إننا محكومون بالأمل
وما يحدث اليوم
لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ
وما يحدث اليوم
لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ
من كلمة المسرحي الراحل سعد الله ونوس (1941 – 1997) بمناسبة يوم المسرح العالمي التي ألقاها في 27 مارس 1996
---------------------------
اليوم هو يوم المسرح العالمي، ولكن سيمر دون اهتمام كبير يذكر إلا من بعض الأنشطة الصغيرة، وذلك بسبب فترة الانتخابات التي ستستمر قرابة الشهرين المقبلين، والتي ستتصدرها المواضيع السياسية والانتخابية وأسماء المرشحين والتحالفات والإشاعات والتضاربات والمضاربات أخبار الصحف وحتى المدونات، وبالتالي فإن أي موضوع يتعلق بالفكر والثقافة وحتى مواضيع الغزل والعشق والحب ستضيع هباءً، بل من الممكن أن تكون سخيفة لأنها تخالف الموضة الديمقراطية
لذا، من الأفضل أن يلتزم الفرد ُ خط الجماعة (بس مو الإسلامية ترا ماني إسلاموي) والتماشي مع الواقع الحالي والمشاركة في العرس الديمقراطي.. (ويا كثر العْروس هالسنة) الذي سيشهد حراكا على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية (شاي الضحى والدواوين) والسياسية والدينية والفتاوى المتطايرة.. ما عدا المستوى الثقافي والفكري الذي سيغيب عن هذا العرس الذي ترتفع فيه أسعار الخيام والموطورات (حلو موطور إي قولها موتور ليش طاء) ومولدات الكهرباء (إي قول جنيريترز)، كما ستنتعش أسواق الغنم والإبل وبالتالي القصاصيب (الجزارين) ويفرح معلمو الشاورما بالإقبال الكبير عليهم (ويا معلم كثر الطماط والبقدونس واللي ما يحب الطماط لا يصوت لهذا المرشح) وسينشط أصحاب المعجنات (خصوصا في الدوائر الأولى والثانية والثالثة بس هالله هالله بمعجنات شغل البيت تراها أحسن) وستنشط المطابع ويبدع مصممو البوسترات، حتى سوق الزل (السجاد) سيتحرك، وصنـّاع الكراسي بمختلف أنواعها ومقاساتها خصوصا كراسي المقاهي الشعبية.. لا تفهموني غلط ما أقصد كراسي الوزارة
وبما أن المرأة ستكون عنصرا فاعلا، سيشهد سوق الحلاقين إقبالا من بعض الشباب لتضبيط الأقفال (جمع قفل وهي السكسوكة المتصلة بالشارب..يكون شارحها يعني).. ولا أدري إذا كان سوق الكوافيرات (حدي قديم الحين اسمهم صالونات) سيشهد إقبالا أيضا.. كما ستنشط أيضا وسائل الإعلام من الصحف وقنوات التلفزة (هههه) والفضائيات والمواقع الالكترونية.. وميزة انتخابات هذا العام أن كل مرشح سيخصص له موقعا خاصا..عاد بعض الوجوه مو مال انترنت الشكوى لله
وفي ظل ما تقدم، فإن الواقع الثقافي والفكري سيكون غائبا، لأن –وللأسف الشديد- معظم المرشحين لا يأبهون بالقضايا الفكرية ولا يهتمون بالثقافة، وبالتالي فإن شعاراتهم الانتخابية ستكون كلمات استهلاكية تدغدغ مشاعر الناخبين أكثر من أن تكون شعارات ذات مضمون فكري وهدفا يسعى المرشح إلى تحقيقه من خلال البرلمان.. والدليل إنك إذا سألتَ مرشحا ليش مرشح نفسك قال: من أجل خدمة الوطن والمواطن..وإذا قلت له شلون تخدم الوطن والمواطن.. سيجيبك: أمشـّي مصالحه.. وإذا قلت له شلون.. بس بس خلاص انتهت الشلونات لو بكمل بقعد لي الصبح من دون نتيجة
الانتخابات المحترمة والمتقدمة (إذا سلمنا بهذا الأمر) لا تخلو من طرح متميز عقلاني ذي فائدة ثقافية ومعرفية (من صجي أنا؟!)..هذا على الأقل بالنسبة لي،، وأعتقد بأن صورة من صور الانتخابات المحترمة تتمثل في الشعار الانتخابي.. لأن الشعارَ انعكاسٌ على من تبناه
وبما أنني من ناخبي الدائرة الأولى (يالله السلامة) أعلن من هنا (اسم الله علي) إنني لن أصوت لأي مرشح أو مرشحة أو قائمة قبل أن يشدني شعاره الانتخابي، والاستماع إلى كلامه ما إذا كان مطابقا لشعاره الانتخابي أم مجرد ترهات (حاشني بُـفاق وأنا أقولها)، ثم وبعد الاتكال على العزيز الجبار ومشاورة أهل الحل والعقد الأخيار يتم الاختيار ويتلوه القرار
وكما قلتُ، أن جميع الأسواق ستنتعش ما عدا سوق الأفكار (مع إن كل شي في الحياة يبدأ بفكرة واللي ما عنده فكر أو فكرة ما عنده سالفة).. لذا سأطرح بعض الشعارات.. لعلها تكون بداية أفكار، وستجمعُ هذه الأفكارُ (الشعارات) بين الجد والهزل والفكاهة والصرامة والفلسفة والتفاهة، مع بعض التعليقات المتوقعة مني (بصفتي ناخب) على كل شعار (يعني أقترح وانتقد بنفس الوقت..أحلى شي التناقض).. وكل إنسان حر
ملاحظة: هذه الشعارات للبيع.. ليست للإجارة أو الاستعارة.. واللي يعجبه شعار يقرقش مخباته ويدفع.. ياللا عاد خلكم من العيارة.. وما يخدم بخيل
وبهذي المناسبة أشكر أبو خالد على مساعدته لي في وضع بعض الشعارات
الشعارات
الظلام لا يستمر طويلا.. كن مصدر الأمل
(أمل حياتي)
أنتم السد المنيع أمام إعصار الفساد
(إن يحرمونا يا حبيبي الغرام)
المستقبل بين يديك.. فاختر الأصلح
(صووحة..صلحلح.. بوصالح..نعم يمّا)
تموت الدياية وعينها في السبوس
(الدياية بألف ناقة)
لا تتشاءم..وشارك في التصويت
(خير إن شاء الله)
الصاحب ساحب والصوت ناهب
(آتشو.. يرحمك الله)
خلف النافذة نور ساطع.. تفاءل
(واللي مركب شتر!!)
