10 أغسطس 2009

الأخلاء بالهمزة مش بالقاف

" لا وجود لظواهر أخلاقية، هناك تفسير أخلاقي وظواهر فقط"...
هذه المقولة للفيلسوف الألماني العجيب فريدريك نيتشه في كتابه ما وراء الخير والشر (ترجمة حسان بورقية)، حين تأملتها محاولا إعادة اكتشاف مضامينها من خلال وضع بعض المظاهر الأخلاقية في مجتمعنا، وجدت أنها صحيحة، إلى حد بعيد جدا.
هناك ظواهر محددة لكننا نجد لها المبرر الأخلاقي ونجعلها ظاهرة أخلاقية، أو غير أخلاقية وفقا لمنظورنا الزماني والمكاني الآني، ومثال واحد أذكره هنا، قبل سنوات كانت "الواسطة" أمرا غير أخلاقي، لكن في الوقت الراهن أنت غير أخلاقي إذا لم تكن لديك "واسطة" أو إذا كنتَ مثاليا، لذا ما أريد أن أفهمه الحين، هل الواسطة عملا أخلاقيا أو غير أخلاقي؟
إذا كانت عملا أخلاقيا، لماذا نشتكي منها؟ ولماذا نضع القوانين لمكافحتها؟
وإذا كانت عملا غير أخلاقي، لماذا نعممها ونتعامل معها بحب ورحابة صدر وضرورة بل نجعلها القاعدة والمعيار؟
طبعا الواسطة قضية واحدة من قضايا كثيرة أكثر تشعبا وأكثر تشكيكا وأكثر مدعاة للنظر (ولن أقول للبحث والدراسة) لأنني سئمت من مسميات البحث والدراسة التي لا طائل منها ولا فائدة (ستين ألف لجنة لدراسة كذا وكذا وبالأخير...خمبش بو خمبش)!!
لكل فرد منا قضيته الأخلاقية... بل قضاياه الأخلاقية، لكن سؤالي، هل هناك قضية أخلاقية مشتركة بين أفراد المجتمع كافة؟؟!! وإذا كانت هناك إجابة أرجو أن تكون مباشرة نحو هذه القضية الأخلاقية مباشرة بلا كلمات مثالية ومقولات تجريدية...
ويقول نيتشه في الكتاب ذاته
شيء فظيع أن تموت عطشا في البحر، لم َ تضعون هذا القدر من الملح في حقيقتكم إلى درجة أنها لا تعود صالحة حتى لإرواء العطش.
ويقول أيضا
ليس النفاق انحطاطا للفضيلة، بل هو بالأحرى -في قسم كبير منه- شرط لها.
ويقول
ما يعتبره عصرٌ ما شرا، هو عادةً عاقبة لا زمنية لما كان يُـحسب خيرا في عصر مضى، إرث مثال قديم.
ويقول
لا يسيء غرور الآخرين لذوقنا إلا عندما يصطدم بغرورنا نحن.
ويقول
هناك فيض من الطيبة يشبه الخبث.
ويقول
ما يقلقني، ليس كونك كذبت عليّ، بل أنني لن أصدقك بعد الآن.
(في هذي المقولة ما قصدت شخص محدد، وكل واحد فيكم يحدد الشخص/الجهة/المؤسسة ويطبق عليها هالمقولة)...
يقول ويقول وقال وقال حتى تغيرت ألمانيا وأوروبا بعد كلماته!!!!!
.............
........
...
من الصعب أن تـُدار المؤسسات الحديثة ذات التقنية العالية والمتطورة في وقتنا الراهن بعقليات توقفت عن العمل منذ عقود عدة...
،،،،،،،،،،
،،،،،،،،
خاتمة نيتشوية
أحلام فتية، واها، واها، كلها وهم !
أولئك الذين ناديتهم في امتداد روحي
أولئك الذين ظننتهم تجددوا مثلي
تشدهم أذيّـة : لقد شاخوا !
وحدهم من يعرفون التبدل يبقون في صفي.
يا ظهيرة الحياة، يا شبابا ثانيا
يا حديقة صيف
أيتها السعادة المتلهفة، المترصدة، على انتظار!
أترقب الأصدقاء، بالأحضان، ليل نهار!
أيها الأصدقاء الجدد، تعالوا لقد آن الأوان
توقف النشيد القديم، وصرخة الشوق الناعمة همدت على شفتيّ.
فلاحَ ساحرٌ، في الساعة المقدرة
صديق أوج الظهيرة - لا، لا تسألوا
عمن يكون : ففي الظهيرة، يغدو الواحد اثنين.
لنحتفل الآن، متيقنين من نصر مشترك بعيد الأعياد.
فزرادشت هنا، الصديق وضيف الضيوف!
الآن تضحك الدنيا، ويتمزق الستار الردئ،
ها قد تزوج النور بالظلام !

