21 ديسمبر 2008

تاو

في رحلة سُريالية
أعصرُ التوت َ يتقاطر فوق شفتيك ِ
وأستفيق...
---
صباحـُكِ صباحي
وصباحي صباحُكِ
طفل وحورية بلا قوانين
شوق ٌ يطوق حبا
وحبٌّ يحتضن شوقا
إنها اللحظة
فيها تــُحـل رموز الكون وتــُـفك الطلاسم...
----
هو:
هل تسمعين زقزقة العصافير
ترفع أذان الشوق تنادي
حي على المحبة؟
هي:
شفتاكَ تغسلُ صباحي بعطر اللوز
وتلونه بنكهة التوت
-----
رسالة أولى
يوم جديد، إذن حب متجدد
ما أجمل أن يفيق الإنسانُ على قبلة...
وأغنية...
في شراع الهوى انعلّي
ونسمر في بحر الشوق
وشحلو الزمن خلّي
نصعد بالفرح لي فوق
لا بندر يوقفنا ولا مينا
مثل طيرين نتريق غناوينا
واحنا اثنين ثالثنا الهوى فينا
----
يقول معلمي:
يرى الجميع في الجميل جمالا لأن ثمة قبحا
يرى الجميع في القبيح قبحا لأن ثمة جمالا
الوجود في اللا وجود ينجم بعضهما عن بعض
الصعب والسهل يكمل بعضهما بعضا
الطويل والقصير يوازن بعضهما بعضا
العالي والمنخفض يسند بعضهما بعضا
الصوت والصمت يجاوب بعضهما بعضا
القـَبْلُ والبـَعـْدُ يتبع بعضهما بعضا
----
رسالة ثانية
تعزف أناملنا سيمفونية شوق
وتغني شفاهنا أغنيات بلا كلمات
لها نكهة التوت
إنه التوت
صباحُكِ دافئ
-----
يقول الحكيم معلمي:
عندما تكون الحكومة غافلة
يتسم الشعب بالبساطة
عندما تكون الحكومة يقظة
يتسم الشعب بالخبث
في قلب الكارثة يقبع حسن الطالع
تحت حسن الطالع تجثم الكارثة
من يعرف الحدود بين هذه؟
يصير الصدق إلى خداع
وتصير الطيبة إلى مكر
والناس متحيرون في هذا طويلا
لذا فإن الحكيم حاد لكنه لا يقطع
-----
ويتأمل الحكيم... يصمت
ثم قال:
رجل الشريعة يعمل وعندما لا يلقى استجابة
يشمر أكمامه ويعمد إلى الإقناع بالقوة
(....)
عندما تــُنـسى الإستقامة تظهر الشريعة
الشريعة هي قشرة للإيمان والإخلاص وبدايةٌ للفوضى
..........
.........
..........
وأبحث عن كلمات تصف نهديكِ حوريتي
ولا كلمات...
هل الصمتُ أكثر بلاغة من اهتزاز الحبال الصوتية؟
أنا وأنتِ
أنتِ وأنا
وكرر شاعري أبياته
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدنا
إن أبصرتني أبصرته
وإن أبصرته أبصرتنا
........
........
........
صباحـُكِ نقيُّ

10 أكتوبر 2008

اعتذار + الكينونة 23

بداية أعتذر عن انقطاعي الطويل اللي كان بسبب المشاغل
حتى عيد ميلادي المجيد اللي كان أمس ما احتفلت فيه
ولا سمعت أغنيتي المفضلة في هذا اليوم وهي
عدت يا يوم مولدي.. عدت يا أيها الشقي
ولأول مرة انقطع عن التدوين وما يكون السبب إني مسافر
فشكرا لكل من سأل وبارك وعايد وتساءل عن غيابي
بصراحة الجو مال غزل وغزليات
مو مال فلسفة وحـِكم وكينونات
لكن الكينونات ما خلصوا ولازم أخلصهم
السموحة على التأخير ونكمل كينوناتنا
-------------------------
في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ..وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكن َّ المكتوب َ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟
لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
------------------------------------
تحدثت الكينونة 22 عن لقاء يعـقوب مع عيسو عد انقطاع طويل بينهما، وكذلك لقاء يعـقوب مع الله وكل تصارع الاثنان لينتهي الصراع بمباركة الله ليعـقوب، وبعدها وصول يعقوب إلى شكيم

ونواصل مع قصص العهد القديم


الإصحاح الرابع والثلاثون الآيات من 1 إلى 31

اغتصاب دينة

وخرجت ديـنة ُ بنت ُ يعقوبَ من ليـئةَ امرأتـِهِ لتشاهدَ بناتِ تلك الأرض ِ، فرآها شكيمُ بنُ حَمورَ الحِـوِّيِّ، أمير ِ تلك الأرض ِ، فأخذها وضاجعها وأذلها. وتعلق قلـبُهُ بها فأحبها ولاطفها وقال لأبيـهِ حَمورَ :" خُـذْ هذه الفتاة َ زوجة ً لي". وسمع يعقوبُ أنه دنَّـس دينـةَ ابنـته، فسكتَ حتى جاء بنوه الذين كانوا مع ماشيـته في البرية.

مصاهرة بني شكيم

فخرج حمورُ أبو شكيم إلى يعقوبَ ليـكلِّـمَهُ، وكان بنو يعقوبَ راجعين من البرية، فلما سمعوا بما جرى غضبوا واغتاظوا جدا لأن شكيم ارتكب فعلا شنـيعا في إسرائيل بمضاجَعة ِ ابنة ِ يعقوبَ، وهذا عملٌ لا يُعـملُ. فقال لهم حمورُ :" وقع قلبُ شكيمَ ابني في غرام ِ ابنـتِكُم فأعطوها زوجة ً له وصاهرونا، أعطونا بناتِـكم وخذوا بـناتِـنا وأقيموا معنا. هذه الأرضُ بين أيديكم فاسكنوا فيها وجولوا وتمـلَّـكوا". وقال شكيم لأبي ديـنةَ وأخوتِـها :" ارضوا عليَّ، وما تطلـبونه مني أعطيه. أكثروا عليَّ المهرَ والهدايا فأعطيكم قدر ما تطلـبون، وأعطوني الفتاة َ زوجة ً لي".

فأجاب بنو يعقوبَ شكيمَ وحمورَ أباه بمكر ٍ وكيد ٍ لأن شكيمَ دنّـسَ ديـنـةَ أختهم، فقالوا لهما :" لا نقدرُ أن نفعلَ هذا، فنعطي أختـنا لرجل ٍ غير مخـتـون ٍ، لأنه عارٌ عندنا। ولكننا نوافقكم في حال ٍ واحدة ٍ: أن تصيروا مثلنا بأن يَـخـتَـتِنَ كلُّ ذكر ٍ منكم، فنعطيكم بناتـنا ونأخذُ لنا بناتـِكم ونقيمُ معكم ونصيرُ شعبا واحدا. وإن لم تسمعوا لنا وتخـتَـتِنوا نأخذ ُ ابنـتـَنا ونمضي". فحَـسُـنَ كلامهم عند حمورَ وشكيمَ ابـنِهِ. ولم يتأخر ِ الفتى عن أن يفعَلَ ذلك لـشَغَـفِهِ بابنة يعقوبَ، وكان أكرمَ جميع ِ أهل ِ بيتِ أبـيـهِ.


فلما دخل حمورُ وشكيمُ ابـنُهُ بابَ مدينـتهما قالا لأهلها :" هؤلاء القومُ مسالمون لنا، فلـيُـقيموا في هذه الأرض ِ ويتجولوا فيها والأرضُ واسعة ٌ جدا أمامهم، فـنـتزوجُ بناتـِهم ونـزوِّجهم بناتِـنا. ولكنهم لا يوافقوننا على أن يقيموا معنا ونصيرَ شعبا واحدا إلا إذا اخـتَـتَـنَ كلُّ ذكر ٍ منا مثلما هم مُـخـتَـتـنون. أفلا تصيرُ مواشيهم ومُـقـتَنـياتُـهُم وجميعُ بهائِمِـهم لنا، إن نحن وافقناهم على هذا فأقاموا معنا؟" فسمع لحمورَ وشكيمَ ابنِـهِ جميعُ أهل ِ الرأي في المدينة ِ، واختـتـنَ كلُّ ذكر ٍ في المدينة.


وفي اليوم الثالث، وهم بعد متَوَجِّـعون، أخذ كلٌّ من ابني يعقوبَ، شِمعونُ ولاوي أخوي ديـنـةَ، سيفه ودخلا المدينة آمنين. فقتلا كلَّ ذكر ٍ، ومنهم حمورُ وشكيمُ ابنـُهُ، وأخذا ديـنةَ من بيت شكيمَ وخرجا. ثم دخل بنو يعقوبَ كلُّـهم على القتلى ونهبوا ما في المدينة ِ انـتـقاما لتدنيـس أختِـهِم، وأخذوا غـنمَـهم وبقرَهم وحميرَهم وكلَّ ما في المدينةِ وما في الحقول. وسبوا وغـنِموا جميعَ ثروتهم وكلَّ أطفالِـهم ونسائِـهم وسائرَ ما في البـيوت.


فقال يعقوبُ لـشِـمعونَ ولاوي:" كـدَّرتُـماني وجـلَـبْـتُما عليَّ البؤسَ عند أهل ِ هذه الأرض ِ، وعند الكنعانيـين والفَرزِّيـيّـنَ، ونحن قليلٌ عديدُنا. فإن اجتمعوا عليَّ وهاجموني هلـِكْـتُ أنا وأهلُ بيـتـي". فأجابا:" ولكن، أمثلَ زانـية ٍ يعامِـلُ أخـتـَنـا؟".


الإصحاح الخامس والثلاثون الآيات من 1 إلى 29

يعقوب في بيت إيل

وقال الله ُ ليعقوبَ :" قم اصعدْ إلى بيت ِ إيلَ، وأقِـمْ هناك، وابن ِ مذبحا لله ِ الذي تراءى لك حينَ هربْتَ من وجه ِ عيسو أخيكَ". فقال يعقوبُ لأهل بيـتِهِ ولكلِّ من كان معه:" أزيـلوا الآلـهـةَ الغريـبة َ التي بينكم وتطـهّـروا وبدِّلوا ثيابَـكم، وقوموا نصعدْ إلى بيت ِ إيلَ، فأبنيَ هناك مذبحا لله ِ الذي أعانني في يوم ضيقي، وكان معي في الطريق ِ التي سلَـكْـتـُها". فأعطوا يعقوبَ كلَّ الآلـهـةِ الغريـبـةِ التي في أيديهم والحَـلـَقَ الذي في آذانهم، فطمرها يعقوبُ تحت البـُطْمـَةِ التي عند شكيمَ. ثم رحلوا، فحلَّ ذعرٌ من الله ِ على المدن ِ التي حولهم، فلم يجرؤ أهلـُها على السعي وراء بني يعقوبَ.

وجاء يعقوبُ وجميعُ القوم ِ الذين معه إلى لُوزَ التي في أرض ِ كنعانَ وهي بيـتُ إيـلَ. وبنى هناك مذبحا وسـمّـى الموضِعَ إله بيـتِ إيـلَ، لأن الله َ تجلى له هناك حين هرب من وجه ِ أخيه. وماتت دبورة ُ مـُرضِعة ُ رِفقة َ فدُفنت تحت البلّوطة َ في أسفل بيـت إيل، وسـمّـي الموضع بلّوطةَ البُكاء.
وتراءى الله ُ ليعقوبَ أيضا حين جاء من سهل أرامَ وباركَـهُ وقال له:" اسـمُـكَ يعقوبُ. لا يدعى اسـمـُكَ بعد الآن يعقوبَ، بل إسرائيلَ". فسـمّـاه إسرائيلَ. وقال له الله ُ :" أنا الله ُ القديرُ. انـمُ واكـثـُرْ. أمـَّـة ٌ ومجموعة ُ أمـم ٍ تكونُ منك، وملوك ٌ من صلبكَ يخرجونَ، والأرض ُ التي وهبـتـُـها لإبراهيمَ وإسحق أهبـُـها لك ولِنـسلِـكَ من بعدكَ". ثم ارتفعَ الله ُ عنه في الموضع ِ الذي كلـّـمهُ فيه. فنصبَ يعقوبُ هناك عمودا ً من حجر ِ، وسكبَ عليه خمرا ً وصبَّ زيتا ليـُكَّـرِّسـَهُ للربِّ. وسـمّـى ذلك الموضِعَ الذي كلمـهُ الله ُ فيه بـيـتَ إيـلَ.

مولد بـنـيامـين وموت راحيـل

ثم رحلوا من بـيتِ إيـلَ. وبينما هم بعد على مقربـة ٍ من أفراتـةَ بدأت راحيلُ تلِدُ فـتـعـسّرت عليها الولادة ُ. ولما تـعـسّرت عليها الولادة ُ قالت لها القـابـلة ُ :" لا تخافي. هذا ابنٌ آخرُ لكِ". فسـمّـتـهُ راحيلُ، قبل أن تفيضَ روحـُها، بَنْ أوني. وأما أبوهُ فسـمّـاهُ بـنـيامـين. وماتت راحيلُ ودفنت في طريق ِ أفراتـةَ، وهي بيـتُ لحـم ٍ. ونصبَ يعقوبُ عمودا على قبـرها، وهو عمودُ قبـر ِ راحيلَ إلى اليومَ. ثم رحلَ يعقوبُ من هناك ونصبَ خيمـتَـهُ على الجانبِ الآخر ِ مـن مَـجْـدَل ِ عِـدْر ٍ. وبينما هو ساكـنٌ في تلك الأرض ِ ذهبَ رأوبـيـنُ فضاجَـعَ بِـلْـهَـة َ، محـظـيّـة َ أبـيـه، فسمعَ بذلك يعقوبُ.


وكان بنو يعقوبَ اثـني عشرَ :" بنو لَـيـئة َ: رأوبـيـنُ، بِـكـرُ يعقوبَ، وشِـمعونُ ولاوي ويهوذا ويـسَّـاكَـرُ وزَبـولـونُ، وابـنـا راحيـلَ: يوسفُ وبنـيامـيـنُ، وابـنـا بِـلـْـهَـة َ، جاريةِ راحيلَ، دانُ ونقتالي، وابـنـا زِلـْـفَةَ، جاريـةِ لَـيـئـةَ، جادُ وأشيـرُ، هؤلاء بنو يعقوبَ الذين ولدوا له في سهـل ِ أرامَ.وجاء يعقوبُ إلى إسحق أبـيـه عند مـَمْـرا بالقـُربِ من قريـة ٍ أربَعَ، وهي حـبـرونُ، حيث تـغـرَّبَ إبراهيمُ وإسحقُ. وكان عمرُ إسحقَ مـئـة ً وثـمانيـنَ سـنـة ً. وفاضت روحُ إسحق ومات وانضمَّ إلى آبائـِهِ شيخا شـبِـعَ من الحياةِ. ودفـنـهُ عيسو ويعقوبُ ابـناهُ.

22 سبتمبر 2008

الكينونة 22

في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ..وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكن َّ المكتوب َ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟
لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
----------------------------------
ونواصل قصص العهد القديم
الإصحاح الثاني والثلاثون الآيات من 1 إلى 33

وبكّرَ لابانُ في الغدِ، فقـبَّـل بنيهِ وبناتِهِ وباركهم. وانصرف لابانُ راجعا ً إلى مكانه، ومضى يعقوبُ في طريقِهِ، فلاقـتْـهُ ملائكة ُ اللهِ، فقال يعقوب لما رآهم:" هذا جندُ الله!" وسـمّى ذلك المكان مَحَـنايـِمَ.

