12 مارس 2010

وليد المؤمن وتقرير البي بي سي عن القراءة في الكويت

استغربت من تقرير وليد المؤمن مراسل إذاعة البي بي سي والذي بثته الإذاعة بمناسبة احتفالية مهرجان طيران الإمارات الدولي للأدب، استغرابي من التقرير لأنه أعطى انطباعا عن أفراد المجتمع الكويتي بأنهم لا يقرأون الكتب!!
لا أنكر أن عددا كبيرا لا يحب القراءة في الكويت، لكن بالمقابل هناك أيضا أعدادا كبيرة أخرى من محبي القراءة، من جميع الأعمار ومن الجنسين...
بصراحة التقرير كان خاليا من الموضوعية، سواء من ناحية صياغة التقرير أو من الأشخاص الذين أخذ رأيهم في الموضوع، لأنه عرض وجهة نظر واحدة، وهي لفئة غير محبي القراءة...
النموذج الأول شخص اسمه باقر (باقر شنو ما أدري!!) يقول إنه يفضل الحداق (صيد السمك) على القراءة "شالفايدة من القراية"، والنموذج الثاني شخص اسمه جعفر (جعفر شنو هم ما أدري!!) يقول إنه يربي الطيور (مطيرجي) ويهتم بالنباتات... ويقول جعفر "ليش أضيع ساعتين على القراية واليوتيوب وغوغل يوفرون المعلومات بخمس دقايق وبالصورة"...

طبعا باقر وجعفر أحرار في عدم حبهم للقراءة، وهذي وجهة نظرهم وتفكيرهم حسب أهوائهم... وهما يعبران عن وجهة نظر الذين لا يرون في القراءة شيئا ذا أهمية...
والنموذج الثالث لم يذكر اسمه –لكن نبرة صوته نفس نبرة صوت مراسل تلفزيون الكويت أيام حرب تحرير العراق 2003- كان يرى أن القراءة مفيدة وممتعة، لكنه لما ضرب مثل بالكتب المفيدة، اختار كتاب "السجينة" لمليكة أوفقير – الطبعة الأولى منه صدرت سنة 2000، وفي 2007 صدر لها الكتاب الثاني "الغريبة"- ويقول عن الكتاب بأنه رواية مفيدة، مع إن كتاب السجينة سيرة ذاتية عن رحلة مليكة مع أسرتها خلال فترة اعتقالهم الطويلة.

عموما كل شخص حر في حبه للقراءة أو كرهه لها، لكن التقرير لم يكن موضوعيا ولا أدري لماذا لم يكون موضوعيا!!
فإن كانت عدم الموضوعية مقصودة، فهذه كارثة، لأنها تسعى لإبراز شخصية المواطن الكويتي بأنه لا يقرأ... وإذا كانت عدم الموضوعية غير مقصودة، فهذا يدل على عدم متابعة وليد المؤمن لمجموعات القراءة أو لمحبي القراءة في الكويت قبل أن يعد تقريره...
ولو كان موضوعيا، لأخذ رأي مرتادي مجموعات القراءة في الكويت وهي متعددة مثل مجموعة رواق للدكتور ساجد العبدلي، ومجموعة أوراق في الجمعية الثقافية النسائية، أو نادي القراءة الذي يديره الكاتب الشاب يوسف خليفة وبرعاية من –ستاربكس- فضلا عن القراء غير المنتمين إلى هذه المجموعات وهم كثيرون...
ولإضفاء الموضوعية على التقرير كان عليه أن يستعين بإحصائيات الكتب المباعة في معارض الكتب في الكويت، أو مبيعات المكتبات الخاصة بدلا من أخذ رأي واحد من باقر وجعفر.

أظن أن هذه الأمور من أبسط قواعد الإعلام في الموضوعية وهي إبراز جميع وجهات النظر أو على الأقل أخذ وجهة النظر المخالفة... أما أن تكتفي بأخذ وجهة نظر واحدة لكي تدلل على أن الكويتيين لا يقرأون ليذاع على محطة بي بي سي وبمناسبة تنظمها الإمارات حول الأدب والكتب!!! فهذا الأمر يجعلني أشك بالنوايا... ما لم يثبت عكس ذلك

هناك 8 تعليقات:

enter-q8 يقول...

انت ملاحظ معاي ان النوعية اللي اختارها تعتبر هواياتهم ذات نوعية معينة تستغل كل وقتهم و لاتترك وقت قليل للهوايات الاخرى او الاطلاع
سؤال دار بنفسي اغلب الكتب المطبوعة تنشر بالانترنت و يمكن قرائتها من خلال الشاشة و ليس التصفح
هل قاس المؤمن عدد متصفحي النت و قرائتهم للكتب المنشورة بل هل قاس الثورة الاخيرة من خلال انتشار الكتاب من خلال الانترنت
قوله خالد يسلم عليك و يقولك حاكي عقالي على تقريرك هذا

Mohammad Al-Yousifi يقول...

