25 نوفمبر 2006

ألا تريد أن تسكر


المشربُ ليس بعيدا ً 1
قالها ذاك المتشرّدُ الجميل 2
تذكرتُ قوله حين كنتُ أبحثُ
عن مشربٍ في هذا الليل

أيها المشرَّدُ المتشردْ
أ تدري أنك لستَ وحدك
من يبحث عن مشرب؟
كثيرون هم من يبحثون
لكن قليلين من يجدون
ذلك المشربَ البعيد
أتدري لماذا نبحثُ عن مشرب؟
لأننا نريد أن نشرب
لا يهم ماذا نشرب
بل المهم أن نشرب
نشرب وحسب

***

صديقتي تشرب الكوكاكولا
ثم تلعن أمريكا
وتطالب بمقاطعة البضائع الأمريكية
صديقي يشرب الجاك دانيال
وحين يسكر
يصرخُ بأعلى صوتِهِ
الموت لأمريكا

***

النادل يرمقني بنظرةٍ
كأنه يسألني
ألا تريدُ أن تسكرْ
فأقول له
أريد أن أشربَ نبيذاً أحمرْ
يصبُّ في كأسي ثلاثَ قطرات
لأتذوقها .. وتذوقتها
فأعدتُ الكأس إليه
إن نبيذ َك هذا مُر
فقال
إنه النبيذُ الأحمر
وكرر سؤاله
ألا تريدُ أن تسكر

***

أمعنتُ السمعَ إلى ذاك المشرَّدِ
وهو يكلم صاحبته
وكان يقول
نخبُكِ نخبكِ سيدتي
لن يتلوث منك سوى اللحمِ الفاني
فالبعضُ يبيع اليابسَ والأخضرْ
ويدافعُ عن كل قضايا الكون ِ
ويهربُ من وجهِ قضيتِهِ
3

***

نظرتُ إلى صديقتي وقد أفرغتْ
الكوكاكولا في جوفها ثم صرختْ
قاطعوا البضائع الأمريكية
وكان صديقي منشغلا ً
يملأ ُ كأسَهُ بالثلج.. فسألتُه
أهي الكأس الثانية ؟
ابتسم لي وقال
أنت لا تفقه علم الحساب
ولا تعرفُ عن طقوس السُّكْرِ شيئاً

***

وسمعتُ صوتَ ذاك المشرَّدِ يتردد
اسقنيها وفدى خفيكِ من يشربُ خمراً
وهو لا يعرفُ للخمرِ مقاما
أيها الشاربُ إن لمْ تكُ شفافا ً رقيقا ً
كزجاج ِ الكأس ِ لا تدخلْ طقوسَ السكرِ
والكينونةِ الكبرى فسوء الخمرِ يؤذي
بينما يقتلُ سوءُ الخُلق
فاشربها كريما ً دمثا ً
تطمعُ أن النارَ تستثني الكِراما
4

***

ساد صمتٌ غيرُ طويل
والنادلُ يضحكُ ويسألني
ألا تريدُ أن تسكرْ
لكنني أدرتُ وجهيَ عنه ناحية َ ذاك المشرد
وإذا به يصرخُ
سأبول عليه وأسكر
ثم أبول عليه وأسكر
ثم تبولين عليه ونسكر
5

ضحك النادلُ ملء شدقيه
فبانت أسنانُهُ الصفراء .. وقال
إن كلَّ من يسكر لابد أن يبولْ
ألا تريدُ أن تسكرْ
فقلتُ له
أ صحيحٌ ما تقول ؟
إذن
اسقني نبيذاً أبيض
غمز بعينه اليمنى
أنت تبحثُ عن السلام
ابتسمتُ له وقلت
وعليكم السلام

***

صديقتي تطلبُ الكوكاكولا مجدداً
ثم تصرخ
لا للبضاعة الأمريكية
وصديقي يعبُّ من كأسِه
ربما كانت الكأسَ العاشرة
لأنه بدأ يغني
عيناكِ وتبغي وكحولي ... والقدحُ العاشرُ أعماني 6

***

اكتظ المشربُ بالسكارى
والمشردُ الجميل يواصل صراخـَه
القدسُ عروسُ عروبتكم
أهلا ً أهلا ً
7

تمنيتُ أن يتوقفَ عن صراخِهِ
وأقول له مهلا ً
لكنه واصل الصراخ
فلماذا أدخلتم كلَّ زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمعَ وراء الأبواب
لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكتَ صونا للعرض
8

