14 فبراير 2009

الربعي وكويلو

اليوم عيد الحب


لا يهم كيف وُلدت قصة هذا اليوم، وكيف تم الاحتفال به... ولن أتعرض لها، فبفضل التكنولوجيا ومحركات البحث يستطيع كل إنسان أن يبحث عن قصة القديس فالنتاين الذي بسببه كان يوم الحب أو عيد الحب...
وكذلك لا تهمني الاجهتادات من البعض بتحريم أو تحليل هذا اليوم، اجتهد بعض الفقهاء وكان لهم اجتهادهم، فمن التزم من الناس بفتوى المنع فلنفسه، ومن لم يلتزم فلنفسه أيضا...


الذي يهمني من هذا اليوم، كيف نستطيع تحويله من احتفال لذكرى سنوية، أصبحت روتينية، إلى شيء أو فعل تكون له الذكرى، يعني
هل يمكن أن نصنع من هذا اليوم يوما إبداعيا في سبيل الحب أو أن يكون الاحتفال به بشكل غير تقليدي!!
مثلا: الحبيب ليس شاعرا لكنه في هذا اليوم يصبح شاعرا، الحبيب يمتلك موهبة موسيقية، فيبتدع لحنا خاصا لمحبوبه في هذا اليوم، أو يقدم هدية غير الهدايا المتعارف عليها، أو يبتكر وسيلة جديدة للتعبير عن الحب!!

يعني المهم تقديم شي غير تقليدي، غير روتيني، شيء جديد مبتكر...
لأن الورد الأحمر والكاكاو والدب الأبيض صارت أشياء روتينية مافيها أي نوع من التميز أو الإبداع أو المشاعر الحقيقية

بصراحة ودي أسوي مسابقة لأجمل وسيلة للتعبير عن الحب في عيد الحب...

وبس ما عندي شي يديد!!!!


--------------
موضوع كتبته ونشرته في جريدة الصوت قبل أسابيع مضت، وددت أن أعيد نشره في هذه المدونة، وهو عبارة عن حوار متخيل بين اثنين لم يجمعهما حوار مباشر لكنني قرأت حوارهما من خلال كتاباتهما... أتمنى أن يكون الموضوع ذا فائدة تذكر!!!


الربعي وكويلو...
حوار محبة روحي نسجاه من خيوط الواقع

من بقعتين بعيدتين حيث كانا... واحد من الشرق الأدنى والآخر من الغرب الأقصى... التقيا في حوار غير واقعي لكنه مفعم بالإنسانية التي قوامها المحبة، الأمل، التفاؤل، التسامح... بل قوامها الإنسان...

ربما كان هذا الحوار خيالا محضا، لكنه ليس بعيدا عن كل الواقع، لأن هذا الواقع "لا يفك طلاسمه إلا الراسخون في علم المحبة"...حوارهما الروحي الباحث عن الحقيقة مثير، شيق، متأمل مليء بالفلسفة، على الرغم من بُعد جسديهما بعداً يستحيل معه اللقاء في هذه الحياة الدنيا...


في بداية الألفية حدد الكاتب البرازيلي باولو كويلو بعض الأوضاع التي يجب أن يكون عليها الإنسان، فقال "جميع الناس مختلفون... ويجب أن يبذلوا جهدهم لكي يبقوا كذلك... لكل كائن بشري طريقتان للتصرف: الفعل والتأمل. والطريقتان تؤديان إلى المكان نفسه".ويضيف "لكل كائن بشري خصلتان: القدرة والعطاء. القدرة تقود الإنسان إلى مواجهة قدره، والعطاء يجبره على اقتسام أفضل ما لديه مع الآخرين".وهنا قال الراحل أحمد الربعي "هذه الرحلة العجيبة، التي اسمها الحياة، ألا تستحق منا عناء التوقف عن اللهث لصالح التأمل، والتوقف عن الصراخ لصالح الهدوء الجميل، والتوقف عن العناد لصالح التصالح مع النفس، ومع الزهرة البرية، والغيوم البيضاء التي أمطرت في مكان ما".



