10 يونيو 2011

قلب كلب

رواية للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف عنوانها "قلب كلب". ملخصها أن طبيبا بروفسور يسعى إلى اكتشاف سر الشباب الدائم، فيقوم بعدد من التجارب، لكنه في تجربة من تجاربه التي يجريها على واحد من الكلاب المشردة، واسمه شاريك، يتحول هذا الكلب إلى إنسان أو ما يشبه الإنسان ويصبح اسمه شاريكوف.

تدور أحداث الرواية في السنوات العشر الأولى من الثورة البلشفية [كتبت الضبط سنة 1925]. بولغاكوف يحاكم ويحاسب التجاوزات التي قام بها البلشفيون الثوريون بعد الثورة.

وبالطبع، فإن أحد المنتمين إلى هذه الثورة هو الكلب شاريك، عفوا الإنسان شاريكوف، أو حسب اسمه الجديد بعد أن تأنسن، بلغراف بلغرافتش شاريكوف.وهذا الكلب المؤنسن انقلب على البروفسور واتهمه بأنه عدو الثورة ورفع شكاية ضده بأنه، أي البروفسور، قال فيها : "... وكذلك هدد بقتل رئيس لجنة البناية الرفيق "شفوندر "مما يدل على أنه يخبئ سلاحا ناريا في المنزل بالإضافة إلى ذلك فإن أحاديثه مليئة بالأقوال المعادية للثورة/ كما أمر خادمته الطبقية بويننا زينا إيدا بروكوفيفنا بحرق إنجلز في المدفأة. له سلوك منشفي..". [منشفي هو الحزب المقاوم للحزب البلشفي].

ضاق البروفسور فيليب فيليبوفتش من تصرفات الكلب المؤنسن شاريكوف وكل من استغل هذا الكلب لأن بعض المنتمين إلى البلشفية استغلوا كل شيء [من أجل مصلحتهم الخاصة] مستغلين حتى الكلاب ضد من هم ضدهم. وفي انتقاداته الموجهة إليهم يقول البروفسور:

" أنتم تقفون على أدنى درجات التطور – صرخ البروفسور وأضاف: أنتم في بداية تكوينه. مخلوق ضعيف من الناحية الذهنية، جميع أفعاله حيوانية بحته. وعلى الرغم من ذلك تقومون وفي حضور شخصين يحملان شهادات جامعية بالسماح لأنفسكم وبشكل لا يطاق بإعطاء نصائح ذات أبعاد فضائية وفي الوقت نفسه عالية الغباء حول تقسيم وتوزيع كل شيء... وفي نفس الوقت قمتم بابتلاع مسحوق تنظيف الأسنان".

وفي نقده وهجومه على مستغلي الكلب المؤنسن شاريكوف والذين يحرضونه ضده (خصوصا الرفيق البلشفي شفوندر) ، قال البروفسور:

" إنه لا يفهم بأن شاريكوف بالنسبة له أخطر بكثير مما هو بالنسبة لي. بالطبع إنه الآن يحاول بأي شكل من الأشكال تحريضه ضدي ولا يفكر ماذا سيحصل لو أن أحدا آخر قام بتحريض شاريكوف ضد شفوندر نفسه. عند ذلك لن يتبقى منه غير القرون والأقدام"..

من المفارقات المضحكة في الرواية أن الكلب المؤنسن شاريكوف، بعد أن تحول من كلب مشرد في الشوارع إلى إنسان، تم تعيينه، بالواسطة، في وظيفة ... رئيس قسم تنظيف مدينة موسكو من الحيوانات الشاردة (القطط وغيرها)...

من الحوارات ذات المغزى التي قالها بولغاكوف على لسان البروفسور فيليبوفتش:

امتنعوا عن قراءة الصحف. أتعلمون، لقد قمت بإجراء ثلاثين فحص مراقبة في العيادة هنا وماذا تظنون النتيجة؟ لقد كان وضع المرضى الذين لا يقرؤون الصحف الصحف، أفضل بكثير من الذين يقرؤونها. أما أولئك الذين يقرؤون صحيفة"البرافدا" فقد تناقص وزنهم .... بالإضافة إلى ذلك لوحظ لديهم انخفاض في ردة الفعل في الركبة وفقدان الشهية وانقباض نفسي.

ومن حوارات/نصائح البروفسور:

ولو أنني كل مرة في التواليت، أرجو المعذرة، أقوم بالتبول بقرب المرحاض وليس فيه، وكذلك لو فعلت "زينا" نفس الشيء وكذلك "داريا بتروفنا" عندها سيحل الدمار والخراب في التواليت. والاستنتاج، إن الخراب ليس في بيت الماء بل هو في الرؤوس وهذا يعني أنه عندما يصرخ هؤلاء"الجعارين" ذوو الأصوات الجهورية "اضرب الدمار" يتملكني الضحك.... أقسم لكم يتملكني الضحك لأن ذلك يعني أن كلاً منهم عليه ضرب نفسه. وعندما يطرد من نفسه كل الهلوسة والهذيان ويأخذ بتنظيف المراحيض وهو عمله الملائم عندها سيختفي الخراب والدمار من ذاته. لا يجوز عبادة ربين (إلهين) في وقت واحد...



قبل أن يتحول الكلب المتشرد "شاريك" إلى إنسان، عاش في بيت البروفسور فترة من الزمن، وفي هذه الأثناء قال عن نفسه:

إنني الآن كلب الذوات مخلوق مثقف ينعم بالعيش الرغيد. ثم ما هي الحرية؟ هكذا، إنها دخان، مجرد وهم وسراب، إنها هذيان الديمقراطيين التعساء..."



فعلاً حكمة كلبية بنت ستين كلب يؤمن بها الكلبيون المتكيلبون

هناك 5 تعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

برافو

sologa-bologa يقول...

ma6goog

ميرسي ميسيو

Safeed يقول...

ذكرتني يا صديقي بجملة قالتها أغاثا كريستي على لسان أحد أبطال رواياتها:الحزب الليبرالي، صغير، ونخبوي، ولا يملك فرصة بالفوز.

وأظن أن تعليل هذا هو ما ورد على لسان الكلب :)

9ahba'a يقول...

صج كلب!

sologa-bologa يقول...

safeed

يا صديقي الصدّيق
الظاهر سمعوا كلامها فتحالف حزب المحافظين مع الديمقراطيين الأحرار (liberal democrats) علشان يبعدون حزب العمال من الحكم.

دائما الأحزاب الليبرالية في المجتمعات العابدة للشمولية تبقى صغيرة.. ألا يكون هذا تعليلا آخر :)




9ahba'a

التي تركتنا سكارى بغير رشفات

حسيتها طالعة من قلب :)
أ لم يقولوا
الكلب كلب ولو طوقته ذهب
وأيضا
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر مثقالا بدينار



ودمتما بحب وود