يعقوب يستعد للقاء عيسو

وأرسلَ يعقوبُ رسلاً يسبقونَـه إلى عيسو أخيه في أرض ِ سعيرَ وبلاد أدومَ، وأوصاهم فقال لهم:" قولوا لسيدي عيسو: هذا ما يقولُـهُ لك عبدُكَ يعقوبُ: نزلت ُ عند لابانَ وأقمتُ إلى الآن، وصار لي بقرٌ وحميرٌ وغنمٌ وعبيدٌ وجوار ٍ. فرأيتُ أن أرسِلَ من يُخبِرُكَ، يا سيدي، حتى أنالَ رضاكَ".
فرجعَ الرسلُ إلى يعقوبَ وقالوا :" ذهبنا إلى أخيك عيسو، فإذا هو قادمٌ للقائـكَ ومعه أربعُ مئة ِ رجل ٍ". فاستولى على يعقوبَ الخوفُ والضيقُ، فقَـسَمَ الجماعة َ الذين معه والغنمَ والبقرَ والجِمالَ إلى فرقـتـين وقال في نفسه:" إن صادفَ عيسو أحدى الفرقـتـين فضربها نجت الفرقة ُ الأخرى".

وقال يعقوبُ :" يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحق، أيها الربّ ُ الذي قال لي: إرجعْ إلى أرضِكَ وإلى عشيرتك وأنا أحسنُ إليكَ، أنا دون أن أستحقّ َ كلّ َ ما أظهرتَـهُ لي أنا عبدُكَ، من رحمة ٍ ووفاءٍ، عبرتُ هذا الأردنّ وما لي إلا عصاي، وأما الآن فصار لي فرقتان. نجـِّـني من يد أخي عيسو، فأنا أخافُ منه أن يجيء فيـقـتُلـَنا، أنا والأمهاتِ والبنين، وأنت قلتَ لي: أنا أحسِنُ إليكَ وأجعلُ نسلَـك كرمل ِ البحر ِ الذي لا يحصى لكثـرتِـهِ".
وبات يعقوبُ هناك تلك الليلة، وانـتـقى مما جاء به معه هدية ً لعيسو أخيه: مـئـتي عنـز ٍ وعشرين تيسا، ومـئـتي نعجة ٍ وعشرين كبشا، وثلاثين ناقة ً مُرضعة ً وأولادَها، وأربعين بقرة ً وعشرةَ ثيرانٍ وعشرين أتانا ً وعشرةَ حمير ٍ وسلّمَ يعقوبُ هذه كلِّها قطيعا قطيعا، كلاًّ على حدة ٍ إلى أيدي عبيدِه وقال لهم:" تقدموا أمامي واجعلوا فُسحة ً بين قـطـيع ٍوقطيع". وأوصى العبدَ الأولَ فقال له:" إن صادفَـكَ عيسو أخي وسألَكَ: لمن أنت وأين تذهبُ، ولمن هذا الذي أمامَكَ؟ فقل: لعبدِكَ يعقوبَ، وهو هدية ٌ أرسلها إلى سيدِهِ عيسو. وها هو نفسُهُ وراءنا".
وأوصى العبدَ الثاني والثالث وجميع السائرين خلف القـُطعان، بمثل ذلك فقال لهم:" ذلك ما تقولونه لعيسو إذا لقـيـتموه". وتقولون أيضا:" ها هو عبدُكَ يعقوبُ نفسُهُ وراءنا". فعل يعقوبُ هذا لأنه قال في نفسه:" أستعطِفُـهُ أولا بالهديةِ التي تقدَّمتني إليه، حتى إذا تلاقينا وجها إلى وجهٍ لعله يعفو عني". فتقدمته الهديةُ، وبات هو تلك الليلة في الـمـحلَّـةِ.

صراع يعقوب مع الله

وقام في الليل، فأخذ امرأتـيـه وجاريتـيه وبنـيهِ الأحدَ عشرَ وعبرَ مخاضةَ يبّوقَ، أخذهم وأرسلهم عبر الوادي مع كل ما كان له. وبقيَ يعقوبُ وحده، فصارعه رجلٌ حتى طلوع ِ الفجر ِ. ولما رأى أنه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصراع، ضرب حُـقَّ وِرْكِهِ فانـخلعَ. وقال ليعقوبَ:" طلع الفجرُ فاتركني!" فقال يعقوبُ:" لا أتركك حتى تباركَني". فقال الرجلُ:" ما اسـمُكَ؟" قال:" اسمي يعقوبُ". فقال :" لا يُدعى اسـمُكَ يعقوبَ بعد الآن بل إسرائيلَ، لأنك غالبتَ الله والناسَ وغلـبْتَ". وسأله يعقوبُ:" أخبرني ما اسـمُكَ". فقال:" لماذا تسألُ عنِ اسمي". وباركه هناك.
وسـمّى يعقوبُ ذلك الموضِعَ فـنـوئيل، وقال:" لأني رأيتُ اللـهَ وجها إلى وجهٍ ونـجَوتُ بحياتي". وأشرقت له الشمسُ وهو يعبرُ فـنـوئيل عارجاً من وِرْكِهِ. لذلك لا يأكلُ بنو إسرائيلَ عِرْقَ الـنَّـسا الذي في حُـقِّ الوِرْكِ إلى هذا اليوم، لأن الرجلَ ضربَ حُـقَّ وِرْكِ يعقوبَ على عِرْقِ الـنَّـسا.

الإصحاح الثالث والثلاثون الآيات من 1 إلى 20

لقاء يعقوب وعيسو

ورفع يعقوبُ عينيه ونظر فرأى عيسو مقبلا ومعه أربعُ مئة ِ رجل ٍ، ففرّق أولادَهُ على لـَيئـةَ وراحيلَ والجاريتين. وجعل الجاريتين وأولادهما أولا، ثم ليـئة وأولادها، ثم راحيل ويوسف آخرا. أما هو فتقدمهم وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب من أخيه. فأسرع عيسو إلى لقائه وعانقه وألقى بنفسه على عنقِهِ وقـبّـله، وبكيا. ورفع عيسو عينيه فرأى النساء والأولاد فقال:" من هؤلاء؟" قال:" البنون الذين أنعم اللهُ بهم عليّ يا سيدي". فتقدمت الجاريتان وأولادهما وسجدوا. ثم تقدمت ليـئةُ وأولادُها وسجدوا وأخيرا تقدم يوسفُ وراحيلُ وسجدا.
فقال عيسو ليعقوبَ:" ماذا أردتَ من كل هذه الماشية التي صادفـتُـها؟" قال:" أن أنالَ رضاك يا سيدي". قال عيسو:" عندي كثيرٌ، فمالُكَ يبقى لك يا أخي". قال يعقوب:" لا. إن نلتُ رضاك. فاقبل هديتي من يدي. رأيتُ وجهَكَ فكأني رأيتُ وجه اللهِ، لاسيما وأنت رضيتَ عني. فاقبل عطـيَّـتي التي جئتُ بها إليك. اللهُ أنعم عليَّ، وعندي من كل شيء". وألحّ عليه فقبل.

فراق يعقوب وعيسو

وقال عيسو ليعقوبَ:" نرحل ونمضي وأسير معك". فأجابه يعقوبُ:" أنت تعلمُ يا سيدي أن الأولادَ ضعافٌ، والغنمَ والبقرَ التي عندي مرضِعة ٌ، فإن أجهدتـُها في السير، ولو يوما واحدا، هـلِـكتِ الغنمُ كلها. فـتـقدمني يا سيدي، وأنا أمشي مُـتـمهلا على خطى الماشيةِ التي أسوقها وخطى الأولاد، حتى ألحقَ بك في سعير". فقال عيسو:" إذاً، أترُكُ عندك بعضَ الرجال الذين معي". فقال يعقوبُ:" لماذا؟ كفاني أن أنالَ رضاكَ يا سيدي". فرجع عيسو في ذلك اليوم في طريقه إلى سعير ورحل يعقوبُ إلى سُـكّوتَ، فبنى له بـيـتاً ونصبَ لماشـيـتِهِ حظائرَ ولذلك سـمّـيَ المكانُ سُـكُّـوتَ.

وصول يعقوب إلى شكيم

ثم جاءَ يعقوبُ سالـماً إلى مدينة شكيمَ التي في أرض ِ كنعانَ، بعد عودته من سهل أرامَ، فنـزلَ قـُبالةَ المدينة. وبمئةٍ من الفضةِ اشترى من بني حَمورَ أبي شكيم قِطعة َ الأرض ِ التي نصبَ فيها خـيـمتَـهُ. وأقام هناك مذبحا ً ودعاهُ باسم إيـلَ، إلهِ إسرائيل.

21 سبتمبر 2008

الكينونة 21

في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ..وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكن َّ المكتوب َ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟
لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم

------------------------------

تعرفنا في الإصحاح السابق على أزواج يعقوب، ليئة وراحيل وجاريتيهما، وكيف أنجب أولاده الذين سيبلغ عددهم اثني عشر ابنا

ونواصل سرد قصص العهد القديم


الإصحاح الحادي والثلاثون الآيات من 1 إلى 54

يعقوب يلجأ إلى الهرب

وسمع يعقوب ُ أن بني لابان يقولون:" أخذ يعقوب ُ كل َّ ما كان لأبـيـنا، ومما لأبـيـنا جمـَع َ كل َّ هذه الـثـروة". ونظر يعقوب ُ إلى لابان َ، فرآه تغـيّـَر نحوه ُ عما كان عليه من قبل. فقال الرب ُّ ليعقوب َ:" إرجع ْ إلى أرض ِ آبائـك َ وعشيـرتِك َ وأنا أكـون معك".
فأرسل َ يعقوب ُ ودعا راحيـل َ ولـَـيـئة َ إلى البريـة ِ حيث ُ كانت غـنمـُه ُ، وقال لهما:" أرى أباكـُما تغـيَّـر نحوي عما كان عليه من قبل، ولكن ِ إلـه ُ أبي كان معي. وأنتما تعرفان ِ أني خدمت ُ أباكـُما بكل ِّ قدرتي، وأبوكـُما غدَر َ بي وغـيَّـر َ معي في أجرتي عشر مرات ٍ. ولكن اللهَ لم يدعـْه ُ يسيء ُ إلي َّ. فكلما قال:" الـرُّقـْط ُ تكون أجرتـَك َ" ولدت جـميع ُ الغنم ِ رُقـطا ً، أو قال:" الـمـُخططة ُ تكون ُ أجرتـَك َ" ولدت جميع ُ الغنم ِ مخططة ً. فأخذ الله ُ مواشي أبيكما وأعطانيها. وحدث هذا وقت وِحام ِ الغنم ِ، حين رفعـَت ُ عيني ونظرت ُ في المنام ِ فرأيت ُ الـتـيوس َ التي تشب ُّ على الغنم ِ مخططة ً ورقطاء َ ونمراء. فقال لي ملاك ُ الله ِ في الحـُلـُم ِ:" يا يعقوب ُ! قلت ُ نعم، ها أنا. قال: إرفع ْ عينيك وانظر ْ. جميع ُ الـتيوس ِ التي تشب ُّ على الغنم مخططة ٌ ورقطاء ُ ونمراء ُ، لأني رأيت ُ كل َّ ما يفعلـُه ُ لابان ُ بك. أنا إلـه ُ بيت ِ إيل َ حيث ُ نصبت َ عمودا ً ومسحتـَه ُ بالزيـت ِ لتكرسـَه ُ لي، ونذرت َ لي نذرا ً. والآن قم اخرُج ْ من هذه الأرض ِ وارجع ْ إلى أرض ِ مولـِدِك َ".
فأجابتـْه ُ راحيل ُ ولـيئة ُ:" هل بقي َ لنا نصيب ٌ وميراث ٌ في بيت ِ أبـيـنا؟ حـُسـِبـنا عنده غريـبـتـين، فباعنا وأكل ثـمننا؟ كل ُّ الثروة ِ التي أخذها الله ُ من أبـيـنا أعطاك َ إيـاها هي لنا ولبنـينا، فاعمل ْ بكل ِّ ما قاله الله ُ لك".

فقام يعقوب ُ وحمل َ بنـيه ِ وزوجاتـِه ِ على الجـِمال ِ، وساق َ كل َّ ماشيتـِه ِ وكل َّ ما امتلكـَه ُ واقـتـناه ُ في سهل ِ آرام َ. وقصد َ إلى إسحق َ أبـيه في أرض ِ كنعان َ. وكان لابان ُ غائـبا ً يـجـُزّ ُ غنمـَه ُ، فسرقـَت ْ راحيـل ُ أصنام َ أبـيها. وخدع َ يـعـقوب ُ لابان َ الأرامي ّ َ ولم يـُخبـِرْه ُ بفرارِه ِ. وهرب بجميع ِ ما كان له، فعبر َ نهر الفرات ِ وتوجـَّه َ إلى جبل ِ جِلعاد َ.

لابان يلحق بيعقوب

وتلقـّى لابان ُ بعد ثلاثة ِ أيام ٍ خبـر َ فرار ِ يعقوب َ، فأخذ رجالـَه ُ معه ُ وسعى وراءَه ُ مسيرة َ سبعة ِ أيام ٍ حتى لحق َ به في جبل ِ جِلعاد َ، فجاء الله ُ إلى لابان َ الأرامي ِّ في الحلم ِ ليلا وقال له:" إيـاك َ أن تـُكـَلـِّم َ يعقوب َ بـخير ٍ أو بـشر ٍّ". وكان يعـقوب ُ نصب َ خيمتـَه ُ في التلال ِ حين لحق َ به لابان ُ، فخيـّم َ لابان ُ مع رجالـِه ِ هناك في جبل ِ جِلعاد َ.
وقال لابان ُ ليعقوب َ:" ماذا فعلت َ؟ أقـلقـت َ بـالي وسـُقـْت َ بنـتـي َّ كما تـُساق ُ سـبايا الحرب ِ. ولماذا هربت َ خـِفـية ً وأقلقـتني ولم تـُخـبِرْني، فأشـيـِّعـَك َ بفرح ٍ وغناء ٍ ودف ٍّ وكـَنـّارة ٍ؟ ولم تـَدَعـْـني أقبـِّل ُ حفـَدَتي وبناتي، فأنت بغباوة ٍ فعلت َ. والآن أنا قادر ٌ أن أعاملـَـكـُم بسوء ٍ لولا أن إلـه أبـيكـُم كلـّمني البارحة َ فقال لي: إيـاك أن تكلم يعقوب َ بـخير ٍ أو بشـرّ ٍ. وأنت إنما انصرفت َ من عندي لأنك اشـتـقت َ على بيت أبـيك َ، ولكن لماذا سرقت َ آلـهتي؟".

فأجابه يعـقوب ُ :"خفت ُ أن تـغـتصـِب َ بـنـتـيك َ مني. وأما آلـهتـُك َ، فإذا وجدتـْـها مع أحد ٍ منا فلا يـسـتحـق ُ الحياة َ. وأثـبت ْ ما هو لك معي أمام رجـالـِنا وخـُذه ُ". وكان يعـقوب ُ لا يعرف ُ أن راحيل َ سرقت ْ آله ةَ لابان َ. فدخل لابان ُ خيمة َ يعـقوب َ وخيمة َ لـيـئة َ وخيمة َ الجاريـتـين، فما وجد َ شيئا. وخرج من خيمة ِ لـيـئة َ ودخل خيمة راحيل َ. وكانت راحيل ُ أخذت ِ الأصنام َ ووضعتها في رحل ِ الجمل ِ وجلست فوقها. فـفـتش لابان ُ الخيمة َ كلها، فما وجد شيئا ً، وقالت راحيل ُ لأبـيـها:" لا يـَغـيظـُك َ يا سيدي أني لا أقدِر ُ أن أقوم َ أمامـَك َ لأن عـلـي َّ عادة َ النساء ِ". فلم يـجد ْ لابان ُ أصنامـَه ُ التي فـتـَّـش َ عنها.
فاحـتـد َّ يعـقوب ُ وخاصم َ لابان َ وقال له:" ما جريـمتي وما خطيـئـتي حتى خرجت َ مسرعا ً ورائـي؟ فـتـَّـشت َ جميع أشيائي، فماذا وجدت َ من جميع أشياء ِ بيـتِك َ؟ إن وجدت َ شيئا، فضعـْـه ُ هنا أمام َ رجالي ورجالـِك َ، ليحكموا بيني وبينك. لي عشرون َ سنة ً معك، فلا نـِعاجـُك َ أسقطت مواليدها ولا عـِنازُك َ، ولا أنا من كـِباش ِ غـنمـِك َ أكلت ُ. ما كانت تـفتـَرِسـُه ُ الوحوش ُ لم أحضـِر ْ إليك َ بـُرهانا عنه، وإنما كنت ُ أتحمل ُ خسارتـَه ُ وحدي، وكنت َ أنت تطالبني به، سواء ٌ سـُرِق َ في النهار ِ أو سـُرِق َ في الليل. وكان يأكـُلـُني الـحر ُّ في النهار ِ، والصقيع ِ في الليل، ولطالما هرب َ النوم ُ من عيني َّ. لي عشرون سنة ً في بـيتـِك َ، خدمتـُك َ فيها أربـع َ عشرة َ سنة ً بدل َ بـنـتـيك َ وست ِّ سنوات ٍ بدل غـنمِك َ، وغيرت َ معي في أجرتي عشر َ مرات ٍ. ولو لم يكن إلـهُ أبي، إله إبراهيم َ ومهابة ُ إسحق َ معي، لكنت َ الآن صرفـتـَني عنك فارغ َ اليـدين. ولكن اللهَ نظر إلى عنائي وتعب ِ يدي َّ فوبـَّـخـَك َ البارحة َ".