وقال الراحل الربعي "يبقى الإنسان أخا الإنسان مهما اختلفت الألوان والمعتقدات، ومهما بعدت المسافات والثقافات! هناك حزن عالمي جميل على ضحايا الزلازل الآسيوية، فالمأساة وحدت الناس، وصور الضحايا والمفقوين والمدن التي استباحها البحر، والأطفال الذين بلعتهم الأمواج، والعجائز الذين جرفتهم العاصفة جعلت التعاطف الإنساني مع الضحايا إحدى الصور الناصعة في التكاتف البشري!!। وهنا يقول كويلو "لكل كائن بشري مُنحت فضيلة: القدرة على الاختيار. ومن لا يستخدم هذه الفضيلة تتحول إلى لعنة ويختار الآخرون بدلا منه".ثم يقول "لكل كائن بشري نعمتان: نعمة التصويب بطريقة صحيحة، ونعمة الخطأ. في الحالة الثانية هناك دائما تعليم يقوده إلى الطريق القويم".

العالم ليس تعيسا


قال الراحل الربعي "ليس هناك عالم تعيس، هناك بشر اختاروا التعاسة، ليس هناك وقت جميل ووقت قبيح، الوقت قمة الحياد لا دخل له بكل ذلك نحن نملأه أحداث سعيدة فيصبح سعيدا أو نملأه بأحداث قبيحة فيصبح قبيحا، ليس هناك قلوب فارغة، الفرغ كما تؤكد علوم الطبيعة والفيزياء، وكما يؤكد علم المحبة، هو خرافة ووهم، كل فراغ لابد أن يمتلئ، قد يمتلئ الفراغ بمياه نقية تنبع من قمة جبل نظيف، وقد تمتلئ بمياه البالوعة الملوثة".


وهنا تحدث كويلو واصفا الجوانب المضحكة في البشر قائلا " إنهم يفكرون دائما بعكس ما لديهم... وهم مستعجلون للكبر ثم يتحسرون على طفولتهم الضائعة، يفقدون صحتهم لكي يملكوا المال، ثم يفقدون مالهم من أجل امتلاك الصحة... يفكرون بكثير من القلق في المستقبل بحيث أنهم ينسون الحاضر، وهكذا فإنهم لا يعيشون حاضرهم ولا مستقبلهم... يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبدا، ويموتون كما أنهم لم يعيشوا أبدا".
ويضيف "لكل إنسان الحق في البحث عن الفرح، ونعني بالفرح ما يرضيه وليس بالضرورة ما يرضي الآخرين".


نورما والرزنامة السحرية

يذكر باولو كويلو موقفا حدث له مع سيدة مسنة تدعى نورما ويقول إنها "امرأة تناهز الستين، وتعمل في أماكن عدة في الوقت نفسه، ولا تكف عن تنظيم ترويجات واحتفالات وأمسيات موسيقية"، فسألها من أين تأتي بكل هذا النشاط فأجابت "لدي رزنامة سحرية، وأستطيع أن أريك إياها إذا أردت".
وذهب كويلو إلى بيتها وتناول تقويما قديما عليه خربشات كثيرة، فقالت له "حسنٌ، اليوم، هو اكتشاف اللقاح ضد شلل الأطفال، فلنحتفل لأن الحياة جميلة".
ثم يقول "كانت نورما قد نسخت على كل يوم من أيام السنة شيئا جميلا كان قد حدث في ذلك اليوم، لديها مبعث دائما للفرح".
وهنا طالب الراحل الربعي بأن نسعى إلى ما نحتاجه في هذا الزمن، وقال "نحتاج إلى الوداعة، إلى شيء من الدفء الإنساني النبيل، نحتاج إلى شيء من الهدوء وسط صخب لا يطعم ولا يغني من جوع".


وقال أيضا "نحتاج إلى أن نغفر ونتسامح، أن نتطرف في التسامح والمغفرة فلا شيء سوى المحبة، ولا يبيقى وسط هذا الضجيج سوى الخير ينتشر حاملا بذور الهدوء الجميل لكي ينام الأطفال بأمان، وترعى الغزلان بأمان، ويلتقي العشاق بأمان، ونمارس الهمس الجميل بأمان... نحن بحاجة إلى كثير من المحبة الضائعة".


الإنسان وأسطورته

بعيدا عن المفهوم التقليدي للأسطورة يقول كويلو " لكل إنسان أسطورة شخصية عليه أن يتمها، وهذه الأسطورة هي سبب وجوده في هذا العالم...وتتجلى أسطورته الشخصية من خلال حماسته لمهمته".
ثم يقول "يمكن للإنسان أن يهمل أسطورته الشخصية لبعض الوقت، بشرط ألا ينساها وأن يعود إليها عندما يكون ذلك ممكنا".

