البارحة دورت بأوراقي القديمة... لكن ما لقيت "بقايا جروح أو ذكرى أليمة" بقدر ما لقيت كلمات كنت كاتبها قبل سنوات "سنوات المراهقة والسذاجة الفكرية"... وهذا ما كتبت في شهر مايو سنة 2002 ....
أساءل
نفسي بين الحين والآخر.. لماذا يمارس بعض الناس "الثرثرة" !! فهم
يمارسونها كما يمارسون عادة الأكل والشرب والنوم.. وطبعا البون شاسع ما بين تلك الممارسات..
لأن الأكل والنوم هي من حاجات الجسم لكن الثرثرة!! هل هي من حاجات الجسم المهمة ؟!
.. لا أدري..
فبعض
الناس يعتبرون الثرثرة أمرا مهما.. فلا يمضون ثانية واحدة دون أن يثرثروا..
والكارثة أن هذه الثرثرة تدخل في كل الموضوعات في هذه الحياة.. فهؤلاء الناس
يثرثرون "في الفاضي والمليان" .. وهم يجيدون التحليل
السياسي.. ويبدعون في عمل الصحافة.. وينتقدون الأعمال المسرحية وكأن كل واحد منهم
عمل في هذا المجال.. بل ومع ذلك كله يتكلمون عن آخر صيحات الموضة.. ثم يتباحثون في
شأن أفضل الأطباق الصينية والهندية ويدخلون في تحدٍ كبير مع "الشيف
رمزي" في صناعة تلك الأطباق..
أحتاج
دائما إلى الابتعاد عن هؤلاء المثرثرين حتى أتمكن من صياغة كلمات الحب الصادق لك
... لأنني كلما ابتعدتُ عنهم أجد نفسي قريبا منك.. فأنت العقل الذي به أفكر.. وأنت
الروح التي تمدني بالحياة.. وأنت البستان الذي أتمتع بمنظره الجميل الهادئ .. وأنت
الهدوء الرومانسي خالقُ الحب الجميل.. وأنت كل شيء جميل في هذا الكون كله.. فأنا
أشكر الله دائما.. لأنه خلقك لي وحدي... لأنك أنت ذاتي وكياني .. والإنسان لا يعيش
محترما إن كان بلا ذات ولا ثقة.. فأنت ثقتي في نفسي وذاتي .. فهيا نعيش بعيدا عن
الثرثارين في جزيرة الهدوء والحب..
أتوقع لو أكتب اليوم (سنة 2012) لكانت الكلمات نفسها "ما عدا الشيف رمزي طبعا"... لأن الحين كثر الشيفون والشيفات... ولكن هناك كلمات أعدت النظر في تعريفها ومفهومها مثل الحب الصادق والعقل والروح والجمال... أشوفها كلمات مبهمة مطاطة زيادة عن اللزوم.. كلمات حسنة الشكل لكن في مضمونها سم ... على طريقة "ومن الحب ما قتل"...
موضوع شاغلني صار له فترة (أكثر من سنتين)... عن معنى جملة وردت في رواية "الرابح يبقى وحيدا" لباولو كويلو وهي "سأحطم عوالم لأبني عالمي"... تجربة مثيرة ومغامرة لا تخلو من خطورة إني أحطم عوالم علشان أبني عالمي.... يـبـيـلــه أو يـِـنـْـراد له ....