قصائد... مجرد قصائد 4 (من كوسوفو)

الخرافات تتحول إلى حقائق

حين يتلاشى النهار في الظلام
تنهض الأرض على رؤوس الأصابع
لتسخر من شقوقها
والأزمان تزيل وتقلل من الأسماء
عبر الجروح الكبيرة للحياة.

حين يشيخ حلم النور
يلعب التكرار بمشاعل الأطفال
وبقصور القمر الذهبية
وتتحول الخرافات إلى حقائق.

قولوا لي
كيف أحمي الشمس من الغيلان!

(دين محمدي - 1932)



أحبّ...

أحبّ النقطة حين تـثـقب الحجر
وأحبّ الثلج حين يخفف من حدّة التوتر في الأرض.

أحبّ الشمس حين تدفئ الجلد
وأحبّ الصاعقة حين تُخرج الشمس من الحزن.

أحبّ.. لا أعرف ماذا أحبّ
ربما أحب القمر فقط
لأنه يرى كل شيء ولا يتكلم

(بسيم بوكشي - 1934)

قصائد... مجرد قصائد 3 (الذئاب والنعاج)

سئمَتْ تلك النعاجُ الخائفة ْ
من حياة ٍ هدّدت فيها الذئابْ
كان هذا الأمرُ من قبل اجتماع ٍ للحكومة ْ
قررتْ فيه بلجم الذئب عن أكل النعاجْ
كان من قرر هذا الأمر منهم مجلس ٌ
نسبة ٌ عظمى لمن فيه ذئابْ
حيث أن الغاب َ يحوي نسبتين
نسبة ٌ منها تـُهادنْ
وهي ملأى البطنِ، ولكن
نسبة ٌ تقضي على من قد تراه

هذا ما كان، ولكن ما الذي
يمنع ُ المجلس َ أن يحوي الذئاب
حيث أن القصدَ أن تــُحمى النعاج

هذا ما كان من الأمرِ
فكان الاجتماع ْ
ضمن غابات ٍ كثيفة
فكّر الجمع ُ بذاك الأمر ِ.. ثم ناقشوه
وضعوا القانون َ من بعد جدال
فإليكم كل ّ ما قد قرروه:

كلما يظهرُ ذئب يبغي نعجة ْ
لا على التعيين، من دون اختيار
فهنا حجزُه ُ واجب ْ...
ولحكم ٍ سـيـُـقـدَّم ْ
حيثما القانون واضح ْ

مرَّت الأيام ُ.. شيءٌ ما تغـيَّرْ
كلــُّها تلك الخرافْ
قد رأت ْ أن ذئاب َ الغاب ِ
كانوا يخطفون ْ
ما يشاؤون من تلك الضحايا
ثم في الغابة ِ يهربون يجرون بعيداً للفرارْ.


(إيفان أندريفتش كريلوف، روسيا، 1769-1844)

قصائد... مجرد قصائد 2

حسرة

تهجرني، وأنا الساذجة لا أزال

لا أصدق جفاءك وقسوتك

عقدت آمال قلبي بحبك حتى

بتُّ لا أرغب في حبيب سواك

رحلتَ وفارقني معك السرور والأمل

فكيف لي بعد هذا أن أتمنى حبك

وكيف يمكنني أن أبحث عن نشوة...

في هذا الصمت القاتم المرير

تذكر تلك المرأة المجنونة التي غفت

ذات ليلة، نشوى بحبك وحنانك

ارتعشت على شفتيها العطشى الرغبةُ

وضحكت الآمالُ في نظراتها الشاردة

طبعت شفاهها العطشى القبل الملتهبة

وحكت نظراتـُها قصص حبك

التـفّت كما أغصان اللبلاب حول كيانك

تلك السواعد المحترقة في بستان القمر الأصفر

كل ما ردّدتَ من قصص الحب على مسامعها

أودعتـها قلبَها ولم تنسَها

يا للألم، ما الذي بقى من تلك الليلة المدهشة

يبس ذلك الغصن، وأجدب ذلك البستان

هجرتــني ونسيتني

أهواك ولا أزال أحبك من [أعماق] روحي

أيها الرجل، أيها المخادع المجسَّد، تعال كي

أعتصرك مرة أخرى إلى صدري المتشوق

(فُروغ فرخزاد -إيران - 1935-1967)

قصائد... مجرد قصائد

الآخر

ابتدع لنفسه وجهاً.

وخلفه

عاش، مات ثم بُعث

مراتٍ.

لوجهه

الآن تجاعيد ذلك الوجه.

أما تجاعيده فليس لها وجه.

(أوكتافيو باث - المكسيك)

المنادي

إنني أطلب الكلام،

قلت "الكلام"

ولم أقل الميكروفون!

في قريتي،

يصرخ المنادي

-كل يوم اثنين-

ببيان السلطات

بلغة الكيتشي

منذ الصباح الباكر

يصحو الجيران على صوت طبله

تنتن تنتن تنتن ...

ونحن حين نُولد،

نصفع على مؤخراتنا

كي نصرخ

إنني أطلب الكلام

وأريده بلغتي الأم !

صلاة

في الكنائس،

لا نسمع

غير صلاة الأشجار

وقد صارت مقاعد.

(أمبرتو أكابال-غواتيمالا)