21 أغسطس 2011

نــُــتــَــف 6 (القبور التسعة في منطقة الظهر الكويتية - ج1)

أنقل هذه القصة بتصرف، أولا: لن أذكر اسم القبيلة/العائلة، بل أكتفي بالأسماء الأولى أو الإشارة إلى جذور هذه القبيلة فحسب. ثانيا : حذفت بعض الفقرات اختصارا، رغم الوصف الجميل للصحراء الكويتية وساكنيها في ذلك الزمان، قبل 85 سنة...

قصة اليوم
من كتاب "الكويت وجاراتها" للسير هارولد ديكسون، ويقول:

وهذه قصة أخرى من قصص التعصب القبلي.

في ختام يوم طويل أمضيناه في رحلة صيد على امتداد سلسلة تلال الظهر بالكويت – في عام 1931، رجعنا، أنا وزوجتي، إلى مخيمنا عند أول الليل وقد أخذ منا الإرهاق كل مأخذ. كنت قد أمرت في الصباح بضرب خيمتنا السوداء وخيام مرافقنا، سالم المزين وأسرته، وإعدادها لنا في مكان اخترته كيفما اتفق في أرض فضاء عند منحدر لطيف في الطرف الغربي لسلسلة من التلال، في مواجهة تلال برقان. وفي هذه الليلة رأيت مصادفة، وعلى بعد حوالي مائة ياردة من خيمتنا، صفا من الآكام المنخفضة تضم تسعة قبور متجاورة عند سفح تل صغير. وعندما سألت، علمت بما حدث في هذا الموقع في شهر فبراير 1926.

أثناء الصيف وأوائل الخريف من كل عام، كان آل[...] - وهم فخذ صغير من بطن بني مالك- يعيشون على ضفة ترعة الغريفية بالقرب من سوق الشيوخ، أما في فصل الشتاء والربيع فكانوا يهاجرون جنوبا إلى الكويت مع غيرهم من قبائل الرعاة من المنتفق.
(......)
وكان كبير ال[....] هو المدعو فزع، وهو من أقرب أصدقائنا وكنت قد تعرفت به أيام عملي في سوق الشيوخ. وكان هو وأحد أقاربه – عبدالعزيز السمير (المعروف بالمسمار) هما اللذان أخبراني بقصة المذبحة التي تعرضت لها هذه الأسرة.

(قالا لي) : إنه في عام 1925 هطلت الأمطار مبكرة في البادية فاستبشر الجميع بربيع يقيم فيه الرفاء، ولكن الأوضاع لم تكن مستقرة، وكان المغيرون من الإخوان لا زالوا يقومون بمغامراتهم بالقرب من مدينة الكويت نفسها ويستولون على الأغنام والجمال، ولكن مهما كانت الأوضاع، كان من المحال منع رحلة الشمال التي درج عليها القوم كل عام منذ القدم؛ فقطعان الماشية وإناث الخيل لابد لها أن ترعى أعشاب وأزهار الصحراء التي تنمو في فصل الربيع، وبالإضافة إلى ذلك، فمع بداية هطول الأمطار في أراضي المنتفق، تبدأ حراثة الأرض وزراعة المحاصيل الجديدة، مما يتطلب نقل الأغنام والحمير بعيدا عن المساحات المخصصة للزراعة.

(...) في شهر فبراير 1926، ضرب آل[....] خيامهم على امتداد الجانب الغربي من سلسلة تلال الظهر المطلة على آبار عريفجان، على بعد حوالي الثمانية أميال جنوب شرق تلال برقان، ووفقا لعادة بدو العراق جميعا، لم يضربوا خيامهم في صفوف، كما يفعل بدو العربية السعودية، ولكنهم وزعوها متناثرة، فرادى أو كل خيمتين معا، حتى يسهل على أغنامهم الوصول إليها أثناء تجوالها، ولكن بحيث لا تبعد المسافة بين كل خيمة وأخرى عن القدر الذي يسمح بوصول صوت النذير عندما يطلق رصاصة في الهواء.

وقبائل الرعاة من المنتفق لا يملكون جمالا، ولذلك كانت خيامهم، التي لا وسيلة لديهم لنقلها إلا على ظهور الحمير الهزيلة، صغيرة الحجم قليلة الارتفاع.
(...)
وكان الشباب من ال[....]، شأنهم شأن الشباب من سائر قبائل المنتفق، يتميزون بالوسامة والصحة وقوة البنيان، وكان لأغلبهم فرس يركبها كل منهم وهو في الطريق إلى الكويت، وكثيرا ما كنت تراهم في أسواق المدينة يعقدون صفقاتهم ويشترون احتياجاتهم تاركين الفرس لتأكل في إحدى الحظائر المجاورة.

وكان شريب بن مضرب [....] أحد هؤلاء الشباب، وهو أكبر أبناء عم فزع، وكانت تجمعه منذ عدة أشهر قصة حب لا يعرف أحد عنها شيئا مع فتاة تدعى رخيصة، من قبيلة العبادة الصغيرة التي تعيش على الزراعة. ولم ينتشر نبأ هذه القصة إلا عندما أبلغ الأب، مضرب [....]، ابنه أنه سوف يعقد قرانه، عند العودة إلى مواطن المنتفق في الصيف، على ابنة عمه.
وغضب شريب وأحس بإهانة شديدة وأقسم أنه ....


ونكمل غدا الجزء الثاني من قصة القبور التسعة في منطقة الظهر الكويتية

هناك تعليقان (2):

Mohammad Al-Yousifi يقول...

ما كان ودنا تشيل الاسامي

sologa-bologa يقول...

ma6goog

في ختام الجزء الثاني راح تعرف ليش ما ذكرت اسم العائلة