العهد بين يعقوب ولابان

فأجاب لابان ُ يعقوب َ :" البنات ُ بناتي، وبنوهن َّ بني َّ، والـغـنم ُ غنمي، وكل ُّ ما تراه ُ هو لي، فماذا أقدر ُ الآن أن أفعل َ لأستعيد َ بناتي والبنين الذين ولدتهم؟ فتعال نقطع ُ عهدا، أنا وأنت، ونقيم شاهدا ً بيني وبـينك". فأخذ يعقوب ُ حجرا ً ونصبه ُ عموداً وقال لرجالـِه ِ:" اجمعوا حجارة ً. فجمعوا حجارة ً كوموها وأكلوا طعاما فوق الكومة ِ. وسمـّاها لابان ُ يـَجـَرْسـَهـْدوثا، وسماها يعقوب ُ جـَلعـيد َ، وقال لابان ُ:" هذه الكومة ُ تكون شاهدا ً بيني وبـينك َ اليوم". ولذلك سـمّـيت ْ جلعيد َ. وسميت أيضا المصفاة َ. لأن لابان َ قال :" يصافي الرب ُّ بيني وبينك حين يتوارى واحدُنـا عن الآخر ِ. إنْ أذللت َ بـِـنــتي َّ أو تزوجت َ نساء ً عليهما، فلا أحد َ منا معك ليرى، ولكن الله َ شاهد ٌ بيني وبينك". وقال لابان ُ ليعقوب َ:" هذه هي الكومة ُ، وها هو العمود ُ الذي وضعت ُ بيني وبينك. هذه الكومة ُ شاهدة ٌ والعمود ُ شاهد ٌ أني لا أتجاوز ُ هذه الكومة َ لأسيء َ إليك َ، وأنك لا تتجاوز ْ هذه الكومة َ وهذا العمود َ لتسيئَ إلي َّ. إلـه ُ إبراهيم َ وإلـه ناحور َ يحكم ُ بيننا. وحلف َ يعقوب ُ بمهابة ِ أبـيه ِ إسحق َ، وذبح َ ذبـيحة ً في الجبل، ودعا رجالـه ُ ليأكلوا طعاما فأكلوا وباتوا في الجبل ِ.

20 سبتمبر 2008

الكينونة 20

في التاريخ عـِبـر ٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشر ٌ دوَّنهم التاريخ ُ .. وتاريخ ٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدث ُ في التاريخ حقيقة ٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا .. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
---------------------------------
ونتواصل مع قصص العهد القديم


الإصحاح الثلاثون الآيات من 1 إلى 43

ولما رأت راحيل ُ أنها لم تلـِد ْ ليعـقوب َ غارت ْ من أختـِها وقالت ليعـقوب َ:" أعطـِنـي أولادا ً، وإلا أموت ُ!" فاحـتـد َّ يعـقوب ُ على راحيل َ وقال:" هل أنـا مكان َ الله ِ؟ هو الذي حرمـك ِ ثـمـرة َ الـبـطـن ِ". قالت:" هذه جاريـتـي بـِلهـة َ، أُدخل ْ عليها فـتـلـد َ على ركـبـتي َّ، ويكون لي منها بنون". فأعطت يعـقوب َ جاريـتـها بـلـهـة َ زوجـة ً، فدخل عليها. فحبـِلـَت ْ بلـهـة ُ وولـدت ليعـقوب َ ابـنا ً. فقالت راحيل ُ:" دانـني الله ُ، فسمع لصـوتي ورزقـني ابـنـا ً". وسـمـَّـتـه ُ دان َ. وحبـِلت ْ أيضا بـلـهـة ُ جـاريـة ُ راحـيل َ وولدت ابـنـا ً ثانيا ليعـقوب َ، فقالت راحيـل ُ:" خداعا ً عظيما خـدعـت ُ أخـتي وغـَلـبـْت ُ". وسـمـتـه ُ نـفـتـالي.

ورأت لـَيـئـة ُ أنها تـوقـفـت عن الولادة ِ، فأخذت زِلـفـة َ جاريـتـَها وأعـطـتـها ليعـقوب َ زوجة ً. فولدت زلـفـة ُ ليعـقوب َ ابـنـا ً، فقالت ليـئـة ُ:" يا لمجدي" وسـمـتـه ُ جاد َ. وولدت زلـفـة ُ ابنا ثانـيا ً ليـعـقوب َ، فقالت لـيـئـة ُ:" يا لسروري، لأن جميع النساء ِ سـتـهـنـِّـئـني". وسـمـتـه أشـيـر َ.

وخرج رأوبـيـن ُ في أيام حصاد ِ الحـنـطـة ِ فوجد َ لـُفـّاحا ً في الحـقـل ِ فجاء بـه إلى أمـِّه ِ لـيـئـة َ. فقالت راحيل ُ لليـئـة َ:" أعـطـيـني من لـفـّاح ِ ابـنـِك ِ". فقالت لها:" أما كفاك ِ أنْ أخذت ِ زوجي حتى تأخذي لـفـّاح ابني أيضا ؟" قالت راحيل ُ:" إذا ً، ينام يـعـقوب ُ عندك ِ اللـيلة َ بدل َ لـفـّاح ابـنـك ِ!" فلما رجع يعـقوب ُ من الحقل ِ عند الغروب ِ خرجت لـيـئـة ُ للـقائـه ِ وقالت له:" أدخل علـي َّ الليلة َ بدل لـفـّاح ابـني !". فنام عندها تلك الليلة. وسـمع الله ُ دعاء لـيـئـة َ فحبلت وولدت ليعقوب َ ابـنـا ً خامسا، فقالت لـيـئـة ُ:" جزاني الله ُ خيرا ً لأني أعـطـيـت ُ جاريتي لزوجي". وسـمـتـه ُ يـَسـَّاكـر َ. وحبلت أيضا لـيـئـة ُ وولدت ابـنـا ً سادسا ليـعـقوب َ، فـقـالـت:" وهـبـني الله ُ هـبـة ً حـسـنـة ً، فالآن يـحـتـمـلـني زوجي لأني ولـدت ُ له سـتـة َ بـنـيـن". وسـمـتـه ُ زبـولـون. ثم ولدت ابـنـة ً فـسـمـتـها ديـنـَة َ.
وذكر الله ُ راحيل َ وسمع لها وجـعـلها ولودا ً، فحـبلـت وولـدت ابـنـا ً فقالت :" أزال َ الله ُ عـاري". وسـمـتـه ُ يوسـف َ وقالت:" يزيدني الرب ُّ ابـنـا ً آخر َ".

كيف اغتنى يعقوب

فلما ولدت راحيل ُ يوسـف َ قال يـعـقوب ُ للابـان:"دعني أذهب ُ إلى أرضـي. أعطـنـي أولادي وزوجـاتي اللواتي خدمـتـُك َ بـهـن َّ فأذهـب ُ. أنت تعلم كم خدمتـُك َ". فقال له لابان ُ:" إنْ كنت َ راضيا ً علي َّ فأقـم ْ عندي. أنت فأل ُ خيـر ٍ والرب ُّ باركني بسبـبك. عـيـِّن لي أُجرتـَك َ فأعطـيك َ". فأجابه يعـقوب ُ:" أنت تعرف ُ كيف خدمتـُك َ، وكيف كانت حال ُ مواشـيك َ معي. فالقلـيل ُ الذي كان لك قبل مـجـيـئـي زاد كثيرا، وباركـَك َ الرب ُّ بـعـد مـجـيـئـي. والآن فمتى أعـمـل ُ أنا أيـضا لـبـيـتـي؟" قال:"مـاذا علي َّ أن أعـطـيـك َ؟" فقال يـعـقوب ُ:"لا تـعـطـني شيـئا ً، لكن إذا فعلت َ ما أقـتـرِحـُه ُ عليك، فأنا أعـود ُ لأرعـى غـنـمـَك َ وأسهر َ عليها: دعني أعـبـر ُ اليـوم َ بين غـنمـِك َ كلها، وأعزل ُ منها كل َّ أرقـط َ وأبلق َ وأسود َ من الخراف ِ، وكل َّ أرقـط َ وأبلق َ من الـمـَعـَز ِ، فيكون ذلك أجـرتي. وغدا تـشـهـد ُ أني صـادق ٌ معك، إذا جـئـت َ وتـحـقـقـت َ عـن أجـرتي هـذه، فكل ُّ ما هو غـيـر ُ أرقـط َ أو أبلـق َ من الـمـعـز وأسـود َ من الخـراف ِ، يكون مـسـروقـا عـنـدي". فقال لابـان ُ:"نعم، فـلـيـكن مثلما قلت".

وفرز َ لابان ُ في ذلك اليوم من القـطـيع جميع َ الـتـيـوس المـخـطـطـة والـبـَلـقـاء وكل َّ عـنـز ٍ رقـطـاء وبـلـقـاء، أي كل َّ ما فـيـه بــيـاض ُ، وكل َّ أسـود َ من الخـراف ِ، وسلمها إلى أيـدي بـنـيـه. وابـتـعـد هو وقـطـيـعـُه ُ مـسـيـرة َ ثلاثـة ِ أيـام ٍ عن يعقوب َ، ورعى يـعـقوب ُ غنم َ لابان َ الباقية.
وأخذ يـعـقوب ُ قـضـبان َ حـور ٍ خـضـرا ً ولـوز ٍ ودِلـْب ٍ، وقـشـَّر َ فيها خطوطا تـكشـِف ُ عن بـيـاض ِ القـضـبان ِ، وأوقـف َ القـضـبان َ المـقـشـرة تـجـاه الـغـنـم ِ في أحواض ِ مـجـاري الماء، حيث كانت تـرد ُ الغـنـم ُ لـتـشرب َ. فكانـت تـتـوحـم ُ الـغـنـم ُ على الـقـضـبـان ِ، فـتـلـد ُ ما هو مـخـطـط ٌ وأرقـط ُ وأبـلـق ُ. وفرز َ يـعـقوب ُ الخراف َ وحـوَّل َ وجـوه َ الـغـنـم ِ من مواشي لابان َ إلى كل ِّ مـخـطـط ٍ وأسـود َ وجـعـلـها له قـطـيـعـا ً مـنـفـصلا ً عن غـنـم لابـان. وكان يـعـقـوب ُ كلما توحـمـت ِ الغـنـم ُ القـويـة ُ يـضـع ُ القـضـبان َ تجاهها في الأحواض ِ للـتـوحـم عـلـيـها. وإذا كانـت الـغـنـم ُ ضـعـيـفـة ً لا يضعها، فـتـصـيـر ُ الضـعـيـفة ُ للابـان َ والـقـويـة ُ لـيـعـقوب َ. فاغـتـنـى الرجـل ُ كـثـيـرا جـدا، وصـارت لـه غـنـم ٌ كـثـيـرة ٌ وجـوار ٍ وعـبـيـد ٌ وجـِمـال ٌ وحـمـيـر ٌ.

19 سبتمبر 2008

الكينونة 19

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
-----------------------------------
ونواصل قصص العهد القديم مع ذكر قصص يعقوب
الإصحاح التاسع والعشرون الآيات من 1 إلى 35

لقاء يعقوب براحيل

ونهض َ يعقوب ُ ومضى إلى أرض ِ المشرق ِ. ونظر فرأى في البرية ِ بئرا ً وثلاثة َ قـُطـعان ٍ من الغنم ِ رابـضة ً عندها، لأن الرعاة َ كانوا يسـقون َ القـُطعان َ من تلك البـئر ِ، والحجـر ُ على فم ِ البئر ِ كان كبيرا ً. فكانوا يجمعون القطعان َ كلـَّها هناك ويـُدحـرِجـون َ الحجر َ عن فم ِ البئر ِ، فيسقون َ الغنم َ ثم يردّون َ الحجر َ إلى موضـعـِه ِ. فـقـال لهـم يـعــقـوب ُ :"من أين أنتم يا إخوتي؟" قالوا:"من حاران". فقال لهم:" أتعرفون لابان بن ناحور َ؟" فقالوا :"نعرفـُـه ُ". فقال لهم:"هل هو بخير ٍ؟" قالوا:"بخير ٍ، وها راحيل ُ ابنـتــُه ُ مقبلة ً مع الغنم ِ". فقال لهم:"النهار ُ طويل ٌ بعد، وما الآن وقت ُ تجميع ِ المواشي، فاسقوا الغنم َ وخذوها إلى المرعى". قالوا:" لا نقدر ُ حتى تجتمـِع َ القـُطعان ُ كلـُّها، وندحرج ِ الحجر َ عن فم البئر ِ، فـنـسـقي الغنم َ".

وبينما هو يحادثـُهم جاءت راحيل ُ مع غنم ِ لابان َ أبـيـها، لأنها كانت راعية ً. فلما رآها يعقوب ُ مع غنم ِ لابان َ خالـِه ِ، تقدم َ ودحـرج َ الحجر َ عن فم ِ البئر ِ وسـقى الغنم َ. وقبـَّل َ يعقوب ُ راحيل َ ورفع َ صوتـَه ُ وبـكى، وأخـبـرها أنـه نسـيـب ُ أبـيـها وابن ُ رِفـقة َ، فأسرعت ْ وأخبرت ْ أباها. فلما سمِـع َ لابان ُ خبر َ قدوم ِ يـعقوب َ ابن أخـتـِه ِ هـب َّ للقائـه ِ فعانـقـَه ُ وقبـَّـلـَه ُ وجاء به إلى بيـتِه ِ. وأخبر َ يعقوب ُ لابان َ بكل ِّ ما جـرى، فقال له لابان ُ:" أنت حقا ً مـن ْ عـظـمي ولحـمـي". وأقام َ يعقوب ُ عنده ُ شهرا ً.

زواج يعقوب

ثم قال لابان ُ ليعقوب َ:" ألأنك َ نسـيـبـي تـخدمـُني مجانا ً؟ أخبرني ما أجرتـُك َ؟" وكان للابان َ ابـنـتـان ِ، اسم الكبرى لـَيـئـة ُ واسم ُ الصغرى راحيل ُ. وكانت لـَيـئـة ُ ضعـيـفـة َ العيـنـيـن، وراحيل ُ حسـنـة َ الهـيـئـة ِ جـميـلة َ الـمنـظر ِ. فأحب َّ يعقوب ُ راحيل َ، فقال للابان َ:" أخدُمـُك َ سـبـع َ سـنـيـن َ وتـعـطـيـني راحيل َ زوجة ً لي". فقال لابان ُ:" أنْ تأخـُذَهـا أنت خيـر ٌ من أعطـيـها لغـيـرِك َ. فأقـم ْ عندي". فخدمـَه ُ يعقوب ُ سـبـع َ سنـيـن َ ليأخـُذ َ راحيـل َ، وكانـت هذه الـمدة ُ قـصيـرة ً في نظـرِه ِ لأنـه كـان يـحبـها.

