15 مايو 2008



رحل وترك لنا أمانة عظيمة.. فهل نصونها ونحفظها؟؟
لا نملك من الكلمات لكي نفيك حقك في حبك وإخلاصك لهذا البلد
رحمك الله أيها الوالد الأمير سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح

---------

منذ انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات مجلس الأمة 2008 وارتفاع أصوات المرشحين وصراخهم ومطالباتهم بضرورة التمسك بالدستور وصون مواده والمحافظة على مضامينه من أي تفريغ أو تلاعب، وسؤال واحد يتبادر إلى الذهن دائما.. هل قرأ هؤلاء المرشحون دستور الكويت واستوعبوا روحه وتمعنوا في مواده مادة مادة، وما ينادي به من عدالة ومساواة وحرية، بل الدعوة إلى المزيد من الحرية
مثل هذا التساؤل قرأته في مقالة للكاتب كريم الهزاع بعنوان (المعيار الناضج في العقد الاجتماعي) في صحيفة أوان في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي إذ يقول

تساءلنا في السابق: يا ترى كم واحدا من أعضاء مجلس الأمة قرأ دستور بلاده ! وإذا قام بقراءته هل فهم أو استوعب روح المواد الدستورية؟ هل توصل إلى أن الديمقراطية في مجملها النهائي تعني العدالة والإنسانية واحترام الجميع واحترام معتقداتهم والدفاع عن حقوقهم؟ وأن العدالة تعني المحبة، محبة الجميع وليس محبة من يمتلكون حق التصويت وإيصاله إلى كرسي البرلمان؟ وهل يعرف هذا المرشح بأن هذه الشرائع هي بُنية علم السياسة الأساسية؟

الكاتب قدم لي تعريفا جميلا لمعنى الديمقراطية والعدالة، فالديمقراطية ليست مصطلحا يتغنى به البعض دون فهم فحواه وأساسه وروحه، ولكن الديمقراطية تعني العدالة الإنسانية واحترام الجميع واحترام معتقداتهم.. والعدالة أيضا تعني المحبة.. أجل المحبة.. محبة الجميع وليس محبة من يمتلكون حق التصويت فقط.. فهل هذا واضح لدى الأخوة المرشحين ونواب المستقبل
فكم مادة من مواد الدستور تنادي بالحرية والمساواة والعدالة

المادة 7 من الدستور تنص على أن العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين


والمادة 8 تنص على أن تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين

ولننظر هنا إلى كلمة "دعامات المجتمع" ففي المادة السابعة تعريف لدعامات المجتمع بأنها العدل والحرية والمساواة، وفي المادة الثامنة تأكيد دور الدولة في صون وحماية هذه الدعامات.. أي صون وحماية وكفالة العدل والحرية والمساواة، والمواد التالية تؤكد هذا الدور أيضا


فالمادة 29 من الدستور تنص على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين

والمادة 30 تنص على أن الحرية الشخصية مكفولة

والمادة 31 تنص على أنه لا يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون.. ولا يعرض أي إنسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة

والمادة 35 تنص على أن حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب

والمادة 36 تنص على أن حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون

والمادة 37 تنص على أن حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون

والمادة الأكثر أهمية والتي تعتبر الحامي الأساس للحريات المذكورة في هذا الدستور هي المادة 175 التي تنص على أن
الأحكام الخاصة بالنظام الأميري للكويت وبمبادئ الحرية والمساواة المنصوص عليها في هذا الدستور لا يجوز اقتراح تنقيحها، ما لم يكن التنقيح خاصا بلقب الإمارة أو بالمزيد من ضمانات الحرية والمساواة


أتمنى أن يقرأ المرشحون جميعهم هذا الدستور، وأن يبلغوا الغاية السامية منه، فالدستور يحفظ حقوق الجميع دون استثناء، وينظم العلاقات بين أفراد المجتمع، لذلك أتمنى أيضا أن ينتبه الذين سيفوزون بالمقعد البرلماني إلى القوانين التي يجب أن تنظم المجتمع بأن لا تخالف الدستور.. فهناك العديد من القوانين المخالفة للدستور ولروح الدستور، وخاصة في ما يتعلق بمبدأ الحرية واحترام الرأي والرأي الآخر.. والأخذ برأي الأغلبية مع احترام رأي الأقلية

عندي اقتراح أو أمنية، بأن يتم إقرار القسم الوارد في المادة 91 على جميع موظفي الدولة، أي قبل أن يباشر أي موظف أو موظفة عمله أن يؤدي هذا القسم

أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق

لأنني بعد أن أمعنت وأنعمت في هذا القسم وجدت ضرورة العمل به وتطبيقه على جميع الكويتيين دون استثناء، وليس على أعضاء مجلس الأمة وحدهم.. لأننا كلنا نعمل من أجل الوطن

كنت أتمنى أن تحظى الحياة الثقافية والفكرية والفنية والأدبية بمكانة واضحة وذكر واستذكار في البرامج الانتخابية للمرشحين، لكن للأسف لم أجد ذلك إلا في برامج قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة.. الشكوى لله

وفي الختام نتمنى أن تكون نتائج الانتخابات.. مملوءة بالأمل وأن تحمل



رؤية جديدة.. لوطن أجمل