14 مايو 2009

الشخصية المحمدية

من الغباء المتجذر في نفوس البعض -ولن أقول العقول-، أن يحاولوا تطبيق سياسة المنع في ظل الانتفاح العالمي والانترنت وسرعة الاتصالات وتطورها... فالعالم ينظر إلى الأمام لا إلى الخلف.

قبل أيام تحصلت على كتاب الشخصية المحمدية للأديب معروف الرصافي وبما أنه ممنوع في الكويت فقد تحصلت عليه من الانترنت وقمت بتنزيله. وبعد أن قرأت صفحات كثيرة منه تساءلت عن سبب منع الكتاب... لماذا مـُـنـع الكتاب؟
في البداية اعتقدت أن سبب المنع هو الإهانة والمساس بشخص النبي، لكن مما قرأت تبين أن الرصافي يسعى إلى اكتشاف هذه الشخصية، شخصية الإنسان المبشر النذير صاحب الرسالة، بعيدا عن الأهواء والقصص الأسطورية والروايات التي شابتها تشوهات ومبالغات على مر السنوات بسبب النقل ولاسيما أن معظم الروايات تم تدوينها بعد وفاة الرسول بمئة سنة على أقل تقدير، كما أنها تعتمد على الرواية السماعية وبالتالي قد تدخل عليها بعض الأهواء الشخصية لناقل الرواية ولاسيما في ظل وجود مذاهب عديدة تسعى إلى إعطاء نفسها الشرعية سواء في الحكم أو في التشريع أو في الإفتاء أو في غيره، فتذكر ما تشاء وتلغي ما تشاء وتحور ما تشاء.

والأمر ذاته ينطبق على الحديث ورواته، فالرصافي ينتقد أسلوب تصحيح الحديث الذي يعتمد على شخصية الرواي لا على عقلانية الحديث وملاءمته لشخصية النبي محمد.

السيرة من القرآن
وفي هذا الشأن يقول الرصافي: إننا نريد أن نعرف محمدا كما هو، وقد تقدم أن القرآن أصح ما بلغنا عنه فيجب أن نعتمد عليه في معرفة محمد أكثر من غيره، أما كتب الحديث والسير فلا يجوز الاعتماد عليها إلا بعد أن نضعها في غربال منسوج من المعقول ومن القرآن فنغربلها فما سقط منها تركناه وما بقي في الغربال أخذناه، وهذا ما نريد أن نعمله في هذا الكتاب.

ولأفترض أن الكتاب لا يتوافق مع أفكار ومعتقدات البعض، فهل يكون منع الكتاب هو الحل والانترنت موجود؟ ثم لماذا تتم المراهنة على عدم وعي القارئ؟ ولماذا يفترض مانع ُ الكتاب أن عقل القارئ لا يميّز بين الصواب والخطأ، على الرغم من أن الصواب والخطأ أمرٌ نسبي؟
فهذا الأمر يعتبر وصاية، والوصاية لاتكون إلا على القاصر... ولا أعتقد أن القارئ قاصر في تفكيره ونقده وبناء أفكاره... فهل يحق لإنسان أن يكون وصيا على عقل إنسان آخر؟ إلا إذا كان هو لا يثق في فكره!!!
لا للأفكار القمعية
ومن هذا المنطلق، سيكون المعيار الفكري/السياسي هو أحد المعايير لاختيار المرشحين في الدائرة الأولى، ففي البوست السابق، كان معياري الأقدمية وسقط من سقط فيه، والآن معياري فكري/سياسي. فكل من يسعى إلى منع الفكر وقمع حرية القراءة بل الحرية بشكل مطلق، فلن أصوت له، وهذا المعيار ينطبق بشكل أكبر على التيارات التي تتبنى فكرا إسلامويا فسّر منتسبوه الدين َ على حسب أهوائهم بل احتكروا التفسير والتأويل والإفتاء لأنفسهم، فهم يحاولون فرض أجندتهم... ولذلك لا أقبل أن أمنحهم توكيلا مني بأن يشرعوا ويراقبوا وفق منظورهم الضيق.
وبذلك سقط من حسبة اختياراتي في الدائرة الأولى كل من:
محمد الرشيد العازمي (حدس) عبدالله اسماعيل الكندري (يقول مو حدس لكنه مدعوم من حدس) محمد حسن الكندري (سلف) أحمد لاري وحمد طاهر بوحمد ويوسف الزلزلة (الإئتلاف + التوافق الوطني الإسلامي) حسن نصير (صاحب حملة حج وعضو في جمعية الثقلين الخيرية وزميل صالح عاشور الذي كثيرا ما يطرح طرحا إسلامويا والدليل قضية الفالي) جاسم علي شريف أحمد -الكندري- (ما له شكل محدد مرة إسلامي ومرة مع الحكومة لكنه يطرح طرحا إسلامويا ومجلس 2003 يشهد) وليد الصفار (نائب رئيس مجلس إدارة منتدى القرآن الكريم ومدير العلاقات العامة في مكتب قناة أهل البيت الفضائية)
ملاحظة: هذه المعلومات من المواقع الانتخابية المختلفة ومن مواقع المرشحين أنفسهم.
معيار الجدية
وهو المعيار الثالث الذي اعتمده حيث يعتمد على درجة سعي المرشح إلى إيصال فكرته وطروحاته عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفة ليؤكد لي جديته في خوض الانتخابات. وبعد البحث اكتشفت أن 14 مرشحا غير جاد في خوض الانتخابات.
إذن، فوفق المعايير الثلاثة السابقة يسقط من حسبة تصويتي 30 مرشحا، إذ سقط وفق معيار الأقدمية 7 مرشحين (راجع البوست السابق)، ووفق معيار الفكر/السياسة 9 مرشحين، ووفق معيار الجدية 14 مرشحا. إذن يتبقى لي 15 من إجمالي 45 مرشحا في الدائرة الأولى.
تاريخي وابتكاري ونفسي
وهناك معايير أخرى سأضعها بالحسبان وتطبيقها على المرشحين الخمسة عشر الذين تبقوا في حسبتي الانتخابية. مثل المعيار التاريخي للذي خاض التجربة الانتخابية من قبل، المعيار الخطابي للذي يخوض الانتخابات لأول مرة، المعيار الابتكاري للذي يحاول ابتكار خطاب أو أسلوب جديد ومختلف، المعيار التخصصي لذوي التخصص، وأخيرا المعيار النفسي، فإذا احترت بين مجموعة من المرشحين، سأطبق المعيار النفسي بأن أختار الذي ترتاح له نفسي.
حتى هذه اللحظة، قررت أن انتخب مرشحين اثنين
فاللهم اعصمنا من أي خطأ في اختياراتنا
واجعلنا نتوسم فيهم خيرا

وأخيرا... إلى من أدغموا الدين بالسياسة، وخلطوا المفاهيم، فإن كانوا يؤثرون الدين فلينتبهوا، وإن كانوا يؤثرون السياسة فليعلنوا ذلك على الناس... فباسم الدين ضربوا الدين وكالوا التهم والظنون ومارسوا التجسس واللمز...وادعاءاتهم على أسيل العوضي وصالح الملا خير دليل.
فإن كانوا يؤثرون الدين فأتمنى أن يتذكروا هذه الآيات:
سورة الحجرات الآيتان 11 و 12

يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن ولا تلمـِزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأؤلئك هم الظالمون. يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم.