حتى تغيروا ما بأنفسكم
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
أقرأ هذه الجملة من الآية (11) من سورة الرعد (13)، وأتأملها بل أتدبرها جيدا ثم تسري إلى عقلي أسئلة عديدة، قد تجد الإجابة وقد لا تجد..لكن جملة واحدة تبقى راسخة ولا أدري إن كانت إجابة على سؤال أو إنها جملة اعترضت عقلي فأقول
يقرأ المسلمون كلهم هذه الآية، لكنهم لا يتدبرونها، وإن تدبروها فهم بكل تأكيد..لا يطبقونها على أرض الواقع
وبعد أن توصلت إلى هذه الجملة أو هي توصلت إلى عقلي، قررت أن أبتعد عن تفسير الجلالين الذي قال
إن الله لا يغير ما بقوم "لا يسلبهم نعمته" حتى يغيروا ما بأنفسهم من الحالة الجميلة بالمعصية
كما قررت أن أبتعد عن تفسير الطبري الذي قال
إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره
وقررت أيضا أن أبتعد عن تفسير القرطبي الذي قال
أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب، كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم.. فليس معنى الآية أنه ليس ينزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدم منه ذنب، بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير
لن أتحدث عن الوضع العربي وما آل إليه من تردٍ وتراجع ولن أقول انحدار.. ولن أتحدث عن الوضع الإنساني في العالم بل سأكتفي بالحديث عن بلدي..عن الكويت
حين كانت نفوس وقلوب جاسم يعقوب وسعد الحوطي وفيصل الدخيل ورفقائهم على الكويت.. امتلكوا كأس الخليج وفازوا بكأس آسيا وبلغوا نهائيات كأس العالم
وحين كانت نفوس وقلوب صقر الرشود وسعد الفرج وعبدالعزيز السريع وعبدالحسين عبدالرضا ورفقائهم على الكويت.. بلغت الكويت في المجالات الفنية (دراما تلفزيونية ومسرحية وغيرها) مبلغا عظيما ومكانة رفيعة بين الدول
وحين كانت نفوس وقلوب السياسيين (أفضل عدم ذكر الأسماء) على الكويت حظيت بدستور وقوانين وتشريعات راقية.. كما حظيت بطرح عقلاني مبدؤه مصلحة الكويت.. والكويت أولا
وحين.. وحين .. وحين.. أما الآن .. لا أدري ماذا يحدث
قررت أن أسمح لنفسي بأن أفسر الآية الآنفة..وأقول
إن الله لا يعلي من شأن قوم ويبلغهم المراتب العليا حتى يشيعوا ويفشوا ويبثوا الحب والسلام والثقة بينهم
وكل ما أتمناه لاسيما أننا نلج سنة جديدة أن نراجع أفعالنا، وأن نغير ما بأنفسنا إن كان فيها غِلٌّ وحقدٌ وكرهٌ ولا أعتقد ذلك، وأن نصطفي أرواحنا من بين كل شائبة أو ننبذ الشوائب من أرواحنا، لننعم بسنة جديدة سعيدة على بلادنا وعلى شعبنا وعلى أنفسنا
وكل عام وأنتم بخير أيها الإنسانيون وصحة وعافية
وأنفة ورفعة وسمو