ. انـمُ واكـثـُرْ. أمـَّـة ٌ ومجموعة ُ أمـم ٍ تكونُ منك، وملوك ٌ من صلبكَ يخرجونَ، والأرض ُ التي وهبـتـُـها لإبراهيمَ وإسحق أهبـُـها لك ولِنـسلِـكَ من بعدكَ". ثم ارتفعَ الله ُ عنه في الموضع ِ الذي كلـّـمهُ فيه. فنصبَ يعقوبُ هناك عمودا ً من حجر ِ، وسكبَ عليه خمرا ً وصبَّ زيتا ليـُكَّـرِّسـَهُ للربِّ. وسـمّـى ذلك الموضِعَ الذي كلمـهُ الله ُ فيه بـيـتَ إيـلَ.

مولد بـنـيامـين وموت راحيـل

ثم رحلوا من بـيتِ إيـلَ. وبينما هم بعد على مقربـة ٍ من أفراتـةَ بدأت راحيلُ تلِدُ فـتـعـسّرت عليها الولادة ُ. ولما تـعـسّرت عليها الولادة ُ قالت لها القـابـلة ُ :" لا تخافي. هذا ابنٌ آخرُ لكِ". فسـمّـتـهُ راحيلُ، قبل أن تفيضَ روحـُها، بَنْ أوني. وأما أبوهُ فسـمّـاهُ بـنـيامـين. وماتت راحيلُ ودفنت في طريق ِ أفراتـةَ، وهي بيـتُ لحـم ٍ. ونصبَ يعقوبُ عمودا على قبـرها، وهو عمودُ قبـر ِ راحيلَ إلى اليومَ. ثم رحلَ يعقوبُ من هناك ونصبَ خيمـتَـهُ على الجانبِ الآخر ِ مـن مَـجْـدَل ِ عِـدْر ٍ. وبينما هو ساكـنٌ في تلك الأرض ِ ذهبَ رأوبـيـنُ فضاجَـعَ بِـلْـهَـة َ، محـظـيّـة َ أبـيـه، فسمعَ بذلك يعقوبُ.


وكان بنو يعقوبَ اثـني عشرَ :" بنو لَـيـئة َ: رأوبـيـنُ، بِـكـرُ يعقوبَ، وشِـمعونُ ولاوي ويهوذا ويـسَّـاكَـرُ وزَبـولـونُ، وابـنـا راحيـلَ: يوسفُ وبنـيامـيـنُ، وابـنـا بِـلـْـهَـة َ، جاريةِ راحيلَ، دانُ ونقتالي، وابـنـا زِلـْـفَةَ، جاريـةِ لَـيـئـةَ، جادُ وأشيـرُ، هؤلاء بنو يعقوبَ الذين ولدوا له في سهـل ِ أرامَ.وجاء يعقوبُ إلى إسحق أبـيـه عند مـَمْـرا بالقـُربِ من قريـة ٍ أربَعَ، وهي حـبـرونُ، حيث تـغـرَّبَ إبراهيمُ وإسحقُ. وكان عمرُ إسحقَ مـئـة ً وثـمانيـنَ سـنـة ً. وفاضت روحُ إسحق ومات وانضمَّ إلى آبائـِهِ شيخا شـبِـعَ من الحياةِ. ودفـنـهُ عيسو ويعقوبُ ابـناهُ.