08 يوليو 2006

أحمد مطر .. وحبيبته الكويت
كتب هذه القصيدة حين ساروا به إلى طائرة النفي،بعد أن صدرت أوامر عليا بنفيِهِ مع صديقه رسام الكاريكاتير الفنان ناجي العلي الذي كتب عنه وله قصيدةً في ديوان أو ديوانَ في قصيدة "ما أصعب الكلام" بعد أن قتل غدرا في لندن،إذ كانا صديقين يعملان لصحيفة القبس الكويتية..بيد أن "السلطات الخارجية" حينذاك لم ترض أن يستمر هذان الاثنان في دولة الكويت التي كانت منبرا حرا للكلمة والرأي،لما يتمتعان به من أسلوب جرئ وناقد للأوضاع العربية إبان فترة ثمانينيات القرن المنصرم،والتي شهدت أحداثا كثيرة وتوترات عديدة لا مجال لذكرها الآن..
فالوقت وقت الشعر والقصيد لا اجترار الذكريات،وعرض شريط الماضي،ومن الجدير بالذكر أن هذه القصيدة كانت مقدمة لديوانه "العشاء الأخير لصاحب الجلالة إبليس الأول" وإليكم هذه القصيدة.."يا كويت"..متمنيا لكم قراءة ممتعة..
كم على السيف مشيت
كم بجمر الظلم والجور اكتويت
كم تحملت من القهر
وكم من ثقل البلوى حويت
غير أني ما انحنيت
كم هوى السوط على ظهري
وكم حاول أن أنكر صبري
فأبيت
وهوى ثم هوى، ثم هوى
حتى هويت
غير أني عندما طاوعني دمعي عصيت
مذهبي أني كريم بدمائي
وبخيل ببكائي
غير أني يا حبيبة
حينما سرت إلى طائرة النفي
إلى الأرض الغريبة
عامدا طأطأت رأسي
ولعينيك انحنيت
وعلى صدرك علقت بقايا كبريائي
وبكيت
آه يا فتنة روحي .. كم بكيت
آه يا فتنة روحي .. كم بكيت
كنت من فرط بكائي
دمعة حيرى على خدك تمشي
يا كويت
ماذا نقول عن الكويت ونحن نمر في أزمة تكاد تفرق بيننا !! أيها الكويتيون انتبهوا

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

مسكين هذا الوطن... يبكي وليس له من يبكي عليه

sologa-bologa يقول...

اذا بكى الوطن نواسيه.. واذا بكينا يواسينا.. ومن لا يبكي و يواسي الوطن لاسيتحق ان يكون له وطن
نحن والوطن اثنان في واحد

غير معرف يقول...

don't cry for me argentina..

tweety يقول...

أنا من عشاق أحمد مطر ولكنها المرة الأولى التي اقرأ فيها هذه القصيدة
قتلتني ...اللي يسامحك
ياريت تفيدني اكثر عن أسباب خروجه من الكويت وهل لا يزال حيا أم توفي ؟

tweety يقول...

والله بجيت لما قريتها مرة ثانية

Unknown يقول...

أبكيتني بتلك القصيدة كما أبكيت غيري ممن قرأوها، وما ضاعف حزني هو تلك المقدمة القصيرة التي كتبتها قبل القصيدة فجاءت مكملة للجرح.
مثلما خرج الشاعر العربي الكبير احمد مطر مطأطيء رأسه باكيا على فراق الكويت الحبيبة كذا أنا خرجت منها مكرها بعد التحرير تاركا عبراتي تسقط على تراب الكويت العزيز، قائلا في خاطري "والله لولا أن أخرجوني منك ما خرجت" إلا أن عزائي كان أن أتابع اخبار الكويت من بعيد وابتسم باطمئنان وفخر عندما أسمع ما يبهج خاطري، والآن ويا هول حزني لم أعد أسمع ما يثلج صدري من أخبارها إذ أصبحت مرتعا للمرتزقة تسير في آخر الدرب بين أخواتها من الدول العربية، تلك الكويت نفسها التي قادت النهضة الثقافية العربية في مطلع الخمسينات والستينات من القرن الماضي ... وااا حر قلبي.
ويظل هناك بصيص من الأمل وحلم جميل يراودني بين الفينة والأخرى، أن تعود الكويت كما كانت، وأعود أنا لها مرة أخرى كي أدفن في ثراها