مؤامرة ضد المواطن الكويتي المثقف

خالف تعرف يقول...

واقع نعيشة
من لا يقرأ كثر ممن يقرأ بكثييير

غير معرف يقول...

انا معك من ناحية عدم التحري والبحث الجدي قبل اصدار النتائج والتعميم على الشعب الكويتي ولا أعرف ان كانت هذه مؤامره أم لا ولكن لابد ان نعترف بأن الشعب الكويتي لا يقرأ ولايهتم بالقراءه مقارنة بالشعوب الاخرى خاصه الاجنبية

نعم تتواجد مجموعات القراءه في الكويت ولكن لنكن واقعيين! الأغلبية في الكويت لا تقرأ والدليل على ذلك عدم انتشار المكتبات فمعظمها مكتبات اسلامية أو مكتبة لاتتعدى الست أمتار تحتوي على كتب أطفال وكتب طبخ وكذلك عدم الاهتمام بمعارض الكتاب والوقوف ضد الرقابة بشده فمجموعة صغيره فقط هي التي تقوم بالاعتراض فلو كان للأمر أهمية لدى الشعب الكويتي لحدث تغيير جذري الآن

والملاحظ خلال تجربتي في المدارس كمعلمة هو العزوف الشبه تام عن القراءه وعدم اهتمام المدرسة بشكل عام بالقراءه فالمكتبة مهجوره طوال العام. الخلل هنا ليس بالطلاب ولكن بطاقم المدرسة الذي لا يأخذ القراءة على محمل الجد وبذلك ينتج جيل آخر غير مهتم بالقراءة

ولا أنسى كذلك المكتبات العامة المهجورة في أغلب مناطق الكويت

لا نحتاج إلى الكثير من البحث لنستنتج بأن الشعب الكويتي لا يقرأ!!

لابد ان ننظر للموضوع بشكل واقعي وان نعترف بمشكلتنا بدلا من النظر للناحية المشرقة والتي ليست مشرقة كثيرا كما تعتقد أخي الفاضل

AseeL يقول...

موضوع جميل جدا
ونقد بناء وموزون
وتحلطم ولا احلى


تحياتي وسلامي إلي سلوقا

:)

Safeed يقول...

اعتقد أن السؤال عن (ماهية) القراءة أولى من (عدد) القراء، وهو سؤال ستكون إجابته، أغلب الظن، تقود لنفس النتيجة التي وصل لها المؤمن.

sologa-bologa يقول...

enter-q8

بعد هذا موضوع ثاني
الكتاب الالكتروني!!
احنا خلنا نسلم على القراءة التقليدية بعدين نفكر بالقراءة الالكترونية




----------



ma6goog

تعتقد إنها مؤامرة؟؟!!




--------------


خااالف تعرف

السؤال الأهم بالنسبة لي
ليس كم نقرأ... أو ماذا نقرأ..
السؤال المهم هو

كيف نقرأ!!!
قراءة للتسلية أم قراءة للبناء


--------------


chaotic posha

أتفق معكم أن محبي القراءة (طبعا هذا غير القراء أنفسهم) عددهم أقل من الذين يقرأون أو الذين يحبون القراءة...
وأتفق أيضا أن السبب الرئيسي يبدأ من المدرسة والبيت أيضا...

لكن اختلف معكم على موضوع أن لا ننظر إلى الجانب المشرق..

عشرة يقرأون بشكل صحيح وبناء خير من آلاف يقرأون للتسلية..
وعشرات يقرأون للتسلية خير من ملايين لا يقرأون...

الأمل معقود على الذين يقرأون، وإن كان عددهم قليل جدا
مع إني أشوف إن العدد جيد


وشكرا على تعليقكم الجميل

---------------

aseel

نشكر لكم تعليقكم المؤيد لنا
:)

نحتاج بعض النقد البناء
وما أدري إذا كان نقدي بناء أو غير بناء...
ويا خوفي لا يكون تحلطم شياب



-----------------


safeed

ليش نصدر حكم قبل التجربة..
أتفق معك بأن السؤال عن ماهية القراءة أفضل وأحسن وأجدى من السؤال عن كم القراءة...

وكما قلت للأخ خااالف تعرف
بأن السؤال الأهم بالنسبة لي هو

كيف نقرأ ؟؟







ودام الجميع بحب وود

rooowy يقول...

وجود هذه المدونات بكثرة أكبر دليل على حب الكويتين للقراءة حتى الكتابة أصبحت (الهبه) الجديدة على الساحة الى جانب (الكب كيك) و المعارض الماصخة