***

ولا تزال صديقتي تشرب الكوكاكولا
وتصرخ.. لا ثم لا ثم لا
لا للبضائع الأمريكية
وصديقي مستمرٌ بغنائهِ
ماذا أعطيكِ أجيبيني ... قلقي إلحادي غثياني
ماذا أعطيكِ سوى قدرٍ ... يرقصُ في كفِّ الشيطان ِ
9

ضحك النادلُ أكثر وأكثر
وكرر سؤاله لي
ألا تريدُ أن تسكر
ونظرتُ إلى ذاك المتشردْ
ما انفكَّ بكلماتِهِ يغردْ
تتحرك دكة ُ غسل ِ الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة ْ
الآن أعريكم .. الآن أعريكم
فما أشرفكم .. فما أشرفكم
10

***


وصديقتي عبَّت ما عبَّت من الكوكاكولا
ثم صمتت
وصديقي يصدحُ ويغني بصوتٍ
لا أكادُ أسمعُهُ
أنا ألفُ أحبكِ فابتعدي .. فابتعدي .. فابتعدي 11

والنادلُ اغرورقت عيناه من الضحك.. ويسألني
ألا تريدُ أن تسكرْ

انتهت
-------------------------------------------
1 من قصيدة في الحانة القديمة مظفر النواب
2 لقب أطلقه الدكتور أحمد الربعي في إحدى أربعائياته على المشرد ذاته
3 من قصيدة في الحانة القديمة
4 من قصيدة أيها القبطان
5 من قصيدة في الحانة القديمة
6 من قصيدة نهر الأحزان لنزار قباني
7 من قصيدة وتريات ليلية مظفر النواب
8 من قصيدة وتريات ليلية
9 من قصيدة نهر الأحزان
10 من قصيدة وتريات ليلية
11 من قصيدة نهر الأحزان

13 نوفمبر 2006

يا فكرتي الجميلة ومصدر قوتي

حبيبتي
لا أعرف ماذا أقول أو كيف أعبر عما يجول في ذهني من أفكار متزاحمة متراصة، فأنا أشعر بالفوضى الفكرية، ولا أعرف بالضبط ماذا أريد!!، أو ماذا أقول ، فهذه الفوضى الفكرية التي أعيشها –أعتقد- سببها الوحدة.. ولا أقصد بالوحدة أنني أعيش وحيدا بعيدا عن الزملاء والمعارف، بل أقصد أنني أعيش في عزلة فكرية، ووحدة فكرية، ولا أعرف بالضبط أسباب هذه العزلة الفكرية

سيدتي
قد تكون أسباب هذه العزلة هي الخوف، أو بمعنى آخر عدم القدرة على المواجهة.. فأنا في هذه الأيام لا أجد قدرة على مواجهة ذاتي، فأجدني ضعيفا أمام نفسي، وهذا ما يجعلني خائفا من مواجهة الآخر.. ليست المواجهة العضلية الجسدية، بل المواجهة الفكرية

مولاتي
لا أدري إن كنتِ ترضين بحبيب بات ضعيفا أمام نفسه، ضعيفَ الفكرة، ضعيفَ القدرة على الاختيار.. ولا أدري إن كان هذا الضعف وليد اليوم أم هو موجود منذ زمن.. لكنه تجلى الآن!! لا أدري

معلمتي ومصدر أفكاري
ربما سبب ضعفي هذا هو ابتعادي عنك، فأنا قوي بك، ومعك أشعر بأنني أقوى من كل أقوياء البسيطة.. فمن المؤكد أن السبب الحقيقي لضعفي هو ابتعادي عنك.. يا فكرتي الجميلة.. وشخصيتي القوية.. ورسالتي في هذه الحياة.. أيتها الحبيبة المجهولة
--------------------------------------
وفي الختام زهيرية للشاعر المرحوم
فهد راشد بورسلي
يا ناعس الطرف خل مواصلك منا
واعرف حالات الهوى وصل بلا منا
لا تقول منا وأنا أقول الدرب منا

أخاف حسودي يفرق شلمنا وهلك
تشمت بنا الناس خلق الله وأهلي وأهلك
ما دام وهلتني واجب أنا وهلك