وقال يعقوب ُ للابان َ:" اكتملت ْ الـمدة ُ فأعطـِنـي امـرأتي لأتـزوجـها". فجمع َ لابان ُ كل َّ أهل ِ حاران َ وصنع َ لهم ولـيمـة ً، وعند الغروب ِ أخذ َ لـيـئـة َ بدل َ راحيل َ وجاء َ بها إلى يعقوب َ فدخل عليها. ووهب َ لابان ُ جاريتـَه ُ زِلـْفـَة َ لابـنـتـِه ِ لـَيـئة َ. فلما طلع الصـباح ُ عرف َ يعقوب ُ أنها لـيـئـة ُ، فقال للابـان َ:"ماذا فعلت َ بي؟ أما خدمتـُك َ لآخذ َ راحيل َ؟ فلماذا خدعتني؟" فأجاب َ لابـان ُ:" في بلادِنـا لا تـتـزوج ُ الصـغـرى قبل الكبـرى. أكمـِل ْ أسـبـوع َ زواجـِك َ من لـيـئـة َ، فأعطـيـك َ راحيل َ أيضا بدل سبع ِ سنـيـن َ أخـرى مـن الخدمة ِ عندي". فوافـق َ يـعـقوب ُ وأكمل َ أسبوع َ زواجـِه ِ من لـَيـئـة َ، فأعطاه ُ لابان ُ راحيـل َ امرأة ً لـه. ووهب َ لابان ُ جاريـتـه بـِلـْهـة َ جاريـة ً لراحيل َ. فدخـل َ يعقوب ُ على راحيل َ أيضا ً وأحبها أكثر من لـَيـئة َ. وعاد فخدم َ عند لابان َ سبع َ سنين َ أخرى.

بنو يعقوب

ورأى الرب ُّ أن لـيـئة َ مكروهـة ٌ فجعلها ولودا ً وأما راحيل ُ فكانت عاقرا ً. فحـبـِلت ْ لـيـئـة ُ وولدت ِ ابنا ً وسمـَّـتـْه ُ رأوبـيـن َ، لأنها قالـت:"رأى الـرب ُّ عـنـائي، والآن يـحبـني زوجي" وحبـِلت ْ أيضا وولدت ِ ابـنـا ً فقالت:" سـمـع الرب ُّ أني مكروهـة ٌ، فرزقـني هذا أيضا ً"، وسـمّـتـه ُ شـِمـعون َ. وحـبـِلت ْ أيضا ً وولـدت ِ ابنا ً فقالت:" الآن يلوي علي َّ قلب ُ زوجـي، لأني ولـدت ُ ثلاثـة َ بـنـيـن". وسـمـَّتـه ُ لاوي. وحـبـِلت ْ أيضا ً وولـدت ِ ابنا وقالت:" الآن أُقـِر ُّ بفضل ِ الرب ِّ ". فسـمـَّتـه ُ يـَهوذا، وتوقفت عن الولادة ِ.

18 سبتمبر 2008

الكينونتان 17 و 18

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم

-----------------------------------------

بسبب الغبار غابت الكينونة 17 أمس، لكن اليوم نربطها مع الكينونة 18
ولحد يسأل اشدخل الغبار بالكينونات؟ بس جذي أتعذر بالغبار

ونتواصل مع قصص العهد القديم


الإصحاح السابع والعشرون الآيات من 1 إلى 46

إسحق يبارك يعقوب

ولما شاخ َ إسحق ُ وكلـَّت عيـناه ُ عن النظر ِ دعا عيـسو ابنـَه ُ الأكبر َ وقال له:"يا ابني"، قال:"نعم. ها أنا". فقال:"صـِرت ُ شيخا كما ترى ولا أعرف ُ متى أموت ُ. فخذ ْ عـُدَّتـَك وجـُعـبـَتـَك وقوسـَك َ واخرج ْ إلى البرية ِ وتصـيَّد ْ لي صيدا ً، وهـيء لي الأطعمة َ التي أحب ُّ، وجـئـني بها فآكل َ وأباركـَك َ قبل أن أموت َ". وكانت رِفقة ُ سامعة ً حينما كلـّم إسحق ُ عيسو ابنـَه ُ.

فلما خرج عيسو إلى البريـة ِ ليصطاد َ صيدا ً ويـجـيء َ به إلى أبـيـه ِ، قالت رفقة ُ ليعقوب ابنِها:"سمعت ُ أباك َ يقول ُ لعيسو أخيك َ:جـِئـني بصيد ٍ وهـيِّـئ لي أطعمة ً فآكل َ منها وأباركـَك َ أمام الرب ِّ قبل موتي. والآن يا ابني، اسمع كلامي واعمل بما أوصيك َ به. اذهب ْ إلى الماشـية ِ وخـذ ْ لي منها جديَـيـْن ِ من خيرة ِ المـَعـَز ِ، فـأهـيـئـَهـُما أطعمة ً لأبـيـك َ كما يحب. فـتحضـرُهما إلى أبـيـك َ، ويـأكـل ُ ليـباركـُك َ قـبل موتـِه ِ".

فقال يعقوب لرفـقة َ أمـِّه ِ:"لـكن عـيسـو أخي رجل ٌ أشعـَر ُ وأنا رجل ٌ أمـلس ُ. ماذا لو جـسـَّني أبي فوجدني مخادعا ً؟ ألا أجـلِـب ُ على نـفسـي لعـنة ً لا بـركـة ً؟" فقالت له أمـه:"علـي َّ لـعنـتـُك َ يا ابني. ما عليك إلا أن تـسمـع َ لكلامـي وتذهب َ وتـجيء َ بالجـديـَيـْن ِ". فـذهب َ وجاء َ بهما إلى أمه ِ. فهـيأت أطعمة ً على ما يحب أبوه.

وأخذت رفقة ُ ثياب َ عيسو ابـنها الأكبـر ِ الفاخرة َ التي عندها في البـيت ِ، فـألـبسـتها يعقوب َ ابـنـَها الأصغر َ وكـسـت يديـه ِ والجانـب َ الأمـلس َ من عـنـقـِه ِ بـجـلـد ِ الـمـعـز ِ. وناولت رفـقـة ُ يعقوب َ ما هـيأتـْه ُ من الأطعمة ِ والخبز ِ، فدخل على أبـيـه ِ وقال:"يا أبي"، قال:"نعم، من أنت يا ابني؟" فقال له يعقوب ُ:"أنا عيسو بـِكـرُك َ. فعلت ُ كما أمـرتـني. قم اجلسْ، وكـُل ْ من صـيـدي، وامنحني بركـتـَك َ". فقال له إسحق ُ:"ما أسرع َ ما وجدت َ صيدا ً يا ابـني !" قال:"الرب ّ ُ وفـَّقـنـي". فقال:" تعال َ لأجـُسـَّـك َ يا ابني، فأعرف َ هل أنت ابني عيسو أم لا". فتقدم يعقوب ُ إلى إسحق َ أبـيـه ِ، فجـسـَّـه ُ وقال:"الصوت ُ صوت ُ يعقوب َ، لكن اليدين يدا عيسو". ولم يعرفـْه ُ، لأن يديـه ِ كانـتا مشـعـرتـيـن كـيـدي ْ عيسو أخـيـه. فقـبل َ أن يـباركـَه ُ. قال:"هل أنت حقا ابني عيسـو؟" قال:" أنا هو". فقال قـدِّم لي من صيـدِك َ، يا ابني، حتى أكـُل َ وأباركـَك َ". فقدم له فأكل َ، وجاء بـخمر ٍ فشرب َ. وقال له إسحق ُ:"تقدم وقـبـِّلـني يا ابـني". فـتـقـدم َ وقـبَّـلـَه ُ، فـشـم َّ رائحة َ ثـيابـِه ِ وبـاركه وقال:
ها رائحة ُ ابني
كرائحة ِ حقل ٍ باركـَه ُ الرب ُّ
يعطيـك َ اللهُ من ندى السماء ِ
ومن خصوبة ِ الأرض ِ
فيضا ً من الحنطة ِ والخمر ِ
وتـخدُمـُك َ الشعوب ُ
وتسجـُد ُ لك الأمم ُ
سيدا ً تكون ُ لإخوتـِك َ
وبنو أمـِّك َ يسجدون َ لك
ملعون ٌ من يلعـنُـك َ
ومبارك ٌ من يـباركـُكَ


فما أن فرغ َ إسحق ُ من بركـتـِه ِ، وخرج َ يعقوب ُ من عنده حتى رجع عيسو أخوه ُ من الصيد ِ. فـهـيأَ هو أيضا أطعمة ً وجاء بها إلى أبـيـه وقال له:" قـم ْ يا أبي، وكـُل ْ من صيدي، وباركني". فقال له أبوه ُ:"من أنت؟" قال:" أنا ابـنـُك َ الـبـِكر ُ عيسو". فارتـعـش َ إسحـق ُ ارتعاشا ً شديدا ً وقـال:"فمن هو الذي صاد َ صيدا ً وجاءني به، فأكلت ُ منه كله قبل أن تـجيء َ وباركـتـُه ُ؟ نعم، باركتـُه ُ ومباركا ً يكون". فلما سمع عيسو كلام َ أبـيه ِ صرخ َ عاليا ً بمرارة ٍ وقال له:"بـاركني أنا أيضا يا أبي".

فأجابـَه ُ:"جاء أخوك َ بمكر ٍ وأخذ بركتـَك َ".فقال عيسو:" أ لأن اسمـَه ُ يعقوب ُ تـعقـَّبـني مرتـيـن؟ أخـذ بكوريـتي، وها هو الآن يأخذ ُ بـركـتي". وقال:" أما أبقيت َ لي بركة ً؟" فأجاب إسحق ُ:"ها أنا جعلـتـُه ُ سيدا لك، وأعطـيـتـُه ُ جميع إخوتـِه ِ عـبـيـدا ً، وزوَّدتـُه ُ بالحنطة ِ والخمر ِ، فماذا أعمل ُ لك يا ابني؟" فقال عيسو:" أما لـك غير ُ بركة ٍ واحدة ٍ يا أبي؟ باركني أنا أيضا يا أبي". ورفع عيسو صوتـَه ُ وبكى. فأجابه أبوه:
بعيداً عن خصوبة ِ الأرض ِ
يكون مـَسكِـنـُك َ
وعن ندى السماء ِ من فوق
بسيفـِك َ تعيـش ُ وأخـاكَ تـخدم ُ
فإذا قوِيت َ تكسر عن عـُنـُقـِك َ نـِيـرَه

يعقوب يهرب من عيسو

وحقد عيسو على يعقوب َ بسبـب ِ البركة ِ التي باركـَه ُ بها أبـوه. وقال عيسو في نفسـِه ِ:" اقـتـربت أيـام ُ الحـِداد ِ على أبي. فأقـتـل ُ يعقوب َ أخي". وجاء من أخبـر َ رفـقـة َ بكلام ِ عيسو، فاسـتـدعـت يعقوب َ وقالت لـه:" أخوك يـنـوي أن يقـتـُلـَك َ. والآن اسمع لكلامي يا ابني، فقـُم ْ اهرب ْ إلى لابان َ أخـي في حاران، وأقـِم ْ عنده أيـاما ً قليـلة ً حتى يهدأ غضب ُ أخـيك فإذا هدأ غضب ُ أخيـك َ ونسي َ ما فعلت َ به أُرسـِل ُ وآخذُك َ من هناك. لماذا أفقدُكـُما في يوم ٍ واحـد ٍ؟" وقالت رفقة ُ لإسـحق َ:"سـئـمت ُ حياتي من امـرأتـَي ْ عيسو الحـِثـِّـيَّـتـيـن ِ، فإن تزوج َ يعقوب ُ بواحدة ٍ من بنات ِ حث ٍّ مـثل هـاتـيـن أو من بنات ِ سائر ِ الأرض ِ، فما نفع حياتي.


------

الكينونة 18

الإصحاح الثامن والعشرون الآيات من 1 إلى 22

يعقوب عند لابان

فدعا إسحق ُ ابـنـَه ُ يعقوب َ وباركـَه ُ وأوصاه ُ، فقال:" لا تأخذ ِ امرأة ً من بـنـات ِ كـنـعـان. قم اذهب شمالا ً إلى سهل ِ آرام َ، إلى بيت ِ بـتـوئـيـل َ أبي أمـِّك َ، وتـزوج بامـرأة ٍ من هناك، من بـنـات ِ لابـان أخي أمـِّك َ، فـيـباركـُك َ الله ُ القديـر ُ ويـُنـمـيـك َ ويكـثـِّرَك َ وتكون عدة َ شعوب ٍ. ويعطـيك َ بركة َ إبراهيم َ، لك ولنسلـِك َ من بعدك َ، لـترث َ أرض َ غربـتـِك َ الـتي وهـبها الله ُ لإبراهيم َ".

وأرسل َ إسحق ُ يعقوب َ فمضى إلى سهل ِ أرام َ، إلى لابان َ بـن بـتـوئـيل َ الآرامـي ِّ أخـي رِفقـة َ أم ِّ يعقوب َ وعيسو. فلما رأى عيسو أن إسحق َ بارك َ يعقوب َ وأرسـلـه ُ إلى سهل ِ أرام َ لـيـتـزوج َ بامرأة ٍ من هناك، وأنـه حين باركـَه ُ أوصـاه ُ فقال:"لا تـتزوج بامرأة ٍ من بنات ِ كنعان". وأن يعقوب َ سمـِع َ لأبيه ِ وأمـِّه ِ وذهب َ إلى سهل ِ أرام َ، أدرك َ عيسو أن بنات ِ كنعان َ شريـرات ٌ في عـيـني إسحق َ أبـيـه. فذهب َ إلى إسماعيل َ بن إبراهيم َ وأخـذ ابنـتـَه ُ مـَحلة َ أخت َ نـبايـوت َ زوجـة ً له.

وخرج َ يعقوب ُ من بـئـر َ سـبـع َ وذهب َ إلى حاران، فوصل َ عند غياب ِ الشمس ِ إلى موضع ٍ رأى أنْ يـبـيت َ فيه، فأخذ حجرا ً من حجارة ِ الموضـِع ِ ووضـعـَه ُ تحت رأسـِه ِ ونام هناك. فحـَلـُم َ أنه رأى سـُلـَّمـا ً مـنصوبـة ً على الأرض ِ، رأسـُها إلى السماء ِ، وملائكـة ُ الله ِ تـصـعـد ُ وتـنـزِل ُ عليها. وكان الله ُ واقـفا ً على السـُّلـم ِ يقول:" أنا الرب ُّ إلـه ُ إبراهيم َ أبـيك َ وإلـه ُ إسحق َ! الأرض ُ الـتي أنـت نائـم ٌ عليها أهـبـُها لك ولنسلـِك َ. ويكـثـُر ُ نسلـُك َ كتراب ِ الأرض ِ، وينـتـشـر ُ غربا ً وشرقا ً وشـَمـالا ً وجـنـوبـا ً، ويـتـبـارك ُ بـك وبـنسـلـِك َ جـميـع ُ قبائـل ِ الأرض ِ، وهـا أنـا معك، أحفظـُك َ أيـنـما اتـجـهت َ. وسأردُّك َ إلى هذه الأرض ِ، فلا أتـخـلى عنك حـتى أفـي َ لك بكل ِّ ما وعدتـُك َ".

فأفـاق َ يعقوب ُ من نومـِه ِ وقال:"الرب ُّ في هذا المـوضع ِ ولا علم َ لي". فخاف وقال:"ما أرهب َ هذا الموضـِع َ. ما هذا إلا بيت ُ الله ِ. وباب ُ السماء ِ".
وبكـَّر َ يعقوب ُ في الغد ِ، وأخـذ الحجر َ الذي وضـعـَه ُ تحت رأسـِه ِ ونصـبـَه ُ عمودا ً، وصب َّ عليه زيـتـا ً ليكـرِّسـَه ُ للرب ِّ. وسـمّـى ذلك الموضع َ بـيـت َ إيـل َ، وكانـت المدينة ُ من قبل ُ تـُسمـّى لـوزَ.
ونـذر َ يعقوب ُ نذرا ً، قال:" إنْ كان الله ُ معي وحـفـِظـَنـي في هذه الطريق ِ التي أسلـُكـُها، ورزقـني خـبزا ً آكلـُه ُ وثـيـابا ً ألـبَسـُها، ورجعت ُ سالـما ً إلى بيت ِ أبي، يكون ُ الرب ُّ لي إلـهـا ً. وهذا الحـجـر ُ الذي نـصبـْـتـُه ُ عـمـودا ً يكـون ُ بيت َ الله ِ، وكل ُّ ما يهـبـُه ُ لي أعطـيـه ِ عـُشـْـرَه ُ".