وهنا أطلق الراحل تساؤلاته " متى تتوقف حفلة النواح والتشاؤم التي تلف حياتنا برداء كثيف؟ متى يلقي الناس بنظاراتهم السوداء الكثيفة ليروا بحر وطني بزرقته، وأشجاره باخضرارها ووجوه الأطفال ببراءتهم!!".
وتساءل أيضا " متى يتوقف شبابنا وأطفالنا عن ترداد عبارة مالي خلق بكل برودة أعصاب معتقدين أن الحياة سهلة، وأن ما هم فيه من خير يمكن أن يستمر دون جهد، ودون تغيير حقيقي في نمط حياتنا، ونمط تفكيرنا!".
ثم قال " وطننا ليس وطن اللصوص وقاطعي الطرق، وبائعي ضمائرهم، ومهربي المخدرات، ولكنه وطن الأغلبية التي نستمد منها القوة والتفاؤل بالمستقبل!! أوقفوا حفلة القلق والتوتر والتشاؤم يرحمنا ويرحمكم الله".

هناك 16 تعليقًا:

Deema يقول...

مقالك مريح، شكرا

Mohammad Al-Yousifi يقول...

جميل

:)

Du3aijiah يقول...

كن جميلا
ترى الوجود جميلا

تفائلوا وابتهجوا
يحوفكم التفاؤل
وتحوفكم المحبة
وتلقون الخير

الله يرحمك يابوقتيبة
ويقمد روحك الينة

شكرا لهذه الكلمات
المليئة بالتفاؤل
والحب
والخير
عساهم يملئون حياتك

تحياتي

فراوله يقول...

مساالورد والجوري
عزيزي
مااعذب ان نري كل ما حولنا بنظرة تملؤها اشراقه شمس يوم جميل
كبزوغ فجر يوم جديد
:)
رحم الله احمد الربعي
وابقي كلماته وتعابيره لحنا لنا لنستمد منها سمفونية حياتنا
دمت بحب دائم
:))

Bloggerista يقول...

يصير أشارك بالمسابقة اب بوست؟

http://q8-fashionista.blogspot.com/2009/02/blog-post.html

why me يقول...

مقال جميل كما عهدناك

:)



وعلى طاري .. عيد احب
اليوم كنت بالمارينا لفت نظري واحد لابس تي شيرت احمر وماسك ورد اجمر الظاهر يدورها
;pp



الحجي وين ما ارح اشوفه بويهي لوول


وقعدت وشربت قهوه واخو للحين يدورها

;p


تعتبر هذي حركه مميزه؟
;p

صبا يقول...

عسى أيامك

محفوفه دائما

بالحب والموده

بوست ناطع

كله طاقه إيجابيه

شكرا لك

:)

sologa-bologa يقول...

deema

الشكر لكم دائما على التواصل اولا
وعلى الأجندة للأنشطة الثقافية في البلد
فلكم جزيل الشكر



-------


ma6goog

إنت اللي جميل
:)



-------


du3aijiah

مثل ما القبح موجود
الجمال أيضا موجود
مثل ما السواد موجود
البياض أيضا موجود
أما نظرية الشر يعم والخير يخص
فهذي من وجهة نظري
قديمة جدا تحتاج إلى إعادة نظر
وليش ما تكون
الخير يعم والشر يخص

التفاؤل مطلوب دائما
:)


---------------


فراولة

الإنسان يصنع سعادته وتفاؤله بنفسه
خصوصا إذا استطاع أن يستمتع بالجمال الموجود في الحياة
لأن الحياة مليئة بالجماليات
أما إذا نظرنا إلى القبيح فقط
ستهرم مشاعرنا بسرعة
:)



----------


fationista

طبعا ممكن تشاركين
لكن اعتقد إن جزئية الدراعة الحمرا
راح تخسرج نقاط وايد
:)


------------------



why me


خوش حركة
هذا بسميه روميو الكويت

روميو الأصلي يمسك وردة وصعد الشجرة
وروميو الكويت يمسك وردة ويتمشى بالمارينا
بس خوش طريقة

:)



-------------


صبا

عسى أيامنا جميعا محفوفة بالخير والتفاؤل والأمل والطاقة الإيجابية
:)

على كثر معاهد الطاقة الإيجابية والايحاءات والإيماءات ومراكز الريكي واليوغا اللي انتشرت بالكويت
إلا أن الطاقة السلبية تزيد أكثر من الإيجابية


اعتقد إن من السهل أتعلم نظريات علوم الطاقة لكن من الصعب الامتلاء بشعور التفاؤل ما لم يكن نابعا من القلوب وبصدق







ودمتم جميعا بحب وود وتفاؤل

Du3aijiah يقول...