ليما يدور الفلك نقضي الوطر منا

11 نوفمبر 2006

بمناسبة الجو الجميل



تذكرت هذه القصة وأنا أشاهد هذه الغيوم الجميلة
وهذا الجو الرومانسي الرقيق

يحكى أن شابا قرر زيارة راهب الكنيسة للجلوس على كرسي
الاعتراف ليكفر عن خطاياه، فدار بينهما هذا الحوار
الشاب: يا أبت الوقور جئت إليك لكي أعترف بالخطايا التي ارتكبتها
الراهب: قل ما شئت يا بني فالرب يغفر الذنوب
الشاب: في يوم من الأيام زرت منزل صديقتي وكانت السماء غائمة
والمطر رقيقا جميلا والأجواء رومانسية جدا.. فمارسنا الحب
الراهب: لا عليك يا ولدي.. فالرب يغفر الذنوب
الشاب: مو بس جذي.. ثاني يوم رحت بيت صديقتي وكانت أمها بالبيت
وكان الجو جميل والمطر رقيق.. فارتكبت الزنا مع والدة صديقتي
الراهب: لا عليك.. الرب يغفر الخطايا
الشاب: مو بس جذي.. اليوم التالي ذهبت إلى منزل صديقتي وكان والدها
في المنزل وحيدا.. وكان الجو جميلا والمطر رقيق.. وبصراحة ما
تمالكت نفسي ومارست الرذيلة مع والدها
الراهب: أ مارست اللواط !! لكن لا عليك مادمت قد ندمت على فعلتك
فالرب يغفر الخطايا
الشاب : مو بس جذي يا أبتِ .. ذاك اليوم كنت مودي سيارتي الميكانيكي
وكان الجو جميل والمطر رقيق.. وبصراحة لم أتمالك نفسي ..
فمارست اللواط مع الميكانيكي
الراهب: (مبحلق العين فاغرا فاه) الرب رحيم بالتائبين
الشاب: مو بس جذي .. كنت في زيارة لعمدة المدينة.. وكان الجو جميل
والمطر رقيق .. وكان عنده حديقة جميلة ومنظر بديع رومانسي
وبصراحة .. لم أتمالك نفسي .. فقضينا وقتنا بممارسة الحب
الراهب: أنت والعمدة !! يا للهول .. لكن لا عليك.. الرب يغفر الذنوب
والخطايا
الشاب: مو بس جذي .. (فوضع يده برقة وحنان على رقبة الراهب) الحين
الجو جميل والمطر رقيق وأنا وانت بروحنا .. وأنا ما أقدر أتمالك
نفسي.. فماذا ترى .. هل يغفر الرب خطاياي


وساد صمت.. ثم انقطع الارسال


------------------------------------------------

وإليكم هذه الزهيرية الجميلة
للشاعر المرحوم عبدالرحمن الضويحي

أدعج غـَنج غض بض امقرمزات اشفاه
زار المـريض ويظن بزيارته اشفاه
ما يدري إنه محب وفي شفاه اشفاه

يا زاير اعرف ترى كل امرضه باسباب
هجر وجفا منك مع حاجب مهو بس باب
وأصبح سجين وغدا كالمنربط بسباب

ولـَّـت حياته وراحت فرحته وشفاه


ودمتم

05 نوفمبر 2006

مالي خلق

لأن الغياب عن التدوين قد ينسي الآخرين هذا الموقع

وبناء عليه سأدون.. وأقول


ما ادري ليش تحوشني هالحالة بين فترة وفترة
مالي خلق اسوي شي
لا مجهود عضلي ولا مجهود فكري
ولا مدحت ولا مصطفى

اوووووف

عاد كنت ناوي اكتب عن كتاب الدكتور خليفة الوقيان
الثقافة في الكويت .. بواكير واتجاهات

بصراحة كتاب ممتاز وحلو ويلخص الحياة الثقافية في الكويت

لكن شسوي مالي خلق

هل يا ترى هالحالة تحوش كل الناس
ولا بعض الناس
ولا ما تحوشني الا انا
!!!!

أفيدوني أفادكم الله



--------------------------------

لاني احب شعر الزهيري
راح اورد زهيريتين لشعراء كويتيين


ما اغفر انا اخطاك وحبك بالضمير انزاح
من حيث جرح ٍ بقلبي ما برا وانزاح
ونسيت ذاك الطرب واللعب وامزاح

انكرتني ليش شافعلت انا من بد
من بين الرفاقة ليه تحكي علي بد
الضرس لي من رقل من شلعته لابد
وانظر الى الغيم لي هب الشمال انزاح

للشاعر حمود الناصر البدر


الزهيرية الثانية

الروح كالسايبة والعقل راعيها
راعي بصيرة بعين الحق راعيها
يا ظالم النفس بالانصاف راعيها
لا تهين المدركة وتقول هذا قدر
رابي بمعزة ولا لي عالمذلة قدر
عندك دناعة نفس وتريد عز وقدر
النفس الدنية اطيح قدر راعيها

للشاعر عبداللطيف العبداللطيف السلطان


ودمتم