16 سبتمبر 2008

الكينونة 16

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم

----------------------------

ونواصل قصص العهد القديم


الإصحاح السادس والعشرون الآيات من 1 إلى 35

إسحق في جرار

وكان في الأرض ِ جوع ٌ غير ُ الجوع ِ الأول ِ الذي كان في أيام ِ إبراهيم َ، فذهب َ إسحق ُ إلى أبـيـمالـك َ، ملِكِ الفلـسـطيـين في جرار. فتراءى له الرب ُّ وقال:"لا تـنـزلْ إلى مصر َ، بل اسكـُن ْ في الأرض ِ التي أدلـُّك َ عليها. تغـرَّب ْ بهذه الأرض ِ وأنا أكون ُ معك وأباركُـكَ، فأعطيَ لك ولنسلِـكَ جميع َ هذه البلاد ِ، وأفـي َ باليمين ِ التي حلفـتـُها لإبراهيم َ أبيك َ، وأكـثــِّر ُ نسـلـَك َ كنجوم ِ السماء ِ وأعطيـهم جميع هذه البلاد ِ، ويـتـبارك ُ فيهم جميع ُ أمـم ِ الأرض ِ، لأن إبراهيم َ سـمـِعَ كلامي، وحفِـظ َ أوامري ووصاياي َ وفرائـضي وشرائعي". فأقام َ إسحق ُ في جـرار.
وسألـَه ُ أهل ُ جرار َ عن امـرأتـِه ِ فقال:"هي أخـتي"، لأنـه خاف أن يقول:"هي امرأتي"، لئلا يقـتـلوه بسببها وكانت جميلة َ المنظر ِ . ولما مضى على أقامتـِه ِ هناك وقت ٌ طويل ٌ حدث أن أبـيـمالـك َ، ملك الفلسـطيـين أطل َّ من نافذة ٍ له ونـظـر فـرأى إسحق َ يداعب ُ رِفـقـة َ امرأتـَه ُ، فدعاه ُ وقال له:"إذا ً هي امـرأتـُك َ، فلماذا قلت َ إنها أختـُك َ؟" فقال إسحق ُ:"لأني ظنـنت ُ أنني ربما أهـلِـك ُ بسبـبِها". فقال أبـيـمالِـك ُ:"ماذا فعلت َ بنا؟ لولا قليل ٌ لضاجع َ أحد ُ أبناء ِ شعـبـِنا امرأتـَك َ فـنُـذنـب َ ". وأوصى أبـيـمالـِك ُ جميع َ الشعب ِ قال:"من مـس َّ هذا الرجل َ أو امرأتـَه ُ فموتا يموت". وزرع َ إسحق ُ في تلك الأرض ِ، فحصد َ في تلك السنة ِ مئة َضعـف ٍ، وباركـَه ُ الرب ُّ فعـظـُمـَت ْ مكانـتـُه ُ وتـزايـدت إلى أن صار َ رجـلا ً عظيما ً جـداً. وكانت له مـاشـية ُ غنم ٍ وماشية ُ بقر ٍ وعبـيـد ٌ كثيرون، فحـسـَدَه ُ الفلسـطـيـّون.


الآبار بين جرار وبئر سبع

وردَم َ الفِـلسـطـيّون جميع َ الآبار ِ التي حفرها عبيد ُ أبـيـه إبراهيم َ في أيامـِه ِ وملأوها تـرابا ً. وقال أبـيـمالك ُ لإسـحــق َ:" أخرُجْ من عندنا لأنك صرت َ أعظم َ منا كثيرا ". فخرج َ إسحق ُ من هناك ونزل َ في وادي جَـرار َ وأقـام فيه. وعاد إسحق ُ فحفر َ آبار َ الماء ِ التي ردمها الفلـسـطـيّون بعد موت ِ إبراهيم َ أبـيـه ِ، وكانت حُـفِـرت ْ في أيامـِه ِ. وسـمّـاها إسحق ُ بالأسماء ِ التي كان سمـّاها بها أبـوه.
وحفر َ عبيد ُ إسحق َ في الوادي فوجدوا هناك نبع َ ماء ٍ، فتخاصم َ رعاة ُ جرار َ مع رعاة ِ إسحق َ قائـلـين:"هذا الماء ُ لنا". فسمـّى إسحق ُ البئر َ عِـسـِق َ، لأنهم تنازعوا عليه. وحفروا بئرا ً أخرى فـتـخاصموا عليها أيضا، فـسمـّاها سِـطـْنـَة ً وحفروا بئراً أخرى فما تـخاصموا عليها، فسمـّاها رَحوبوت، وقال:" الآن رَحـُب َ الرب ُّ لنا لـنـَكـثُـر َ في الأرض ِ". وصعِد َ إسحق ُ من هناك إلى بئر َ سـَبـْع َ، فتراءى له الرب ُّ في تلك الليلة ِ وقال له:"أنا إلـه ُ إبراهيم َ أبـيك. لا تخف ْ، فأنا معك وأبارِكـُك َ وأكـثِّـر ُ نسلـَك َ من أجل ِ عبدي إبراهيم". فبنى إسحق ُ هناك مذبحا ً ودعا باسـم ِ الرب ِّ. ونـصب َ هناك خيمة ً وحفر َ رجالـُه ُ بـئـرا ً.

الحلف بين إسحق وأبيمالك

وجاء إليه أبـيـمالِك ُ من جَرار َ ومعه آحـزّات ُ مرافـِقـُـه ُ، وفـيـكول ُ قائـد ُ جيشـِه ِ. فقال لهم إسحق ُ:"ما بالـُكم جـئـتـم إلي َّ وأنـتم أبغـضـتـموني وصرفـتـمـوني من عـنـدكم؟" فـقـالـوا :"الآن رأينا أن الرب َّ معك، فـقـلـنا: ليـكن حِلف ٌ بينـنا وبيـنك، ولنقطـعْ مـعـك عهدا ً أن لا تـُسـيء َ إليـنـا، بـل تـعـامـلـنـا بالحـُسـنى كما عامـلـنـاك َ وصـرفـنـاك َ بسلام ٍ. أنت َ الآن مبارك ٌ من الرب ِّ". فأقام لهم إسحق ُ وليمة ً، فأكلوا وشـبـِعوا، وبـكـّروا في الغد ِ فـتـحالـفـوا. وصرفـَهـُم إسحق ُ، فـمـضـوا من عنده بسلام.
وفي ذلك اليوم ِ جاء َ عـبـيـد ُ إسحق َ فأخبـروه ُ عن البئر ِ التي حـفروها، قالوا:"وجدنا ماء ً". فـسمـّاها إسحق ُ شـِبـْعـَة َ فصار اسم ُ المدينة ِ بئر َ سبع َ إلى هذا اليوم.
ولما صار عيـسو ابـنَ أربـعـين َ سنة ً تزوج يـهـوديـت َ بـنتَ بـيـري الحـثِّـي ِّ وبـَسـمـَة َ بـنت َ إيـلـون َ الحـثِّـي ِّ، فـكانـتـا لإسحق َ ورِفـقـة َ خـيـبـة ً مـُرَّة ً.

15 سبتمبر 2008

الكينونة 15

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
-----------------------------------
قرأنا في الإصحاح الخامس والعشرين قصة زواج إسحق من رفقة َ، وإصرار إبراهيم أبي إسحق على أن يتزوج ابنه واحدة ً من بنات عشيرته وعمومته، لا أن يتزوج من بنات الكنعانيين. وقرأنا أيضا كيف استطاع خادم إبراهيم أن يعثر على المرأة المناسبة لإسحق.

والآن نكمل بقية قصص العهد القديم

الإصحاح الخامس والعشرون الآيات من 1 إلى 34

نسل قطورة

وعاد إبراهيمُ فأخذ زوجة ً اسمـُها قطورة ُ، فولدت له زِمرانَ ويـَقشانَ ومَـدانَ ومِـديانَ ويِشـباقَ وشـوحا ً. وولدَ يـقشان ُ شـَبا وددانَ، وبنو ددانَ هم أشـُّوريـمُ ولـطوشيم ُ ولأُمـِّيـمُ، وبنو مديانَ هم عيـفة ُ وعِـفر ُ وحـنوك ُ وأبـيداع ُ وألـْدعة ُ. جميع هؤلاء بنو قطورة َ. ووهبَ إبراهيمُ لإسحقَ جميعَ ما يملِـكـُهُ، وأما بنو سراريـهِ فأعطاهم عطايا وصرفَهُم، وهو بعدُ حي ٌّ، عن إسحقَ ابنِهِ إلى أرضِ المشرِقِ.

موت إبراهيم

وكان عددُ السنينَ التي عاشها إبراهيم ُ مئة ً وخمسا ً وسبعـين سنة ً. وفاضت روحُ إبراهيمَ وماتَ بشيـبة ٍ صالحة ٍ، شيخا ً شبِـعَ من الحياة ِ، وانضم َّ إلى آبـائـهِ، فدفـنـَهُ إسحقُ وإسماعيلُ ابناه في مغارة ِ الـمَـكفـيلة ِ تـُجاهَ مَمْرا، في حقل عـَفرون َ بن صوحرَ الـحثـِّي ِّ، وهو الحقل الذي اشتراه ُ إبراهيم ُ من بني حث ٍّ. هناك دُفـِنَ إبراهيم ُ وامرأتـُهُ سارة ُ. وبعد موت ِ إبراهيم َ بارك َ الله ُ إسحقَ ابنَهُ. وأقامَ إسحق ُ عند بـئـر ِ الحي ِّ الرائي.

مواليد إسماعيل

أما بنو إسماعيل َ بن إبراهيم َ الذي ولدتـْه ُ هاجر ُ المصريـة ُ جاريـة ُ سارة َ لإبراهيم َ، فهذه أسماؤهم بحسب ولادتهم، على التوالي: نـبايـوت ُ بِـكـرُ إسماعيلَ، وقـيدار ُ وأدَبـْئـيل ُ ومـبـسام ُ ومـِشـماع ُ ودومـة َ ومسـَّا وحـدار ُ وتـيـما ويـطور ُ ونافـيـش ُ وقـِدْمـَة َ. هؤلاء هم بنو إسماعيلَ وهذه أسماؤهم بحسبِ ديارِهِم وحصونِهم، وهم اثـنا عشر َ رئـيـسا ً لقـبائـلِهم. وكان عددُ السنينَ التي عاشها إسماعيل ُ مئة ً وسبعا ً وثلاثيـن سنة ً، ثم فاضت روحـُهُ ومات وانضم َّ إلى آبـائـِهِ. وكانت مـساكِـن ُ بني إسماعيلَ من حـويـلـة َ إلى شـور َ، شرقـي َّ مصـر في الطريق ِ إلى أشـّورَ وهكذا نـزل إسماعيل ُ بمواليـدِهِ قـبالـةَ إخـوتـِهِ.

ولادة عيسو ويعقوب

وهذه مواليد ُ إسحقَ بن إبراهيمَ: إبراهيمُ ولَدَ إسحقَ. وكان إسحقُ ابنَ أربعـين سنة ً حين تزوج َ رفقة َ بنتَ بـتـوئـيـل َ الأرامـي، أختَ لابانَ، من سهل ِ أرام َ. وصلـّى إسحق ُ إلى الرب ِّ لأجل رفقة َ امرأتـِهِ لأنها كانت عاقرا ً، فاستجابَ له الرب ُّ. وحبِلَتْ رفقة ُ وازدحمَ الولَدان ِ في بطنها، فقالت:"إن كان الأمر ُ هكذا فلماذا الحياة ُ". ومضت لتسأل الرب َّ، فقال لها الرب ُّ:" في بطـنِكِ أمـتـانِ، ومن أحشائـكِ يتـفـرَّع ُ شعبانِ: شعب ٌ يسود ُ شعـبا ً، وكبـير ٌ يـسـتـعـبدُهُ صغير ٌ". فلما اكتملت أيام ُ حبَلِها تـبـيّـن أن في بطـنِها توأمين.

فخرج الأول ُ أسمرَ اللون كلـُّهُ كفروة ِ شعر ٍ فسمّـوه عيسو. ثم خرج َ أخوه ويـدُهُ قابضة ٌ على عقِبِ عيسو، فسمـّوه يعقوبَ. وكان إسحق ُ ابن ستين سنة ً حين ولدتهُما رفقة ُ. وكـبُـرَ الصبـيّـان ِ، فكان عيسو صيادا ً ماهرا ورجلا يـحب ُّ البريـة َ، ويعقوبُ رجلا مسالما يلـزم ُ الخـيام َ. فأحـبَّ إسحقُ عيسو لأنه استطابَ صيـدَهُ، وأما رفقة ُ فأحبت يعقوبَ.

عيسو يتنازل عن بكوريته

وطبـخَ يعقوب ُ طبيخا ً، فلما عاد عيسو من الحقل ِ وهو خائر ٌ من الجوع ِ قال ليعقوبَ:" أطعمني من هذا الأدام ِ لأني خائر ٌ من الجوع ِ". لذلك قيل له أدومُ. فقال له يعقوبُ:"بـِعْـني اليوم َ بكوريـَّتـَكَ". فأجابَ عيسو:" أنا صائر ٌ إلى الموت ِ، فما لي والبكوريـَّـة ُ". فقال يعقوب ُ:" احلفْ لي اليوم َ". فحلفَ له وباع بكوريـتـه ليعقوبَ. فأعطى يعقوب ُ عيسو خبزا ً وطبيخا ً من العـدس ِ، فأكلَ وشرب وقام ومضى. واستـخـف َّ عيسو بالبكوريـَّـةَ.

14 سبتمبر 2008

الكينونة 14

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
--------------------------------
في الإصحاحين السابقين، وردت قصة إسحق ذبيح الرب وكيف افتداه الله بخروف كبير، وتجدر الإشارة هنا إلى قصة إسماعيل وافتدائه بخروف كبير أيضا حسب ما ورد في القرآن في سورة الصافات في الآية 101 وما تلاها..أرجو الرجوع إلى هذه الآية وقراءة هذه القصة من منظوري القرآن والتوراة.

ونواصل قصص العهد القديم


الإصحاح الرابع والعشرون الآيات من 1 إلى 67

زواج إسحق

وشاخَ إبراهيمُ وتقدم في السن ِّ. وباركَ الربّ ُ إبراهيمَ في كلِّ شيءٍ. وقال إبراهيمُ لكبيرِ خدمِ بيـتِهِ ووكيلِ جميعِ أملاكِهِ:"ضعْ يدكَ تحت فخذي فأستحلِفَكَ بالربِّ إلهِ السماءِ وإلهِ الأرضِ أن لا تأخـُذَ زوجة ً لابني من بنات ِ الكنعانيـين الذين أنا مقيم ٌ بينهم، بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهبُ وتأخذُ زوجة ً لابني إسحق. فقال الخادمُ: ربما أبـَتِ المرأة ُ أن تتبعني إلى هذه الأرضِ، فهل أرجِع ُ بابنِكَ إلى الأرضِ التي جئتَ منها؟" فقال له إبراهيمُ:"إياكَ أن ترجِعَ بابني إلى هناك. فالرب ُّ إلـهُ السماء ِ الذي أخذني من بيت ِ أبي ومن مسقط ِ رأسي، والذي كلمني وأقسم لي قال:"لنسلِكَ أعطي هذه الأرضَ، وهو يرسلُ ملاكَهُ أمامكَ فتأخـذُ زوجة ً لابني من هناك. وإن أبـَتِ المرأة ُ أن تتبعكَ فأنت بريءٌ من يميني هذه أما ابني فلا ترجعْ به إلى هناكَ". فوضع الخادمُ يدَهُ تحت فخذِ إبراهيمَ سيدِهِ وحلفَ له على ذلك.