صح لسانك ياوخيي
(:

Kaadi يقول...

تعتقد اللي يحتفل بالفالنتاين يحب بصدق ؟!! :)

احس اللي يحب المفروض كل ايامهم حب و عشق و احتفال !!

لا اؤمن بهذا اليوم ..عكس راس السنة و اعياد الميلاد و الاعياد الاخرى احس لها طعم احلى مع الاحبة !! :) ..خوش بوست روعة كالعادة !

sologa-bologa يقول...

du3aijiah

صح بدنج يا وخيتي
:)


--------------------


kaadi

مو مهم يحب بصدق او بكذب
لأن ما ندخل بالنوايا
لكن المهم يكون يوم للحب أو للتعبير عن الحب بوسيلة غير تقليدية
أنا اؤمن بيوم الحب أو عيد الحب
:)

صح كل يوم نحب لكن مو كل يوم نعبر عن الحب
مثل عيد الام، هل هذا يعني ان احنا ما نحب أمنا إلا بهاليوم!!
لكن يوم خاص للتعبير عن هذا الحب
على الاقل تكون فيه منافسة لتقديم شيء مميز للحب، الحب نفسه وإن كان المحبوب هو الوسيلة

يعني وجهة نظري المتواضلة
وخلاف الراي لا يفسد للود قضية
:)




ودمتما بحب وود

9ahba'a يقول...

اعلم انني اصبحت مقلة في كتاباتي و تعليقاتي لكن تعليقك عند حابرية زحمة كان بمثابة نص استفز شجوني ان هذا هو سبب ابتعادي و زهدي و حالة الاحباط و اليأس التي اعيشها بعد ان اضاع وطني هويته فالجأالى الغربة فاجدها اقرب الى نفسي من وطني ...وطني الذي كنت اعرفه..

كنت بحاجة الى مثل هذا المقال ليرفع معدل الحلاوةفي دمي حتى انجز عملا بسيطا.
شكرا سلوقا

White Wings يقول...

الله الله
شرحت لي نفسي والله
سأعود لهذا البوست كل مرة يهاجمني اليأس
كل فالنتاين وأنت بحب وسعادة

AuThoress يقول...

روعـــة :)

أيامك محبــة دائمة

sologa-bologa يقول...

9ahba'a

الغائبة عن التدوين
الحاضرة في القلوب
:)
فرحت كثيرا لما شفت لكم تعليق
وانكسر قلبي لما قريت نبرة الاستسلام واليأس!!

ما انكر الوضع المتراجع لكن هل اكتفي بالتحلطم والهروب!!
على الرغم من هذا التراجع ولن اسميه التردي والانحدار لكن هناك بصيص من نور يحتاج الى اشعاله
الماضي اجمل من الحاضر نعم
لكن هناك مستقبل اذا لم يتحرك الغيورون ويجتهدون ويعملون ولو بالقليل لن يكون هذا المستقبل مشرقا..

عموما مابي ازيد بالكلام وأنظر واعطي محاضرة لكن كلمات مثل اليأس والاحباط والزهد بالوطن والهروب لن تفيد شيئا
العمل القليل جدا أفضل بكثير من ألا نعمل..
أتمنى استبدال كلمات التفاؤل والامل والعمل بكلمات اليأس المحبطة
في البدء كانت الكلمة والابتسامة ومن المؤكد سيأتي الفعل
:)




------------------



white wings

إن شاء الله دائما منشرحة النفس والقلب والعقل
:)

في حياتنا أشياء وأفعال جميلة يجب ان ننتبه لها حتى يزداد يقيننا بأن الكويت مازلت جميلة




------------



authoress

(وكنتِ تثقين بأن ابتسامتك ليست عابرة، بل هي إرث مئات السنين)

(كنتِ تدركين بأن العينين تذهبان أبعد من القدمين حتى ولو ركضتا)

(يزوركِ الطيف النبيل ورائحة مسك تطوف بأنفك)

(تؤمنان بأن الموسيقى ملجأ الأرواح التي جرحتها الصدمات)

(تزفرين يقينا، فوصاية الحلال والحرام، أكبر لعنة عرفتها الحياة)


وهل هناك أروع من هذه الكلمات!!
:)





ودمتن بحب وود

رورو الشخبوطه يقول...

السلام..

خوش مقال لشخصيات رائعه..


الله يرحم الربعي يارب..

والله يعطيك العافيه يارب..