صوتك يحدد نهاية النفق
(طلعنا من باب السور)
تعلم لتعيش
(عفوا هذي من مسرحية كويت سنة 2000)
انزع النظارة السوداء.. ماذا ترى؟
(الشمس قوية)
كلمة صدق في حق وطن
(شخبارك)
الجراح لا تشفيها الكلمات
(يازت لي)
يا صاجة ويا صاجة ما صدقتي
(الملكية الفكرية لعودة المهنا الله يرحمها)
ضاع الديك.. من دوّره
(أمُـكا شِسْموها..طريزا ماتيوس)
شفاه حائرة
(فيلم الموسم)
يا سعود فات من الشهر 25 ما شفت صوتك
(خايف عليك من القهر)
الحامل لها صوتين
(لا لا قديمة..الحامل لها الله..والله يرحمك يا النفيسي)
أنا الماضي يا هلي.. بحار يشهد محملي
(حق اللي يبي يعيدها لأيام الغوص)
اطلب تجد.. حنا لها
(مع توصيل منازل)
طار بالهوا شاشي وانت ما تدراشي
(لا شعار مو وطني..الكويتي أنفع)
دع الوشاة بما قالوا وما نقلوا
(يا عواذل فلفيلو)
عنبر أخو بلال
(يبين يوم 18 مايو)
الكويت شجرة.. ونحن فروعها
(خاص لأهل الزبير وجمعية المزارعين)
الكويت تستاهل..صوتك أمانة
(أمانة عليك يا ليل طول..وهات العمر من الأول)
من صادها عشا عياله
(فاهم الدنيا)
إذا رقمك فضي أحوله لك ذهبي.. بس صوت لي
(أقظب التراب أسويه كباب)
الروس نامت والعصاعص قامت
(والروس ليش نامت يبا؟)
اللي يبينا عيت النفس تبغيه.. واللي نبيه عيا البخت لا يجيبه
(يبين بعد الانتخابات)
معا نتحدى الفساد
(سيدي.. شالفرق بين الغزو والحرب؟؟)
صبر جميل والله المستعان
(إي ليش نازل)
ذئاب لا تأكل لحوم البشر
(هذا شعار ممنوع)
لا تكثر الدوس يا خلي تراهم يملونك
لا انت ولدهم ولا طفل يربونك
(والفهيم يفهم)
زبدة القول
هذه الانتخابات فرصة للتعبير وطرح موضوعات مباشرة، بأسلوب حضاري وراقي وليس على طريقة التجمعات العشوائية والصراخ وشتم الأفراد والمسؤولين ..فهناك أساليب ديمقراطية حقيقية راقية
فيا أهل الثقافة والفن والأدب إنها الفرصة لتوحيد الصف والمطالبة بمزيد من الحريات، والضغط على المرشحين لتأكيد حرية الإبداع، وإلغاء كل المواد القانونية واللوائح ولجان الرقابة المقيدة للحريات سواء الرقابة على الكتب أو الرقابة على المصنفات الفنية
يعني هذي فرصتكم يا جماعة (مبدعون كويتيون).. تحددون مطالبكم وتوجهونها إلى المرشحين كافة
ويا أهل الإصلاح، حددوا مواقع الخلل وحددوا سمات الإصلاح من غير عموميات، بل ضعوا أصابعكم مباشرة على الخلل، وقدموا اقتراحات مفيدة وعملية ليتبناها المرشحون ويطالبون بها في المجلس
ويا أهل الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي.. ليكن صوتكم واضحا وصادحا بمطالبكم (والله ما افتكر) لكن لا ضير من المحاولة
فإذا كنتَ ليبراليا، فلتكن ليبراليتـُك واضحة ً وصريحة
وإلى آخره من المطالبات الواضحة والصريحة المبنية على الشفافية، لأن الكلام الملتوي والالتفاف حول المعاني هو ما أوصلنا إلى ما نعيشه الآن من الإحباط ولن أقول تشاؤم
أخيرا .. سأتوقف عن التدوين الثقافي والفكري أثناء هذه الفترة
وسنتابع ما ستنتهي إليه الانتخابات.. والله يعين
ملحوظة صغيرة في شأن التصويت بالبطاقة الانتخابية وضرورة الحصول عليها، وإلا لن يسمح للناخب بالتصويت
المادة 32 من قانون الانتخاب تقول
على كل ناخب أن يقدم للجنة عند إبداء رأيه شهادة قيده في جدول الانتخاب. وعلى اللجنة أن تطلع على شهادة جنسيته وأن تختمها بختم خاص
وفي حالة ضياع شهادة القيد تقبل اللجنة رأي الناخب بناء على شهادة الجنسية الخاصة به، ووجود اسمه بجدول الانتخاب