وأخذ الخادمُ عشرةَ جمال ٍ من جمال ِ سيدِهِ وشيئا ً من خيرِ ما عندهُ وسارَ متوجها ً إلى أرام ِ النهرين، إلى مدينة ِ ناحورَ. فأناخَ الجمالَ في خارج ِ المدينة ِ على بئر ِ الماءِ عند الغروبِ، وقتَ خروج النساءِ ليستقينَ ماء ً. وقال:"يا ربُّ، يا إله سيدي إبراهيمَ، وفـِّقني اليومَ وأحسِنْ إلى سيدي إبراهيمَ. ها أنا واقف ٌ على عين ِ الماءِ، وبناتُ أهلِ المدينةِ خارجات ٌ ليستقينَ ماءً، فليكن أن الفتاةَ التي أقولُ لها: أميلي جرَّتـَكِ لأشربَ، فتقولَ:اشربْ وأنا أسقي جِمالَكَ أيضا، تكونُ هي التي عيَّنـتَها لعبدِكَ إسحقَ. وهكذا أعرف ُ أنك أحسنتَ إلى سيدي". وما كاد يتمُّ كلامـُهُ حتى خرجت رِفقة ُ وجرَّتـُها على كتفِها، وهي ابنةُ بتوئيـلَ ابنِ مِلْكَة َ امرأة ِ ناحور أخي إبراهيمَ.

وكانت الفتاة ُ بِـكـْراً، جميلة َ المنظر ِ جدا، فنـزلت إلى العين ِ وملأت جرَّتـَها وصعِدَتْ. فأسرعَ الخادمُ إلى لقائها وقال:"اسقني شـُربةَ ماء ٍ من جرّتِكِ". فقالت:"اشربْ يا سيدي". وأسرعت فأنزلت جرتها على يدِها وسقتْهُ. ولما فرغت من سقيهِ قالت:"أستقي لجِمالِكَ أيضا حتى تشربَ كفايتها". فأسرعت وأفرغت جرتها في الحوض ِ وعادت مُسرعة ً إلى البئر ِ لتستقيَ، فاستقتْ لجميع ِ جمالـِهِ، بينهما هو يتأملها صامتا ً ليعرف هل سهـَّلَ الربّ ُ طريقـه أم لا.

ولما فرغتِ الجِمالُ من الشرب ِ أخذَ الرجلُ خُزامة ً من ذهب ٍ وزنـُها نصف ُ مِثقال ٍ وسوارين ليديها وزنـُهما عشرة ُ مثاقيلَ ذهب ٍ، وقال:"بنتُ من أنتِ؟ أخبريني، هل في بيتِ أبيكِ موضع ٌ نبيت ُ فيه؟" فقالت له:"أنا بنت ُ بتوئيلَ ابن ِ مـِلْـكَةَ امرأةِ ناحورَ". وقالت له:"عندنا كثير ٌ من التـبنِ والعلف ِ وموضع ٌ للمبيتِ أيضاً". فركعَ الرجلُ ساجدا ً للربِّ وقال:"تباركَ الرب ُّ إلهُ سيدي إبراهيمَ فهو لم يمنعْ رأفتـَهُ وإحسانـَهُ عن سيدي، فهداني في طريقي إلى بيتِ أخيهِ". فأسرعتِ الفتاة ُ إلى بيت ِ أمِّها وأخبرتْ بما جرى.

وكان لرفقةَ أخ ٌ اسمـُهُ لابانُ، فخرجَ لابانُ مسرع اً إلى الرجل ِ، إلى العين ِ، حالما رأى الخزامة َ في أنفِ أختِهِ والسوارينِ في يديها وسمعها تقول:"هذا ما قالـهُ الرجلُ لي"، فوجد الرجل َ واقفا مع الجِمال ِ عند العين. فقال له:"ادخلْ يا من باركـَهُ الرب ُّ، لماذا تقفُ هنا في الخارجِ وأنا هيأتُ البيتَ وموضعاً لجِمالِكَ؟" وأدخلَ الرجلَ إلى البيتِ وحلَّ عن جِمالِهِ، وجاءَ بالتبنِ والعلفِ، وأعطى الرجلَ ماءً لغسلِ رجليهِ وأرجلِ الذين معه.

ولما جيءَ بالطعام ِ قال الرجلُ:"لا آكلُ حتى أقولَ ما عندي". فقال له لابانُ:"تكلم". قال:"أنا خادمُ إبراهيمَ، والربُّ باركَ سيدي كثيرا فاغـتنى. أعطاهُ غنماً وبقراً وفضة ً وذهباً وعبيداً وإماءً وجِمالاً وحميراً. وولدت له سارة ُ امرأتـُهُ ابناً بعدما شاخت، فأعطاهُ سيدي جميع ما يملِكُ. واستحلفني سيدي قال:لا تأخذ لابني زوجة ً من بناتِ الكنعانيين الذي أنا مقيم ٌ بأرضِهِم، بل إلى بيتِ أبي وإلى عشيرتي تذهبُ وتأخذُ زوج ةً لابني. فقلت لسيدي، ربما أبتِ المرأة ُ أن تتبعني. فقال لي:"الربُّ الذي سلكتُ أمامَـهُ يُرسلُ ملاكَهُ معك ويسهـِّلُ طريقَكَ، فتأخذُ زوجة ً لابني من عشيرتي ومن بيتِ أبي. وبذلك تبرأ ُ من يمينِكَ التي حلفتَها لي، وإذا جئتَ إلى عشيرتي ولم يعطوكَ كنتَ بريئا أيضا من يمينِكَ. فجئت ُ اليوم إلى العين وقلت:يا ربُّ، يا إله سيدي إبراهيمَ، أرِني إن كنتَ تسهِّلُ طريقي هذه. ها أنا واقف ٌ على عين الماءِ، فالصبـية ُ التي تخرجُ لتستقيَ وأقولُ لها:اسقيني شُربة َ ماءٍ من جرتِكِ، فتقول لي: اشربْ وأنا أستقي لجِمالِكَ أيضا تكون هي المرأةُ التي عيَّنها الربُّ لابن سيدي.
وما كُدتُ أنتهي من الكلامِ في قلبي حتى خرجت رِفقةُ وجرّتـُها على كتفها، فنزلت إلى العين واستقت. فقلتُ لها: اسقيني. فأسرعت وأنزلت جرتها وقالت: اشرب وأنا أسقي جِمالَكَ، فشربتُ، وسقتِ الجِمالَ أيضا. فسألتُها: بنتُ من أنتِ؟ فقالت:بنتُ بتوئيلَ بن ناحور ومِلكَةَ. فوضعت ُ الخزامة َ في أنفِها والسِّوارينِ في يديها، وركعتُ وسجدتُ للربِّ إله سيدي إبراهيمَ وباركتـُهُ لأنه هداني سواء السبيلِ لآخذَ ابنةَ أخيه لابنِهِ. والآن إن كنتم تترأفون بسيدي وتُحسنونَ إليه فأخبروني، وإلا فأنصرف ُ عنكم يمينا وشمالا".
فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ:"من عند الرب ِّ صدرَ الأمر ُ، فلا نقدِرُ أن نقولَ فيه شراًّ أو خيراً. هذه رفقةُ أمامكَ. خذها واذهبْ فتكونَ زوجة ً لابن سيدِكَ كما قال الربّ ُ". فلما سمعَ خادم ُ إبراهيمَ كلامهم سجدَ للربِّ إلى الأرض ِ وأخرج َ حُلى من فضة ٍ وذهب ٍ وثياباً فأهداها إلى رفقةَ، وأهدى تحفا ثمينةً إلى أخيها وأمـِّها.

وبعدما أكلَ الرجلُ والذين معه وشربوا، باتوا ليلتـَهم وقاموا صباحاً فقال الرجل ُ:"دعوني أرجِع ُ إلى سيدي". فقال أخو رفقة َ وأمـُّها:"تبقى الفتاة ُ عندنا أياماً ولو عشرة ً، وبعد ذلك تمضي". فقال لهم:"لا تؤخـِّروني والرب ُّ سهـَّلَ طريقي. دعوني أرجع ُ إلى سيدي". فقالوا:"ندعو الفتاة َ ونسألـُها ماذا تقول". فدعوا رفقة َ وقالوا لها:"هل تذهبين َ مع هذا الرجل ِ؟" قالت:"أذهب". فصرفوا رفقة َ أختـَهُم ومـُرضعتـَها وخادمَ إبراهيمَ ورجالَه. وباركوا رفقة َ وقالوا لها:"أنتِ أخـتـُنا. كوني أمـّاً لألوف ٍ مؤلفة ٍ، وليرثْ نسلُكِ مدُنَ أعدائهِ". قامت رفقة ُ وجواريها، فركبنَ الجِمالَ وتبعنَ الرجل َ وأخذَ الرجل ُ رفقة َ ومضى
وكان إسحق ُ مقيماً بأرض ِ الـنـَّقبِ جنوباً. وبينما هو راجع ٌ من طريق ِ بئر ِ الحيِّ الرائي، حيث خرج َ يتمشىّ في البرية ِ عند المساءِ، رفعَ عينـيهِ ونظرَ فرأى جِمالاً مقبلة ً نحوه. ورفعت رفقة ُ عينيها، فلما رأت إسحق َ نزلت عن الجمل ِ. وسألتِ الخادمَ:"من هذا الرجل ُ الماشي في البرية ِ للقائنا؟" فأجابها :"هو سيدي". فأخذت رفقة ُ الـبُرقُـع َ وسترت وجهها. وبعدما روى الخادمُ لإسحقَ كلَّ ما جرى له، أدخلَ إسحق ُ رفقة َ إلى خباء ِ سارة َ أمـِّهِ وأخذها زوجة ً له. وأحبها إسحق ُ وتعزَّى بها عن فقدان ِ أمـِّه ِ.

13 سبتمبر 2008

الكينونة 13

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
--------------------------------------
ونواصل الأحداث مع قصص العهد القديم


الإصحاح الثاني والعشرون الآيات من 1 إلى 24

إسحق ذبيحة للرب

وبعد هذه الأحداثِ امـتـحن اللهُ إبراهيمَ، فقال له:"يا إبراهيمُ!" قال:"نعم، ها أنا". قال:"خذ إسحقَ ابنَكَ وحيدَكَ الذي تـحبُّـهُ واذهب إلى أرضِ موريَّـةَ، وهناك اصـعِـدْهُ مُحرقة ً على جبل ٍ أدلـُّـكَ عليه". فبكّـرَ إبراهيمُ في الغدِ وأسرجَ حمارَهُ وشقق حطبا ً لمُحرقة ٍ، ثم أخذ اثـنـيـن من خـدمِـهِ وإسحقَ ابنَهُ وسار في طريقِـهِ إلى الموضع ِ الذي دلـَّهُ اللهُ عليه وفي اليوم الثالث ِ رفع إبراهيمُ عيـنـيه فأبصرَ المكانَ من بعـيد ٍ، فقال لخادمـيهِ:"انتظرا أنتما هنا مع الحمار ِ، وأنا والصبـيُّ نذهبُ إلى هناك، فنسجُـدُ ونرجِـعُ إليكما". وأخذ إبراهيمُ حطـبَ المـُحرقة ِ، ووضعـهُ على ظهر ِ إسحقَ ابـنِهِ، وأمسكَ بيـدِهِ النارَ والسكينَ، وسارا كلاهما معا.

فقال إسحقُ لأبيهِ:"يا أبي!" قال:"نعم يا ابني". قال:"هنا النارُ والحطبُ، فأين الخـروفُ للمـُحرقة ِ؟" فأجاب إبراهيمُ:"اللهُ يدبر له الخروفَ للمـُحرقة ِ يا ابني". وسارا كلاهما معا. فلما وصلا إلى الموضع ِ الذي دلّـهُ اللهُ عليه، بنى إبراهيمُ هناك المذبح َ، ورتـَّبَ الحطـبَ، وربط إسحقَ ابنَـهُ، ووضـعه على المذبح ِ فوق الحطـبِ. ومـدَّ إبراهيمُ يـدَهُ، فأخذ السكين ليذبـحَ ابنـَه. فناداه ملاكُ الربِّ من السماءِ وقال:"إبراهيمُ، إبراهيمُ!" قال:"نعم، ها أنا". قال:"لا تمُـدَّ يـدَكَ إلى الصبـيِّ ولا تفعلْ به شيئا ً. الآن عرفـت ُ أنك تـخافُ اللهَ، فما بـخُـلْت َ علـيَّ بابـنِـكَ وحيـدِكَ". فرفع إبراهيمُ عينيه ونظر فرأى وراءَهُ كبشا ً عالقا ً بقرنـيهِ بين الشُّـجيـرات، فأقـبلَ على الكبش ِ وأخـذه وقدمه مُحرقة ً بدل ابـنِهِ. وسمى إبراهيمُ ذلك الموضعَ "الربُّ يدبر". فيقالُ إلى اليوم هذا جبلُ الربِّ يدبر.

ونادى ملاكُ الربِّ إبراهيـمَ ثانية ً من السماءِ وقال:" بنـفـسـي أقسمت ُ"، يقول الربُّ": بما أنك فعلتَ هذا وما بخلتَ بابنِكَ وحيدِكَ، فأبارِكُـكَ وأكـثـِّرُ نسلَـكَ كنجوم ِ السـمـاء والرمـل الذي على شاطـئ ِ البحر ِ. ويـرث ُ نسلـُك َ مـدُنَ أعدائـهِ، ويـتـبارك ُ في نسلِـكَ جميعُ أمم ِ الأرض ِ لأنك سمـعـت َ لي". ثم رجع إبراهيمُ إلى خادمـيـهِ، فـقـاموا وذهبوا معا ً إلى بـئـر ِ سَـبْـعَ، وأقامَ إبراهيمُ هناك.

نسل ناحور

وبعد هذه الأحداث ِ قيـلَ لإبراهيمَ ها مِـلـْكَـة ُ أيضا ً ولدتْ بنين لناحـورَ أخيـك: عوصا ً بِـكْـرَه، وبـوزا ً أخـاه، وقـمـوئيـل َ أبا آرامَ، وكاسِـد َ وحـزوَ وفِـلـداشَ ويـدلاف َ وبـتـوئـيـل َ. وولد بتـوئيـل ُ رِفـقـة َ. هؤلاء الـثمانية ُ ولَـدتهم مِلـْكَـة ُ لناحورَ أخي إبراهيمَ. وأما محظـيَّـتـُهُ واسمها رؤومـة ُ، فولدتْ هي أيضا ً طابحـَ وجاحَـمَ وتـاحَـشَ ومَـعـكَـةَ.


الإصحاح الثالث والعشرون الآيات من 1 إلى 20

وفاة سارة ودفنها

وعاشـت سارة ُ مئة ً وسبعا ً وعشرين سنة ً وماتت في قرية ِ أربع َ، وهي حبـرون، في أرض ِ كنعان. ودخل إبراهيمُ ينـدبُ سارةَ ويـبكي عليها. فلما قام من أمام ِ جـُثـمانِها قال لبني حـث ٍّ:" أنا غريبٌ ونـزيلٌ بينكم. دعوني أملـِكُ قبرا ً عندكم لأدفـنَ فيه مـيتـي من أمامي". فأجابـَهُ بنو حثٍّ:"اسمعْ لنا يا سيدي. اللهُ جعلك رفيعَ المقامِ فيما بيننا، فادفنْ ميتَكَ في أفضل ِ قبورِنا، لا أحد منا يمنـع ُ قبـرَهُ عنك لـتدفنَ فيه ميتـَكَ". فقام إبراهيمُ وانحنى لأهل ِ تلك الأرض ِ، لبني حـث ٍّ.
وقال لهم:"إن كـنـتم تقبلون أنْ أدفـنَ مـيـتي من أمامي فاسمعوا لي واطـلبوا من عَـفرونَ بن صُـوحـرَ أن يـعـطـيـني مغارة َ الـمـكفـيلة ِ التي له في طرفِ حقـلِـهِ بثمن ٍ كامل ٍ، لتكون قبرا ً أملـُكـُهُ فيما بينكم. وكان عفرونُ الحـِّثـي ُّ جالسا ً مع بني حث ٍّ، فأجابَ إبراهيمَ على مسامع ِ كلِّ بني حث ٍّ الذين جاؤوا إلى مجلس ِ باب المدينة ِ:" لا يا سيدي، اسمع لي. الحقلُ وهبتـُهُ لك، والمغارة ُ التي فيه أيضا. هذه هبة ٌ لك مني بمشهد ٍ من بني قومي. فادفن ميـتَـكَ".

