13 يونيو 2008



لأن الأمور نسبية وتختلف المفاهيم من إنسان إلى آخر
لذلك قد تكون بعضُ أنواعِ الكتابةُِ مظهرا من المظاهر غير المستحبة

قد لا أملك جديدا أنشره هذه الأيام،، لذا آثرتُ نشرَ شيءٍ من قديمي,, مع تعديلٍ طفيف

نص قتلتنا الردة ,, مستوحى من كلمة قالها الشاعر المشرد الجميل في إحدى رائعاته



قتلتنا الردةُ يا قلبي .. قتلتنا الردة
شرب الأشرارُ نخبَ دمائنا.. فسكروا
ونحن لا نزال نلهو.. ونحلم .. ونلعب
قطعنا غصنَ الزيتونِ بأيدينا
كسرنا عودَ الرمان بأيدينا
حرقنا حقولَ العنبِ بأيدينا
نثرنا بذورَ الشوكِ بأيدينا
والآن نصيحُ ألما بسبب جرحٍ في أقدامنا
وا أسفاه
نحاول أن نمسحَ الدماءَ ونداويَ الجروحَ
لكن دون جدوى
الجرحُ ما عاد سطحيا
إنه عميقٌ .. عميقٌ جدا




وأنتِ
كيف تحلمين بالأشجار والحقول والورود
قُطّعت الأشجارُ.. أحرقت الحقولُ.. ذبلت الورود
وها أنت الآن نائمة بلا ورود
أحببتــك.. لكنني لم أحسِنْ صناعة الحب
صنعتُ ما هو أكثر خطرا
قتلتك.. وقتلته .. وقتلت الورود
لم أجد وردةً واحدةً.. أزين بها وجهَكِ الجميل
لم أجد وردةً واحدةً.. استخلصُ منها العطر
لأعطر جسدك النحيل
لم أجد وردةً واحدة.. أصنعُ منها تاجا جميلا
أزين به شعرك الليلي
يا من علمتني أولَ درسٍ حقيقي في هذه الحياة
قتلتنا الردة يا قلبي .. قتلتنا الردة



وأنتم
لِمَ نزعتم الورودَ وزرعتم الأشواك؟
لم نجرتم الأشجارَ لتصنعوا الرماح؟
أشعلتم النيران في الشتاء لتحرقوا الجثث لا لتتدفئوا
قطعتم الأشجار والأغصان لتزيدوا ألسنة نيرانكم

تنشقتم الدخان وسعلتم من العطور
من ينقذُ الأشجارَ.. من ينقذُ الأغصانَ.. من ينقذُ الأطفال
من ينقذُ الورودَ .. من ينقذُ الحب؟


كرهتم كلمة الحب فأضفتم لها حرفا راق لكم

فكسرتم الحرف الأول من كلمة بَشَر
فضلتم الوقوع على اعتلاء القمة
وراق لكم منظرُ القبورِ الجماعية وكرهتم المروج

لكن الحبَّ جبلٌ صامدٌ أمام كل الهزات والزلازل
بئس ما تفعلون.. بئس ما تفعلون.. بئس ما تفعلون


---------------------------------------


إحقاقا للحق وصونا لجهود الفنانين

اللوحة الأولى للفنان أحمد عبدالرحمن دشتي
اللوحة الثانية للفنانة شروق أمين
اللوحة الثالثة للفنانة مي النوري