هناك 6 تعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

ليس كونك كذبت عليّ، بل أنني لن أصدقك بعد الآن

ليت الكذاب يستوعب هذه الجملة قبل الاسترسال

مـغـاتيــــــــــــر يقول...

الأخلاق فضيلة

لكن ما هي الفضيلة ؟

للأديان فضائلها

وللحداثة فضائلها

وللتراث المتراكم فضائله

تتداخل فضائلهم حينا وتتعارض حينا اّخر

احترت في تفسير الكلمة

صدق ، احترام ، شجاعة ، .. الخ حسنا لكن كيف نحددهم لا نعددهم ؟ فهل الصدق مع عدو الحرب فضيلة ؟ أم هل احترام الظالم فضيلة ؟ هل الشجاعة في التعرض للغير فضيلة ؟

الفضيلة مبدأ أم تصرف أم قيمة

ربما تصرف مبني على مبدأ

أو ربما قيمة لتصرف ..

جل ما توصلت إليه أن أكثر استخدام للفضيلة

هي بتقديم مشايخ الدين بـ "فضيلة الشيخ" ..

فهل "المشيخة" فضيلة ؟

:-)

شكرا لك ..

AseeL يقول...

ما يقلقني، ليس كونك كذبت عليّ، بل أنني لن أصدقك بعد الآن.

تعحبني منذ زمن بعيد...
فالألم لا يأتي من الكذبة بقدر ما يأتي من اهتزاز مصداقية من كذب



ليس هناك ظواهر أخلاقية ولكن هناك ظواهر دينية تشاع، وفي منظور البعض الشرائع فقط من تحدد الاخلاق... لينزعوا بذلك انسانية الانسان

sologa-bologa يقول...

ma6goog

تعتقد إن الكذاب ما يعرف هالمعلومة؟؟


-------------



مغاتير

كيف نحددهم؟
نعم هذا هو السؤال...
من السهل جدا أن نعدد الفضائل بأسمائها وصفاتها المجردة لكن كيف نحددها.. هذا السؤال الأصعب!!

عجبني مثلث المبدأ ، التصرف، القيمة
المبدأ= فكرة
التصرف= فعل
القيمة= ميزان

لكن من الذي يمسك بهذا الميزان ليزن قيمة الفضيلة!!

أما فضيلة المشيخة
فلا تعليق... لأنهم الآن هم من يسمكون بهذا الميزان


شكرا على طرح التساؤلات "القيّمة"
:)


---------------



aseel

هناك ظواهر سواء في الطبيعة أو في الإنسان... هي ظواهر وحسب
لكن تفسيرها هو المشكل
لن أتكلم عن الأخلاق أو الظواهر الأخلاقية وسأكتفي بالظواهر الطبيعية

ظاهرتا الخسوف والكسوف كانتا تُفسران على أنهما غضب الآلهة فتقام لها الطقوس وتقدم القرابين
لكن بعد اكتشاف العلم لهاتين الظاهرتين تغير تفسيرهما
فتحول التفسير من تفسير ديني إلى تفسير علمي فاختفت ظاهرة تقديم القرابين وإقامة الطقوس الدينية لهما

إذن هناك ظاهرة أيا كانت ظاهرة علمية أخلاقية فنية طبيعية وهناك تفسير لهذه الظاهرة (تفسير ديني تفسير علمي تفسير عقلي)

تاريخ الصراع بين الدين والعلم والفلسفة بسبب التفسير وليس الظاهرة

والله أعلم
:)





ودام الجميع بحب وود

9ahba'a يقول...

عزيزي سلوقا تمتعنا دائما بانتقاءك للمواضيع لا أرى المشكلة في الواسطة اراها في تطبيق القوانين فعند تطبيق القوانين بحذافيرها تسقط الواسطة

ليس كونك كذبت عليّ، بل أنني لن أصدقك بعد الآن.

اهداء الى
حكومة ناصر المجمد و كل حكومة ستأتي من بعدها بوجود عناصر التأزيم



و دمت بخير

sologa-bologa يقول...

9ahba'a

العزيزة دوما
القوانين في السابق كانت تنفذ بحذافيرها، لكن بسبب جمودها وعدم تطويرها أصبحت القوانين معيقة ومعاقة نفس الوقت لذا لجأ الناس إلى الواسطة بدلا من تطوير القوانين

اعتقد إن المشكلة تكمن هنا


أما بالنسبة للإهداء
فلي رأي مختلف
ما احب احمل الأشخاص كل المشاكل ولكن ربما بعضها... لأن الأشخاص في النهاية هم نتاج العقلية العامة في البلد والتفكير الجمعي

والله أعلم


ودمتم بحب وود