فانحنى إبراهيمُ أمام أهل ِ تلك الأرض ِ، وقال لعفرونَ على مسامعهم:" ليتك تسمعُ لي، فأعطيكَ ثمن َ الحقل ِ. خذهُ مني فأدفنَ ميـتي هناك". فأجاب عفرون ُ إبراهيمَ:" اسمع لي يا سيدي. أرض ٌ تساوي أربعَ مئة ِ مثقال ِ فضة ٍ، فأية ُ قيمة ٍ لها بيني وبينك؟ ادفنْ ميتك فيها". فسمعَ إبراهيمُ لعفرونَ ووزن له الفضة َ التي ذكرها على مسامع ِ بني حث ٍّ، أي أربعَ مئة ِ مثقال ِ فضة ٍ مما هو رائج ٌ بين التجار.

فأصبحَ حقلُ عفرونَ الذي في الـمَـكفـيلة ِ تـُجاهَ مَمْرا: الحقلُ والمغارة ُ وكلُّ ما فيهِ من شجر ٍ بجميع ِ حدودِهِ المحيطة ِ به مـُلكا ً لإبراهيمَ بمشهد ٍ من كلِّ بني حث ٍّ الذين جاؤوا إلى بابِ المدينة ِ. وبعد ذلك دفن إبراهيمُ سارة َ امرأتــَهُ في مغارة ِ حقل ِ المكفيلة ِ تـُجاهَ مَمْرا، وهي حبـرونُ، في أرض ِ كنعانَ. وهكذا انتقلَ الحقلُ والمغارة ُ التي فيه من بني حث ٍّ إلى إبراهيمَ مـُلـْكا ً لقبر ٍ.

12 سبتمبر 2008

الكينونة 12

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم

-------------------------------------

في الإصحاحين السابقين ذكرت قصة خراب سدوم وعمورة (قوم لوط) والدمار الذي حل على أهليهما جراء الفساد الشاذ الذي تمرغوا فيه، وكيف صب الربُّ عذابه عليهم عقابا، كما تحدث أيضا عن إنقاذ الرب لوطا وابنـتـيه وأسكنهم الجبل، وكيف قامت ابنـتا لوط بمضاجعة أبيهما لتكونان نسلا منه.
وتحدث الإصحاح العشرون عن ذهاب إبراهيم وزوجته سارة إلى مدينة جرار، وكيف أخبر إبراهيم ملك جرار أبيمالك بأن سارة أخته وليست زوجته، مما كاد يوقع المدينة في كارثة ولعنة غير مغتفرة.

ونستكمل قصص العهد القديم


الإصحاح الحادي والعشرون الآيات من 1 إلى 34

مولد إسحق


وتفـقدَّ الربُّ سارةَ كما قال، وفعل لها كما وعد. فحملت سارةُ وولدت لإبراهيمَ ابنا ً في شيخوختـه، في الوقت الذي تكلم اللهُ عنه فسمّاهُ إسحق. وختن إبراهيمُ إسحقَ ابنَهُ وهو ابنُ ثمانيةِ أيام ٍ، كما أوصاهُ اللهُ. وكان إبراهيمُ ابنَ مئةٍ حين وُلِدَ إسحقُ. وقالت سارةُ:"اللهُ جعلني أضحكُ، وكلُّ من سمع يضحكُ لي أيضا". وقالت:"من كان يقول إن سارةَ ستُرضِـعُ لإبراهيمَ بنـيـن؟ وها أنا ولدتُ له ابناً في شيخوخته.

طرد هاجر وإسماعيل

وكبُرَ الصبـيُّ وفـُطِمَ. وأقام إبراهيمُ وليمة ً عظيمة ً في يوم فطام إسحق. ورأت سارةُ ابنَ هاجرَ المصرية الذي ولدته لإبراهيمَ يلعبُ مع ابنِها إسحق، فقالت لإبراهيمَ:" أُطردْ هذه الجاريةَ وابنَها! فابنُ هذه الجاريةِ لا يرثُ مع ابني إسحق". وساء إبراهيمَ هذا الكلام ُ، لأن إسماعيلَ، كان أيضا ابنَـهُ. فقال له اللهُ:"لا يسـوؤكَ هذا الكلامُ على الصبي وعلى جاريتك. اسمعْ لكلِّ ما تقولـهُ لك سارةُ، لأن بإسحقَ يكون لك نسل ٌ. وابنُ الجاريةِ أيضا أجعلُهُ أمة ً لأنه من صلبك". فبكَّـر إبراهيمُ في الغد وأخذ خبزا وقِربةَ ماءٍ، فأعطاهُما لهاجرَ ووضعَ الصبيَّ على كتفِها وصرفها، فمضت تهيمُ على وجهها في صحراءِ بئر سبعَ.

ونفدَ الماءُ من القِربةِ، فألقتْ هاجرُ الصبيَّ تحت إحدى الأشجارِ ومضت فجلست قُبالَـتـَهُ على بُعدِ رمـيـتـي قوس ٍ وهي تقول في نفسها:" لا أريدُ أن أرى الولدَ يموت". وفيما هي جالسةٌ رفعت صوتها بالبكاء.
وسمعَ اللهُ صوتَ الصبي، فنادى ملاكُ اللهِ هاجرَ من السماءِ وقال لها:"ما لكِ يا هاجرُ؟ لا تخافي. سمعَ اللهُ صوتَ الصبي حيث هو. قومي احملي الصبـيَّ وخذي بيـدِهِ، فسأجعلُـهُ أمة ً عظيمة ً". وفتح اللهُ بصيرتَها فرأت بئر ماءٍ، فمضت إلى البئر ِ وملأتِ القربةَ ماءً وسقتِ الصبي. وكان اللهُ مع الصبي حتى كـبُـرَ، فأقامَ بالصحراءِ، وكان راميا ً بالقوس. وحين أقام بصحراءِ فارانَ، زوَّجتهُ بامرأةٍ من أرضِ مصر.

إبراهيم وأبيمالك في بئر سبع

وفي تلك الأيامِ جاءَ أبيمالـكُ مع فيكولَ رئيس جيشِهِ وقال لإبراهيمَ:"أرى أن اللهَ معك في كلِّ ما تعملُـهُ، فاحلف لي هنا باللهِ أنك لا تغـدُرُ بي ولا بذريـتي ونسلي، بل تبادلني معروفا بمعروف ٍ، أنا والأرضَ التي تغرَّبتَ فيها". فقال إبراهيمُ:" أحلفُ ". وعاتبَ إبراهيمُ أبيمالكَ بخصوص البئر ِ التي اغتصبها منه عبـيدُ أبـيـمالـك. فقال أبيمالكُ:"لا أعرفُ من فعل هذا، فلا أنت أخبرتني ولا أنا سمعتُ به إلى الآن". وأخذ إبراهيمُ غنما ً وبقرا ً، فأعطى أبيمالكَ وقطعا كلاهما عهدا.

وأفـردَ إبراهيمُ سبعَ نعاج ٍ من الغنم ِ على حدة ٍ. فقال له أبيمالـكُ:"ما هذه السبعُ النعاج ِ التي أفردتها على حدة ٍ؟" فأجاب إبراهيمُ:" سبعُ نعاج ٍ تأخذُ من يدي، شهادة ً لي بأني حفرتُ هذه البئرَ ". وسمى ذلك الموضعَ بئرَ سبعَ، لأن فيه تمَّ الاتفاقُ.
وبعدما تعاهدا في بئرِ سبعَ. رجعَ أبيمالكُ وفيكولُ رئيسُ جيشـِهِ إلى أرضِ الفِلسطيـّينَ وغرس إبراهيمُ شجرا ً في بئر ِ سَبْعَ ودعا هناك باسم ِ الربِّ الإله ِ السرمدي. وتغـرَّبَ إبراهيمُ في أرضِ الفلسطيـين أياما كثيرة ً.

11 سبتمبر 2008

الكينونة 11

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
------------------------------------
الإصحاح السابق تحدث عن عزم الرب أن يرزق سارةَ زوج إبراهيمَ ابنا رغم كبر سنها وانقطاع الدورة عنها، و تحدث أيضا عن قرار الرب معاقبة مدينة سدوم على كثرة فسادهم وكيف حاول إبراهيم ثني الرب عن هذا القرار، وكان لوط يعيش مع هؤلاء القوم، ولوط بن هاران هو ابن أخ ِ إبراهيم.

والآن نكمل بقية قصص العهد القديم

الإصحاح التاسع عشر الآيات من 1 إلى 38

خراب سدوم

فجاء الملاكان إلى سدومَ عند الغروب وكان لوطٌ جالسا بباب المدينةِ، فلما رآهما قام للقائهما وسجدَ بوجههِ إلى الأرضِ وقال:"يا سيديَّ، ميلا إلى بيتِ عبدِكما وبيـتا واغسلا أرجُلَكُما، وفي الصباح ِ باكرا تستأنـفان سفركما". فقالا :"لا، بل في الساحةِ نبيتُ". فألحّ عليهما كثيرا حتى مالا إليه ودخلا بيتَه، فعمل لهما وليمة ً وخبزَ فطيراً فأكلا.

وقبل أن يناما جاءَ رجالُ سدومَ جميعا، شباناً وشيوخاً، وأحاطوا بالبيتِ من كلِّ جهة ٍ، فنادوا لوطاً وقالوا له:"أيـن الرجلان اللذان دخلا بيـتك الليلة؟ أخرِجهما إلينا حتى نضاجعهما".
فخـرج إليهم لوطٌ وأغلقَ البابَ وراءه وقال:"لا تفعلوا سوءاً يا إخوتي. لي بنـتان ما ضاجعتا رجلاً، أُخرجهما إليكم فافعلوا بهما ما يحلو لكم. وأما الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا، لأنهما في ضيافتي". فقالوا له:"ابـتـعد من هنا ! جئتَ أيها الغريبُ لـتـقيمَ بيننا وتتحكم فينا. الآن نفعلُ بك أسوأَ مما نفعلُ بهما". ودفعوا لوطاً إلى الوراء وتقدموا إلى البابِ ليكسروه. فمد الرجلانِ أيدِيَـهما وجذبا لوطاً إلى البيت وأغلقا الباب. وأما الرجالُ الذين على باب البيت فـضربهم الرجلانِ بالعَمَى، من صغيـرِهم إلى كبـيـرِهم، فعجزوا عن أن يجدوا الباب.

وقال الرجلان للوطٍ:"من لك أيضا هنا؟ إن كان لك أصهارٌ وبنون وبناتٌ وأقرباءُ آخرون في هذه المدينةِ، فأخرِجهم منها. فهذا المكان سنُـهلِكُهُ، لأن الشكوى على أهلِهِ بلغت مسامع الربِّ فأرسلنا لنهلِكَهم". فخرجَ لوطٌ وقال لصهريهِ الخاطبينِ بنـتـيه:قوما اخرجا من هنا، لأن الربَّ سيُهلِكُ المدينة". فكان كمن يـمزحُ في نظرِ صهريه.

فلما طلع الفجرُ كان الملاكان يسـتـعجلانِ لوطاً ويقولان له:"قـم خذ امرأتـَكَ وابنـتيكَ الموجودتين هنا، لئلا تهلَكوا مع المدينة عقابا لها". فلما تباطأ لوطٌ أمسكَ الرجلانِ بيدِهِ وبيدِ امرأتـِهِ وابنـتـيهِ، لشفقةِ الربِّ عليه، وأخرجاه من المدينةِ وتركاه هناك. وبينما هما يُخرِجانهِ من المدينةِ قال له أحدُهما:" أُنـجُ بنفسِكَ. لا تلتفتْ إلى ورائكَ ولا تقفْ في السَّهلِ كلِّهِ، واهربْ إلى الجبلِ لئلا تهلِكَ". فقال لوطٌ :"لا يا سيدي.نلتُ رضاكَ وغمرْتـَني برحمتِكَ فأنقذتَ حياتي. ولكني لا أقدِرُ أن أهرُبَ إلى الجبلِ، فربما لحِقني السوءُ فأموتُ. أما تلك المدينةُ فهي قريبةٌ وصغيرةٌ، فدعني أهربُ إليها، فأنجوَ لصغرها بحياتي". فقال له:"إكراما لك لن أُدمِّـرَ المدينةَ التي ذكرتَ. أسرعْ بالهربِ إلى هناك، لأني لن أفعلَ شيئا حتى تصل إليها". ولذلك سمّيتِ المدينةُ صوغَر.

فلما أشرقتِ الشمسُ على الأرضِ ودخل لوطٌ مدينة صوغر. أمطر الربُّ على سدومَ وعمورةَ كبـريـتـاً ونـاراً من السماءِ، فدمرها مع الوادي وجميع ِ سكانِ المدنِ ونباتِ الأرض ِ. والتفتت امـرأةُ لـوطٍ إلى الوراءِ فصارت عمودَ ملح ٍ.
وبكـَّرَ إبراهيمُ في الغدِ إلى المكانِ الذي وقف فيه أمام الربِّ، وتطلع إلى جهةِ سدومَ وعمورةَ والوادي كلِّهِ، فرأى دخانَ الأرضِ صاعداً كدخانِ الأتـون. ولما أهلكَ اللهُ مُدُنَ الوادي التي كان لوطٌ يقيمُ بها. تذكر إبراهيمَ، فأخـرجَ لوطاً من وسط الدمار.

أصل المؤابيين وبني عمّون

وخاف لوطٌ أن يسكنَ في صوغرَ، فصعدَ إلى الجبلِ وأقام بالمغارةِ هو وابنـتاه. فقالت الكبرى للصغرى:" شاخَ أبونا وما في الأرضِ رجلٌ يـتـزوجُنا على عادةِ أهل الأرضِ كلهم. تعالي نسقي أبانا خمراً ونضاجِـعُـهُ ونقيمُ من أبـيـنا نسـلاً". فسقـتا أباهما خمرا تلك الليلةَ، وجاءتِ الكبرى وضاجعت أباها وهو لا يعلمُ بنـيامِها ولا قيامِها.
وفي الغدِ قالت الكبرى للصغرى:"ضاجعـتُ البارحةَ أبي، فلنسـقِـهِ خمرا الليلةَ أيضا، وضاجعـيـهِ أنتِ لنقيمَ من أبـيـنا نسـلا". فسقتا أباهما خمرا تلك الليلةَ أيضا، وقامتِ الصغرى وضاجعـتـهُ وهو لا يعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. فحملتِ ابنـتا لوطٍ من أبيهما. فولدتِ الكبرى ابنا وسمـَّـتهُ موأبَ، وهو أبو المؤابيّـينَ إلى اليوم. والصغرى أيضا ولدتِ ابنا وسمـّتـهُ بنَ عمّي، وهو أبو بني عمّونَ إلى اليوم.


الإصحاح العشرون الآيات من 1 إلى 18

إبراهيم في جرار

وانـتـقل إبراهيمُ من هناك إلى أرضِ الـنَّـقَبِ، فأقام بين قادِشَ وشورَ ونزلَ بمدينةِ جرار. وقال إبراهيمُ عن سارةَ امرأتِه:"هي أخـتي". فأرسلَ أبيمالكُ، ملكُ جَرارَ، فأخذ سارةَ. فجاء اللهُ إلى أبيـمـالـكَ في حلمِ الليلِ وقال له:"سـتـموت بسببِ المرأةِ التي أخذتَها، فهي متزوجةٌ برجل ٍ". ولم يكن أبـيـمالـكُ اقتربَ إليها، فقال:"يا سيدي، أ أُمـّةً بريـئـة ً تقتُلُ؟ أما قال لي إبراهيمُ: هي أخـتي، وقالت لي امرأتـُهُ أيضا: هو أخـي؟ فـبـسلامة ِ قلـبي ونقاوةِ يديَّ فعلتُ هذا". قال له اللهُ في الحلمِ:"أنا أعرفُ أنك بـسـلامـة ِ قلبِكَ فعلتَ هذا، ولذلك منـعتـُكَ من أن تـمـسّـها فـتخطـأ ُ إليَّ. والآن ردَّ امـرأةَ الرجـلِ، فهو نـبـيٌّ يـصـلّي لأجلِكَ فتحيا. وإن كنتَ لا تردُّها، فاعلم أنك لابـدَّ هـالـكٌ أنت وجميعُ شعبِكَ".
فبـكَّـرَ أبـيمالـكُ في الغدِ واستدعى جميعَ رجالِهِ وأخبرهم بكل ما جرى، فخافوا خوفاً شديداً. ثم دعا أبـيمالـكُ إبراهيمَ وقال له:"ماذا فعلتَ بنا؟ وبماذا أذنبتُ إليك حتى جلبتَ عليَّ وعلى مملكتي خطيئة ً عظيمة ً؟ ما فعلتَ بي لا يفعلُهُ أحدٌ". وسألَ أبيمالكُ إبراهيمَ:"ماذا خطرَ لك حتى فعلتَ هذا". فأجابَ إبراهيمُ:"ظننتُ أنْ لا وجودَ لخوفِ اللهِ في هذا المكانِ، فـيقـتُـلني الناسُ بسببِ امرأتي. وبالحقيقةِ هي أختي ابنةُ أبي لا ابنةُ أمي، فصارت امرأة ً لي. فلما شردني اللهُ من بيتِ أبي قلتُ لها: تحسنينَ إليَّ إنْ قلتِ عني حيثما ذهبنا: هو أخي".

فأخذَ أبيمالكُ غـنـماً وبقراً وعبيداً وجواريَ وأعطى هذا كلَّهُ لإبراهيمَ وأعادَ إليه سارةَ امرأتَهُ. وقال أبيمالكُ:"هذه بلادي بين يديكَ، فأقِمْ حيثما طاب لك". وقال لسارةَ:"أعطـيتُ أخاكِ ألفاً من الفضةِ، وهو لكِ ردُّ اعتبار ٍ أمامَ عيونِ كلِّ من معكِ وسواهم بأني لم أتـزوجْـكِ". فصلّى إبراهيمُ إلى اللهِ، فشفى اللهُ أبيمالكَ وامرأتـَهُ وجوارِيَهُ فولدْنَ، وكان الربُّ أغلقَ كل رحم ٍ في بيتِ أبيمالكَ بسبب سارةَ امرأةِ إبراهيمَ.

10 سبتمبر 2008

الكينونة 10

في التاريخ عِـبـرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
-------------------------------------
ونواصل سرد قصص العهد القديم
الإصحاح الثامن عشر الآيات من 1 إلى 33

ظهور الله في ممرا

وتراءى الربُّ لإبراهيمَ عند بلّوطِ مَـمْرا، وهو جالسٌ بـبابِ الخيمةِ في حرِّ النهارِ. فرفعَ عيـنـيـهِ ونظر فرأى ثلاثـةَ رجالٍ واقـفين أمامَهُ، فأسرعَ إلى لقائـهم من باب الخيمةِ وسجدَ إلى الأرضِ وقال:"إن كنتَ راضياً عليَّ يا سيدي، فلا تمرَّ مروراً بعبدِكَ. دعني أقدّمُ لكم قليلا من الماء، فتغسلونَ أرجلَكم وتستريحون تحت الشجرةِ. وأقدمُ لكم كِسرةَ خبزٍ، فـتسندون بها قلوبَكم ثم تستأنـفون سفرَكُم. وإلا لماذا مررتُم بعبدِكُم؟" فقالوا له:"إفعل كما قُلتَ".

فأسرعَ إبراهيمُ إلى سارةَ في الخيمةِ وقال لها:" اعجـني في الحالِ ثلاثةَ أكيالٍ من الدقيق الأبيضِ واخبزيها أرغفة ً" واندفع إبراهيمُ نحوَ البقر ِ فأخذَ عجلا رَخْـصا ً مُسمَّـنا ً إلى الخادم ِ فأسرعَ في تهيـئـتِـهِ. ثم أخذ زبدة ً ولبناً والعِجلَ الذي هيأهُ، فوضع هذا كلَّهُ أمامهم. فأكلوا وهو واقفٌ أمامهم تحت الشجرة. ثم قالوا:" أين سارةُ امرأتـُكَ؟" قال:"هي في الخيمة". فقال أحدُهُم:"سأرجِعُ إليك في مثل هذا الوقتِ من السنةِ المقبلةِ ويكون لسارةَ امرأتِكَ ابنٌ".
وكانت سارةُ تسمعُ عند بابِ الخيمةِ وراءَهُ وكان إبراهيمُ وسارةُ شيخين متقدمين في السن، وامتـنعَ أن يكونَ لسارةَ عادة ٌ كما للنساءِ، فضحكتْ سارةُ في نفسها وقالت:"أ بعدما عجزتُ وشاخَ زوجي تكونُ لي هذه المِـتعة ُ؟" فقال الربُّ لإبراهيمَ:"ما بالُ سارةَ ضحِكَتْ وقالت:" أحقا ألِِدُ وأنا الآن في شيخوختي؟ أيصعبُ على الربِّ شيءٌ؟ في مثل هذا الوقتِ من السنةِ المقبلةِ أعودُ إليكَ ويكونُ لسارةَ ابنٌ". فأنكرت سارةُ وقالت:"ما ضحِكتُ"، لأنها خافت، فقال:"لا، بل ضحكتِ".

وساطة إبراهيم

وقام الرجالُ من هناك وتوجهوا نحو سدومَ، وسارَ إبراهيمُ معهم ليشيـِّعـَهم. فقال الربُّ في نفسه:"هل أكتمُ عن إبراهيمَ ما أنوي أن أفعلَهُ، وإبراهيمُ سيكون أمة ً كبيرة ً قوية ً ويتـباركُ به جميعُ أممِ الأرضِ؟ أنا اخترتـُهُ ليوصيَ بنـيه وأهل بيتِهِ من بعدِهِ بأن يسلُـكوا في طُـرُقي ويعملوا بالعدل ِ والإنصافِ، حتى أفـيَ بما وعدتُـهُ به". وقال الربُّ لإبراهيمَ:"كثُرَتِ الشكوى على أهلِ سدومَ وعمورةَ وعظُمَت خطيئَـتـُهُم جدا أنزِلُ وأرى هل فعلوا ما يستوجبُ الشكوى التي بلغتْ إليَّ؟ أريدُ أن أعلمَ".
وتوجّـهَ الرجلانِ من هناك إلى سدومَ، وبقيَ إبراهيمُ واقفا أمامَ الربِّ. فاقتربَ إبراهيمُ وقال:" أتـُهلِكُ الصِّدّيقَ مع الشريرِ؟ ربما كان في المدينةِ خمسون صدّيقا، أتهلكها كلها ولا تصفَحُ عنها من أجل الخمسين صديقا فيها؟ حرامٌ عليكَ أن تفعلَ مثل هذا الأمر، فتُهلِكَ الصدّيقَ مع الشرير، فيتساويان. حرامٌ عليكَ! أديّانُ كلِّ الأرضِ لا يدينُ بالعدلِ؟" فقال الربُّ:"إن وجدتُ خمسين صدّيقا في سدومَ صفحتُ عن المكانِ كلِّه إكراماً لهم".

فأجاب إبراهيمُ:"ما بالي أكلِّمُ سيدي هذا الكلامَ وأنا ترابٌ ورمادٌ. ربما نقصَ الخمسون بريئا خمسة ً، أتُهلِكُ كل المدينةِ بالخمسةِ؟" فقال:"لا أهلِكُها إن وجدتُ هناك خمسةً وأربعين". وتابع إبراهيمُ كلامَهُ فقال:"وإن وجدتَ هناك أربعينَ؟" فأجاب:"لا أفعلُ إكراما ً للأربعين". فقال إبراهيمُ:"لا يغضبْ سيدي فأتكلمَ: وإن وجدتَ هناك ثلاثين". فأجاب:"لا أفعلُ إن وجدتُ ثلاثين". فقال إبراهيمُ:"ما بالي أُكثِرُ الكلامَ أمامَ سيدي: وإن وجدتَ هناك عشرين؟" قال:"لا أزيلُ المدينةَ إكراما ً للعشرين". فقال إبراهيمُ:" لا بغضبْ سيدي فأتكلمَ لآخرِ مرةٍ: وإن وجدتَ هناك عشرة ً؟" قال:"لا أزيلُ المدينةَ إكراماً للعشرةِ". ومضى الربُّ عندما فرغَ من الكلامِ مع إبراهيمَ إلى حيث يقيم.

09 سبتمبر 2008

الكينونة 9

في التاريخ عِبرٌ ومواعظ
في التاريخ أساطير وخرافات
في التاريخ مواقف وأحداث
بشرٌ دوَّنهم التاريخُ..وتاريخٌ دوَّنه البشر..أيهما الصواب؟
الحدثُ في التاريخ حقيقةٌ
لكنَّ المكتوبَ في التاريخ ومنه وعنه،، ربما شبهة أو زيف أو جزء من الحقيقة
للتاريخِ زوايا.. فأي هذه الزوايا صائبة، بل هناك زاوية كاملة للتاريخ؟ لكي نعرف
إذن لابد أن نقرأ التاريخ من زواياه كافة
من انعطافاته وتعرجاته واستقاماته وأسفاره

في هذه القصص أنقل التاريخ من وجهة نظر مختلفة، لم نتعودْ الإصغاء لها من قبل
إنها من سفر التكوين..أحد أسفار العهد القديم
-------------------------------
وتستمر قصص العهد القديم، وتبدأ قصة أبي الأنبياء


الإصحاح السادس عشر الآيات من 1 إلى 16

مولد إسماعيل

وأما سارايُ امرأةُ أبرامَ، فلم تلِدْ له. وكانت لها جارية ٌ مصرية ٌ اسمها هاجرُ، فقالت سارايُ لأبرامَ:"الربُّ منع عني الولادةَ فضاجعْ جاريتي لعل الربَّ يرزقني منها بنين". فسمع أبرامُ كلام سارايَ. فأخذت سارايُ، امرأةُ أبرامَ، هاجرَ المصرية، جاريتها وأعطتها لأبرامَ لتكون له زوجـة ً، وذلك بعدما أقام أبرامُ بأرضِ كنعان عشرَ سنين. فضاجع أبرامُ هاجرَ فحبِلت. فلما رأت أنها حبِلت، صغُرَت سيدتـُها في عينيها. فقالت سارايُ لأبرامَ:"غضبي عليك. دفعتُ جاريتي إلى حضنِكَ، فلما رأت أنها حبلت صغُرتُ في عينها. الربُّ يحكم بيني وبينك". فقال أبرامُ لساراي:"هذه جاريتُكِ في يدك، فافعلي بها ما يحلو لك". فأخذت ساراي تـُذِلّـُها حتى هربت من وجهها.

ووجد ملاكُ الربِّ هاجرَ على عين ماءٍ في الصحراءِ على عين الماءِ التي في طريق شُـورَ، فقال لها:"يا هاجرُ جاريةَ سارايَ، من أين جئتِ وإلى أين تذهبـين؟" قالت:"أنا هاربة ٌ من وجهِ سيدتي ساراي". فقال لها ملاكُ الربِّ: "ارجعي إلى سيدتِكِ واخضعي لها". ثم قال لها: "كثيرا أجعلُ نسلكِ حتى لا يُحصى لكثرتِهِ". وقال:
أنت حُبلى وستلدين ابنا
فتسمِّينه إسماعيل
لأن الربَّ سمِعَ صراخَ عنائـكِ
ويكون رجلا كحمارِ الوحشِ
يدُهُ مرفوعة ٌ على كل إنسان
ويدُ كلِّ إنسانٍ مرفوعة ٌ عليه
ويعيشُ في مواجهةِ جميعِ إخوتِهِ
فنادت هاجرُ الربَّ الذي خاطبها:"أنت الله الذي يراني" لذلك سُمّيتِ البئرُ بئرَ الحيِّ الرائي، وهي بين قادَشَ وبارَدَ.
وولدت هاجرُ لأبرامَ ابناً، فسمّاهُ إسماعيلَ. وكان أبرامُ ابن ستٍّ وثمانين سنةً حين ولدت له هاجرُ إسماعيل.


الإصحاح السابع عشر الآيات من 1 إلى 27

العهد والختان

ولما بلغَ أبرامُ التاسعةَ والتسعين تراءى له الربُّ وقال:"أنا الله القدير! أُسلُكْ أمامي وكن كاملاً، فأجعلَ عهدي بيني وبينكَ وأُكثـِّرَ نسلَكَ جدا". فوقع أبرامُ على وجهِهِ ساجداً وقال له اللهُ: "هذا هو عهدي معك: تكونُ أباً لأمَم ٍ كثيرة ٍ، ولا تسمى أبرامَ بعد اليوم، بل تسمى إبراهيم، لأني جعلتـُكَ أباً لأمم ٍ كثيرة ٍ. سأُنميكَ كثيرا جدا، وأجعلُكَ أُمَماً، وملوكٌ من نسلِكَ يخرجون، وأقيمُ عهدا أبدياّ ً بيني وبينك وبين نسلِكَ من بعدك، جيلا بعد جيل ٍ، فأكونُ لك إلهاً ولنسلِكَ من بعدِكَ، وأعطيكَ أنت ونسلَكَ من بعدك أرضَ غربتِكَ، كلَّ أرضِ كنعانَ، مُلكاً مؤبَّداً وأكونُ لهم إلهاً".

وقال اللهُ لإبراهيمَ :"احفظْ عهدي، أنت ونسلُكَ من بعدك جيلا بعد جيلٍ. وهذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلِكَ من بعدك: أن يُختـتنَ كلُّ ذكر ٍ منكم ابن ثمانيةِ أيـام ٍ تخـتِنـونه مدى أجيالكم، ومنهم المولودون في بيوتِكم أو المُقـتـنون بمال ٍ وهم غرباءُ عن نسلِكُم. فيُختـَنُ المولودون في بيوتِكم والمُقتـنون بمالِكم ليكون عهدي في أبدانِكم عهدا مؤبدا. وأي ذكر ٍ لا يُختَنُ يُقطعُ من شعبِهِ لأنه نقض عهدي".
وقال الله لإبراهيمَ: "أما سارايُ امرأتـُكَ فلا تُسمِّها سارايَ، بل سارةَ. وأنا أباركها وأُعطيكَ منها ابنا، أباركها فيكونُ منها أممٌ وشعوبٌ، ويخرجُ من نسلِها ملوك ٌ". فوقع إبراهيمُ على وجهِهِ ساجدا وضحك وقال في نفسِهِ :"أيولدُ ولدٌ لابنِ مئة ِ سنة ٍ؟ أم سارةُ تلدُ وهي ابنةُ تسعين سنة ً؟".

فقال إبراهيمُ للهِ:"ليت إسماعيلَ يحيا أمامك!" فقال اللهُ:"بل سارةُ امرأتـُكَ ستلِدُ لك ابناً وتسميهِ إسحق، وأقيمُ عهدي معه عهدا مؤبدا لنسلِهِ من بعدهِ. وأما إسماعيلُ فسمعتُ لك، وها أنا أباركُهُ وأنميهِ وأُكثِرُهُ جدا، ويلدُ اثني عشرَ رئيسا وأجعلُ نسلَهُ أمةً عظيمةً. ولكن عهدي أقيمُهُ مع إسحق الذي تلدُهُ سارةُ في مثل هذا الوقت من السنةِ المقبلة". قال اللهُ لإبراهيمَ هذا الكلامَ وارتفعَ عنه.فأخذ إبراهيمُ إسماعيلَ ابنَهُ، وجميعَ المولودين في بيتِهِ والذين اقتـناهم بمالِهِ، أي كل ذكر من أهل بيته، فختَنَ الغـُلْفَـةَ من أبدانِهم في ذلك اليومِ ذاتِهِ، كما أمرهُ اللهُ، وكان إبراهيمُ ابن تسع ٍ وتسعين سنة ً، وإسماعيلُ ابنـُهُ في الثالثة ِ عشرةَ عند اختـتانهما. في ذلك اليوم ذاته اختـتن إبراهيمُ وإسماعيلُ ابنُهُ وجميعُ رجالِ بيـته المولودين فيه، أو الذين اقتناهم بماله من الغرباء. هؤلاء اختـتنوا معه.